عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 11:42
ما الفرق بين قوله تعالى (لا جُناح عليكم) وقوله تعالى (ليس عليكم جناح)؟
[b]أولاً: لا جناح عليكم جملة إسمية، و(لا) هنا نافية للجنس على تضمن من الاستغراقية والمؤكِّدة دخلت على المبتدأ والخبر، والنحاة يقولون: إن (لا) في النفي بمثابة (إنّ) في الإثبات. ومنَ المسلمات الأولية في المعاني أن الجملة الإسمية أقوى وأثبت وأدلّ على الثبوت من الجملة الفعلية، وعليه يكون (لا جناح عليكم) مؤكّدة كونها جملة إسمية؛ وكونها منفية بـ(لا) هذا من الناحية النحوية. أما الجملة (ليس عليكم جناح جملة) فهي جملة فعلية ولا يمنع كون ليس ناسخاً لأن المهم أصل الجملة قبل دخول الناسخ عليها. هذا من حيث الحكم النحوي أن الجملة الإسمية أقوى وأثبت وأدلّ على الثبوت من الجملة الفعلية. أما من حيث الاستعمال القرآني فإذا استعرضنا الآيات التي وردت فيها ليس عليكم جناح ولا جناح عليكم في القرآن؛ نجد أن (لا جناح عليكم) تستعمل فيما يتعلق بالعبادات وتنظيم الأسرة وشؤونها والحقوق والواجبات الزوجية والأمور المهمة، أما ليس عليكم جناح تستعمل فيما دون ذلك من أمور المعيشة اليومية كالبيع والشراء والتجارة وغيرها مما هو دون العبادات في الأهمية. ونورد الآيات القرآنية التي جاءت فيها الجملتين: (لا جناح عليه) في سورة البقرة: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (158) هذه عبادة، {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} (229)، {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} (230)، {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ} (233)، {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(234)، {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ} (235)، {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} (236)، {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} (240)) هذه الآيات كلها في الحقوق وفي شؤون الأسرة. في سورة النساء: (فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ (23)) (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ (24)) (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ (102)) (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا (128)) وفي سورة الأحزاب (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ (51)) و(لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ (55)) وفي سورة الممتحنة (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ (10)) ليس عليكم جناح في سورة البقرة: ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)) وقوله تعالى (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا (282)) وفي النساء (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا (101)) وفي سورة المائدة (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)) وفي سورة النور (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ (29)) و (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)) و(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا (61)) وفي سورة الأحزاب (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ (5)) وقد ورد في القرآن الكريم آيتان متتابعتان كل منهما تحتوي على إحدى الجملتين فقد قال تعالى في سورة النساء (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101)) وقال تعالى في آية أخرى (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102)) الأمر في الأولى يتعلق بالضرب في الأرض وهو السير في الأرض للتجارة أو غيرها ، أما في الثانية فالأمر يتعلق بالصلاة في موطن الجهاد فالآية فيها عبادة وفي موطن عبادة أما في الأولى فالموطن مختلف لأن موطن الجهاد أهم من موطن الراحة والاستجمام، والجهاد في مقتصد الدين أكثر من الضرب في الأرض. فجملة (لا جناح عليكم) أقوى لأها جملة اسمية ومؤكدة فيستعملها في المواطن المهمة كاعبادات وتنظيم الأسرة والأمور المهمة. وهناك فرق كبير بين (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً) والآية الثانية من سورة المائدة مثلاً ولا شك أن الأكل جميعاً أو أشتاتاً ليس بمنزلة الجهاد. وهكذا إذا لاحظنا ورود "لا جناح عليكم" و"ليس عليكم جناح" يجب أن ننبته إلى الموطن الذي جاءت فيه. [/b]
[b[size=18]]يتبع [/b][/size]
عدل سابقا من قبل سفير اللغة و الأدب في الأحد 10 أغسطس 2008 - 17:36 عدل 1 مرات
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 11:44
أين الفاعل في قوله تعالى "وما نزل من الحق"
الجواب :
الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على مجرور أي لذكر الله ولما نزل من الحق وهو القرآن. نزل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو. وجملة " نزل " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. من الحق : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة للاسم الموصول " ما " التقدير : حال كونه من الحق.اهـ الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل ( 11 / 397 – 398 ). المؤلف : بهجت عبد الواحد صالح.
عدل سابقا من قبل سفير اللغة و الأدب في الأحد 10 أغسطس 2008 - 17:37 عدل 1 مرات
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 11:46
السؤال: هل يقال (رسائل خمس) أو (رسائل خمسة)
الجواب :
العدد إذا تأخر جاز فيه الأمران احتجاجا بقول الشاعر: وقائع في مضر تسعة .............. وفي وائل كانت العاشرة موضع الشاهد قوله (تسعة) مع أن الموصوف (وقائع) مؤنث
قال الشيخ محيي الدين عبد الحميد في حاشية الإنصاف: "… وفي هذه الحال يتنازعك أصلان: أحدهما اصل العدد ومعدوده الذي بينّاه، وثانيهما أصل النعت ومنعوته وهذا يستلزم تأنيث النعت إذا كان منعوته مؤنثاً، وتذكير النعت إذا كان منعوته مذكراً وأنت بالخيار بين أن تستجيب لي الأصلين، نعني أنه يجوز لك أن تراعي قاعدة العدد والمعدود فتذكّر اسم العدد مع المعدود المؤنث فتقول: الرجال العشرة. ويجوز لك أن تراعي قاعدة النعت مع منعوته فتذكّر اسم العدد مع المنعوت المذكر فتقول: الرجال العشر، وتؤنث مع المؤنث فتقول: النساء العشرة. وعلى هذا يكون قول الشاعر: ............. وقائع في مضر تسعة .................. قد جاء على أحد الطريقين الجائزين له، وهو طريق النعت مع منعوته".
قلت: وبعض أهل العلم حمل (تسعة) في قول الشاعر على التضمين، وذلك أن الوقائع بمعنى الأيام وهي مذكرة فيجيء العدد مؤنثا على المهيع.
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 11:48
هل يقال الرابعة عشر أو الرابعة عشرة؟
الجواب: يقال في المذكر الرابع عشر، وفي المؤنث الرابعة عشرة، قال الرضي في شرح الكافية: (( واعلم أن حكم فاعل المذكور ..... حكم سائر أسماء الفاعلين في التذكير والتأنيث، فتقول في المؤنث: الثانية والثالثة والرابعة إلى العاشرة، وكذا في جميع المراتب من المركب والمعطوف، نحو: الثالثة عشرة، والثالثة والعشرون، تؤنث الاسمين في المركب، للمؤنث، كما تذكرهما للمذكر، نحو: الثالث عشر، وإنما ذكروا الاسمين لأنه اسم لواحد مذكر، فلا معنى للتأنيث فيه، بخلاف ثلاثة عشر رجلا، فإنه للجماعة ))
يتبع إن شاء الله
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:02
السؤال: ما مسوغات الابتداء بالنكرة؟
الجواب: قد أكثر أهل العلم في الكلام على مسوغات النكرة، وقد أوصلها بعضهم لثلاثين، ونظمها العلامة تاج الدين ابن مكتوم القيسي، فقال [كما في الأشباه والنظائر للسيوطي]: إذا ما جعـلت الإسـم مبتـدءا فقل .................... بتـعريـفـه إلا مـواضـع نـكـرا بـها وهي إن عدت ثـلاثون بعـدها .................... ثلاثـتـها فـاحفـظ لـكي تتمهرا ومـرجعها لاثـنين منها فـقل هـما .................... خصـوص وتعـمـيم أفـاد وأثـرا فأولها الموصوف والوصـف والـذي .................... عـن النـفي واستـفهامه قـد تأخرا كذاك اسم الاستفهام والشرط والذي .................... أضيـف ومـا قد عم أو جا منـكرا كـقـولك دينـار لـدي لقـائـل .................... أعنـدك ديـنار فـكن متـبصـرا كذا كـم لإخـبار ومـا ليس قـابلا .................... لأل وكذا ما كان في الحصر قد جرا ومـا جا دعـاء أو غدا عـاملا ومـا .................... لـه سـوغ التـفصيل أن يتـنكرا وما بعد واو الـحـال جاء وفـا الجزا .................... ولـولا وما كالفعل أو جا مصـغرا ومـا إن يتـلو في جـواب الذي نفى .................... وما كـان معـطوفا عـلى ما تنكرا وسـاغ ومخصـوصا غدا وجواب ذي .................... سـؤال بأم والـهمز فاخبر لتخـبرا ومـا قـدمت أخبـاره وهي جـملة .................... وما نـحـو ما أسخـاه في القر بالقرا كـذا ما ولـي لام ابتـداء وما غدا .................... عن الظـرف والمـجرور أيـضا مؤخرا ومـا كان في مـعنى التعجب أو تـلا .................... إذا لِفُجَاةٍ فاحـوها تـحوِ جـوهـرا
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:03
[b]السؤال: ما جذر ( رمان )، أهو ( رمم ) أم ( رمن ) ؟ [/b] [b]الجواب:[/b] ذهب الخليل بن أحمد إلى أن الألف والنون فيه زائدتان، فوزنه على (فُعلان)؛ قال: نحمله على الأكثر والأكثر زيادة الألف والنون. وذهب الأخفش إلى أن نونه أصلية، فوزنه على (فُعَّال): قال: فُعال أكثر من فعلان. قلت: اتفقا في القاعدة، وهي الحمل على الأكثر، ولكن اختلفا في الأكثر ومعرفة الأكثر تستلزم التتبع والاستقراء لكلام العرب، وقد أجمع العارفون بكلام العرب على أن الخليل بن أحمد من أعلم الناس بكلام العرب وأوسعها تتبعا واستقراء.
