التعليم الثانوي بالعطاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات التعليم الثانوي – العطاف –
 
الرئيسيةشريط الإدارةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سفير اللغة و الأدب
عضو ممتاز
عضو ممتاز



ذكر عدد الرسائل : 1085
العمر : 60
نقاط : 6005
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟   لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟ Icon_minitimeالسبت 23 أغسطس 2008 - 14:22

لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟



[b]- د. قميحة: التذوق الأدبي أُصيب في وقتنا الحاضر بذبول
- د. أحمد عثمان: الإعلام يهبط بمستوى الناس لأسفل
- عبد التواب يوسف: يجب تدريب أطفالنا على الاستمتاع بالتعبير الأدبي
- نادية الكيلاني: السبب في غياب التذوق الأدبي يرجع لقلة القراءة[/b]


[b]تحقيق: محمد أبو دهبية[/b]


أصبح معتادًا أن يقوم الشعراء في أمسياتهم بتوزيع بعض دواوينهم مجانًا على الحاضرين الذين يكونون غالبًا من الشعراء والأدباء فقط، والسبب في ذلك أنَّ الشاعر يطبع كميةً محدودةً من ديوانه على نفقته الخاصة وهو يعلم أنه لن يوزع شيئًا إذا ما أرسله إلى مؤسسات التوزيع.

يروي شاعر كبير أنه طبع ألفي نسخة من ديوانٍ له واتفق على توزيعه فكانت نسبة التوزيع لا تتجاوز 1%، وهناك قاص آخر طبع مجموعته القصصية وتسلمت مؤسسة التوزيع ألفي نسخة فكانت كمية التوزيع نسخة واحدة وكان عدد المرتجع 1999 نسخة.

وأصبح هذا الأمر شائعًا في الأوساط الأدبية، فماذا جرى للأدب اليوم؟ وهل فقد الناسُ ذائقتهم الأدبية؟ ومَن المسئول؟

التذوق الأدبي
في البداية يُعرِّف الدكتور جابر قميحة- أستاذ الأدب والنقد- التذوق الأدبي بأنه الفهم للمقروء والتأثر به قبولاً ورفضًا مع بيان هذا الحكم، فالتذوق بمفهومه الدقيق لا بد أن يتوفر له هذه العناصر الثلاثة (فهم وتقدير- أي تقييم- وتعبير أي حكم على المقروء)، وهذا يحتاج من المتلقي أن يكون عنده القدرة نفسيًا وعقليًا وثقافيًا في الشعور والحكم على المعروض أمامه، بعيدًا عن العوامل التي تفسد الذائقة من تأثيرات اجتماعية أو سياسية أو هوى ذاتي، والذي يملك هذه القدرة نقول عنه إنه إنسان متذوق أو إنسان ذو ذائقة أدبية.

ويرى الدكتور قميحة أنَّ التذوق الأدبي أُصيب في وقتنا الحاضر وخصوصًا في العقود الأخيرة بذبولٍ وتخلف لعوامل متعددة منها الضعف الثقافي أو ما يُسميه بالأنيميا الثقافية لقلة القراءات وضعف التعليم الجامعي والانشغال بتحصيل العيش والأزمات الاقتصادية إلى آخره.

إلى جانب ضعف كثيرٍ من المعروضات الأدبية، ومعروف أن ضعف الإبداع يتبعه النقد وذبول الذائقة الأدبية، فمثلاً تخلف النقد العربي في العصر التركي؛ وذلك لأنَّ الإبداع كان ضعيفًا في مضامينه وفنه؛ إذْ اهتمَّ المبدعون بالمحسنات اللفظية والألفاظ المنفوشة وذلك لضعف ثقافتهم أيضًا.