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:04
السؤال: كيف يعرب الفعل السالم في الأمر، كقولنا: ضُم، وخُط، ونحو ذلك
[b]الجواب:[/b] قال ابن عقيل عن الفعل الأمر الثلاثي: (( إذا أسند إلى الضمير المستتر جاز فيه الأمران الإدغام والفك والفك أكثر استعمالا وهو لغة أهل الحجاز قال الله تعالى { واغضض من صوتك } وسائر العرب على الإدغام ولكنهم اختلفوا في تحريك الآخر: - فلغة أهل نجد فتحُه قصدا إلى التخفيف ولأن الفتح أخو السكون المنقول عنه وتشبيها له بنحو أين وكيف مما بني على الفتح وقبله حرف ساكن فهم يقولون غُضَّ وظِلَّ وخَفَّ - ولغة بني أسد كأهل نجد إلا أن يقع بعد الفعل حرف ساكن فإن وقع بعده ساكن كسروا آخر الفعل فيقولون غُضَّ طرفك وغضِّ الطرف - ولغة بني كعب الكسر مطلقا فيقولون غُضِّ طرفك وغُضَّ الطرف - ومن العرب من يحرك الآخر بحركة الأول فيقولون غُضُّ وخِفِّ وظَلَّ ))
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:05
السؤال: ما معنى كلمة ( محايد )، وما مادتها الأصلية في المعجم؟
الجواب: في لسان العرب: حايده محايدة: جانبه وفي تاج العروس: حايَدَهُ مُحَايَدَةً وحِياداً بالكسر: جانَبَهُ وفي أَساس البلاغة: حايده: مالَ عنه
السؤال: كيف تبني (جزاك) للمجهول؟ جزيت أو جوزيت؟
الجواب: فالفعل (جزى) ثلاثي، والمبني للمجهول منه (جُزِي)، فتقول: جزيت أما الفعل (جَازَى) الرباعي، فالمبني للمجهول منه (جُوزِيَ)، فتقول: جوزيت وهذا الأمر قياس مطرد في كتب الصرف فلا يحتاج لمراجع فلو فتحت أي كتاب في الصرف لوجدت فيه نحوا من ذلك
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:06
السؤال: هل يقال (الديوان الملكي) بفتح اللام أو بكسرها؟ وما الفرق بين النسبة إلى (ملَك) و(ملِك)؟
[color:c9ba=green]الجواب: الصواب فتح اللام في الحالين، فالنسبة إلى (ملَك) بفتح اللام بلا إشكال. والنسبة إلى (ملِك) بكسر اللام هي (ملَكي) بفتح اللام، كما قال العرب: (إبَلي) بفتح الباء نسبة للإبل بكسرها استيحاشا لتوالي الكسرات، وكما قالوا: (نَمَري) في النسبة إلى (نَمِر)، وهذا قياس مطرد في كلام العرب في هذا ونحوه.
قال السيوطي في الهمع: (( إذا نسبت إلى فَعِل بفتح الفاء وكسر العين ... فتحت العين كنمر ونمري وقال أبو حيان: ولا أعلم خلافا في وجوب فتح العين في نحو نمر وإبل ودئل إلا ما ذكره طاهر القزويني في مقدمة له أن ذلك على جهة الجواز وأنه يجوز فيه الوجهان. وقد تفتح العين المكسورة من الرباعي كتغلِب وتغلَبي ويثرب ويثرَبي ومشرق ومغرب ومشرَقي ومغرَبي. وقد اختلف في قياس ذلك على قولين: أحدهما وهو مذهب الخليل وسيبويه أنه شاذ يحفظ ما ورد منه ولا يقاس عليه. والثاني أنه مطرد ينقاس وعزي إلى المبرد وابن السراج والرماني والفارسي والصيمري وجماعة .... )) إلخ.
لسؤال: هل يجوز أن يتسمى الذكور بـ(تيمية)، أو هي مؤنثة لدخول تاء التأنيث عليها؟
الجواب: الأصل في دخول التاء على الاسم أن تكون للتفريق بين المذكر والمؤنث، وخصوصا في المنسوب، و(تَيْم) قبيلة، والنسب إليها (تيمي) في المذكر و(تيمية) في المؤنث، وهو قياس مطرد في القياس للأماكن والبلدان كـ(مغربي) و(سعودي) و(مصري) ... إلخ. ولا يقال (مغربية) ولا (سعودية) ولا (مصرية) ويراد بها المذكر فيما أعلم.
وقد تدخل التاء للتفريق بين الواحد والجمع فتشمل المذكر والمؤنث، وذلك مثل (نملة) و(نحلة) و(نخلة) ... إلخ، فالتاء هنا يقول العلماء إنها للإفراد لأنها تفرق بين الواحد وجمعه، فإذا حذفت التاء عادت الكلمة جمعا.
وقد تدخل التاء في الوصف المذكر للمبالغة كقولهم فلان علامة وفهامة ونسابة ورحالة ... إلخ
وقد تدخل التاء على بعض الأعلام المذكرة مثل (طلحة) و(عقبة) و(عروة) ... إلخ. وهذا يكون بنقل الاسم من معناه اللغوي إلى العلمية، فالطلحة في اللغة هي الموزة، وبها سمي الرجل، وهكذا في باقي الأسماء.
وقد تدخل التاء لمعاني أخر كالقطعة من الشيء وذلك نحو قولهم: الجبنة قطعة من الجبن. والله أعلم.
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:07
السؤال: هل يقال (مارِيَة) بتخفيف الياء أو (ماريّة) بتشديدها
الجواب: الصواب في الاسم أن يكون بالتخفيف، وفي الصفة أن تكون بالتشديد قال حسان بن ثابت: أولاد جفنة حول قبر أبيهم ............. قبر ابن مارِيَةَ الكريم المفضل وقال الحارث بن حلزة: فهلا سعيت لصلح الصديق ........... كسعي ابن مارِيَةَ الأقصمِ وقال الحافظ في مقدمة الفتح: (قوله: كنيسة يقال لها ’مارِيَة‘: بتخفيف الياء، وهو نظير اسم سرية النبي صلى الله عليه وسلم).. وفي لسان العرب: امرأة مارِيَّة بيضاءُ بَرَّاقَة، وماريّة بالتشديد: هي القطاة الملساء وقال ابن أحمر: كأنها بنقا العزاف طاوية .......... لما انطوى بطنها واخروط السفرُ مارِيَّة لؤلؤان اللون أودها .......... طل وبنّس عنها فرقدٌ خصرُ
لسؤال: هل يوجد اسم آخره حرف العلة الواو ؟
الجواب: نص العلماء على أنه لا يوجد في كلام العرب كلمة آخرها واو مضموم ما قبلها. قال ابن عقيل: (( الاسم لا يكون في آخره واو قبلها ضمة. نعم إن كان مبنيا وجد ذلك فيه نحو هو ولم يوجد ذلك في المعرب إلا في الأسماء الستة في حالة الرفع نحو جاء أبوه وأجاز ذلك الكوفيون في موضعين آخرين أحدهما ما سمي به من الفعل نحو يدعو ويغزو والثاني ما كان أعجميا نحو سمندو وقمندو ))
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:09
السؤال: لماذا تظهر الحركة الإعرابية على حرف الياء في كلمة علي مع أنه حرف علة فنقول جاء عليٌ و رأيت علياً و مررت بعليٍ ومن المعلوم أن الياء من حروف العلة التي لا تظهر عليها الضمة والكسرة للثقل وتظهر عليها الفتحة لخفتها؟
[b]الجواب: قولك (من المعلوم أن الياء من حروف العلة التي لا تظهر عليها الضمة والكسرة للثقل وتظهر عليها الفتحة لخفتها) كلامك هذا ليس على إطلاقه يا أخي، فهو ينطبق على الاسم المنقوص الذي آخره ياء مد، وياء المد يكون ما قبلها مكسورا، نحو (القاضي). وإذا نظرنا إلى المثال الذي ذكرته هنا (علي) وجدناه ليس اسما مقصورا لتنطبق عليه القاعدة لأن آخره ياء مشددة، والياء المشددة في الحقيقة ياءان: الأولى منهما ساكنة. وفي الحديث (... وأحسن الهديِ هديُ محمد) فظهرت الكسرة على الياء الأولى والضمة على الياء الثانية وليس فيها أي ثقل. قال ابن عقيل: (( فالمنقوص هو الاسم المعرب الذي آخره ياء لازمة قبلها كسرة نحو المرتقي فاحترز بالاسم عن الفعل نحو يرمي وبالمعرب عن المبني نحو الذي وبقولنا قبلها كسرة عن التي قبلها سكون نحو ظبي ورمي فهذا معتل جار مجرى الصحيح في رفعه بالضمة ونصبه بالفتحة وجره بالكسرة )) [/b]
السؤال: ما علة من ينسب الأسروي إلى الأسرة والغابوي إلى الغابة؟
الجواب: ظاهر السؤال أن في المسألة قولين، وأن السؤال عن علة هذا القول، وليس الأمر كذلك! فهذه الكلمات وما كان نحوها من موضوعات المعاصرين، مثل (وحدوي) و(سلطوي). ولعل مستندهم في ذلك التحديد وعدم الاشتباه بالنسب لكلمات أخرى. وكذلك الوضوح وسهولة الفهم - زعموا. ولا أعلم لهم سلفا من علماء اللغة في ذلك ولذلك فكثير من المعاصرين أيضا من أهل اللغة على المنع من ذلك. وإن تعجب فعجب ما ذهب إليه مجمع اللغة العربية القاهري في دورته الثانية والأربعين إلى جواز ذلك. قالوا: (يجاز استعمال الوحدوي والوحدويةن نسبا على غير قياس إلى الوحدة)!!! على غير قياس!! هذا والله العجب العجاب، ما معنى (على غير قياس) ؟ معناه أن هذا مما سمع عن العرب وخرج عن القواعد المعروفة، وليس معناه ما أفرزته اجتماعات المجمع اللغوي!!
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:11
السؤال: اختلف بعض الإخوة في كتاب شيخ الإسلام (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)، ما سبب نصب (مخالفة)، فمنهم من قال: إن المصدر (اقتضاء) يعمل عمل الفعل، فتكون (مخالفة) منصوبة على المفعولية، وقال آخر بل هي منصوبة بنزع الخافض، وقال ثالث: بل هي منصوبة على أنها مفعول مطلق لفعل محذوف! وقال الأخير بل هي مرفوعة على أنها خبر! وكأن الصحيح الأول، فهل ها بعده خطأ لا وجه لصحته؟
الجواب: -- القول الأول: وهو أنها مفعول به للمصدر (اقتضاء) هو الصحيح؛ لأن المصدر يعمل عمل فعله فيرفع الفاعل وينصب المفعول.
-- والقول الثاني: وهو القول بالنصب على نزع الخافض فيه نظر؛ لأن جماهير أهل اللغة جعلوا النصب بنزع الخافض مقصورا على السماع، ومع ذلك فلا يصح هنا حتى لو كان النصب بنزع الخافض مطردا؛ لأنه لا يصح تقدير خافض هنا، لأن الفعل (يقتضي) يتعدى بنفسه، فلا تقول (يقتضي لمخالفة ...) وقد يصح ذلك على وجه من قال إنها لام التقوية التي تدخل على المفعول إذا ضعف الفعل عن التعدي بنفسه كأن يطول الفصل أو نحو ذلك. ولكن لا يخفى ما في ذلك من التمحل والتكلف.
-- والقول الثالث: بأنها مفعول مطلق لفعل محذوف لا يصح لأن العلماء إنما يقدرون المحذوف إن كان هناك ضرورة وداعٍ له لا يصح المقام بدونه. مثاله ما قاله سيبويه في (إذا السماء انشقت) بأن السماء فاعل لفعل محذوف تقديره (انشقت) دل عليه الفعل الثاني (انشقت) وإنما قال ذلك لأن (إذا) عنده لا تدخل إلا على الجملة الفعلية، ولذلك احتاج لهذا التقدير، وأما الكوفيون فعندهم أن (إذا) تدخل على الاسمية كما تدخل على الفعلية، فلا يحتاجون هنا لتقدير محذوف.
-- والقول الرابع: أنها مرفوعة على أنها خبر، فهذا الكلام صحيح من جهة المعنى، ولكنه فاسد من جهة الصناعة الإعرابية، فأنت مثلا إذا قلت: قائم الرجل، فقائم اسم فاعل، والرجل فاعل سد مسد الخبر، فهذا من جهة الإعراب، وإنما هو خبر من جهة المعنى. وكذلك قولك: أكلتُ قاعدًا، فـ(قاعدا) حال، ولكنه من جهة المعنى إخبار عن الآكل. فاتضح الفرق بين المعنى والإعراب. فكلمة (مخالفة) هي مفعول به من جهة الإعراب لأن الفعل (يقتضي) يقتضي مفعولا، ولا يتم معناه بدونه، فكأنك قلت: الصراط المستقيم يقتضي مخالفةَ أصحاب الجحيم.
وقد أشار لهذه الفائدة - وهي اختلاف المعنى والإعراب ابن جني في الخصائص.
لسؤال: ما طريقة ترتيب (مقاييس اللغة) لابن فارس، وكيف يبحث فيه؟
[b]الجواب: الناظر بدأة ذي بدء في (مقاييس اللغة) يحسبه جرى على طريقة الترتيب بحسب أوائل الحروف، كصنيع الزمخشري في أساس البلاغة والفيومي في المصباح المنير، ولكن الحقيقة أن ترتيبه أعقد من هذا، كما قال العلامة عبد السلام هارون في مقدمة تحقيقه: (( جرى ابن فارس على طريقة فاذَّةٍ بين مؤلفي المعجم، في وضع معجميه: المجمل والمقاييس. فهو لم يرتّب موادهما على أوائل الحروف وتقليباتها كما صنع ابن دريد في الجمهرة، ولم يطردها على أبواب أواخر الكلمات كما ابتدع الجوهري في الصحاح، وكما فعل ابن منظور والفيروزاباديّ في معجميهما، ولم يَنْسُقْها على أوائل الحروف فقط كما صنع الزمخشري في أساس البلاغة، والفيومي في المصباح المنير. ولكنه سلك طريقاً خاصَّاً به، لم يفطن إليه أحد من العلماء ولا نَبَّه عليه. وكنت قد ظننت أنه لم يلتزم نظاماً في إيراد المواد على أوائل الحروفِ، وأنه ساقها في أبوابها هملاً على غير نظام. ولكنه بتتبُّع المجمل والمقاييس ألفَيْته يلتزم النظام الدقيق التالي: 1 ـ فهو قد قسم مواد اللغة أوَّلاً إلى كتب، تبدأ بكتاب الهمزة وتنتهي بكتاب الياء. 2 ـ ثم قسم كل كتاب إلى أبواب ثلاثة أولها باب الثنائي المضاعف والمطابق، وثانيها أبواب الثلاثي الأصول من المواد، وثالثها بابُ ما جاء على أكثر من ثلاثة أحرفٍ أصلية. 3 ـ والأمر الدقيق في هذا التقسيم أن كل قسم من القسمين الأوَّلين قد التُزم فيه ترتيب خاص، هو ألا يبدأ بعد الحرفِ الأوَّل إلا بالذي يليه، ولذا جاء بابُ المضاعف في كتاب الهمزة، وباب الثلاثي مما أوله همزة وباء مرتباً ترتيباً طبيعياً على نسق حروفِ الهجاءِ. ولكن في "باب الهمزة والتاء وما يثلثهما"، يتوقع القارئ أن يأتي المؤلف بالمواد على هذا الترتيب: (أتب، أتل، أتم، أتن، أته، أتو، أتي)، ولكن الباء في (أتب) لا تلي التاء بل تسبقها، ولذلك أخرها في الترتيب إلى آخر الباب فجعلها بعد مادة (أتي). وفي باب التاء من المضاعف يذكر أوَّلاً (تخ) ثم (تر) إلى أن تنتهي الحروف، ثم يرجع إلى التاء والباء (تب)، لأن أقرب ما يلي التاء من الحروفِ في المواد المستعملة هو الخاء. وفي أبواب الثلاثي من التاء لا يذكر أولاً التاء والهمزة وما يثلثهما، بل يؤخر هذا إلى أواخر الأبواب، ويبدأ بباب التاء والجيم وما يثلثهما، ثم باب التاء والحاء وما يثلثهما، وهكذا إلى أن ينتهي من الحروف، ثم يرجع أدراجه ويستأنف الترتيب من باب التاء والهمزة وما يثلثهما؛ وذلك لأن أقرب ما يلي التاء من الحروفِ في المواد المستعملة هو الجيم. وتجد أيضاً أن الحرفَ الثالث يراعى فيه هذا الترتيب، ففي باب التاء والواو وما يثلثهما يبدأ بـ(توي) ثم (توب) ثم (توت) إلى آخره، وذلك لأن أقرب الحروفِ التي تلي الواو هو الياء. وفي باب الثاء من المضاعف لا يبدأ بالثَّاء والهمزة ثم بالثَّاء والباء، بل يُرْجئ ذلك إلى أواخر الأبواب، ويبدأ بالثَّاء والجيم (ثج) ثم بالثَّاء والراء (ثر) إلى أن تنتهي الحروف، ثم يستَأنف الترتيب بالثَّاء الهمزة (ثأ) ثم بالثَّاء والبَاء (ثب). وفي أبواب الثلاثي من الثَّاء لا يبدأ بالثَّاء والهمزة وما يثلثهما ثم يعقّب بالثَّاء والباء وما يثلثهما، بل يدع ذلك إلى أواخر الأبواب؛ فيبدأ بالثَّاء والجيم وما يثلثهما إلى أن تنتهي الحروف، ثم يرجع إلى الأبواب التي تركها. وتجد أيضاً أن الحرف الثَّالث يراعى فيه الترتيب، ففي باب الثَّاء واللام وما يثلثهما يكون هذا الترتيب (ثلم، ثلب، ثلث، ثلج)… الخ. وفي باب الجيم من المضاعف يبدأ بالجيم والحاء (جح) إلى أن تنتهي الحروف (جو) ثم ينسقُ بعد ذلك؛ (جأ، جب). وفي أبواب الثلاثي من الجيم يبدأ بباب الجيم والحاء وما يثلثهما إلى أن تنتهي الحروف، ثم يذكر باب الجيم والهمزة وما يثلثهما، ثم باب الجيم والباء، ثم الجيم والثاء، مع مراعاة الترتيب في الحرف الثالث، ففي الجيم والنون وما يثلثهما يبدأ أوّلاً بـ (جنه) ثم (جني) ويعود بعد ذلك إلى (جنأ، جنب، جنث) الخ. هذا هو الترتيب الذي التزمه ابن فارس في كتابيه "المجمل" و"المقاييس". وهو بِدْع كما ترى )) [/b]