ويضيف الدكتور قميحة أنه من ضمن الأسباب التي أدَّت إلى اختفاء التذوق الأدبي اقتصار وسائل الإعلام وخصوصًا الصفحات الأدبية في المجلات الصحف والبرامج التلفازية على مجموعة من النفعيين ، فليس في الميدان الآن ناقد في حجم العقاد أو سيد قطب أو الرافعي أو شوقي ضيف، بينما الأغلبية من المحتكرين

ومن هنا نجد كثيرًا من حالات الانسحاب الأدبي من الساحة أو الانطواء على الذات مع الشعور بخيبة الأمل، ويقول إنَّ من ضمن الأسباب التي أدَّت على ضعف وذبول التذوق الأدبي هي انتشار الآداب الهدَّامة والترويج لها إثارةً لعواطف الشباب وغرائزه الدنيا مثل وليمة لأعشاب البحر والخبز الحافي والروايات التي أخرجتها قصور الثقافة أو الهيئة العامة للكتاب، وأصبحت القاعدة في مسألة قيام الجهات الحكومية بطبع الإبداع هي مَن تعرف لا ماذا تعرف بمعنى أنَّ النشر يتم للواصلين حتى لو كان الإنتاج رديئًا.

أما الذين لا صلةَ له بالكبار ورجال السلطة فلا مكانَ لهم في نشر إبداعهم، ويضطر بعضهم أن يطبع إبداعه على نفقته، مع أنَّ في ذلك إجهادًا شديدًا له اقتصاديًا وماليًا.

ضعف التعليم
ويضيف الدكتور جابر قميحة سببًا آخر لضعف التذوق الأدبي وهو ضعف التعليم وخصوصًا في المرحلة الجامعية مع أنَّ النقاد كانوا يبزغون وهم طلبة قبل أن يتخرجوا، ومثال ذلك سيد قطب- رحمه الله- الذي ألقى محاضرةً طويلةً وهو طالب في كلية دار العلوم بعنوان "مهمة الشاعر في الحياة"، وطُبعت بعد ذلك في كتابٍ مستقبل، كل ذلك وسيد قطب كان طالبًا في دار العلوم، وأثنى على المحاضرة أستاذه الدكتور مهدي علام، وجعل سيد قطب من هذه المحاضرة فيما بعد فصلاً أساسيًا في كتابه القيم الذي يُعدُّ عمدةً في مجاله وهو كتاب (النقد الأدبي أصوله ومناهجه)، ويرى الدكتور جابر قميحة أنَّ كل هذه العوامل وهناك غيرها تضعف بالتبعية التذوق الأدبي وتقلل من الحرص على إبداء الرأي والإقدام على تقييم الأعمال الأدبية.

التربية والأمية
أما الدكتور أحمد عثمان- أستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة- فيرى أنَّ التذوق نفسه عمومًا معناه حسن التلقي وهو يتطلب ثقافة وتربية فلا يمكن مخاطبة أميين بأدب رفيع، ولذلك كلما جودنا في طرق التربية والتعليم وفي الإعلام أيضًا، كلما حصلنا على جمهور ذواقه، المشكلة التي تُعاني منها في العالم العربي أنَّ لدينا مشاكل في التربية والتعليم والأمية منتشرة، يضاف إلى أنَّ الإعلام لا يعمل على رفع مستوى الناس وإنما يهبط بهم إلى أسفل من حيث أنه يقدم لهم أغاني هابطة ومسلسلات مللودرامية مثيرةً جدًا لا تلقي درسًا ولا تغرس قيمًا وبالتالي كيف تحصل على جمهور، فهي مشكلة كبيرة جدًا.

فجمهور المسرح غائبون على سبيل المثال- والسينما كذلك والشعر كذلك، وما إلى ذلك، فبالتالي نحن نعاني من غياب الجمهور المتلقي للأسباب التي ذكرت.

والمسألة تزداد تعقيدًا لأنه بلا جمهور فلا يوجد فن، فبالتالي إذًا حرمنا مثل هذا الجمهور الواعي فلمَن نصنع الأشعار ولمَن نكتب المسرحيات؟

لذلك فهي مشكلة صعبة جدًا ومعقدة وتتراكم مع مرور الزمن، ولذلك ربما هي فرصة نتوجه بالنداء لكل مسئول عن التربية والتعليم عن الإعلام المسموع والمرئي والمقروء أن يلتفتوا لهذه المشكلة، وأن يحاولوا رفع مستوى الناس ثقافيًا وتربويًا، وبالتالي نحصل على جمهور ذوَّاقة عندئذٍ سيرفض هذا الجمهور الأغاني الهابطة وسيرفض الأفلام المسفة والمسلسلات المسطحة التي لا معنى لها فنحصل على فنٍ راقٍ، فهي عملية تبادلية وتراكمية أيضًا.