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:13
السؤال: إذا التقى ساكنان فإننا نحرك الأول منهما، فنقول مثلا: اكتبِ الدرس (بكسرة تحت الباء) ، ونقول منَ المدينة (بفتحة فوق النون)... والسؤال: لماذا الكسرة في الأولى والفتحة في الثانية؟ هل هنالك قاعدة تحكم ذلك؟
الجواب: إذا التقى ساكنان فإننا نحرك الأول، وهذا التحريك له أحوال: فإذا كان التقاء الساكنين من كلمتين نحو ما ذكره أخونا الكريم فإن التحريك يكون بما يخالف حركة الحرف السابق للساكين فإذا كان فتحا أو ضما تحرك بالكسر، وإذا كان كسرا تحرك بالفتح، ولا تحرك بالضم في الحالتين. فتقول: (مَنِ الذي) و (مِنَ الشيطان) لأن الميم في الأولى مفتوحة وفي الثانية مكسورة. وهذا هو مهيع كلام العرب ومنه الكثير في كتاب الله عز وجل. ولا أعرف هل ورد خلافه أو لا؟ ولكنه على كل حال ليس بالمشهور. أما إذا كان تحريك التقاء الساكنين في كلمة واحده كما في حديث ( إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم ) فقد اختلف فيه الكوفيون والبصريون، فالبصريون يحركونه بالضم، والكوفيون يحركونه بالفتح، والمشهور في رواية الحديث كما ذكر الإمام النووي هو الفتح. وهذا ما أرجحه لأنه أخف الحركات، وإن كان البصريون يرون الضم أولى لأن الراء مضمومة والهاء مضمومة، فتوالي الضمات عندهم أخف من الخروج من ضم إلى فتح ثم إلى ضم مرة أخرى. وينظر أيضا ما ذكر في المشاركة ( 6 )
لسؤال: هل يأتي الفعل المضارع بعد (إذا الشرطية)؟؟
الجواب: نعم، قال ابن هشام: إيلاؤها الماضي أكثر من المضارع، وقد اجتمعا في قوله [ وهو أبو ذؤيب الهذلي ]: والنفس راغبة إذا رغبتها ......... وإذا ترد إلى قليل تقنع
السؤال: ما أصل هذه التعبيرات: (يدور في حلقة مفرغة) ، (ضرب أخماسا في أسداس) ، (الطابور الخامس)؟
الجواب: ( يدور في حلقة مفرغة ) يعني - والله أعلم - أن هذه الحلقة لا علامة فيها تدل على ابتداء أو انتهاء، فهي مفرغة من كل شيء، فالذي يدور فيها لن يعرف متى ينتهي ولا من أين بدأ، فسيظل يدور ويدور بلا نهاية. ( ضرب أخماسا في أسداس ) هذا التعبير مشهور عند العامة، ويعنون به الحيرة والتخبط، والمعروف عند العرب ( ضرب أخماسا لأسداس ) ومعناه استعمل أوجه المكر والحيلة، فالعامة أخطئوا في اللفظ والمعنى جميعا. ( الطابور الخامس ) استعمل هذا المصطلح لأول مرة في أثناء الحرب الأهلية الأسبانية حين صرَّح إميليو مولا، وهو لواء تحت قيادة فرانكو، قائلاً "لي أربعة طوابير تتحرك في اتجاه مدريد، وطابور خامس سينهض من داخل المدينة نفسها". ( المصدر: الموسوعة العربية العالمية ).
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:15
السؤال: لماذا يقال: إن صاحب الحال لا بد أن يكون معرفة؟
الجواب: صاحب الحال لا بد أن يكون معرفة؛ لأن الحال إخبار في المعنى، وصاحب الحال مخبر عنه في المعنى، فأشبه المبتدأ، وأشبهت الحال الخبر، فلهذا لا يكون صاحب الحال إلا معرفة، إلا إذا وجد شيء من مسوغات الابتداء بالنكرة فحينئذ يجوز أن يكون صاحب الحال نكرة. وأبو حيان له رأي في مجيء صاحب الحال نكرة بلا قيد.
السؤال: ما معنى الفعل (ترى) بضم التاء وفتح الراء في قولنا: (ترى لو حدث كذا وكذا، ماذا كنت ستفعل؟)، وما أصله أيضا؟
الجواب: (تُرى) هو فعل مبني للمجهول معناه (أنت تُرى) وأصله المبني للمعلوم هو (أَرَى) كقولك: أريته كذا أُريه كذا، فهو يُرَى كذا، فأنت إذا قلت: (أُرى كذا) أي ألقي في رُوعي كذا، وأنت تُرَى كذا أي ألقي في روعك كذا.
السؤال: من أهم الأدلة التي نستدل بها على أن القرآن كلام الله، وليس من صنع محمد، صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله كان أميا، فكيف يمكن له أن يكتب ذلك القرآن مع ما فيه من فصاحة وبلاغة؟ ولكننا عندما نتحدث عن الحديث النبوي الشريف نقول: إن الرسول هو أفصح العرب، لهذا فأحاديثه تحتل مرتبة عالية من مراتب الفصاحة والبلاغة. وسؤالي، الذي سألني إياه أحد غير المسلمين، هو: أليس هناك تناقض بين القولين؟
الجواب: لا تناقض بينهما؛ وذلك لأن فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم لا يُتحدى بها، ولا نقدر أن نقول لأحد العرب: إنك لا تستطيع أن تقول كلاما فصيحا يشبه كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن نعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب، ولكن لم يشرع لنا أن نتحدى الكفار بهذه الفصاحة ولم يدع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من الصحابة فمن تبعهم.
أما القرآن فبلاغته يُتَحَدَّى بها، فهي أمر لا طاقة للبشر بالوصول إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم نفسه لا يستطيع أن يأتي بمثل هذا القرآن، بدليل قوله تعالى: { وادعوا من استطعتم من دون الله }
أرجو أن أكون وفقت في الجواب، والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:17
السؤال: لماذا يسمى الفعل المعتل الأول مثالا؟
الجواب: بحثت طويلا عن جواب هذا السؤال فلم أجده، ثم وجدته في (دستور العلماء 3/203) قال: (( ... فإن كان فاءً يسمى مثالا لمماثلته الصحيح في عدم الإعلال والصحة وهذا هو مراد من قال لاحتمال ماضيه ثلاثة حركات بخلاف ماضي الأجوف والناقص ))
السؤال: في بعض الأحيان يعبر عن المفرد بصيغة الجمع، والسؤال ما السبب ؟؟ الذي أعرفه أن هذا الأسلوب للتعظيم فهل هناك أسباب أخرى يستخدم الجمع ويراد منه المفرد ؟
الجواب: ذكر غير واحد من أهل العلم أن هذا الأسلوب يستخدم للتواضع أيضا؛ منهم ابنُ السِّيد البَطَلْيَوْسِي والإمامُ النووي، وذلك في مثل قول العالم: روينا، وسمعنا، وحكينا، وذكرنا، ومذهبنا... إلخ. وتأويله أن يكون معناه: رأى أهل طريقتنا، وحكى أصحابنا، وذهب إليه أتباعنا ... إلخ.
واستعماله للتعظيم خاص بالله عز وجل، ثم بمن تولى ولاية عظيمة كالملوك ونحوهم. قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر}، وقال تعالى: {قال رب ارجعونِ} وقال سليمان: {اذهب إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها}
وأما ضد ذلك وهو التعبير عن الجمع بصيغة المفرد فكثير في كلام العرب ولا نطيل بذكره.
لسؤال: هل يقال في جمع موضوع (مواضيع)؟ أو الصواب (موضوعات)؟
الجواب: هذه مسألة خلافية، وسبب الخلاف أن اسم المفعول الباقي على مفعوليته لا يجوز تكسيره، لا تقول في جمع مضروب مضاريب ولا في جمع مقتول مقاتيل ولا في جمع معقول معاقيل. أما إذا تحول المفعول إلى الاسمية فإنه يجوز تكسيره كما تقول: (مفعول ومفاعيل، (مجهول ومجاهيل).
فإذا جئنا إلى كلمة (موضوع) نجد من جوز جمعها على (مواضيع) رجح جانب الاسمية فيها، ومن منع من ذلك ذهب إلى أنها باقية على المفعولية. ولعل هذا القول هو الأرجح، والله أعلم
لسؤال: هل يقال (شيء رئيسي) أو (شيء رئيس)؟ وما سبب المنع في الأولى؟
الجواب: سبب المنع أن كلمة (رئيس) صفة، وأنت إذا أردت الوصف قلت: هذا الشيء كبير، أو صغير ولم تقل كبيري ولا صغيري، فكذلك تقول: رئيس لا رئيسي. وقد حاول بعض المعاصرين تصحيح هذه الكلمة بذكر ما ورد عن العرب من المنسوب الذي تكون فيه ياء النسب زائدة كأحمر وأحمري ودوار ودواري وأسود وأسودي ... إلخ. وهذا الكلام واضح الخطأ؛ لأن إجماع العلماء منعقد على أن تلك الألفاظ مقصورة على السماع ولا يقاس عليها مهما كثرت. ولكن يمكن تصحيح الكلمة من وجه آخر، وهو أن تكون منسوبة إلى الرئيس الذي هو الاسم لا الصفة، فأنت تقول: فلان رئيس القوم، فالأشياء الرئيسية معناها المنسوبة للرئيس، وكما هو معلوم أن شرف المضاف بما يضاف إليه. والله أعلم.
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:19
السؤال: هل تجمع (نية) على (نوايا) ؟
الجواب: جمع النية (نيات)، وهذا هو المعروف في كلام العرب، ومنه الحديث المشهور (إنما الأعمال بالنيات). وقد حاول بعض المعاصرين، وهو (محمد خليفة التونسي) في مقال له أن يصحح هذا الجمع، واحتج بأدلة من نوع المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة. فالصواب أن قول العامة (نوايا) لا أصل لها ولا تصح من جهة السماع ولا من جهة القياس. والله أعلم
السؤال: لماذا أنكر الأصمعي قولهم (شتان ما بينهما)، مع أنه ورد في قول الشاعر: لشتان ما بين اليزيدين في الندى *** يزيد سليم والأغر بن حاتم
الجواب: لا يصح الاحتجاج على الأصمعي بهذا البيت. فقد جاء في لسان العرب (ش ت ت) وأدب الكاتب (ص 263) وتقويم اللسان (ص 127-128) وإعراب ثلاثين سورة (ص 108) والمزهر (1/318) ما حاصله: أن الأصمعي أبى (شتان ما بينهما) فقال له أبو حاتم: فأنشدته قول ربيعة الرقي: لشتان ما بين اليزيدين .... فقال: ليس ببيت فصيح يلتفت إليه والحجة الجيد قول الأعشى: شتان ما يومي على كورها **** ويوم حيان أخي جابر
وقال ابن السيد البطليوسي في شرح أدب الكاتب (2/222): (( هذا قول الأصمعي وإنما لم ير البيت الثاني حجة لأنه لربيعة الرقي وهو من المحدثين )).
وأنا لا أعني أن الإنكار على الأصمعي خطأ، وإنما أعني أن هذا البيت لا يَرِدُ عليه. والأصمعي كان معروفا بالتشدد في هذا الباب، قال ابن السيد في الكتاب السابق: (( وقد أنكر الأصمعي أشياء كثيرة كلها صحيح، فلا وجه لإدخالها في لحن العامة من أجل إنكار الأصمعي لها )).
وأفضل من رد على الأصمعي في هذه المسألة العلامة (ابن بري) في حواشيه على الصحاح، فقد ذكر الشواهد على ذلك من كلام العرب، فانظرها في اللسان. وقد تفرد الأصمعي بالمنع في هذه المسألة، وليس معنى تفرده ألا يوافقه أحد من أهل اللغة إنما معناه تفرده عن أهل الترجيح والاجتهاد. أما من يقلدون قوله فإنهم لا يزيدونه قوة من أمثال ابن قتيبة في أدب الكاتب - وتبعه السيوطي في المزهر - والحريري في الدرة وابن الجوزي في تقويم اللسان، والجوهري في الصحاح - وتبعه الرازي في المختار - فهؤلاء نقلوا قول الأصمعي كالمقلدين له، فلا يعد قولهم تقوية لقول الأصمعي. والله أعلم
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:21
السؤال: هل صحيح ما يقوله بعضهم من أن مدرسة البصريين هي مدرسة السماع ومدرسة الكوفيين هي مدرسة القياس؟
الجواب: شاع عند بعض المعاصرين من الدارسين أن مدرسة البصريين هي مدرسة السماع ومدرسة الكوفيين هي مدرسة القياس، وبعضهم يقول إن البصريين يشبهون أهل الأثر والكوفيين يشبهون أهل الرأي.
وهذا الكلام عند التأمل لا يثبت على النقد ولا ينطبق على الواقع؛ فلننظر لماذا أطلقوا على البصريين أهل السماع ولماذا أطلقوا على الكوفيين أهل القياس؟ الملاحظ عند البصريين أنهم يتثبتون في السماع فلا يقبلون منه إلا ما ثبت وكثر في كلام العرب، ولا يقيسون على أي نص ورد عن العرب إلا إن كان فاشيا في كلامها معروفا بالنقل الصحيح ومن هنا أطلق عليهم (أهل السماع) أما الكوفيون فهم كانوا يحتجون أحيانا بالشاهد الواحد ويقيسون عليه في النحو، ولا يشترطون أن يكون فاشيا كثيرا في كلام العرب. ومن هنا أطلق عليهم (أهل القياس)
ولكن الذي يتأمل بعض التأمل يتضح له أن هذا الكلام السابق فيه نظر؛ ولذلك نجد فريقا آخر من الدارسين يطلقون على البصريين أهل القياس ويطلقون على الكوفيين أهل السماع. وبنوا هذا على أن البصريين قعدوا القواعد والأصول والأقيسة وردوا ما ورد من الشواهد إذا خالفت المعروف الشائع من كلام العرب، فهم بذلك قدموا القياس على السماع، ومن ثم أطلقوا عليهم أهل القياس. وأما الكوفيون فكانوا لا يعبأون بالأقيسة إذا خالفت ما ورد عن العرب، فيقدمون ما ورد عن العرب وإن خالف القياس ويجيزونه أو يجعلون له بابا من كلام العرب، ومن ثم أطلقوا عليهم أهل السماع.
إن المتأمل في الطريقتين السابقتين يتضح له أن الأخيرة هي الأقرب للصواب. وكذلك إذا تأملنا وجه الشبه بين المدارس النحوية والمدارس الفقهية وجدنا أن الأقرب للنظر أن يكون البصريون مشابهين لمدرسة الرأي لأن أهل الرأي كانوا يضعون الأقيسة والقواعد ثم يردون بعض النصوص إذا خالفت هذه القياسات. أما أهل الأثر فهم يقدمون النص على القياس حتى وإن لم يكن للنص قياس يعرف أو لم يكن النص مشهورا في الرواية. أما أهل الرأي فاشترطوا بعض الاشتراطات كأن يكون الراوي فقيها أو أن يشتهر الحديث بدعوى أنه مما تعم به البلوى فلو كان موجودا لنقل واشتهر، وأشباه هذا الكلام الذي يأباه أهل الأثر. فكذلك البصريون لم يكونوا بقبلون الرواية من أي أحد خاصة إن خالفت القياسات والقواعد التي قعدوها، والمسألة الزنبورية المشهورة بين سيبويه والكسائي من المسائل المشهورة جدا في هذا الباب، فقد ذكر سيبويه أنه لا يقال (فإذا هو إياها) والصواب (فإذا هو هي) لأنه لا وجه للنصب، أما الكسائي فاحتج بكلام أربعة من الأعراب المشهورين عند الكوفيين والبصريين، ولم يعبأ الكسائي بعدم وجود وجه للنصب. فنلاحظ هنا أن سيبويه قدم القياس على السماع، والكسائي قدم السماع على القياس.
والله تعالى أعلم، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
السؤال: ما معنى قولهم (من باب أولى)
الجواب: قولنا (من باب أولى): كلمة (باب) مضافة إلى كلمة (أولى) ولكن لا تظهر علامة الإعراب على (أولى) لمكان الألف المقصورة. وكلمة (أولى) هنا علم منقول لكثرة الاستعمال، وذلك أن الناس كثيرا ما يقولون: كذا أولى من كذا، كذا أولى من كذا، فصار كلام الناس في أشباه هذه المسائل كأنه باب مستقل من العلم يطلق عليه باب (أولى).
السؤال: ما معنى قولنا (كذا عبارة عن كذا)
الجواب: قولنا (كذا عبارة عن كذا). العبارة بمعنى التعبير وهو التأويل، يقال: عَبَر الرؤيا يعبرها عَبْرًا وعِبَارَةً أي أولها، وعبَّر يُعَبِّرُ تعبيرا. فقولك (كذا عبارة عن كذا) بمعنى أن (كذا) يُعَبَّرُ به عن (كذا). فإذا قلت: (الصلاة عبارة عن الصلة بين العبد وربه) فمعناه: كلمة (الصلاة) تعبر عن هذا المعنى وهو (الصلة بين العبد وربه).
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:24
السؤال: هل قولنا (يُوجَد كذا وكذا) صحيح لغة؟
الجواب: الفعل (يُوجَد) مبني للمجهول، وأصله (وُجِدَ) الثلاثي، واستعماله صحيح فصيح. قال معاوية بن مرداس: فهل يشكرن أبو سلامة نعمتي *********** وظني به أن سوف يوجد شاكرا وقال عمرو بن شأس: نَعلو بِهِ صَدرَ البَعيرِ وَلَم *********** يُوجَد لَنا في قَومِنا كِفلُ وقال ضابئ البرجمي: وقائِلَة لا يُبْعِدُ اللّهُ ضابئاً ********** إِذا القِرْنُ لَمْ يُوجَدْ له مَنْ يُنازلُهْ
السؤال: قولنا (يصوم المسلمون رمضان) ... هل (رمضان) مفعول به أم ظرف زمان؟
الجواب: قولنا (يصوم المسلمون رمضان) فيه حذف مقدر، والتقدير (يصوم المسلمون شهر رمضان) فهو نائب عن ظرف الزمان، من باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مكانه، كما تقول (سافرتُ الخميسَ ورجعتُ الجمعةَ)، والتقدير (سافرتُ يومَ الخميسِ ورجعتُ يومَ الجمعةِ). أما إذا صرفتَ رمضان، فحينئذ يكون مفعولا به، فتقول (يصوم المسلمون رمضانًا) أي يصومون رمضانا من الرمضانات في سنة من السنين.
لسؤال: هل (أبان) مصروف أو ممنوع من الصرف؟
الجواب: في القاموس وشرحه أنه مصروف وأنه على وزن (سَحَاب) وحققه الدماميني وابن مالك والمشهور عند النحاة والمحدثين المنع للعلمية ووزن الفعل. وبحث المحققون في الوزن لأَنَّه إذا كان ماضِياً فلا يكونُ خاصًّا أَو اسْم تَفْضِيل فالقِياسُ في مِثْلِه أبين وقالَ بعضُ أَئِمَّة اللُّغَةِ من لم يَعْرِف صَرْف أَبان فهو أَتانٌ نَقَلَه الشهابُ رَحِمَه اللَّهُ في شرْحِ الشفاءِ.
قلت: وهذا القول فيه مبالغة ومجاوزة؛ لأنه يمكن تخريجه على تثنية (أب) فيكون على وزن فَعَان، فيكون علما وآخره ألف ونون زائدتان فيجتمع فيه سببا المنع.
لسؤال: صيغة التفضيل من (فائدة)، هل هي (أفيد) أو (أفود)؟ وهل الصواب أن يقال (أفاد) أو (استفاد) ؟
الجواب: يقال منه ( أفيد ) لأن المادة يائية ( ف ي د ). والفعل ( أفاد ) من الأضداد؛ تقول: أفدت فلانا أي أعطيته، وأفدتُ أنا أي استفدت. و( استفاد ) صحيح أيضا، وهو المشهور في الاستعمال درءا للبس. وأصل هذا الفعل ( فاد ) أي ثبت أو حصل، يقال: فاد المال للرجل أي ثبت أو حصل، ومنه ( الفائدة ) لأنها تثبت أو تحصل لصاحبها. ثم يُعدَّى بالهمزة فيقال: ( أفاد المال ) أي جعله ثابتا أو حاصلا، ثم قد يكون هذا لنفسه وقد يكون لغيره ، والهمزة للتعدية فيهما، غير أنه في أحدهما متعد لواحد وفي الآخر لاثنين.
والله تعالى أعلم
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:26
السؤال: أيما أصح في التعريب (حاسوب) أو (حاسب) ؟
الجواب: الكلمات الأعجمية يجوز تعريبها بعدة أوجه، والعبرة بما يشتهر عند الناس إذا كان جاريا على سنن كلام العرب؛ فالعرب لم تتكلم بكلمة معينة تفيد هذا المعنى، فيبقى الأمر واسعا. وقد اختلف المعاصرون في ترجمة هذه الكلمة (Computer) على آراء كثيرة، منها (حاسب) و(حاسوب) و(حيسوب) و(حاسبة). والأقرب للصواب - في نظري - (حاسب)؛ لأن وزن (فاعول) و(فيعول) قليل في العربية، وأما (حاسبة) فقد تختلط بالآلة الحاسبة المعروفة. والمشهور في المجلات العربية المترجمة ونحوها ( حاسوب )، أما المشهور عند أهل التخصص فـ( حاسب ) والله أعلم.
السؤال: هل ورد في السنة أو في كلام العرب حتى عصور الاستشهاد استخدام عبارة كيف حالك ؟ علما بأن الكلمتين بمعنى واحد _ فالكيف بمعنى الحال _ فيكون هناك تكرار لا فائدة له كما يزعم البعض
الجواب: (أولا) الذي قال: (إن الكيف بمعنى الحال) أخطأ في ذلك خطأ بينا؛ إذ إن مقتضى كلامه أن يقال: (أخبرني عن كيفِك) و(ما كيفُك مع فلان) ... إلخ وهذا وأمثاله يظهر فيه العي والحصر بينا من قائله. ولو كان كلامه صحيحا لجاز أن يقال (حال زيدٌ؟) بمعنى (كيف زيد؟). (ثانيا) قوله: (فيكون هناك تكرار لا فائدة له)، أسأله: فكيف يريد منا أن نقول بدلا من العبارة السابقة؟ وهل فيها تكرار حقا؟ يعني لو قال قائل (كيف) فقط أو قال (الحال) فقط يغنيه ذلك عن باقي العبارة؟ (ثالثا) أقول: ليس شرطا في ثبوت صحة تركيب الكلام أن يثبت بعينه عن العرب الفصحاء؛ إنما هذا شرط صحة المفردات، أو التراكيب العامة، وليس لك أن توجب على الناس أن يأتوا بكل تركيب من مبتدأ وخبر مثلا مسموعا عن العرب بعينه، هذا ما لا يقوله أحد من أهل اللغة. أعني أنك لو نقلت عن العرب (كَتَبَ) ونقلت عن العرب (الرَّجُل) وكان معلوما من كلام العرب أن الفعل يأتي بعده الفاعل، فلك أن تقول: (كَتَبَ الرَّجُل) بغير سماع من العرب. (رابعا) (كيف) اسم موضوع للاستفهام، ويعرب خبرا، وله الصدارة في الكلام، فقولك (كيف الحال) يجاب عنه بـ(الحال جيد) مثلا، فهي جزء لا غنى عنه لتمام الكلام. ولو قرأت أي كتاب من كتب النحو لما وجدت شيئا مما ادعاه هذا المدعي. (خامسا) هذه العبارة (كيفَ حالُك) وردت في كلام العرب الفصحاء مرارا لا يحصيها إلا الله عز وجل. ولو تصفحت كتابا من كتب التواريخ أو قصص الخلفاء لرأيتها عشرات المرات. كما في قصة المهدي مع المفضل الضبي، وكما في قصة هشام بن عبد الملك مع حماد الراوية. وقال رجل للحسن: يا أبا سعيد، كيف أنت؟ وكيف حالك؟ قال: كيف حال مَنْ أمسى وأصبح ينتظر الموت، ولا يدري ما يُصْنعَ به. وقيل لأعرابيّ: كيف حالك؟ فقال: ما حالُ من يفنى ببقائه، ويسقم بسلامته، ويؤتي من مأمنه. وقد وردت أيضا في كلام القاضي شريح، في قصته المشهورة مع زوجته زينب، رواها بسنده الجريري في الجليس الصالح الكافي. (سادسا) أقول أيضا: إن هذا الكلام لو كان له أصل لما تعاقَب العلماء بلغة العرب على نقل مثل هذا التعبير في كتبهم بلا نكير؛ قال الأصمعي: قيل لبعض الصالحين: كيف حالُك؛ قال: كيف حالُ من يَفْنَى ببقائه، ويَسْقَم بسلامَتِه، ويُؤتى من مَأمنه. ونقل أبو العباس ثعلب في مجالسه عن ابن الأعرابي قال: حضرت مجوسيا الوفاةُ، فقال له قائل: كيف حالك؟ قال: " كيف حال من يريد سفرًا بلا زاد، ويرد على حكمٍ عدل بلا حجة ".
وهذه فائدة ذكرها الإمام النووي في شرح مسلم؛ قال: يستحب أن يقال للرجل عقب دخوله كيف حالك ونحو هذا.
والله أعلى وأعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق.
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:28
السؤال: في هذه الجملة "إنّك لا تفوّت فرصة إلاّ وتضحك عليّ فيها"، هل "إلاّ" في الجملة للاستثناء أم ماذا؟
الجواب: نعم (إلا) في هذا المثال للاستثناء، وما بعدها جملة حالية، والتقدير (إنك لا تفوت فرصة إلا ضاحكا علي فيها). فإن (إلا) إذا سبقت بنفي ولم يتم المعنى إلا بما بعدها فإنها تكون للحصر والقصر، ويعرب ما بعدها بحسب موقعه في الجملة، كقوله تعالى: {وما محمد إلا رسول} فالنفي بـ(ما) كف (إلا) عن العمل، ويعرب (محمد) مبتدأ، و(رسول) خبرا. ويجوز إثبات الواو وحذفها في الجمل بعد إلا، كما قال تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم} وقال تعالى: {وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون}
السؤال: ما الصحيح في (إنَّ) بعد (إذ) الظرفية ؟ فتح الهمزة أو كسرها ؟
الجواب: (إِذْ) الظرفية لا تضاف إلا إلى جملة، وتكون جملة فعلية كقوله تعالى: {واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم}، وقوله تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}، أو جملة اسمية كقوله تعالى: {ثاني اثنين إذ هما في الغار}. فإذا نظرنا إلى الفرق بين (إِنَّ) و(أَنَّ) وجدنا (أن) وما بعدها تأتي في تأويل المصدر، كقولك: (أعجبني أنَّك أتيت) فمعناه (أعجبني إتيانك)، ولذلك لا تكتمل الجملة بـ(أن) وما بعدها إلا بمكمل. وأما (إن) فهي تستقل بالدخول على الجملة التامة، كقولك: {إن الله غفور رحيم} بغير افتقار إلى مكمل، فلا يصح أن تقول (أن الله غفور رحيم} إلا إن أتيت بمكمل كقولك مثلا (آمنت أن الله غفور رحيم) أو نحو ذلك. ولذلك تدخل الباء الجارة على (أن) ولا تدخل على (إن) كقوله تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق} ولذلك أيضا يكون مقول القول مبدوءا بـ(إن) المكسورة دون المفتوحة. ولذلك أيضا تقول (حيث إن ...) ولا تقول (حيث أن ...) لأن حيث لا تدخل إلا على الجمل، وأجاز الكسائي دخولها على المفرد، فعلى قوله يجوز أن تقول (حيث أن ...) (الخلاصة) نخلص مما سبق إلى أن (إذ) الظرفية تليها (إن) المكسورة فقط، ولا يصح أن تليها (أن) المفتوحة.
لسؤال: لماذا لا يكون فى اللغة فاعل ثان كما أن هناك مفعول ثان، مثال يوضح سؤالى: (ضرب زيد وعمرو الكرة) لماذا نعرب عمرا هنا معطوفا ولا نعربه فاعلا ثانيا قياسا على قولنا فى "أعطى زيد الفقراء المال" "المال" مفعول ثان. أعلم أن هذا لم يقل به أحد من النحاة لكن ما السبب؟؟
الجواب: السبب هو (الواو) الفارقة بين المثالين. فهذه الواو تفيد التشريك بين الفاعلين فلا يصح أن يقال لأحدهما فاعل أول وللآخر فاعل ثانٍ، والدليل على ذلك أنك تستطيع أن تقدم أحدهما وتؤخر الآخر بغير أن يتغير المعنى، فتقول: ضرب زيد وعمرو الكرة، وتقول: ضرب عمرو وزيد الكرة، والمعنى في كلتا الجملتين واحد، فثبت بذلك أن الفاعلين في مرتبة واحدة، فلا يقال لأحدهما أول ولا للآخر ثانٍ. وسبب آخر، وهو أن العطف في نية إعادة الفعل، فالتقدير في قولك (ضرب زيد وعمرو الكرة) هو (ضرب زيد الكرة وضرب عمرو الكرة) والدليل على ذلك أن الضرب الذي صدر من زيد بخلاف الضرب الذي صدر من عمرو، فالضرب صادر من كليهما، والكرة مضروبة من كليهما، بحيث يصح أن يقال (ضرب زيد الكرة) وأن يقال (ضرب عمرو الكرة) بخلاف المثال الآخر، وهو أعطى زيد الفقراء المال، فإن الفاعل واحد والفعل واحد، فزيد هو المعطي، ولم يتكرر منه الإعطاء، والفعل أعطى واحد، ومعنى الإعطاء في نفسه يقتضي مسلما ومسلما إليه، فالمسلم المال والمسلم إليه الفقراء. والدليل على ذلك أن التعدي واللزوم من صفات الفعل لا من صفات الفاعل ولا المفعول، فهناك فعل لازم لا يتعدى لأي مفعول، وهناك فعل يتعدى لمفعول واحد، وهناك فعل يتعدى لمفعولين، وهناك فعل يتعدى لثلاثة مفاعيل، فثبت أن الفعل هو الذي يتعلق بعدد المفاعيل، وليست المفاعيل نفسها وأنت إذا حاولت أن تعرب (عمرا) فاعلا ثانيا، فماذا يا ترى سيكون نصيب الواو من الإعراب؟؟ وإذا حاولت حذفها من الجملة عاد الأسلوب غريبا خارجا عن مهيع كلام العرب. فجعل (عمرو) فاعلا ثانيا يقتضي أن تكون الواو فضلة وقد أثبتنا أنها عمدة في الجملة، فمن ثم لا يصح اعتبار (عمرو) فاعلا ثانيا.
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 13:33
السؤال: من يدلني على معنى كلمة (تجهرم) فإنها وردت في تفسير ابن كثير: (ولما تجهرم مسيلمة الكذاب وتسمى برحمن اليمامة كساه الله جلباب الكذب وشهر به) ولقد بحثت عنها في أكثر من معجم فما وجدتها.
الجواب: (جَهْرَم) بلدة تنسب لها الثياب الجهرمية، وقد تحذف ياء النسب فيقال الجهرم للثياب نفسها، كما قال رؤبة: بل بلد ملء الفجاج قتمه ........... لا يُشترى كَتَّانُه وجَهْرَمُه ثم اشتق بعضهم منه اشتقاق الجامد فقالوا: تجهرم أي انتفش وتكبر وتعالى وتجرأ ولم يخش أحدا، كما يقال: استأسد، واستتيس، وكما يقال: تبرنس من البرنس، وتقنع من القناع. وهذا الاشتقاق مقصور على السماع عند أكثر أهل العلم خلافا للمجمع القاهري.
وقد وردت الكلمة في مواضع أخر من تفسير ابن كثير رحمه الله، وسياق الكلام يدل على معناها. فقد قال في موضع آخر: ({ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } أي: تمرّد وعتا وتَجَهْرم على الله وعصاه) وقال: (فتمرد فرعون واستكبر وأخذته الحمية، والنفس الخبيثة الأبية، وقوى رأسه وتولّى بركنه، وادعى ما ليس له، وتجهرم على الله، وعتا وبغى وأهان حزب الإيمان من بني إسرائيل) وقال ابن كثير في البداية والنهاية عن بعض الملوك: ( ... وظهر منه قبل موته تجهرم عظيم وذلك أنه حاصر أخاه شقيقه ... مدة سنين حتى ضيق عليه الأقوات بها فسلمها إليه قسرا على أن يعطيه بعض البلاد فلما تمكن منه ومن أولاده أرسل إليهم من قتلهم غدرا وخديعة ومكرا فلم ينظر بعد ذلك إلا خمسة أيام فضربه الله تعالى بالقولنج سبعة أيام ومات ) وقال الإمام الذهبي في ترجمة بعض المتصوفة: ( ... فقد أساء الأدب وأطلق في جانب الربوبية ما لا يجوز إطلاقه وتجهرم على الله تعالى ... ) وواضح من السياق أن معناها تجرأ، والله أعلم وقال في موضع آخر: ( ... واشتد البلاء بالعيارين وتجهرموا بالإفطار في رمضان وشرب الخمور والزنا ) وواضح أيضا من السياق أن معناها اجترءوا. وقال في موضع آخر: ( ... فما ظنك إذا انضم إليها كبر وفجور وإجرام وتجهرم على الله نسأل الله العافية ) وواضح أيضا من السياق أن معناها الاجتراء وقال الحاكم عن بعض الرواة (... معتزليا متهاونا بالرواية تجهرم حتى هجر)، فمعناها هنا أيضا تجرأ والله أعلم
لسؤال: هل (الظن) من بين معاني (الاعتقاد)؟ بمعنى لو أنني قلت: (أعتقد كذا وكذا)، فهل يمكن أن يعني ذلك: (أظن كذا وكذا)؟
الجواب: يصح إطلاق الاعتقاد على الظن، ولكن إذا كان الظن راجحا؛ لأن الاعتقاد هو عقد القلب على شيء؛ وأصل الاعتقاد الاقتناء والاتخاذ والإحاطة؛ ثم أطلق على اعتقاد القلب؛ لأن القلب كأنه يقتني هذا العلم أو يحويه. والظن أيضا يطلق على اليقين كقوله تعالى: { الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم }. وكذلك العلم يطلق على اليقين ويطلق على الظن الراجح كقوله تعالى: { فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار }، وقال: { فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا }. فهذه الألفاظ كلها متقاربة (الاعتقاد) (العلم) (الظن)، وللظن معان أخر لا محل لذكرها.
السؤال: التعبير (لا يحرك ساكنا) كناية عن اللامبالاة وعدم الاهتمام. ولكن ما المقصود بالساكن في هذا التعبير؟
الجواب: (لا يحرك ساكنا) كناية عن عدم المبالاة، أو عن الغفلة، و(ساكنا) هنا صفة لمحذوف، تقديره (شيئا) أو (عضوا)، وحذف الموصوف وإقامة الصفة مكانه كثير في كلام العرب، كما في قوله تعالى: {فأهلكنا أشد منهم بطشا}، {دعا إلى الله وعمل صالحا}، {وإن تدع مثقلة}، {ولا تزر وازرة
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــع إن شاء الله
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 14:11
السؤال ما معنى قولهم ( بالياء المهملة ) أو ( بالباء المهملة ) أو ( بالياء المعجمة ) ونحو ذلك . تابعت الأحرف المشار إليها فوجدت أن لها تشيكل مختلف مع إن الوصف هو الوصف , فتجد الباء مثلا وعليها فتحه ومرة أخرى كسرة والوصف هو ذاته . فما هو تعريف مصطلحات ( المهملة ) و ( المعجمة ) ؟
الجواب
بعض الحروف قد تشتبه بسبب النقط، فيميز الكاتب هذه الحروف بوصفها. فالباء والتاء والثاء والياء تتشابه، فيقال: ب= باء موحدة. ت= تاء مثناة فوقية. ث= مثلثة. ياء=مُثَنّاء تحتية. أما النون فلا تلتبس عند النطق بها، فيكفي في حقها أن يقال: نون. حاء= مهملة. خاء= معجمة. أما الجيم فلا تلتبس، فيكفي في حقها أن يقال: جيم. د= مهملة. ذ= معجمة. س=مهملة. ش=معجمة. ص= مهملة. ض= معجمة. ط= مهملة. ظ= معجمة. ع= مهملة. غ= معجمة. تنبيه: لا يوجد ما ذكرت من قول ((ياء مهملة)) أو ((باء مهملة)). الإعجام هو فك العجمة..بتمييزها أي وضع النقطة عليها فحين يقال:ذال معجمة..فالمراد لما اشتبهت مع الدال..فك عجمتها بوضع النقطة عليها والمهمل ما ترك على حاله دون تنقيط والله الموفق للصواب.
السؤال أي حرف لا يلتبس بآخر إذا نطق، وإنما يقع اللبس إذا تشابهت صور الحروف، فما معنى قولك "أما النون فلا تلتبس عند النطق بها، فيكفي في حقها أن يقال: نون." وقولك "أما الجيم فلا تلتبس، فيكفي في حقها أن يقال: جيم."؟؟
الجواب يعني عندما يكتب المصنف تمييزا لحرف بعينه (نون) ثم يسكت، فهذا يفك عجمته ويكفي في بيان حقيقة الحرف. أما عند اشتباه حرفي الباء والياء مثلا، فحتى اذا كتب المصنف هذه باء وهذه ياء وهذه تاء، وهذه ثاء، وسكت، فاذا سقطت نقطة في النسخ مثلا بتصحيف أو غيره، فان تمييز الأعجمي من أمثالنا للحرف المقصود يضيع تماما، ولا تنفك العجمة في تمييزه - وهو الغرض من كتابة اسم الحرف - ولا يكون لكتابته أن الحرف اسمه (باء) أو اسمه (ياء) كثير نفع أو فائدة! حتى أنا الآن وأنا أكتب (ياء) و(باء) ونحوه كأسماء للحروف، قد أضرب بيدي على حرف مكان حرف بالخطأ فيفسد الأمر! من هنا جاء التمييز ببيان أن الياء (مثناة تحتية) أي تحتها نقطتان! أو الياء (مثلثة فوقية) أي فوقها نقط ثلاث، وهكذا، ولم يكن ذلك مطلوبا عند كتابة المصنف لنوع الحرف أنه جيم، أو أنه نون، لأن هذه الأخيرة ليست من أسماء الحروف التي ان تصحفت وسقطت النقط عنها في نسخ النص إلتبس الاسم بغيره مما يشبهه في رسمه.
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 14:30
قال الله سبحانه وتعالى: (ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله........) فكلمة "شاقوا"و"يشاقق" من باب واحد الأول بالإدغام والثاني بلا إدغام ...لماذا....؟ ما الحكمة في ذلك....
[size=24]الجواب شاقوا) فعل ماض، لا يجوز فيه فك التضعيف، فلا يصح أن يقال (شاققوا). أما (يشاقق) فهو مجزوم لأنه فعل الشرط، والفعل المضعف عند الجزم يجوز فيه التضعيف وفك التضعيف، وكلاهما في القرآن.[/size]
عدل سابقا من قبل سفير اللغة و الأدب في الأحد 10 أغسطس 2008 - 16:28 عدل 1 مرات
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 16:26
سؤال : هل توضع " تثبت " الألف بين الكنية و الاسم ؟ مثال : أبو عمر بن عبد البر ، أبو عمر ابن عبد البر ، أبو العباس بن تيمية ...أبو العباس ابن تيمية ؟ وهل في المسألة الأبوة الحقيقية ؟
[color=green]الجواب :
نعم -أخي الكريم- تثبت الألف بين الكنية والاسم ، فتكتب : أبو عمر ابن عبد البر ، وأبو العباس ابن تيمية .
وإنما تحذف الألف كتابة من (ابن) إذا كانت بين علمين البنوة بينهما حقيقية ، مثل : محمد بن عبد الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلا أن تقع أول السطر ، فتثبت الألف .
قال الأستاذ عباس حسن في "النحو الوافي" في بيان المواضع التي يحذف فيها التنوين والألف من (ابن) و (ابنة) :
" أن يكون الاسم المنون علمًا، مفردًا، موصوفًا، مباشرة - أى من غير فاصل - بكلمة: "ابن" أو: "ابنة" وكلتاهما مفردة، مضافة إلى علم آخر مفرد، أو غير مفرد. ولا بد أن تكون البنوة حقيقية. ولا يشترط فى واحد من العلمين التذكير. فمجموع الشروط سبع؛ إذا تحققت مجتمعة حذف التنوين نطقًا وكتابة، وحذفت همزة الوصل وألفها من "ابن وابنة" كتابة ونطقًا، بشرط ألا تكون إحداهما أول السطر، ولا خاضعة لضرورة شعرية تقضى بإثباتها؛ فمثال الحذف: هذا محمدُ بن هاشم. وهذه هندُ بنة محمود. وإن اختل شرط من الشروط السبعة لم يحذف التنوين، ولا ألف "ابن وابنة" " انتهى .[/color]
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
موضوع: رد: أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع] الأحد 10 أغسطس 2008 - 17:40
السؤال
هل نقول شيق أم شائق و ممتع أم ماتع ؟؟؟؟
الجواب
تستخدم الكلمات التالية استخداماً خاطئاً أحياناً فيقال مثلاً قصة شيقة والصواب أن يقال قصة شائقة ، وقد يقال قصة ممتعة ويراد بها معنى الماتعة ، ولذلك أحببت بيان معاني هذه الكلمات من المعاجم : الفرق بين ما تِعٍ ومُـمْتِـعٍ في المعاجم : الفعل مَتَعَ : وصيغة اسم الفاعل الماتِعٌ مَتَعَ النهارُ : بلغ أقصى غايته . ومَتَعَ السَّرابُ : ارتفعَ ومتعَ الحَبْلُ : اشتدَّ ومتعَ النبيذ اشتدت حُمْرَته .. الماتِعٌ : الماتِعُ من كل شيء البالغ في الجود أقصى غايته ، أي المتقن الصنعة . فإذا قيل قصة ماتعة أي محكمة الصياغة وتحتوي على فوائد عظيمة . فإذا أثرت على القارئ وجعلته يستمتع بقراءتها فتكون القصةُ مُمْتِعَةً . المُـمْتِعُ : من يقوم بالإمتاعِ ، والمُمْتَعُ من يستمتع بالمُمْتِعِ أي هو المستمتِع. المتاع : كل ما ينتفع به .
الفرق بين شائق وشَيِّق الشَّـيِّقُ: المشتاقُ الشائق: ما يشوق الإنسان بجماله وحسنه ، ففي الاستعمال يكثر الخطأ هنا فيقال قصة شيقة (ومعناها مشتاقة) والأصح أن يقال : قصة شائقة . لأنها هي المادة المشوقة . والشخص الذي يشتاق لقراءتها : شَـيِّقٌ ، فتقول أنا شَـيِّقٌ لقراءة القصص البوليسية (مثلاً) .
أسئلة و أجوبة في النحو و الصرف و اللغة [مفيد و ماتع]