أما الأديب عبد التواب يوسف فيرى أنَّ غياب التذوق للأدب نابع عن عدم قدرة الأسرة الأمية على تعليم أطفالنا التذوق الأدبي، وخاصةً أنَّ المدرس يعجز عن تعليم أكثر من 50 طالبًا في فصل واحد للتذوق الأدبي، إضافةً إلى أنَّ المدرس نفسه غير متذوقٍ للأدب ونحن نعرف أنَّ فاقد الشيء لا يعطيه.

الكلمة الحلوة
ويرى الأديب عبد التواب يوسف أنَّ التذوق الأدبي يبدأ في سن مبكرة جدًا بمعنى أن على الآباء أن يدربوا أطفالهم على تذوق العبارة الحلوة وعلى نطق العبارة والكلمة الحلوة منذ سن ما قبل المدرسة، فأولادنا يخرجون ويعودوا بكلماتٍ مثل "الحجر"، وعلينا أن نطهر ألسنتهم وأفواههم من هذه الكلمات، وأن نُدخِل كلماتٍ جديدة وجميلة يُعبِّرون بها عن أنفسهم.

ثم يأتي بعد ذلك دور المربين في دور الحضانة والمدرسين في المدارس بعد ذلك، وخاصةً مدرسي اللغة العربية؛ لأنَّ العرب عرفوا معنى تذوق الشعر، وتذوق الكلمة الحلوة في القرآن الكريم، وفي الحديث النبوي الشريف، وفي خطب السلف، وفي الأدب القديم وفي المقامات وصولاً إلى ذروة التذوق الأدبي الحقيقي.

فإذا درَّبْنا أطفالنا في سنٍ مبكرةٍ على تذوق الكلمة الحلوة وعلى الاستمتاع بالتعبير الأدبي والاستمتاع بالحكاية والسرد والرواية؛ لا بد أن ينشأ عندهم حسٌ أدبي.

ويقول الأديب عبد التواب يوسف- للأسف- إذا لم يتم ذلك يتجه الأطفال نحو الحركة واللون والصوت وشخصيات التليفزيون، وخاصةً أفلام الكارتون وهم صغار، دون أن يتذوقوا الكلمة، ولسنا ضد تذوق الصورة لكننا ضد أن يفقدوا اهتمامهم بالكلمة أو التركيب العضوي للغة والجملة وقراءة شيء يهتفون بعده (الله).

ويستطرد الأديب عبد التواب يوسف بقوله: هذا في تقديري وتصوري السر في تراجع التذوق الأدبي في سنٍ مبكرةٍ لن يحصلوا على ذلك في سنٍ متأخرة.

ويضيف بقوله: دائمًا أذكر عبارةً لشكسبير هو يتكلم عن "ماكبث" لما قتل الملك وتلوثت يده بالدم، قال له: "مياه المحيطات لن تستطيع أن تغسل هذا الدم"، فردَّ ماكبث بقوله: قليل من الماء يغسلها، فشكسبير يتكلم عن الغسيل المعنوي لليد القاتلة والآخر يتحدث عن حفنة الدماء التي تلوث اليد!!

ويستطرد الأديب الكبير موضحًا: فالشخص يقف أمام هذه العبارات وهو مبهور لروعة المبدع الكاتب سواء كان هذا الكاتب من 400 سنة مثل شكسبير أو من 50 سنة.

ومن المهم جدًا أن الشخص يعلم نفسه كيف يتثقف ويعلم نفسه بنفسه دون اعتماده على مدرس لأنه بعدما تنتهي مراحل الدراسة مَن سيقوم بتعليمه؟ فلا بد أن يعلم نفسه فاستمرار الإنسان في تعليم ذاته والتثقيف الذاتي أمور في منتهى الأهمية في التذوق الأدبي.

قلة القراءة
الأديبة نادية الكيلاني ترى أنَّ السبب في غياب التذوق الأدبي يرجع إلى قلة القراءة الناتجة عن الانشغال بالحياة؛ لأن القراءة المفروض أن يتعودها الطفل منذ الصغر كالصلاة فلا بد أن توجه الأسرة أبناءها للقراءة فلم يعد أحد من الكبار يوجه الأطفال للقراءة أو يقرأ فيقلده الصغير، فقد أصبح الأدب داخل أسرة الأدباء فقط، ولذلك انخفضت نسبة مبيعات الكتب الأدبية بشكلٍ واضح.

كما أنه لو قام أحد الزملاء بإصدار مجموعة قصصية مثلاً أو ديوان يكون الآخر في انتظاره كهدية لكي يوضع في مكتبته لا ليقرأه فرغم مشروع مكتبة الأسرة والمشروعات الأخرى إلا أنَّ مَن يشتري الكتب يشتريها ليكون مكتبة غير مكلفة كديكور في البيت وليس بغرض القراءة والاطلاع.

وتؤكد الأديبة نادية الكيلاني أنَّ الحل يكمن في الأسرة أولاً وفي إصلاح التعليم الذي يعمل على إعادة التذوق الأدبي من خلال المعلم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.musbene.blogs.fr
أبو حسام الأشقر
عضو مميز
عضو مميز
أبو حسام الأشقر


ذكر عدد الرسائل : 224
العمر : 62
** : 0
نقاط : 5987
تاريخ التسجيل : 15/03/2008

لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟   لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟ Icon_minitimeالسبت 23 أغسطس 2008 - 19:32

""وهذا يحتاج من المتلقي أن يكون عنده القدرة نفسيًا وعقليًا وثقافيًا في الشعور والحكم على المعروض أمامه، بعيدًا عن العوامل التي تفسد الذائقة من تأثيرات اجتماعية أو سياسية أو هوى ذاتي، والذي يملك هذه القدرة نقول عنه إنه إنسان متذوق أو إنسان ذو ذائقة أدبية.""

عندما نقرأمثل هذه التحاليل ...يذهب بنا الفكر الى أولئك الذين يصنعون السياسة التربوية في بلادنا ...أولئك الذين يخيطون قبعة لا تناسب كل أبناء الجزائر ...سياسة تائهة ..سياسة تضع المناهج ..وتفسدها بالبرامج التلفزيونية والأخبار الرياضية المقيتة ..انه يا سيدي الكريم زمن الفيفا والفيفي ..كما قال الشاعر الحكيم أحمد مطر ..زمن لا نامن فيه على نفوسنا من مهرجانات وتظاهرات تنفق فيها الملايين على أشباه اللاعبين والمطربين ...زمن الفيفا الت أصبحت بقدرة قادر تتحكم في السياسة الدولية ..زمن الراقصة المصرية فيفي عبده التي لا تعرف القراءة والكتابة ..زمن رونالدو ورونالدينو...زمن لا نأمن فيه على نفوسنا فكيف نأمن على أبنائنا ...وزارتان لحكومة واحدة... وزارة مهرجانات تطمس في يوم واحد ..او في موسم واحد ما أعدته وزارة أخرى خلال سنة دراسية كاملة...فليس عجبا اذا ما رأينا الناس وقد انصرفوا عن الأدب الى أمور أخرى ..لأن الأدب في نظرهم لا يوشح ميدالية ذهبية ولا يدر عليهم شيئا ..ولا يرشحهم للسعفة الذهبية....باختصار شديد زمن الفيفا والفيفي لا يمنحهم القدرة النفسية والعقلية والثقافية في الشعور والحكم على المعروض الأدبي ..وهذا ما جاءت به الدراسات الأكاديمية ومل تفضلت به أخي الكريم...أشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع ..سلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سفير اللغة و الأدب
عضو ممتاز
عضو ممتاز



ذكر عدد الرسائل : 1085
العمر : 60
نقاط : 6005
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟   لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟ Icon_minitimeالسبت 23 أغسطس 2008 - 19:43

بارك الله فيك و شكرا لك على تحليلك و تعليقك الذي أملاه عليك حبك للأدب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.musbene.blogs.fr
 
لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضل قراءة القرآن الكريم وتدبره
» كتاب الرسول المعلم واساليبه في التعليم
»  فن التعامل مع الناس
» صحب الناس قبلنا ذا الزمانا
» يا ترى كم مرة تكلمنا على بعضنا من ورا الناس ؟ كثير صح ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
التعليم الثانوي بالعطاف ::  الأدب العــــــــــــربي  ::  مواضيــع عـــــامــــة -
انتقل الى: