منتديات التعليم الثانوي – العطاف – |
|
| البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:12 | |
| ما الفرق بين فصاحة الكلمة وفصاحة الكلام؟ الإجابة: شـروط الكلمـة الفصيحــة:- الشرط الأول: جارية على الميزان والقياس الصرفي. الشرط الثاني: خالية من الغرابة عند العرب الفصحاء. الشرط الثالث: خالية من تنافر الحروف. •شـروط فصـاحـة التـركيـب:- الشرط الأول: نفس الشروط المشروطة في فصاحة الكلمة, لأن التركيب مكون من كلمات فإذا كانت الكلمة معيبة انتقل العيب إلى التركيب والكلام فلابد أن تسلم كل كلمة في التركيب من العيوب القادحة فيها. الشرط الثاني: خاليا من ضعف التأليف. الشرط الثالث: أن يسلم التركيب من تـنـافر الكلمات. الشرط الرابع: يسلم التركيب من التعقيد اللفظي. الشرط الخامس: يسلم التركيب من التعقيد المعنوي.
2- س: هل يمكن أن يكون الكلام فصيحاً وبعض كلماته أعجمية أو عامية؟ الإجابة: لا يمكن أن يكون الكلام فصيحاً وبعض كلماته أعجمية أو عامية بل يعد ذلك قدحاً في فصاحة الكلام. بل لابد أن تكون الكلمة عربية مأثورة عن العرب جارية علي كلامهم غير غريبة ولا مخالفة لقياس صرفهم_____________________________ الدرس الجديد: س/ ما المقصود بفصاحة المتكلم ؟ هي يمكن أن يقال: أنها ملكة يقتدر بها على تأليف كلام فصيح في أي موضوع كان ومعني (ملكة): أي موهبة أو قدرة أو مهارة عند المتكلم من خلالها يقتدر على التأليف أو على الكلام أو على البيان في أي موضوع كان. س/ مامعني البلاغة لغة واصطلاحا ؟ معناها اللغوي -حقيقة- مأخوذة من "بلغ"، يقال: سار فلان من كذا فبلغ كذا، أي وصله وانتهى إليه ، والبلاغة تعني في اللغة: الوصول والانتهاء إلى الشيء، منه قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ ﴾[الكهف: 93] أي وصل وانتهى، ﴿ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ﴾ [الطلاق: 3] أي: منهيه، س/ ما مناسبة المعنى اللغوي للمعنى الدلالي الاصطلاحي ؟ ومناسبة المعنى اللغوي للمعنى الدلالي الاصطلاحي: هو أن المتكلم يبلغ ما في نفسه من معاني إلى الآخرين وينهيها إليهم في أقصر عبارة وأجود أسلوب. س/ كيف عرف الخطيب القزويني البلاغة ؟ الخطيب القزويني في كتابيه "التلخيص والإيضاح" عرف البلاغة قائلاً -عندما عرف بلاغة الكلام- قال: «إنه مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحة ألفاظه». س/ ماهو شرط الأساس للبلاغة ؟1-فصاحة ألفاظه مفردة ومركبة"مفردة: خاصة بكل مفردة، يعني تخلو من القوادح والعيوب القادحة فيها، و-أيضا-ً إذا تألفت أو تآلفت ألفاظه لابد أن تخلو ألفاظه من قوادح الفصاحة مجتمعة من ضعف التأليف ومن القلق ومن التعقيد معنويًا كان أو لفظيًا، 2- بحسب المقام:إذا اقتضى المقام إطنابا فإن البلاغة في الإطناب، وإذا اقتضى المقام إيجازا فإن البلاغة في الإيجاز، وإذا اقتضى المقام قسمًا أو توكيدًا فإن البلاغة بأن يقسم أو يؤكد المتكلم. س/ متي يكون الإيجاز أو التوسعة والتفصيل والاستشهاد من البلاغة ؟ -المقام هو الحكم والفيصل في هذه المسألة، إذا اقتضى المقام الإيجاز أوجز، أما إذا اقتضى المقام الإطناب أو التفصيل ففصل وأطنب . هناك دواعي داخل الكلام نفسه من حيث التوكيد والقسم والأمر والنهي والتعجب وغير ذلك, فإذا اقتضى الكلام أياً منها فالبلاغة في ذلك مثال : إنسان لا ينكر قيام زيد سقت الخبر من غير مؤكد أما إذا رأيت في ذهنه إنكار فسق في كلامك مايزيل - ويفصل البلاغيون في مقامات الخبر وفي أضربه: -1- فقد يكون الخبر ابتدائيًا عطلا من المؤكدات إذا كان المقام يقتضي سوق الكلام أو الخبر غير مؤكد. -2 وقد يكون طلبيًا يحتاج ذهن المخاطب إلى أن يزال الشك أو الإنكار الذي في ذهنه فيساق بمؤكد واحد. 3-أما إذا كان الخبر أو المقام إنكاريًا، يقتضي الأمر أن تؤكد بأكثر من مؤكد، بالقسم أو بإن أو باللام أو بالجملة الاسمية أو بها جميعًا، فالمقام عندئذ هو الفيصل في هذا. المتن قال المؤلف: أما البلاغة فهي تأدية المعنى الجليل واضحاً بعبارة صحيحة فصيحة, لها في النفس أثر خلاب مع ملائمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه والأشخاص الذين يخاطبون" المؤلفان -رحمهما الله- ذكرا المعنى الاصطلاحي للبلاغة بالإشارة العامة) في العبارة السابقة: المقصود بقولهما صحيحة فصيحة: يشيران إلى الشروط الواجب توافرها في الكلمة نفسها وفي الكلام نفسه. - لها في النفس أثر خلاب: يعود إلى انتقاء الألفاظ. مع ملائمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه: هنا المطابقة التي ذكرهاالقزويني: مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال : "والأشخاص الذين يخاطبون" ملاحظة نفسيات وثقافة المخاطبين وقدراتهم وعقولهم وهذا المعنى الذي أشار إليه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله"خاطبوا الناس على قدر عقولهم أتريدون أن يكذب الله ورسوله", فإذا استطاع المتكلم أن يصل بكلامه إلى مدارك وعقول من يخاطبهم وفِق وكان بليغاً, أما إن علا بكلامه أو انخفض به عن المخاطبين لم يوفق وإن كان كلامه فصيحاً. س/ ما معني الملائمة ؟ الملائمة: تعني المطابقة وهي المناسبة والمراعاة والملاحظة . س/ كيف وجه الله خطابه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أول الدعاة في دعوة الناس ؟ وهل البلاغة هي الحكمة ؟ قال: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل: 125] فبدأ بالحكمة قبل الموعظة الحسنة وقبل الجدال ، فالبلاغة هي الحكمة، ، والحكمة هي البلاغة، والحكمة وضع الشيء -قولاً كان أو فعلاً- في موضعه المناسب. س/ كيف السبيل إلى البلاغة ؟ أن يحتذي بأساليب البلغاء: 1-وأبلغ أسلوب هو أسلوب كلام الله -عز وجل- في الذكر الحكيم، ثم2- يليه في مرتبة البلاغة والبيان كلام المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، ثم كلام الشعراء البلغاء والكتاب فهذه الأساليب -الحقيقة- تنشط القارئ وتدرب لسانه وتكسب لغته ثراءً -و-أيضاً- وتصقل ذائقته اللغوية، وتعطيه دربة وأساليب رائعة س/ ما وجه الموازنة بين الرسام والبليغ ؟ الرسام: عندما يرسم شجرة أو لوحة يوازن بينهما وبين الطبيعة فيحتذيها وينمق ويجمع الألوان اللائقة والمناسبة فيشكلها. البليغ : يختار الألفاظ والمعاني اللائقة به، التي تلائم إذا أراد كتابة موضوع فإذا وفق في ذلك كان بليغًا، كما أن الرسام نفسه إذا وفق في إتقان لوحة ما كان فنانًا متقنًا ومبدعًا في لوحته تلك س/ أذكر بعض الأمثلة الفصيحة في و لم يوفقوا إلى تلبية المقام ، فعدت عليهم سقطات ؟1- قول المتنبي في كافور الإخشيدي في أول قصيدة مدحه بها: كفى بك داءً أن ترى الموت شافيًا ** وحسب المنايا أن يكن أمانيَ أي: أنه قد بلغ بك الأمر وشدته إلى أن ما بك من ألم وحسرة لا يكاد يشفيها إلا الموت، يعني أشبه بالانتحار ، ثم قال: "وحسب المنايا أن يكن أماني" صار الموت -الذي يكرهه الناس- صار أمنية ومطلبا، لم يوفق، وإن كان البيت في حد ذاته من حيث فصاحة ألفاظه ولكنه لم يوفق من حيث المقام. وكذا في مدحه: 2-وما طربي لما رأيتك بدعة ** لقد كنت أرجو أن أراك فأطرب: إنني عندما رأيتك طربت، كأن الأمير من المضحكات، أنه إذا رآه ضحك وطرب وهذا لاشك أنه غير موفق فيه . س/ ماهي ملاحظ النقاد علي المتنبي ؟ ـ قال الواحدي: وهو أحد شراح ديوان أبي الطيب: هذا البيت يشبه الاستهزاء، فإنه يقول: طربت عند رؤيتك كما يطرب الإنسان لرؤية المضحكات. ـ قال ابن جني: العالم اللغوي المشهور، هو -أيضا-ً أحد شراح ديوان أبي الطيب واسم شرحه "الفسر" قال: لما قرأت على أبي الطيب هذا البيت قلت له: ما زدت على أن جعلت الرجل قردًا فضحك ، يعني يثير الضحك، ولاشك أن هذا المقام لا يليق ولكن أبا الطيب هو طامع في إمارة ويرى نفسه أعلى من كافور الإخشيدي، ومثل ما ذكر الشارحان أن تلك فلتات خرجت على لسانه سواءً شعر أو لم يشعر، يعني كأنما هي تعبر عن طموحه وأن الذي أمامه لا يلبي طموحه، أو هو فوق طموحه. 3-حكوا أن أبا النجم دخل على هشام بن عبد الملك وأنشده: صفراء قد كادت ولما تفعل ** كأنها في الأفق عين الأحول وإن كان هو في وصف الشمس عند غروبها، هي صفراء وهي عند غروبها عندما تتضيف الشمس للغروب أو كأن شعاعها يستجف قليلاً، وعين الأحول تراها غير مستقرة، فظن الخليفة هشام أنه يقصده بهذا، فأمر بحبسه مع أنه مقرب إليه، من الرجاز في العصر الأموي، من الشعراء المعروفين، ومع ذلك لأنه لم يوفق في مقام بيته هذا نال ذلك الجزاء . ـ4- وكذلك جرير الشاعر المشهور الفحل، فإنه دخل يومًا على عبد الملك بن مروان وأنشده قصيدة مشهورة والتي افتتحها بقوله: أتصحو أم فؤادك غير صاحٍ ** عشية هم صحبك بالرواح قال له الخليفة: "بل فؤادك أنت يا ابن الفاعلة غير صاحٍ" جرير حقيقة هو من حيث الموضوعية لم يخطئ جرير في ذلك، لأن هذا الذي انتهجه هو أسلوب من أساليب العرب، يسمى التجريد في علم البديع المعنوي، وهو أن يجرد المتكلم من نفسه ذاتا أخرى يخاطبها ويخلع عليها النعوت والصفات فيكون أعذر له، فيكون ذلك أعذر له، فيفضي إليها ما شاء من الآهات والأنات والعتاب وغير ذلك، فجرير بن عطية هنا الشاعر الأموي المشهور هو يريد ذاته عندما قال: "أتصحو" يريد ذاته، جرد من ذاته ذاتًا أخرى، ولكن عبد الملك وبخاصة أنه مطلع القصيدة، فهم أنه يريده، فعاتبه على هذا المطلع، فالبيت فصيح ولكنه غير بليغ لأنه لم يوفق في المقام. ـ5- ونعى علماء الأدب على البحتري أن يبدأ قصيدة منشدها أمام ممدوحه بقوله: لك الويل من ليل تقاصر آخره كأن يخاطب ممدوحه بهذا الويل والثبور وغير ذلك هذا غير موفق، وإن كان -أيضا-ً على طريقة التجريد، لكنه لم يوفق في ذلك. ـ6- وعابوا على المتنبي قوله في رثاء أم سيف الدولة: صلاة الله خالقنا حنوط ** على الوجه المكفن بالجمال لم يوفق -أيضا-ً أبو الطيب في هذا المقام في وصف أم سيف الدولة بالجمال في مقام الموت والعزاء وما تعلق به. المؤلف"إذن لابد للبليغ أولاً من التفكير في المعني" إلى قوله"ولكنها أثر لازم لسلامة تأليف هذين وحسن انسجامهما" لابد للبليغ ان يضع في اعتباره الآتي:-1- البلاغة ليست في اللفظ وحده. 2- البلاغة ليست في المعنى وحده فالبلاغة أثر لازم لسلامة تأليف هذين الشرطين وحسن انسجامهما. 3- الموائمة والمطابقة للمقام. س/ ما الفرق بين الفصاحة والبلاغة ؟ أولاً1- الفصاحة: تعنى بالألفاظ وبآلة البيان وهي اللسان:ا- من حيث سلامتها وبعدها عن الغرابة،ب- وسلامة الكلمة نفسها من التنافر ومن –ت- المخالفة للقياس النحوي أوالصرفي، ث- بعدها عن القلق وعن الركاكة وعن الغموض، . البلاغة :فإنها تعنى بالمعاني وبالمقامات . ثانياً : الفصاحة أعم من البلاغة: لأنها معنية بعناصر ثلاثة:1- بالكلمة، 2- بالكلام، 3- بالمتكلم. : أما البلاغة فهي أخص من الفصاحة: لأنها معنية بعنصرين: 1-بالكلام نفسه2- وبالمتكلم. أما الكلمة فلا توصف الكلمة -مفردة أو مستقلة- بأنها بليغة، نقول: جاهد أو ذهب أو قاتل، لا يقال له هذه الكلمة بليغة، لأن دلالة الكلمة لا تظهر بشكل مؤثر إلا في كلام متسق منتظم، س/ بين الفصاحة والبلاغة عموم وخصوص ـ وضح ذلك ؟ فكل كلام فصيح ليس بالضرورة أن يكون بليغًا، لأنه قد يكون قاصرًا عن توفيته للمقام ومناسبته له، ولكن كل كلام بليغ لابد أصلاً أن يكون فصيحًا: مثال: الإسلام والإيمان، بينهما عموم وخصوص، ، فإذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا ، كذلك الفصاحة والبلاغة إذا اجتمعتا افترقتا، وإذا افترقتا اجتمعتا، بمعنى: إذا قيل: هذا كلام فصيح بليغ، ذهبت الفصاحة إلى سلامة ألفاظه من القوادح، وتحقق شروط الفصاحة فيها، وذهبت دلالاته وموافقاته إلى أنه قد وافق المقام والتأم معه، وأصابه فكان بليغًا. ـ ولكن لو أطلق وقيل: ألقى فلان -مثلاً- كلمة بعد صلاة المغرب وكانت فصيحة مؤثرة، فمعنى ذلك أنها بليغة، لأن سياق الإشادة بها يدل على أثرها وقوة بلاغتها، لكن -أيضا-ً لو قيل: ألقى -ما شاء الله- فلان بعد المغرب في المسجد الفلاني كلمة بليغة، معنى ذلك أنها فصيحة، لأنها لن تصل إلى مستوى التأثير من خلال وصفها بالبلاغة إلا من خلال فصاحة ألفاظها وجودة أسلوبها، فبينهما عموم وخصوص.
| |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الثاني الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:14 | |
| 1- س:بين أنواع الأساليب التي ينتهجها الكتاب في كتاباتهم وخصائص كل منها؟1 - الأسلوب العلمي: وهو أهدأ الأساليب...." 2- الأسلوب الأدبي: والجمال أبرز صفاته..." 3- الأسلوب الخطابي: هنا تبرز قوة المعاني و الألفاظ أولاً: خصائص الأسلوب العلمي ؟ 1- وهو أسلوب دقيق معني باختيار الألفاظ بحيث تكون دالة ولا يختار كلمة إلا لمكانها بحيث تؤدي مرادها, والألفاظ الخيالية والعاطفية تكاد تكون معدومة فيه وأبرز مثال على ذلك الأسلوب الكتب المنهجية الدراسية. ثانياً: خصائص الأسلوب الأدبي ؟ عكس الأسلوب السابق وهو عامرا بالأخيلة والصور والعواطف والمؤثرات والأمور -أيضاً- المؤثرة في السامع، وأبرز مثالٍ على هذا القصائد الشعرية، والكتب الأدبية، والقصص، والروايات العامرة بالأساليب الخيالية المصطنعة أو الواقعية المصورة تصويرًا حيًا. س/ ماهو الأسلوب العلمي المتأدب ؟- بعض العلماء يمزج بين الأسلوبين, ويمكن أن يقال عليه أسلوب علمي متأدب ومن أبرز أمثلته كتابات ابن القيم فأسلوبه مشرق علمي يكسوه الأدب وينزع إلى الأدبي, أما الجاحظ فأسلوبه يجنح إلى الأدبي, أما شيخ الإسلام ابن تيمية أسلوبه علمي متأدب وإن كان يجنح إلى الأسلوب العلمي الجاد ويلبس بعض عباراته وشاحاً أدبياً فهو عكس تلميذه ابن القيم. س/ ماهي خصائص الأسلوب الخطابي ؟ الأسلوب الخطابي ينبغي أن يكون الخطيب على مستوى من اللغة العربية: و بالنسبة لخطب الجمع بالذات ينبغي1- أن يكون الخطيب حصيفًا حكيمًا في إيراده لجمله وانتقائه -2--ً لموضوعاته المناسبة لعصره وأن تكون -3-ً مناسبة للمقام، و-4-ً يكون غرضه -أيضا-ً بيان الأحكام الشرعية التي تهم الناس وتمس أحوالهم، وبيان -5-ً التوجيهات الشرعية ووجهات النظر الشرعية المناسبة والتي هم بحاجة إليها. ـ6 كذلك ينبغي أن يقصر قدر الإمكان والرسول -عليه الصلاة والسلام- كما أثر عنه كانت صلاته قصداء وخطبته قصداء، كان يجمل -عليه الصلاة والسلام- حتى إن العاد لو شاء أن يعد كلماته لعدها، فلا يطيل على الناس؛ لأن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة والعامل والطفل والصغير وغير ذلك من أمراض العصر التي جدت في الناس كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ( قصر خطبته وطول صلاته مئنة لفقهه ).أي علامة علي فقهه س/ اذكر بعض الأخطاء الأسلوبية الشائعة في الصحف أو في المجلات أو عند الناس أو في عباراتهم ؟ 1- تكرار كلمة "كلما". يقولون: كلما ارتفعت الشمس كلما زاد الحر الصحيح أنك تحذف "كلما" الثانية، ووجودها حشو فتقول: كلما ارتفعت الشمس زاد الحر. لأن كلمة "كلما"شرطية تفتقر إلى فعل وجواب. 2- اقتران "ال" التعريف بكثير أو غير، فيقولون مثلاً: جاء الكثير من القوم، أو ذهبت إلى الغير، 3- ـ -ً عطف مضاف على مضاف آخر لم يستوف الأول حقه من الإضافة، -مثلاً- يقولون: الشركة الفلانية قامت بإنتاج وتوزيع وبيع كذا وكذا وكذا، المضاف الأول يحتاج إلى مضاف إليه، قامت الشركة الفلانية بإنتاج -مثلاً- صحف، وتقول: وتوزيعها وبيعها، ممكن أن تعطف على السابق وتضيف هذا المضاف إلى ضميره.. ـ 4--ً من الأخطاء الشائعة في الاستبدال: أسلوب الاستبدال، يقولون مثلاً: استبدلت الصحيفة الفلانية مراسلها بمراسل آخر، ويدخلون الباء على الجديد المراسل الجديد، والصحيح أن الباء في أسلوب الاستبدال تدخل على المتروك في اللغة، ومن ذلك في التنزيل وهو أعلى كلام وأفصحه قوله -جل وعلا-: ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61] فالمتروك الذي هو خير، والمأخوذ هو الأدنى، وصوابه أن يقال: استبدلت الصحيفة بمراسلها مراسلا آخر، الجديد هو الذي ليس فيه الباء، ومنه قوله -جل وعز-: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى ﴾ [البقرة: 175] اشتروا بمعنى استبدلوا، فالباء دخلت على المتروك. ـ 5- عدم التفريق بين الاسم والمسمى، مثلاً قال: "غُيِّر مسمى جامعة الرياض إلى جامعة الملك سعود مثلاً، الصحيح أن يقال: غير اسم جامعة الرياض إلى اسم جامعة الملك سعود، لأن المسمى هو الذات، والاسم هو العنوان المطلق على الذات. 6- يقولوا: فلان لَغوي، وهذا من اللَغو بفتح اللام، والأصل لُغوي، أي مشتغل بعلم اللغة. ـ 7= تسمية الأسماء، يقولون مثلاً: فلان المحمد العبد الرحمن كذا وكذا، يعرف العبد ويلصقه بـ"ال" يوصلها وصلاً، فيكون العبد موصوفًا بأنه رحمن "محمد العبد الله" والأصل "آل عبد الله" بالفصل، "آل" يعني يرجعون إلى "آل عبد الله" أو كذا، "آل" بمعنى يؤول ويرجع، لا تكتب ملتصقة العبد. ـ أيضا-ً ويقولون: استلم فلان البضاعة الفلانية، والاستلام للحجر: وهو مسه ومسحه، وأما الأصل تسلم بمعنى قبض البضاعة الفلانية أو الكتاب الفلاني. س/ أذكر بعض الكتب النافعة في هذا المقام ؟ 1-كتاب "تثقيف اللسان وتلقيح الجنان" لابن مكي الصقلي ليس معاصرًا توفي سنة خمسمائة وواحد هجرية 2- "معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة" لمحمد العدناني. 3- وكذلك "الأخطاء الشائعة" لماجد الصائغ، 4- "أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين" للدكتور أحمد مختار عمر، 5- "المدخل إلى تقويم اللسان" لابن هشام اللخمي، المتوفى سنة خمسمائة وسبعة وسبعين هجرية. أسئلة الحلقة السؤال الأول: ما الفرق بين الفصاحة والبلاغة ؟ السؤال الثاني: متى يكون الكلام الفصيح بليغاً ؟ السؤال الثالث: أيهما أعم "الفصاحة" أم "البلاغة" ؟ ولماذا
| |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الثالث الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:17 | |
| | |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الرابع الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:18 | |
| س/ ماهي أقسام التشبيه ؟ وما قواعدها ؟ 1ـ التشبيه المرسل ما ذكرت فيه الأداة. 2ـ التشبيه المؤكد ما حذفت منه الأداة. 3ـ التشبيه المجمل ما حذف منه وجه الشبه. 4ـ التشبيه المفصل ما ذكر فيه وجه الشبه. 5ـ التشبيه البليغ ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه. س/ ماالمقصود بالتشبيه المرسل ؟1- التشبيه المرسل هو ما ذكرت فيه الأداة:، والإرسال هنا من الإطلاق بحيث تترك الأداة ولا تحذف، ، مثال: زيد كالأسد في الشجاعة، هنا نجد أن التشبيه نوعه هو مرسل، وفي الوقت ذاته مفصل، مرسل من حيث الأداة موجودة زيد كالأسد، ومفصل من حيث إنه قد ذكر فيه وجه الشبه -الشجاعة-. س/ لماذا سمي التشبيه المؤكد مؤكدا ؟2- التشبيه المؤكد ما حذفت منه الأداة :مثال: زيد أسدٌ في الشجاعة ، وسمي مؤكدا ، لأن العادات لما حذفت أخبر عن زيد بكونه أسدا زيد أسدٌ فكأن هناك التصاق وتأكيد وتثبيت لأسدية زيد، لم يوجد فاصل ولا واسطة بينهما، زيد أسدٌ وليس كالأسد، أسد مباشرة فأكدنا أسديته وشجاعته بهذا الإلصاق المباشر، ألصقنا الخبر بالمبتدأ من غير فاصل فكان هذا تأكيدا على أسديته والإخبار به. س: ماهو التشبيه المجمل مع ذكر مثال؟ 3-التشبيه المجمل: وهو ما حُذِف منه وجه الشبه. والإجمال تعني الاختصار والإيجاز. مثال: زيد أسد أو زيد كالأسد. 4-التشبيه المفصل: وهو ما ذكر فيه وجه الشبه. مثال: زيد كالأسد في الشجاعة. 5- التشبيه البليغ: ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه .مثال: زيد أسد أو محمد بحر. وهذا النوع هو أبلغ أنواع التشبيه من حيث أنه قائم على الإيجاز وفي الوقت ذاته داخل في الإخبار والتوكيد فحذفت منه الأداة فتأكد وحذف منه وجه الشبه فأصبح مجملاً محبوكاً, كأنك تخبر في المثال عن زيد كونه أسد بغير فاصل فهو أسد مطلق من غير تقييد بشجاعة أو أي شيء. س/ كيف يكون التدرج في أبلغية التشبيه ؟ لو أردنا أن نرتب أبلغية التشبيه من حيث هذه الدرجات نقول إن التدرج يكون أولا في ثلاثة أمور أو بثلاث مراتب: المرتبة الأولى: كون التشبيه مرسلا مفصلا، هذا أقلها ، زيد كالبحر في العطاء ذكرنا الأركان كلها. المرتبة الثانية أ والوسطى: هو كونه مرسلا مجملا، أو مؤكدا مفصلا، مرسلا مجملا مثاله زيد بحر في العطاء، لابد من ذكر الأداة، زيد كالبحر فقط مجمل، حذفنا وجه الشبه زيد كالبحر، مثلها كونه مؤكدا زيد بحر، وفي الوقت ذاته مفصلا، زيد بحر في العطاء هاتان مرتبتان تكادان تكونان مستويتين في الأبلغية. المرتبة الثالثة: وهي الأبلغ وهي كونه مؤكدا مجملا، مؤكدا من حيث حذف الأداة ومجملا من حيث حذف وجه الشبه. س/ أذكر أمثلة من القرآن والسنة علي التشبيه البليغ ؟ في قوله -جل وعز- -مثلا-: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ﴾ [النمل: 88]. فهنا على التشبيه أي الجبال تمر مرورها كمرور السحاب، فحذف الأداة وحذف الوجه وهي مقدرة تمر كمرور السحاب، وحذف الوجه -أيضا- ، فمر السحاب ذكرها فقط هنا للمشبه به ، ووجه الشبه السرعة والحركة وعدم الاستقرار، السحب -أيضا- متحركة وغير مستقرة. ـ أيضا- في الحديث الشريف: (المؤمن مرآة أخيه)؛ تشبيه بليغ حيث إن ذكر المشبه وهو المؤمن وذكر المشبه به وهو المرآة وحذفت الأداة وحذف وجه الشبه والتشبيه بليغ -حقيقة- وهو يعكس -حقيقة- المؤمن يجب أن يكون مرآة أخيه إذا وجد فيه عوجا أو انحرافا أو عيبا أو قدحا أو منكر عدله بالنصح أو بالملاطفة وذلك تماما كالمرآة عندما تعدل أنت ما ترى من عوج في وجهك أو هيئتك أو شكلك وهذا تشبيه -أيضا- بليغ ظاهر جدًا. قاعدة3- تشبيه التمثيل:- القواعد: يسمى التشبيه تمثيلاً إذا كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد, وغير تمثيل إذا لم يكن وجه الشبه كذلك" س/ متي يسمى التشبيه تمثيلا ؟ مع ذكر مثال يوضحه ؟ تشبيه التمثيل هو من أجود أنواع التشبيه وأروعها ,ووجه الشبه فيه بين المشبه والمشبه به صورة منتزعة من عدة أمور يضم بعضها إلى بعض فتعطي صورة رائعة كقوله تعالى في حق من يتعلم العلم ولا يعمل به فإن الله قد مثله بالحمار وذلك أخذاً من تمثيل اليهود بالحمار نفسه , قال تعالي:الجمعة: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أ- الله عز وجل مثل حالة اليهود وقد أوتوا من الأحكام ما أوتوا في التوراة ولكنهم لم يعملوا بها فمثلهم كمثل الحمار البليد الذي حُمِّل كتبا وأسفارا فيها أنواع متعددة من الأحكام الشرعية وغيرها وهو لا يعلم عنها شيئاً, فنصيبه التعب والعرق والكدح فقط وليس له استفادة مما يحمله. والصورة في الآية لليهود ولغيرهم فهي تحذير للعلماء وطلاب العلم وغيرهم ممن يعلم شيئا ولا يعمل به فحذاري أن يكون كذلك. -والصورة في الآية منتزعة من بين أمور نافعة متعددة فهي صورة قوم نزل عليهم التنزيل وفيه مصالحهم الدنيوية والأخروية ومع ذلك لم ينتفعوا بما فيه ولم يستفيدوا منه والغرض من التشبيه التمثيل والتحذير من مثل هذه الحالة.
س/ هل يكون معنى التشبيه بليغا و مجملا في نفس الوقت ؟ التشبيه المجمل كما نعلم هو ما حذف وجه الشبه فيه، ولا يكون بليغا إلا إذا انضم إلى هذا حذف الأداة، فلا يسمى تشبيها بليغا إلا إذا حذفت أداته، وحذف وجه الشبه فيه فيكون عندئذ بليغا، أما إذا ذكرت الأداة وحذف وجه الشبه بمعنى كان مجملا يصبح عندئذ مرسلا مجملا، مرسلا بذكر الأداة، ومجملا بحذف وجه الشبه. أسئلة الحلقة السؤال الأول: رتب درجات التشبيه من حيث الأبلغية ؟ مع التعليل لذلك ؟ السؤال الثاني: أورد شاهدا بليغا على التشبيه البليغ مع بيان سر بلاغته ؟ انتهي الدرس الخامس, [البلاغة الواضحة سؤال وجواب الدرس السادس تابع علم البيان أسئلة المراجعة: س: السؤال الأول: رتب درجات التشبيه من حيث الأبلغية ؟ مع التعليل لذلك ؟ إن التدرج يكون أولا في ثلاثة أمور أو بثلاث مراتب: المرتبة الأولى: كون التشبيه مرسلا مفصلا، هذا أقلها ، زيد كالبحر في العطاء ذكرنا الأركان كلها. المرتبة الثانية أوالوسطى: هو كونه مرسلا مجملا، أو مؤكدا مفصلا، مرسلا مجملا مثاله زيد بحر في العطاء، لابد من ذكر الأداة، زيد كالبحر فقط مجمل، حذفنا وجه الشبه زيد كالبحر، مثلها كونه مؤكدا زيد بحر، وفي الوقت ذاته مفصلا، زيد بحر في العطاء هاتان مرتبتان تكادان تكونان مستويتين في الأبلغية. المرتبة الثالثة: وهي الأبلغ وهي كونه مؤكدا مجملا، مؤكدا من حيث حذف الأداة ومجملا من حيث حذف وجه الشبه. س:2: أورد شاهدا بليغا على التشبيه البليغ مع بيان سر بلاغته ؟ في قوله -جل وعز- -مثلا-: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ﴾ [النمل: 88]. فهنا على التشبيه أي الجبال تمر مرورها كمرور السحاب، فحذف الأداة وحذف الوجه وهي مقدرة تمر كمرور السحاب، وحذف الوجه -أيضا- ، فمر السحاب ذكرها فقط هنا للمشبه به ، ووجه الشبه السرعة والحركة وعدم الاستقرار، السحب -أيضا- متحركة وغير مستقرة. ـ أيضا- في الحديث الشريف: (المؤمن مرآة أخيه)؛ تشبيه بليغ حيث إن ذكر المشبه وهو المؤمن وذكر المشبه به وهو المرآة وحذفت الأداة وحذف وجه الشبه والتشبيه بليغ -حقيقة- وهو يعكس -حقيقة- المؤمن يجب أن يكون مرآة أخيه إذا وجد فيه عوجا أو انحرافا أو عيبا أو قدحا أو منكر عدله بالنصح أو بالملاطفة وذلك تماما كالمرآة عندما تعدل أنت ما ترى من عوج في وجهك أو هيئتك أو شكلك وهذا تشبيه -أيضا- بليغ ظاهر جدً | |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الخامس الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:20 | |
| س:أذكر القاعدة التي ذكرها المؤلف في تشبيه التمثيل؟ قاعدة) المؤلف" تشبيه التمثيل:- القواعد: يسمى التشبيه تمثيلاً إذا كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد, وغير تمثيل إذا لم يكن وجه الشبه كذلك"[/COLOR ]س: عرف تشبيه التمثيل مع ذكر مثال عليه؟ تشبيه التمثيل: هو من أجود أنواع التشبيه وأروعها ,ووجه الشبه فيه بين المشبه والمشبه به صورة منتزعة من عدة أمور يضم بعضها إلى بعض فتعطي صورة رائعة وغير التمثيل يكون وجه الشبه فيه مفرداً. مثال : زيدُ كالأسد فقط في الشجاعة مثال لتشبيه التمثيل قال تعالي:الجمعة{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5 ويمثل الأدباء على ذلك ببيت بشار مشهور: كأن مثار النقع فوق رءوسنا *** وأسيافنا ليلا تهاوى كواكبه.[/COLOR ]فقد شبه صورة بصورة، فبشار -مع أنه أعمى- ، فإنه يصور المعركة التي خاضها قومه أو التي خاضها هو -أيضا- تخيل مع قومه والغبار يتطاير فوقه، الغبار من شدة الضرب والحرب قد تطاير فوقهم وسيوفهم أن أسيافهم وهي تهوي على رءوس القوم على رءوس أعدائهم وهي تلمع يمنة ويسرة في وسط هذا الظلام أو هذا الغبار شبه هذه الصورة بصورة ليل بهيم مظلم تهاوت كواكبه يمنة ويسرة، في هذا الليل البهيم، فهو يشبه صورة بصورة، والجامع بينهما أشياء دقيقة بيضاء في شيء أسود كبير ضخم جدا مظلم، فالحاصل: أن مجموع هذه الصورة هو التشبيه التمثيلي أو تشبيه التمثيل الوارد هنا، فالمشبه أجزاء متعددة والمشبه به أجزاء أيضا متعددة، ووجه الشبه أيضا صور منتزعة من تلك العناصر المتعددة تجمع وتضم بعضها إلى بعض فتعطي الصورة متكاملة. .مثال آخر قوله -عز وجل-: ﴿ (إِنّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا ﴾ [يونس: 24] ، فالشاهد: تمثيله الحياة الدنيا -تمثيل زخرفها وزينتها وغير ذلك- بغيث أو بمطر نزل على أرض فكثر نباته وتنوع، ومع الأيام اخضر حتى استوى ثم هاج ثم أصبح مصفرا ثم بعد ذلك أصبح هشيما ثم انتهى ما كان منتظرا، فإنه يصور الحياة الدنيا من حيث بهرجها وتألقها ثم بعد ذلك انتهائها وانقضائها بهذه السرعة كما يحصل للعشب والربيع الذي بينما الناس فرحون به ومبتهجون بزرعه ونوره فإذا به يهيج ويصبح لا شيء وكأنه لم يكن شيئا مذكورا. ـ مثال آخر قوله: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [النور: 39]؛ في هذه الآية شبه أعمال الكفار من حيث ظنهم أنها تغنيهم وتنفعهم بظمآن نظر في أفق الصحراء فرأي سرابا يجتمع فكلما لهث وذهب إليه لم يجده شيئا وكذلك أعمال الكفار يحسبون أنهم يحسنون صنعا في الحياة الدنيا وإذا بها ليست بشيء لأنها لم تقم على توحيد الله -عز وجل- أو في الظاهر أنها إحسان وإذا بها ظلم وإساءة لأن كل منهج أو أمر لا يقوم على منهج الله -عز وجل- وعلى طريقته وعلى ما سنه الله -عز وجل- فإنه يكون في الغالب يكون تخبطا ويكون ظلما وجورا. قاعدة: المؤلف" التشبيه الضمني :: تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب , وهذا النوع يُؤتَى به ليفيد أن الحكم الذي أُسنِد إلى المشبه ممكن." [/center] س/ عرف التشبيه الضمني ولماذا سمي بذلك ؟ سمي ضمنيا لأنه لا يكون مصرحا فيه، لا بالمشبه ولا المشبه به على الطريقة المعتادة ولا أيضا ذكر الأداة ولا الوجه، وإنما يلمح في الكلام والغرض البلاغي كما قال المؤلف يُؤتَى به ليفيد أن الحكم الذي أُسنِد إلى المشبه ممكن س/ ماهي بواعث استعمال التشبيه الضمني ؟1- التفنن في أساليب التعبير، 2-، النزوع إلى التجديد والابتكار والإبداع لطريقة التشبيه، 3-إقامة البرهان والحجة على أن الذي اسند إلى المشبه أمر فعلا مقنع وممكن وقائم 4-، رغبة الأديب مثلاً في إخفاء معالم التشبيه لأنه كلما كان التشبيه خفيا ودقيقا كان أبلغ في النفس . س/ أذكر أمثلة للتشبيه الضمني ؟
1-من أمثلته بيت أبي تمام المشهور في قوله: لا تنكري عطل الكريم من الغِنى *** فالسيل حرب للمكان العالي. هو يريد أن يبين أن الكريم: المال لا يستقر في يده فإنه ينفقه في وجوه الإحسان، مثاله المرتفعات العالية إذا هطل عليها المطر ينزل إلى الأسافل، فأجاب بالمشبه به ليكون إقناعا وبرهانا للسامع ليعلم أن ما نسب إلى المشبه ممكن، وأنه فعلا واقع وأن هذا الذي استدل به أبو تمام حقيقة واقعة مرئية في عالم الواقع . 2-مثال آخر : قول أبي العتاهية: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس. يخاطب كل من يرجو السلامة والنجاة والفوز فلا يمكن أن تتحقق له النجاة كما لا يمكن أن تجري على اليابسة كذلك من يريد أن يكون صالحا مصلحا أن يجالس العقلاء والصلحاء والمتزنين، وفي الوقت ذاته عليه أن يأخذ بأسباب الصلاح والفلاح والسعادة وأما أن يتمنى الصلاح والاستقامة وليس مع المستقيمين، لا يمكن أن يكون صالحا مصلحا لأنه لم يأخذ بأسباب النجاة والفلاح، . 3-مثال آخر: قول المتنبي ولعله يخاطب سيف الدولة: ومن الخير بطء سيبك عني *** أسرع السحب في المسير الجهام. أي إذا تأخر عطاؤك عني فإني متفائل فهو أشبه بالسحب الهائلة الثقيلة المصحوبة بالبرق والرعد فهي ثقيلة في جريانها لكنها غزيرة بمائها بإذن الله, كذلك عطاؤك إن تأخر فهو كثير أما الجهام وهي السحب الخفيف فهي سريعة في سيرها وليس فيها ماء , فقدم دليلا على تفاؤله بتأخر عطاء سيف الدولة فشبهه بالسحب الثقال المتأخرة في سيرها ولكنها كثيرة في عطائها . ـ مثال آخر: قول أبي تمام وينسب إلى عبد الله بن المعتز: واصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله *** فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله إذا رأيت حاسدا لك فتجلد واصبر ولا تأبه بحسده والدليل على هذا قال: فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، إذا لم تجد حطبا تنتهي وتصبح رمادا، كذلك الحسود إذا حسدك أو رآك وكذا فإنك لا تلق بالا لا تلق اعتبارا لحسده أو تجلد واستعن بالله -عز وجل- عليه. قاعدة:
التشبيه المقلوب هو جعل المشبه مشبها به بإدعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر"
س/ عرف التشبيه المقلوب ؟ مع التوضيح بالمثال ؟ التشبيه المقلوب: التشبيه المقلوب كاسمه بأن يجعل الأديب المشبه مشبه به والمشبه به مشبها بإدعاء أن وجه الشبه في المشبه الذي صار مشبه به أظهر وأقوى وأمكن والقاعدة أن وجه الشبه في المشبه به أقوى وأمكن. مثال: الأسد كزيد، الأسد كزيد في الشجاعة، أنت ادعيت أن الشجاعة أظهر وأتم في زيد منها في الأسد، فقلبت التشبيه، على سبيل الإدعاء، ومبنى الإدعاء هنا المبالغة، المبالغة في إظهار شجاعة زيد س/ أذكر بعض الأمثلة أو الشواهد على التشبه المقلوب؟
ـ 1- قوله -جل وعز- حكاية عن المشركين في مسألة البيع والربا عندما قالوا: ﴿ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا﴾ [البقرة: 275]؛ فقال -جل وعز-: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]، فهنا هم بنو كلامهم على التشبه المقلوبِ، لأنهم رأوا إن مسألة حِل الربا لا نقاش فيها، ، وإنما الشك في البيع فرد الله -جل وعز- عليهم بأسلوب الإسناد الصحيح، إسناد فعل الحل للبيع، وإسناد فعل الحرمة للربا، فقال: ﴿ وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ 2- قول البحتري في وصف بركة المتوكل: كأنها حين لجت في تدفقها *** يد الخليفة لما سال واديه أصل التشبيه تشبيه يد الخليفة في عطاءه ونواله وإكرامه بمياه بركة المتوكل عندما تتدفق المياه فيها وتجري يمنة ويسرة، لكن البحتري قلب التشبيه، قلب التشبيه فشبه البركة عندما تضطرب مياهها وتتدفق يمنة ويسرة شبهها بيد الخليفة في عطائه ونواله وإكرامه لمن يأتي إليه، على سبيل التشبيه المقلوب ادعاء بأن وجه الشبه في عطاء الخليفة أقوى وأمكن من مياه البركة نفسها. 3- قول محمد بن وهيب الحميري: وبدا الصباح كأن غرته *** وجه الخليفة حين يمتدح شبه الصباح في ضوءه وإسفاره، بوجه الخليفة في تهلله واستبشاره عندما يمتدح، والعكس صحيح، أن يشبه وجه الخليفة عند امتداحه وتهلله وابتسامته بالصباح لأن النور في الصباح أظهر وأتم والإسفار كذلك أظهر وأتم لكنه قلب التشبيه إدعاءًا بأن التهلل والإسفار في وجه الخليفة أظهر وأمكن، فشبه الصباح به، وشبه الصباح ونور الصباح وبدوه به على سبيل الإدعاء وعلى سبيل أيضًا المبالغة. قاعدة:
المؤلف" أغراض التشبيه كثيرة منها ما يأتي: 1- بيان إمكان المشبه : وذلك حين يسند إليه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذكر سببه. " س/ ماهي أغراض التشبيه ؟ بيان إمكان المشبه وذلك حين يسند إليه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذكر شبيه له ، وهذا غالباً يكون أو كثيراً ما يكون في التشبيه الضمني، مثل قول الشاعر: فإن تفق الأنام وأنت منهم *** فإن المسك بعض دم الغزال يقول إنها ليس مستغرباً أن تكون متميزاً بين الخلق في عطاياك وفي هيئتك وفي أمور كثيرة فيك، قال: فإن المسك بعض دم الغزال، المسك المتميز بطيب رائحته وروعته فإنه بعض دم الغزال، فإن بعض المختصين يقولون: إن الغزال فيه-في أسفل بطنه- سرة، يجتمع فيها دم ويعطى الغزال نوعاً من المأكولات يجتمع دم متميز في هذا الموضع ثم تفصد، فتكون رائحته رائعة جداً وطيبة ويكون منه المسك يقول: إنك من بين الناس متميز جداً، وهذا ممكن لا خلاف فيه، وقالوا: إن المسك الذي هو بعض دم الغزال متميز لسائر الدماء، ودماء الغزال بالذات
| |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء السادس الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:22 | |
| . فوائد من أسئلة المشاهدين: س/ ماهي اللطائف البلاغية المتعلقة بقوله تعالي ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابلعي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أقلعي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ ؟ا للطائف البلاغية تنحصر في الآتي: اللطيفة الأولي: وقع في هذه الآية الحكيمة سبعة أفعال، بل إننا إذا نظرنا إلى مدلول النداء فإنها تنوب مناب فعل تقديره أدعو أو أنادي فإذا ضم أداة النداء والفعل الذي ناب عنها تكون الآية قد عمر فيها تسعة أفعال وهي: قوله: (وقيل) هذا هو الفعل الأول، الثاني: (ابلعي) خطاب الأرض، الثالث: بالنسبة للسماء (أقلعي)، بالنسبة إلى الماء (وغيض) وكيفية الماء أي وقد غاض وغار في الأرض، والخامس: قوله -جل وعز- ﴿ وَقُضِيَ الأمْرُ ﴾؛ والسادس: قوله: ﴿ وَاسْتَوَتْ﴾؛ والسابع: قوله ﴿ وَقِيلَ بُعْدًا ﴾ ، هذه أفعال سبعة فإذا أخذنا دلالة (ي) النداء في قوله يا أرض أو يا سماء يمكن أن يضم فعلان إلى الأفعال السبعة الماضية فيكون تسعة أفعال قد جرت في هذه الآية لأن الأفعال من خصائصها أنها تحكي الحدث ، فصورت هذه الأفعال التسعة الحدث الهائل العظيم الذي ذكره الله -عز وجل- في هذه الآية الحكيمة. اللطيفة الثانية: أن أربعة أفعال من تلك الأفعال لم يسم فاعلها ونحن نقول في الذكر الحكيم لم يسم فاعله ولا نقول مبني للمجهول هذا حق كلام الله -عز وجل- لأن الفاعل حقيقة معلوم في مثل هذه الآية، وهو الله-عز وجل- على الأظهر وعلى أصحها فهناك أربعة أفعال من هذه الأفعال لم يسم فاعلها وإن كان الفاعل هو الله -عز وجل- على الحقيقة ، ففي ذكر الفاعل وبناء الفعل لما لم يسم فاعله: تركيز الذهن على الفعل نفسه أي على الحدث وتكثيفه على الحدث نفسه فإذا ظهرت عظمة هذا الحدث الذي وقع بانت عظمة فاعله والآمر به -جل وعلا- بأسلوب الاستنتاج والنظر ، فقوله (قيل): لا شك أن القائل هو الله -عز وجل-، والآمر في قوله(ابلعي ماءك) هو أيضا الله -عز وجل-، فقوله: (قيل) وقوله (غيض الماء) وقوله: (قضي الأمر) وقوله ﴿ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾. اللطيفة الثالثة: في هذه الآية الحكيمة التقابل اللطيف بين الأرض وخصوصياتها وبين السماء وخصوصياتها: ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابلعي مَاءَكِ ﴾؛ من خصوصيات الأرض الماء الذي يجري عليها والطوفان الذي عمها، ثم لما وجه النداء على الأمر إلى الأرض وخصوصياتها قابله بتوجيه النداء إلى السماء وخصوصياتها ﴿ وَيَا سَمَاءُ أقلعي ﴾؛ أي توقفي أو أمسكي ماءك الذي ينزل منك عن الإرسال، فالمقابلة لا شك أنها تضفي على المعاني دقائق ولطائف لأن المعاني بأضدادها تتمايز، فهنا قابل بين الأرض وخصوصياتها ثم بين السماء وخصوصياتها. اللطيفة الرابعة: في هذه الآية -أيضا-: الجناس اللاحق الذي في قوله -جل وعز- ابلعي بالنسبة إلى خطاب الأرض وبالنسبة إلى السماء أقلعي، ونحن نعلم أن الجناس هو تشابه الكلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى، ثم إن هذا الجناس ناقص لأن هناك اختلافا في الحروف بين قوله ابلعي وأقلعي ، في (ابلعي) الباء مخرجها شفوي، والقاف في أقلعي مخرجها حلقي، فلما اختلف مخرج الحرفين فكان الأول بعيدا عن الثاني -لأن الباء مخرجها شفوي والقاف مخرجها حلقي- سمي جناسا لاحقا، ولا شك أنه يضفي على التنزيل أو على الكلام بديعا ولطافة وحسنا في اللفظ وجرسا أيضا في مؤداه. اللطيفة الخامسة: في هذا الآية: التجوز في النداء والتوسع فيه، فإن الأصل في النداء أن يكون لعاقل يسمع النداء ثم يجيب، هنا نلاحظ أن هذا النداء وقع على الأرض وهي في الأصل جماد، وكذلك في السماء وقع النداء عليها أو وجه النداء إليها وهي في الأصل جماد، فيكون في هذا توسع في الاستعمال في دلالة حرف النداء، ولكن -حقيقة- في هذا يمكن أن يكون النداء -هنا- موجهًا على سبيل الحقيقة، لأن المنادي هو الذي يمكن إنطاق من ناداه، فالله -عز وجل- خلق الخلق كلهم وخلق الكون كله بما فيه من سماء وأرضين، فنداؤه جل وعز للأرض كلها ونداؤه للسماء وما فيها أو لها بذاتها يمكن أن يقال إنه على سبيل الحقيقة وهذا هو الظاهر في النص، ولذلك يمكن يقال لذلك القوم القائلين بالتجوز إن هذا هو رأي مرجوح، لأن المنادي -جل وعز- يملك إنطاق وإسماع من ناداه بدليل أن جميع السموات والأرضيين كلها تسبح الله -عز وجل- ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44]. اللطيفة السادسة: إضافة الماء إلى الأرض وقوله: ﴿ يَا أَرْضُ ابلعي مَاءَكِ ﴾؛ فكأن الأرض تملكه، ولكن الحقيقة: الماء بالنسبة للأرض ليست الأرض تملك الماء، وإنما الماء يجري على ظهرها أو يكون في جوفها، فتكون الأرض ملابسة له، فإضافة الماء إلى الأرض هنا على سبيل الملابسة، وعلى سبيل أن الأرض محله أو الأرض مكانه مثل: ﴿ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴾ [العلق: 17]؛ وقوله: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ [يوسف: 82]؛ فالتوجيه هنا على أساس أن الأرض أمكنة المياه ومحالها وهو على سبيل التجوز أو على سبيل المجاز المرسل. اللطيفة السابعة: التعريف في الأمر، ﴿وقضي الأمر﴾: هنا التعريف في الأمر قد تكون الألف واللام لاستغراق أنواع الأمر الصادر في الآية الحكيمة في مثل هذا الحدث العظيم، استغراق جميع أنواعه وفي الوقت ذاته هذا تعظيم لشأن هذا الأمر وتفخيم لشأنه، فيشمل أمر تعذيب القوم فقد قضي، ويشمل أيضا أمر بلع الأرض ماءها ويشمل أيضا توقف السماء عن المطر وقد قضي ويشمل أيضا غيض الماء وغوره وقد قضي كل هذه وغيرها من الأوامر التي قضيت في قوله وقضي الأمر فهو تفخيم لشأن هذا الأمر وتعظيم له واستغراق له لجميع أجناسه فيما يتعلق في هذا الحدث العظيم. اللطيفة الثامنة: حذف المسند إليه وطي ذكره في قوله ﴿ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ﴾؛ ما الذي استوي؟ وهو ظاهر لأن الآية في سياق تعذيب قوم نوح –عليه السلام- ومعلوم أن الناجين من المؤمنين على ظهر هذه السفينة، واستوت السفينة التي أمر الله -عز وجل- نوحا أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين فحذف المسند إليه وطي ذكره هنا لتفخيم شأن السفينة هذا أمر، لأنه كأنما أغنى عن ذكرها لم يوجد إلا هي ، وكذلك في ذلك إيجاز في العبارة، والإيجاز من أنواع البلاغة. اللطيفة التاسعة: تبكيت الكفار وعدم الاعتداد بهم في قوله: ﴿ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾؛ الكلمة هذه تدل على التبكيت والسخرية وعدم الاعتداد بهؤلاء فإنهم قد طغوا وتجبروا وكأنما قد وصل بهم الأمر إلى حد عال من الطغيان، لكنهم أمام قدرة الله -عز وجل- وأمام هذه الحدث العظيم والعذاب الهائل لم يكونوا شيئا مذكورا بل صاروا غثاء فسحقا لهم فهذا تبكيت لهم وفي ذلك أيضا تعريض بشأن من شابههم من الطغاة أوالظلمة أوممن تنكب منهج الله -عز وجل-. اللطيفة العاشرة: و الإظهار في موضع الإضمار في قوله ﴿ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾؛ كلمة الظالمين، كان بالإمكان على مقتضى الظاهر أن يقال وقيل بعدا لهم أي المعذبين وقيل بعدا لهم، لأن الآية في حقهم ولأنهم معروفون بالسياق السابق، فعدل عن ضميرهم إلى الاسم الظاهر في قوله ﴿ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾؛ لتسمية الظلم والنص عليه إيذانا وإشعارا بأن الظلم هو سبب تعذيبهم وسبب استئصالهم أن الظلم والكفر من أعظم الظلم:﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13] ، فالكفر من أعظم الظلم، فإيقاع الظاهر هنا موقع أو إحلال الظاهر محل الضمير الذي هو مقتضى الظاهر أن يكون هو: إيذانا بعظم شأن الظلم وخطورته على المجتمع أو على الأمة أو على القوم فإنه سبب التعذيب والعذاب وفي ذلك كما ذكرنا تحذير وتعريض أيضا بكل ظالم أو بكل قوم ظلموا أنفسهم إن ظلموا الحق أو ظلموا الدعاة في حكمهم فإن عليهم خطرا من أن يستأصلوا أو أن تنزل بهم عقوبة الله -عز وجل-. 1-اللطائف البلاغية في تقديم ذكر الإناث على الذكور وتعريف الإناث في قوله تعالى : : (لِلّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذّكُورَ) [سورة: الشورى - الأية: 49] .تقديم الإناث مع تنكيرهم لأنهم أكثر من حيث الخلق والعدد وقد ورد في الحديث أنه في آخر الزمان يكثر النساء فيكون مقابل كل رجل خمسين امرأة فالتقديم هنا للأكثرية والغرض من التنكير التكثير أيضا (إناثا كثيرات) , ومعلوم أن الذي يلد هو المرأة فهي محل الحمل والولادة فكثرة الإناث دليل على كثرة الجنس البشري إلى قيام الساعة.
ولعل من أغراض التقديم تطييب لقلوب النساء وقلوب أبائهن , ولاشك أن تقديم الشيء على غيره تكريم له , وفي ذلك تعريض لأهل الجاهلية الذين كانوا لا يتفاءلون بالأنثى , فلا ينبغي أن يكون من بين المسلمين من لا يتفاءل بالإناث لأن ذلك من صفات الجاهلية , وقد قال بعض السلف إن من يمن المرأة أن تبكر بأنثى لان الله تعالى بدأ بالإناث في الآية.
ولعل تقديم الإناث في الآية إشارة إلى الإحسان إليهن.
ولعل تعريف الذكور في الآية لأنهم الأعرف والأشهر في عرف الناس أو لأن أباهم آدم كان ذكراً فكان معروفاً , ولأنهم في أذهان المخاطبين أعرف وأكثر ذكرا.
وقيل لما قُدِّم وأُشعر بتكريمهن وشرفهن ,عُوِّض الذكور عندما أخرهم الله تعالى بالتعريف , والتعريف تنويه و تشهير ,فيكون كالتوازن في الحقوق بين الجنسين. 2-إذا اقتضى المقام ذكر كلمات أعجمية حين إلقاء كلمة كذكر أسماء أشخاص أو شركات فتذكر كما هي لأن هذا من باب العلم بهم والتعامل معهم , والبلاغة بحسب المقام فإذا اقتضى المقام ذلك فإن البلاغة في ذكرهم .
| |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....أسئلة للمراجعة الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:24 | |
| [size=18]أسئلة الحلقة السؤال الأول: لم سمي التشبيه الضمني بذلك؟ مع ذكر شاهد عليه ؟ السؤال الثاني: مثل لتشبيه مقلوب من فصيح القول؟ واذكر لماذا جيء به مقلوبا؟ وما الغرض البلاغي من مجيئه كذلك ؟ ______________________ أسئلة المراجعة: 1- لما سمي التشبيه الضمني بذلك ؟ مع ذكر شاهد عليه؟ هذا النوع من التشبيه سمي ضمنيا لأن طرفي التشبيه (المشبه والمشبه به) لا يصرح بهما على الطريقة المعتادة وكذلك الأداة ووجه الشبه , وإنما يلمح التشبيه في الكلام لمحا , والغرض البلاغي كما قال المؤلف يُؤتَى به ليفيد أن الحكم الذي أُسنِد إلى المشبه ممكن. مثال: بيت أبي تمام المشهور: لا تنكري عطل الكريم من الغنى ** ** فالسيل حربٌ للمكان العالي
س:2- مَثِّل لتشبيه مقلوب من فصيح القول مع التعليل لماذا جيء به مقلوبا والغرض البلاغي لذلك؟ ج: قول البحتري في وصف بركة المتوكل: كأنّها حين لجّت في تدفّقها ** ** يدُ الخليفة لماّ سال واديها البحتري قلب التشبيه فشبه البركة حينما يتدفق ماؤها بيد الخليفة في عطاؤه وإكرامه على سبيل التشبيه المقلوب إدعاءا أن وجه الشبه في عطاء الخليفة أقوى وأمكن من مياه البركة [/size] | |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء السابع الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:26 | |
| الدرس الجديد المجاز والحقيقة س/ عرف الحقيقة في اللغة ؟ الحقيقة: من الفعل الثلاثي "حقَّ" أصلها "حقق" "حقَّ" وأدغمت القاف الأولى في الثانية فشددت القاف. " حقَّ": أي: ثبت، يقال: حقَّ الشيء إذا ثبت، ومنه قوله -جل وعز-: ﴿ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ ﴾ [الأنفال: 8] أي ليثبته ويظهره، وقوله -جل وعز-: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]، أي: أن نصر المؤمنين الملتزمين بالإسلام المطبقين له ثابت عند الله -جل وعز- على مدار الأزمنة . س/ عرف المجاز ؟ فهو على الضد من الحقيقة، من التجوز، جاز الشيء: إذا تجاوزه، تقول: تجاوزني فلان بسيارته إذا تعداني وانتقل من مكان إلى آخر فتجاوزني وتعداني، المجاز مصدر ميمي أصله من الفعل "جاز - يجوز - جوازًا وتجوزًا" يعني ذلك أن فيه تعديا وتجاوزا وانتقالا من شيء إلى شيء، ومن مكان إلى مكان ومن اسم إلى اسم . مثال للمجاز:: فلان يتكلم بالدرر، فالدرر هنا ليس مقصودا بها الدر جمع درة المعروفة، وإنما المقصود بكلام حسن رائع يشدك كما تشد نظرك الدرة الرائعة المتألقة، فكلمة الدرر أطلقت على الكلام من باب التشبيه فهو استعارة، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هو كلمة (يتكلم)، لأن الدرر لا يمكن أن تخرج من الفم . س/ ماهي أقسام الكلام ؟ قسمين1-: الحقائق 2- المجاز. س/ متى يقال بالمجاز ؟ مع التوضيح بالمثال ؟ لا يٌقال بالمجاز إلا بشرطين : 1-قرينة تمنع من رد المعنى إلى معناه الأصلي ولولا القرينة لكان الكلام فوضى ولغيرت الحقائق. 2-علاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المتجوز إليه. س: بما شبهوا المجاز والاستعارة؟ وشبهوا المجاز أو الاستعارة مثل إنسان عندما يريد أن يستعير شيئًا يستعير ثوبا أو إناء أو شيئا، لابد أن يكون عارفًا بالرجل الذي سيستعير منه، الأمر الثاني: أنه قاس هذا الثوب مثلاً لابد أن يكون على مقاسه إن كان سيلبسه، ، وليعلم أن هذا الثوب ثوب فلان أيضًا يملكه أساسًا، لأنه أصلاً حقه. س/ ما الذي دعا العرب إلى أن تنقل ألفاظها من موقع إلى موقع ؟ 1 - والتوسع في العربية ورياضة فصاحة لسانها، 2-، وتفنن في التعبير عند التفنن في عرض المعاني،3-: التطرية، تطرية العربية والتفنن في هذا. ولو كانت جامدة في ألفاظها لكانت اللغة جافة ومتحجرة، لكن طراوتها وحلاوتها ولطف استعمالها جوز للعرب ذلك مثال ذلك: عندما نقول . فلان سحابة في العطاء، هي جماد السحابة لا تعقل، لكنها تدر وتعطي مما ينفع الناس ويقبلون عليه فالمسوغ لذلك السمات الثلاث السابقة. س/ متى قيل بالمجاز؟ 1- في نهاية أو في منتصف القرن الثاني بدايات،2- وفي الثالث بدأ يعمر القول فيه،3- والرابع ظهر واستقر كثير من العلوم. س/ من أول من قال بالمجاز ؟ 1- من أوائل من قال بذلك شيخ العربية "سيبويه" -رحمه الله- المتوفى سنة مائة وثمانين هجرية قال ذلك في كتابه، في مثل قوله -جل وعز-: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ [سبأ: 33]، قال عن ذلك: بل مكركم في الليل والنهار، ثم قال: الليل والنهار لا يمكران، وإنما يُمكر فيهما، وإنما قيل ذلك على سبيل التوسع والتجوز، لأن الليل والنهار لا يمكران، ليس لهما حقيقة الذي يمكر فيهما أو في زمنها أو في أوقاتهما الناس بحسب مكر كل أحد بعينه الرجل أو المرأة أو الكبير أو الصغير أو كذا، الحاصل: . س/ من أول من بدأ يعالج المجاز بوصفه مصطلحًا علميًا بلاغيًا ؟ & ابن قتيبة المتوفى سنة مائتين وست وسبعين للهجرة -رحمه الله- في كتابه "تأويل مشكل القرآن الكريم" فقد ذكر ذلك ونص عليه وعالج ورد على من قال بإنكاره في كتابه هذا، وعندما انتصر للمجاز وقال: إنه أسلوب من أساليب العرب تعبر به عن المعاني، وأن الأمم التي قبلها ما أتيت إلا من جهلها بمثل هذا، إلا من جهلها بالمجاز وبأساليبه، وقد تبين لمن عرف اللغة أن القول يقع فيه المجاز. س/ كيف رد ابن قتيبة علي من أنكروا المجاز مع التمثيل ؟ & قال: لو أن من أنكروا المجاز وشبهتهم أنه يقال إنه ضرب من الكذب، لو فعل بعملهم هذا أو أخذ بقولهم هذا لكان أكثر كلامنا كذبًا. أمثلة علي ادعائهم: 1- فإنهم زعموا أنه كذب؛ في قوله -جل وعز-: ﴿ جِدَارًا يُّرِيدُ أَن يَنْقَضَّ ﴾ [الكهف: 77] فالجدار لا يريد.،. 2- وفي قوله -جل وعز-: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ [يوسف: 82] فالقرية لا تسأل. قال: وهذا من أشنع جهالاتهم، وأدلها على سوء نظرهم وقلة أفهامهم ولو كان المجاز كذبًا وكل فعل ينسب إلى غير الحيوان باطلاً كان أكثر كلامنا فاسدًا، لأننا نقول: نبت البقل وطالت الشجرة وأينعت الثمرة وأقام الجبل ورخص السعر، وتقول: كان هذا الفعل منك في وقت كذا وكذا والفعل لم يكن.. إنما كون، والله تعالى يقول: ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ ﴾ [محمد: 21] والأمر لا يعزم وإنما يُعزم عليه، ويقول -جل وعز-: ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ [البقرة: 16] والتجارة لا تربح وإنما يُربح فيها وهكذا، هذه المسائل يقول: إنها على سبيل التجوز. س/ ماهي أقوال العلماء في المجاز ؟ العلماء انقسموا إلى ثلاث مجموعات: 1- المجموعة الأولي: من قال بإنكاره أصلاً -في اللغة والقرآن-، ومن أوائل من ذهب إلى هذا أبو إسحاق الإسفراييني المتوفى سنة ثماني عشرة وأربعمائة هجرية وحمل هذا في بعض أحوال مقالاته شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه أيضًا ابن القيم في هذه المسألة وذلك لغرض عقدي وهو الرد على من قال بنفي الصفات. 2- المجموعة الثانية:: إنه موجود في اللغة لكنه منفي وقوعه في القرآن، وهذا القول ينسب إلى داود الظاهري المتوفى سنة سبعين ومائتين للهجرة، وابنه أيضًا محمد وأخذ بهذا القول أيضًا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف هجرية. 3 -المجموعة الثالثة: هو قول الجمهور، سواءً كان جمهور الأصوليين وجمهور البلاغيين، أكثرهم أو معظمهم يقول به؛ لأن عملهم عليه، ومن ذلك والذي ذكر أيضًا ذلك ونص عليه ابن قدامة -رحمه الله- صاحب اللمعة "لمعة الاعتقاد" فقال: والقرآن يشتمل على الحقيقة والمجاز ومن منع فقد كابر. س/ ماهو قول الزركشي في المجاز ؟ الزركشي في "البرهان" قال: وأما المجاز فاختلف في وقوعه في القرآن، والجمهور على الوقوع ولو أسقط المجاز من القرآن لسقط منه شطر الحسن، وهذه العبارة استعارها الزركشي من ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن. س/ ماهو قول السيوطي في المجاز ؟ السيوطي قال: فقد اتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة، في المقامات التي يمكن أن يعبر فيها عن شيء بالمجاز والحقيقة، فالمجاز عندئذ يكون أبلغ من ذلك، س/ ماهو قول الشوكاني في الرد علي المنكرين للمجاز ؟ الشوكاني -رحمه الله- أيضًا شدد في هذا، شدد على المنكرين في المجاز وقال بأنهم قليلوا الاطلاع، مفرطون فيما ينبغي الوقوف عليه، وقال: المجاز واقع في لغة العرب عند الجمهور أو عند جمهور أهل العلم، ووقوعه وكثرته في اللغة العربية أشهر من نار على علم، وأوضح من شمس النهار، وكما أنه واقع في اللغة العربية فهو أيضًا واقع في الكتاب العزيز عند الجماهير وقوعًا كثيرًا. س/ طائفة من اللغويين ذهبوا إلى أن المجاز هو أكثر اللغة على عكس ما هو الراجح ، فمن هؤلاء ؟ مع ذكر بعض أمثلتهم ؟1- ابن جني اللغوي المعروف من القدماء،2- ومن المعاصرين الأديب مصطفى صادق الرافعي، ومن أمثلتهم يقولون: عندما تقول:1- ضربت زيدًا أنت لم تضربه كله، وإنما ضربت رأسه أو خده أو جزءًا منه أو يده أو كتفه فهذا على سبيل التجويز، 2-، وتقول: مشيت على الأرض لا. أنت لم تمشي على الأرض كلها وإنما على جزء صغير منها. س/ ماهو قول شيخ الإسلام -رحمه الله في مسألة المجاز ؟ شيخ الإسلام -رحمه الله- حقيقة القول عنه في مسألة المجاز مضطرب أو هو -رحمه الله- قال به في فترة من حياته ثم رجع عنه وعدل عن القول به نظرًا لاستفحال أمر المعطلة والمؤولة الذين دخلوا من باب المجاز على آيات الصفات وأولوها، وعطلوا ما لله -عز وجل- من صفات الكمال والجلال التي أثبتها لنفسه في صريح كتابه، وفي صحيح سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- ، وحمل رأيه هذا تلميذه ابن قيم الجوزية في كتابه "الصواعق المرسلة في الرد على المعطلة والجهمية"، وشيخ الإسلام من أوسع من أدار البحث في الموضوع -شيخ الإسلام ابن تيمية- في كتابه "الإيمان" فطول في هذا الكلام وأفاض فيه، لكنه أيضًا ورد عنه ما يثبت القول به، أو ما يفيد أنه أيضًا قد قال به، بدليل أنه تأول بعض الآيات باسم المجاز، وإن لم ينص على اسمه لكنه نص على أثره وعلى حقيقته. س/ أذكر بعض الآيات التي تأولها شيخ الإسلام ابن تيميه باسم المجاز ؟ 1-قوله -جل وعز-:﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ﴾ [الرعد: 36] قال: فنسب الإضلال إليهن، والإضلال هو ضرر لمن أضللنه . ـ 2-وفسر أيضًا شيخ الإسلام حديث التنافس في الدنيا والتحذير منه المشهور في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (فتهلككم كما أهلكتهم) قائلاً: فجعل الدنيا المبسوطة هي المهلكة لهم، وذلك سبب حبها والحرص عليها والمنافسة فيها وإن كان مفعولاً بها، لا اختيار لها، انتهى كلامه وهذا ما يسميه البلغاء المجاز العقلي الذي يُسند فيه الفعل إلى غير ما هو له، والعلاقة هنا السببية. س/ هل الخطاب في الغيبيات يكون علي سبيل المجاز ؟ أم علي الحقيقة ؟ مع التوضيح بالأمثلة ؟ الأمور الغيبيات في خطاب الله -عز وجل- على الحقيقة: الدليل: 1-كما في قوله -جل وعز-: ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ﴾ [هود -2- قوله تعالي: ﴿ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11]، فهذا أيضًا الأصل فيه الحقيقة؛ لأنه لا معدل عن هذا إلا بقرينة، ولا يوجد قرينة من إرادتها لأنها مخلوقة، والذي خاطب هو خالقها ليس بشرًا عاديًا، فهي تنطق بلغتها كما أنها تسبح بلغتها، 3- في قوله -جل وعز-: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44] الرعد يسبح، وتسبيحه قد يكون صوتًا بالنسبة لنا لكنه بالنسبة إلى الله -عز وجل- تسبيح يناسب ذلك الحدث أو ذلك الشيءس: يوجد آيات وردت فيها مظاهر المجاز أو ظواهره مثل لها؟1- : قوله -جل وعز- عن المنافقين: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 16] هنا لا يمكن أن تقول: إن الشراء هنا على سبيل الحقيقة –فلا يوجد سلعة في السوق تشتري المقصود بالشراء هنا الاستبدال، فاستعير الشراء للاستبدال، شبه الاستبدال و شبهت الضلالة بسلعة معروضة تباع وتشترى وحذف المشبه به وهو السلعة ودل عليه بلازم من لوازمه وهو فعل الشراء، . س/ لماذا في غير مجال الأسماء والصفات والأمور المغيبات والأمور التي يختص بخلق الله -عز وجل- في مخلوقاته -جل وعز- هذه المجال فيها والمقام فيها يتسع ؟ نقول هذا لأن الله -جل وعز- قد أنزل كتابه بصريح كلامه -جل وعز- بلسان عربي مبين: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ﴿193﴾ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿194﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾ [الشعراء: 193- 195] فما يقع في كلام العرب من تشبيهات أو توكيدات أو حذوفات أو غير ذلك أو مجازات يقع في كلام الله -جل وعز-، وما كان جميلاً رائعًا في كلام العرب في التوكيدات والتشبيهات والكنايات وغير ذلك، يقع أيضًا جميلاً رائعًا أخاذًا بصورة أعظم وأتم في كلام الله -جل وعز-، إذا قام شرطه. س/ لماذا تجوزون المجاز في غير أسماء الله -سبحانه وتعالى-، ولا تجوزونه في أسماء الله -سبحانه وتعالى- أو في بعض الأمور المغيبة ؟ الأصل في الكلام هو الحقيقة لا يصار ولا يتحول من الحقيقة إلى المجاز إلا بالشرط الرئيس بوجود القرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي، وهذه القرينة قد تكون لفظية أو تكون عقلية، أما اللفظة فهي ممتنعة في ألفاظ الأسماء والصفات والمغيبات، أما العقلية فإن عقل البشر يكون قاصرًا ضئيلاً أن يحيط بالله – عز وجل. ، س: ماهي قاعدة السلف في الأسماء والصفات ؟ إثبات ما أثبته الله لنفسه من غير- تأويل2- ولا تعطيل ولا 3-تتكيف4- ولا تمثيل، ينبني في صريح كتابه أو صحيح سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى:11 ]. فأسماء الله -عز وجل- توقيفية بمعنى أننا وقافون في هذا على ما ورد في صريح الكتاب أو صحيح السنة ، والله -عز وجل-متفرد -جل وعز-: ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴿1﴾ اللهُ الصَّمَدُ ﴿2﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ [الإخلاص: فجميع شروط القول بالمجاز في آيات الصفات وأمور المغيبات هي منعدمة، ولذلك يصار إلى الحقائق س: ماهي قاعدة شيخ الإسلام في الأسماء والصفات؟ وهي قوله -رحمه الله-: إن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أننا نثبت لله -جل وعز- ذاتًا لا تشبه الذوات المخلوقة، فكذلك نثبت له -جل وعز- صفات لا تشبه صفات المخلوقين . س/ ما الفرق بين المجاز والكذب ؟1 - أن الكذب نفسه ليس فيه قرينة على وصفه كذبا، . مثال: رأيت قمرًا، إن كان يريد به إطلاقًا يصير القمر المعروف، لكن إذا قال: رأيت قمرًا يكلم الناس، كلمة يكلم الناس هذه قرينة على أن المقصود بالقمر هنا إنسان أو امرأة أو كذا فيها من محاسن القمر ومن جماله. 2-أن الكذب قام علي الإدعاء . وأما المجاز فإن له قرينة تنتصب على كونه مجازًا، قد تكون لفظية وقد تكون عقلية تشهد لها السياقات العامة. س من الشبه التي يقولون بها أن المتكلم يلجأ إلى المجاز عند ضيق الحقيقة والله تعالى لا يضيق عليه شيئ فما مدي صحة ذلك مع التمثيل؟, هذا قول غير دقيق لان العرب لما تكلمت بالمجاز تكلمت به لزيادة المبالغة والتصوير 1- قول الشاعر: قوم إذا الشر أبدى ناجذيه ** طاروا إليه زرفات ووحدانا تصوير رائع لسرعة هؤلاء القوم وإقدام هؤلاء على عدوهم، فإنهم لا يبالون، صور الشر بأنه أبدى ناجذيه، يعني صور الشر بسبع مفترس إذا بدا فإن الإنسان الشجاع يطير إليه ويفتك به أو يقتله أو يباعد بينه، طاروا إليه، صور أيضًا سرعتهم. 2- وقول الشاعر:وإذا المنية أنشبت أظفارها ** ألفيت كل تميمة لا تنفع هنا صور الموت ووقوعه بالإنسان فتصوره أشبه بسبع مفترس "أنشبت أظفارها" تمكن في الإنسان وفي جسمه وفي قلبه، خلعته خلعًا، وهذا الموت طبعًا المقصود به طبعًا هو قدر الله -عز وجل- إذا حل، ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 3-قول آخر: .لا تعجبي يا سلمى من رجل ** ضحك المشيب برأسه فبكى ضحك المشيب، فالضحك هنا كناية أو هو استعارة لبدو الشيب، لبدو بياض الشيب في شعر الرأس، فصوره تصويرًا رائعًا. س/ ماهي خلاصة القول من حيث القول بالمجاز أو عدمه ؟ 1-إن المجاز مصطلح علمي حادث كغيره من المصطلحات العلمية التي حدثت وظهرت في فترة تدوين العلوم وتفريعها لمعرفة الأدلة الشرعية وتحليل النصوص الأدبية , فهو كمصطلح التوكيد والحذف وغيرهما , كما انه لا يقال أن كلام الله عز وجل صدق وحق فلا يكون فيه توكيد أو حذف كذلك لا يذكر إذا توافرت أسباب القول وحمل الكلام على المجاز إلا في المجاز ,فهو أسلوب من أساليب العرب في بيانها كغيره من الأساليب التي خضعت للدراسة والتأصيل العلمي والضبط القاعدي. 2-القول بالمجاز في أي أسلوب عربي لا يصار إليه إلا بشرائطه وأسبابه وهو القرائن والعلاقات القائمة في سياق الكلام وبدونها يحمل الكلام على الأصل وهو الحقائق لا المجازات وهذا باتفاق المعتبرين من أهل الاختصاص. 3-ألفاظ الأسماء والصفات وأمور المغيبات في كتاب الله تعالى وصحيح سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يصدق عليه مفهوم المجاز ولا تندرج تحت نطاقه لفقدان القرينة المانعة من إرادة معانيها الحقيقية الأصلية فتبقى على هذا الأصل ,ومن خالفه فقد تعسف وحمل الأمور على غير محاملها وأتى البيوت من غير أبوابها, ولم يكن لديه حجة علمية بل يكون قد ارتكب مخالفة عقدية , ودخل في نطاق الذين يلحدون في أسمائه وصفاته عز وجل ,ولأن مذهب السلف في ذلك هو إمرارها كما جاءت بغير تعرض لها بتأويل أو تطيل أو تكييف أو تمثيل كقوله تعالى(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ) [سورة: الشورى - الآية: 11] واعتقاد معاني حقائقها ,ودعوته سبحانه بها تسمية ودعاءا كما قال تعالى: (وَللّهِ الأسماء الْحُسْنَىَ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيَ أسمائه سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [سورة: الأعراف - الآية: 180] . إن ما عدا الأسماء والصفات وما في حكمها مما تقوم فيه قرينة تمنع من إرادة معناه الأصلي فإنها لا حرج من حمله على المجاز إذا قام سببه بل يتعين ذلك لامتناع إرادة معناه الحقيقي المعروف كقوله تعالى: قال تعالى: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ) [سورة: الأنعام - الآية: 122] أي ضالا فهديناه. 4- أن الدافع لإنكار من أنكر المجاز هو امتداد القول به لآيات الصفات ومن ثم وقع الخبط والخلط والضلال في ذلك مع أن المذهب الحق هو أنها خارجة عن ذلك كما تقدم , فإذا استثنى ذلك يلتئم الشمل ويرتفع الخلاف ويصبح المجاز أسلوبا سائغا من أساليب العربية سواء سمي مجازا أو أسلوب من أساليب العرب في بيانها فيكون الخلاف في ذلك خلافا في اللفظ والاصطلاح لا في التعبير والتطبيق ,وكونه يأخذ اسم المجاز أضبط وأدق وأدعى لمعرفة مجاريه وأوديته ودواعي القول به. 5- إن كبار المفسرين وأعيانهم قد فسروا كلام الله تعالى من خلال أسلوب المجاز في الآيات التي تقوم القرائن على حمل الكلام عليه من أمثال ابن جرير الطبري وابن عطية الأندلسي والقرطبي وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والقاسمي وغيرهم. 6- المجاز إذا وقع في بعض آيات الذكر الحكيم لقيام قرينة تدل عليه لا يعني بذلك تسمية الله تعالى بالمتجوز ولا وصفه به لأن أسمائه وصفاته تعالى توقيفية بإجماع السلف بمعنى أننا لا نصف الله تعالى ولا نسميه إلا بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأن الأمر تعبديا توقيفيا وليس اجتهاديا فكما لا يوصف الله تعالى بالمؤكد لوقوع التوكيد في كلامه كذلك لا يوصف بالمتجوز لوقوعه في كلامه فإن هذا غير لازم ومن قال بلزومه فلا يعتد بقوله ولا يلتفت إليه كما ذكرنا آنفا.
| |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الثامن الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:29 | |
| الدرس الجديد: القول في المجاز وذكر أنواعه المؤلف " القاعدة: المجاز اللغوي هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي, والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة, وقد تكون غيرها, والقرينة قد تكون لفظية وقد تكون حالية" س: وضح مايدل عليه قول المؤلف باختصار.؟ وقوله اللفظ أي خرج التركيب"المستعمل في غير ما وضع له" أخرج الحقيقة. وقوله "لعلاقة" أي المناسبة بين المعنى الحقيقي الأصلي والمعنى المجازي الجديد, وسميت علاقة لأن بها يرتبط المعنى الثاني المجازي بالمعنى الأول الحقيقي وبها ينتقل الذهن من دلالة اللفظ على حقيقته إلى دلالته على ما نقل إليه في حال المجاز. وقوله "والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة" كما في الاستعارة وسميت استعارة من العارية فهي ليست ملكا للمستعير وإنما هي ملك للمعير. وقد تكون غيرها" يشير أن العلاقة قد تكون غير المشابهة كما في المجاز المرسل فالعلاقة هي السببية. والقرينة قد تكون لفظية أي تذكر في الكلام وقد تكون حالية لاتذكر في الكلام س/ ماهي أقسام المجاز ؟ قسمين:1- مجاز عقلي،2- ومجاز لغوي. س/ ما المقصود بالمجاز العقلي مع التمثيل ؟ المجاز العقلي: يكون في إسناد الفعل أو ما في معناه لغير ما وضع له. مثال1-:قوله تعالي ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4] فقد أسند فعل التذبيح إلى فرعون مع أنه لم يباشره، وإنما باشره غيره وأسند الفعل إليه لكونه سببًا، . فيه . استعظام لهذا الفعل وإنكار، . س/ ما المقصود بالمجاز اللغوي ؟ المجاز اللغوي: ، لا يقع في تركيب، وإنما يقع في لفظة واحدة. س/ ما المقصود بالعلاقة ؟ ولما سميت بذلك ؟ العلاقة: هي المناسبة بين المعنيين -بين المعنى الحقيقي الأصلي، وبين المعنى المجازي الجديد- المعنى المنقول عنه، والمعنى المنقول إليه. ** وسميت العلاقة بذلك: لأن بينهما بينها تعلقًا، ويرتبط المعنى الثاني بالمعنى الأول، المعنى الثاني -المجاز- بالمعنى الأول -الحقيقي-، وبه أو بهذه العلاقة ينتقل الذهن من دلالة اللفظ على حقيقته إلى دلالته على ما نقل إليه في التجوز -في حال المجاز-. س/ أذكر مثال يوضح معني العلاقة بين المعنيين الحقيقي والمجازي ؟ مثال ذلك:: "جئت من عند أسد يسلم عليه الناس" ،: . هو اللفظ المتجوز به، وهو محل الاستعارة هنا، 1--فقولنا: "أسد" هو اللفظ المتجوز به، وهو محل الاستعارة هنا، استعير لفظ الأسد للرجل الشجاع، فقد شبه الرجل الشجاع هنا بالأسد 2-: "يسلم عليه الناس": قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي للأسد المتوحش المعروف في الغابة، لأن الأسود ليس من شأنها أن يسلم عليها الناس ، العلاقة بينهما:، الشجاعة والجرأة . س:أذكر مثال آخر للمجاز: قول المتنبي : تَعرَّضَ لي السَّحابُ وقدْ قَفَلْنا *فَقُلْتُ إِلَيْـكَ إنَّ مَعِي السَّحابا لما رأى السحاب أوشك على النزول بالغيث فقال لها ابتعدي عني لأن معه ممدوحه الذي عنده العطايا . فالسحاب الأول هو المعروف في آفاق السماء أما الثاني هو مجاز على سبيل الاستعارة التصريحية فقد استعار اللفظ الدال على المشبه به وهو السحاب للمشبه وهو ممدوحه فشبه ممدوحه بالسحاب بجامع كثرة العطاء والتدفق في كلٍ والمذكور هو المشبه به وحذف المشبه لذلك كانت استعارة تصريحية ,والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هي المعية في قوله "معي". س/ لماذا يسمي اللفظ استعارة ؟ 1-لأنه من العرية، عندما يستعير فلان شيئًا لفلان يكون هناك علاقة 2-وفي الوقت ذاته يكون ليس ملكًا للمستعير، وإنما هي ملك -أساسًا- للمستعار منه، كلفظة أسد -مثلًا- ليست ملكًا وإطلاقًا حقيقيًا على الرجل الشجاع، وإنما هي ملك -أساسًا- من حيث التسمية لذلك الحيوان المفترس المعروف، فتبقى له، وإنما استعرناها فقط لفترة لمعنى بلاغي وهو التصوير، وعندما ينتهي نهمنا وغرضنا من ذلك تعود إلى أصلها، وإلى الحيوان المفترس نفسه. س/ ما هي أغراض الاستعارة ؟ من أغراضها: ـ التصوير الدقيق. ـ الإيجاز ـ وسرعة الإفهام، بدلا من أن أقول: فلان جريء شجاع يبطش بأعدائه وهكذا، أقول: هو أسد. س/ ماهي أنواع القرينة ؟ مع التوضيح بالأمثلة ؟ القرينة قد تكون لفظية: مثل ما ذكرنا: جئت من عند أسد يسلم عليه الناس، كلمة يسلم عليه الناس هذه قرينة لفظية ذكرت في سياق الكلام بلفظها. وقد تكون حالية: مثل عندما ترى رجلاً كريمًا قد أقبل، وأنت وصاحبك أو جماعتك تراه من بعيد تقول: أقبل البحر، هنا ليس ثم قرينة لفظية في كلامك، كلامك موجز، ولكن قرينة الحال إقبال الرجل واشتهاره بالكرم، قرينة الحال دلتنا على أن المراد بالبحر هنا إنما هو ذلكم الرجل الكريم، فهنا القرينة حالية في هذا الأمر. س/ ماهي أقسام المجاز اللغوي ؟ مجاز مرسل: علاقته بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي غير المشابهة. مجاز لغوي: وهو الاستعارة والعلاقة تكون بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي المشابهة. س/ ما الفرق بين التشبيه والاستعارة ؟ التشبيه لابد فيه من طرفين لابد من ذكرهما، المشبه والمشبه به، فإن حذف وجه الشبه والمشبه به ، فإن حذفت الأداة ووجه الشبه وأحد الطرفين انتقل من كونه تشبيهًا إلى كونه استعارة، ومثاله : جئت من عند أسد -مثلًا- يهابه الناس، يهابه الناس: كناية عن شجاعته، فهنا ذكرت فقط الطرف المقصود وهو المشبه به، لأنك شبهت الرجل الشجاع بالأسد ثم يصبح استعارة؛ لأنه حذف أحد طرفيه وهو المشبه، ولم يبق إلا الطرف الثاني وهو المشبه به. المؤلف " الاستعارة التصريحية والمكنية :القواعد : الاستعارة من المجاز اللغوي ,وهي تشبيه حُذِف أحد طرفيه ,فعلاقتها المشابهة دائما وهي قسمان :- 1- تصريحية ,وهي ما صٌرح فيها بلفظ المشبه به.2- مكنية ,وهي ما حُذف فيها المشبه به ,ورمز له بشيء من لوازمه." س/ متى تكون الاستعارة تصريحية ؟ ومتى تكون استعارة مكنية ؟ تكون استعارة تصريحية عندما يصرح بالمشبه به ويحذف المشبه، وتكون مكنية عندما يحذف المشبه به ويبقى المشبه ويدل على المشبه به المحذوف بلازم من لوازمه أو خصيصة من خصائصه. س/ بين نوع الاستعارة في قوله "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع" ؟ قولهم: "طلع البدر علينا" استعارة تصريحية ، فقد استعير البدر للنبي -عليه الصلاة والسلام- فقد شبه النبي -عليه الصلاة والسلام- في بداية قدومه إلى المدينة بالبدر بجامع الوضاءة والنور والإسفار والتفاؤل في كلٍ ، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو البدر للمشبه وهو النبي -عليه الصلاة والسلام- على سبيل الاستعارة التصريحية، لأن المصرح به هنا هو المشبه به. س/ أذكر مثالا علي الاستعارة المكنية ؟ بقوله -جل وعز-: ﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ ﴾ [الأعراف: 154] شبه الغضب بإنسان من شأنه أن يحصل منه السكوت أو عدمه، والجامع بين الغضب والإنسان هو الهدوء أو عدمه، ثم حذف المشبه به وهو الإنسان ودل عليه بلازم من لوازمه وهو السكوت؛ لأن السكوت من خصائص ومن صفات الإنسان لا من صفات الغضب، الغضب معنى من المعاني لا يصدر عنه فعل سكوت أو كلام أو غير ذلك. / أذكر مثالا علي الاستعارة المكنية ؟ قوله – عز وجل ﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ ﴾ [الأعراف: 154] شبه الغضب بإنسان من ثم حذف المشبه به وهو الإنسان ودل عليه بلازم من لوازمه وهو السكوت؛ لأن السكوت من خصائص ومن صفات الإنسان لا من صفات الغضب، الغضب معنى من المعاني لا يصدر عنه فعل سكوت أو كلام أو غير ذلك. س/ لماذا سميت الاستعارة المكنية بذلك ؟ لغة: الستر والتغطية،لأنه ستر المشبه به وحذف ورمز إليه بلازم من لوازمه صارت مكنية. المؤلف " تقسيم الاستعارة إلى أصليه وتبعية: القواعد:- 1-تكون الاستعارة أصلية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه اسما جامدا. 2-تكون الاستعارة تبعية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه مشتقا أو فعلا. 3-كل تبعية قرينتها مكنية ,وإذا أُجريت الاستعارة في واحدة منهما امتنع إجراؤها في الأخرى." س/ متى تكون الاستعارة أصلية ، وتبعية ؟ تكون الاستعارة أصلية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه اسمًا جامدًا ، وتكون الاستعارة تبعية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه مشتقًا أو فعلاً ، فتكون الاستعارة أصلية إذا كانت جارية إذا كان اللفظ المستعار جامدًا كالأسد وكالإنسان أو كالجدار وغير ذلك مما هو ثابت ، وتكون الاستعارة تبعية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه الاستعارة مشتقًا أو فعلاً كاسم الفاعل واسم المفعول وغير ذلك. س/ ماهي أقسام الاستعارة باعتبار مادة اللفظ المستعار اللغوي ؟1 -أصلياً :إذا كان اللفظ المستعار أصليًا" جامداً" أي مصدرًا من المصادر ويكون في المصدر والأسماء غالبها جامد. -2- غير أصلي:" تبعية" بحيث يكون اللفظ المستعار مشتقًا، كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة مثال: الفعل ضرب مصدره ضرب وهذا الفعل يشتق منه الفعل يضرب واسم الفاعل ضارب واسم المفعول مضروب وصيغة المبالغة ضراب. فهذا يسمي مشتقاً. س/ كيف نفرق بين الجامد والمشتق ؟ الجامد هو: ما كان على رسمه ويكون في المصدر على رسمه ووصفه وعلى هيئته ، لا يتغير ولا يشتق منه شيء ،كالضرب والقتل وغير ذلك، والأسماء غالبًا أو أكثرها غالبًا هي جامدة. والمشتق: هو ما كان على صيغة تخالف المصدر، كالفعل وكاسم الفاعل وكاسم المفعول،وغير ذلك مما ذكره العلماء في أنواع المشتقات. س/ بين نوع الاستعارة في قوله-جل وعز-: ﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴾ [الحاقة: 11] ؟ في قوله - عز وجل -: ﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴾ [الحاقة: 11] هنا يمكن أن نجري الاستعارة في "الماء" وفي "طغى" يمكن أن نجريها في "الماء" استعارة مكنية أصلية فنقول: شبه الماء بإنسان، من شأنه الطغيان والتجاوز ، وحذف المشبه به ودل عليه بلازم من لوازمه وهو الفعل "طغى" ،والقرينة التي تمنع من إرادة المعنى الأصلي هو كلمة "طغى" لأن الماء لا يطغى، لا يتجاوز الحد، يرتفع لكن ليس من شأنه الطغيان ، فهذه استعارة أصلية؛ لكونها قد جرت ، الماء استعارة مكنية أصلية لكونها قد جرت في اسم جامد، كلمة "طغى" هي القرينة، يمكن أن نجري في هذه القرينة "طغى" استعارة تصريحية تبعية، كيف ذلك نقول: استعير الطغيان ليس "طغى" نرد الفعل إلى مصدره، نقول: استعير الطغيان لتجاوز الحد فقد شبه تجاوز حد الماء بالطغيان بطغيان الإنسان، بجامع الاعتداء والترفع في كلٍ. س/ كيف نجري الاستعارة في قولك -مثلًا- "رأيت مفتاح فلان" اسم آلة وهو مشتق أو: "جالست مفتاح فلان" ؟ نقول: استعير الفتح هنا للصداقة الخالصة، شبهت الصداقة الخالصة بالفتح أو بمفتاح، بجامع الإيغال وإحداث الأثر في كلٍ ، ثم اشتق من الفتح -وهو المصدر- مفتاح على وزن مفعال وهو اسم آلة على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية. س/ كيف نجري الاستعارة في قوله -جل وعز-:﴿ يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ﴾[يس: 52] ؟ قول الكافرين، يحكي الله -عز وجل- قولهم في يوم القيامة ﴿ يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ﴾ فالمرقد هنا اسم موضع، استعير الرقاد للموت فقد شبه الموت بالرقاد بجامع الهيئة و-أيضًا- الاستكانة في كلٍ وعدم الشعور في كلٍ ، ثم اشتق من الرقاد مرقد بمعنى الموت وذلك على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية. المؤلف " تقسيم الاستعارة إلى مرشحة ومجردة ومطلقة: القواعد:- 1-الاستعارة المرشحة ما ذُكر معها ملائم المشبه به. 2--الاستعارة المجردة ما ذُكر معها ملائم المشبه. 3-الاستعارة المطلقة ما خلت من ملائمات المشبه به أو المشبه. 4-لايعتبر الترشيح أو التجريد إلا بعد أن تتم الاستعارة باستيفائها قرينتها لفظية أو حالية, ولهذا لا تسمى قرينة التصريحية تجريدا , ولا قرينة المكنية ترشيحا س/ ما المقصود بكل من الاستعارة المرشحة والمجردة والمطلقة مع التمثيل ؟ الاستعارة المرشحة: ما ذكر معها ملائم المشبه به، فإذا ذكر في الاستعارة ما يلائم المشبه به كان ذلك ترشيحًا أي تقوية للاستعارة. الاستعارة المجردة: ما ذكر معها ملائم المشبه فإذا ذكر في الاستعارة ما يلائم ويناسب المشبه كان ذلك تجريدًا. الاستعارة المطلقة: ما خلت من ملائمات المشبه به أو المشبه ، فإذا لم يذكر فيها ما يلائم لا المشبه ولا المشبه به تكون عندئذ مطلقة، وقد تسمى الاستعارة مطلقة إذا ذكر فيها ما يلائم المشبه أو المشبه به فعندئذ تكون مطلقة. مثال: قوله – عز وجل- عن المنافقين: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ [البقرة: 16] ؟ "الضلالة" لو أخذناها استعارة مكنية شبهت الضلالة بسلعة من شأنها أن تُباع وأن تُشترى في الأسواق، وحذف المشبه به ودل عليه لازم من لوازمه وهو فعل الشراء. ** وهذه هي القرينة -أيضًا- مانعة من إرادة المعنى الأصلي؛ لأن الضلالة نفسها لا تباع ولا تشترى، وإنما تعتنق أو يعتنقها الإنسان وتقع في قلبه، فننظر في النص الحكيم ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ نجد أن كلمة ﴿ رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ تناسب المشبه به وهو السلعة؛ لأن السلعة هي التي من شأنها أن يُربح فيها، فكان قوله -جل وعز- ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ كان هذا ترشيحًا أي: تقوية، وذكر ما يلائم المشبه به ** ونجد أن فيها -أيضًا- تجريدًا، وهي قوله -جل وعز-: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ قوله: ﴿ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾، نفي الهداية عنهم يناسب ضلالهم فكان هذا تجريدًا؛ لكونه يناسب المشبه، أما قوله -جل وعز-: ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ فإنه يناسب المشبه به وهي السلعة، فاجتمع في هذه الآية الحكيمة أمران: ترشيح يناسب المشبه به، وهي السلعة وهو قوله ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ ، وتجريد يناسب المشبه وهي الضلالة، فتعارضا فتساقطا فكانت مطلقة، كأنه لم يذكر فيها لا ما يناسب المشبه ولا ما يناسب المشبه مثال2 "جالست أسدًا ذا لبد شاكي السلاح" ؟ في هذا المثال ذكر ما يناسب المشبه به وهو الأسد وهو ذا لبد ، واللبد وهي الشعر الكثيف في الرقبة يعد ترشيحًا والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي المجالسة؛ لأن الأسد لا يمكن أن يُجالس ولا يُقعد معه وإنما يُفر منه. وفي قوله " شاكي السلاح" ومعنى شاكي السلاح يعني مسلح متوشح بسلاحه هذه مما يلائم المشبه ، لا المشبه به، لأننا استعرنا الأسد للرجل الشجاع ، فقال: شبهنا الرجل الشجاع بالأسد بجامع الفتك والجرأة والشجاعة في كلٍ، وذكرنا ما يلائم المشبه به وهي "ذا لبد" وذكرنا ما يلائم المشبه وهو "شاكي السلاح" فوقعت الاستعارة هنا مرشحة مجردة فصارت مطلقة، تعارضا فتساقطا، فكان ذلك إطلاقًا. أسئلة الحلقة السؤال الأول: ما الفرق بين الاستعارة المكنية والاستعارة التصريحية ؟ من خلال المثال المحلل؟ السؤال الثاني: أجرِ الاستعارة في قوله -جل وعز- في آية الحجرات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].
| |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| | | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الحادي عشر الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:32 | |
| الــكــنــايــة س: عرف الكناية مع التمثيل؟ لفظ أُطلِق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الحقيقي. مثل من يكني صديقه فيقول عليه أبو يحيى وهو اسمه سعيد مثلا فسترته بهذه الكنية. الكناية فيها سوق الشيء بدليله كأنما تقدم الصفة التي أطلقتها على فلان دليلا شاهدا على ذلك. مثال : أحمد واسع المجالس كناية عن كرمه. فلانة نؤومة الضحى كناية عن ترفها وأنها مخدومة. قال تعالى: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لّكُمْ) [سورة: البقرة - الآية: 223] كناية عن أنهن موضع الولد والعشرة. قال تعالى: ( هُنّ لِبَاسٌ لّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لّهُنّ) [سورة: البقرة - الآية: 187] كناية عن الستر والبعد عن المحرمات فالزوج يفضي لزوجته وهي تفضي له فيكون ذلك عفة للمجتمع المسلم.
س: تنقسم الكناية إلي ثلاثة أقسام عدديها.؟ 1-كناية عن صفة: تطلق الصفة ولا تريدها ولكن تريد لازمها . مثال : فلان كثير رماد القدر . لا تريد كثرة الرماد ولكن تريد أنه تكثر عنده الذبائح والطبخ وكثرة من يرد عنده وهذا دليل على كرمه. وكذلك قول الخنساء : طويل النجاد رفيع العماد *** كثير الرماد إذا ما شتى فطويل النجاد كناية عن طول قامته والنجاد هي حبائل السيف , ورفيع العماد كناية عن النباهة لأنه كلما كان أعمدة بيت الشعر رفيعة دل على نباهة صاحبه. 2- كناية عن موصوف:يُذكر صفات الشيء مع عدم التصريح به. مثال : قال تعالى: (أَوَمَن يُنَشّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) [سورة: الزخرف - الآية: 18] فلم يذكر الله تعالى النساء ولكن كنى عنهن بهذا الأمر.
فوائد من أسئلة المشاهدين . قوله تعالى: (وَقَالَ فَرْعَوْنُ يَهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لّعَـلّيَ أَبْلُغُ الأسْبَابَ) [سورة: غافر - الآية: 36] الإسناد لاشك مجازي لأن الذي سيفعل ليس هامان ولكن العمال فهو مجاز عقلي. الراجح أن المجاز العقلي من علم البيان لأنه قائم على التصوير, فالمختص بفن التصوير هو البيان.
أسئلة الدرس : 1- ما الفرق بين المجاز المرسل والمجاز العقلي والاستعارة من خلال الأمثلة؟ 2- في أي مقام تقول الحديث الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"؟ 1- أورد شواهد بليغة للمجازين المرسل والعقلي تكون العلاقة فيهما السببية مع بيان الغرض البلاغي من كل واحد منهما؟ انتهى الدرس التاسع
لدرس العاشر أسئلة المراجعة: س:1 ما الفرق بين المجاز المرسل والمجاز العقلي والاستعارة من خلال الأمثلة؟ ج: - المجاز المرسل هو كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي. مثال : قال تعالى: (وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرّاكِعِينَ) [سورة: البقرة - الآية: 43] فالركوع في الآية يراد به الصلاة فالمجاز مرسل وعلاقته الجزئية. - المجاز العقلي هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي. مثال : قال تعالى: (قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاّ مَن رّحِمَ) [سورة: هود - الأية: 43] إسم الفاعل أسند إلى المفعول فالعلاقة المفعولية والمعنى لا معصوم اليوم من أمر الله . - الاستعارة هي تشبيه حذف أحد طرفيه وهي إما تصريحية أو مكنية . مثال: فلان يرمي بطرفه حيث أشار الكرم. فشبه الكرم بإنسان يشير ثم حذفه ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو كلمة أشار على سبيل الاستعارة المكنية. س:2في أي مقام تقول الحديث الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"؟ ج: الحديث على سبيل الاستعارة التمثيلية فهو تمثيل لإنسان أدخل يده في جحر فيه ثعبان فلدغه فتأذى وكاد يهلك ثم جاء مرة أخرى ووضع يده في نفس الجحر فلدغه الثعبان مرة أخرى, ويقال في حق من يقع في خطأ وإثم ثم يقع فيه مرة أخرى, فشبهت هذه الحالة بتلك والجامع بينهما الوقوع في الشيء مع المعرفة به بعد سابق علم وعدم الإقلاع عنه وهي على سبيل الاستعارة التمثيلية التصريحية لأن التركيب واقع في مقام المشبه به. س:3-أورد شواهد بليغة للمجازين المرسل والعقلي تكون العلاقة فيهما السببية مع بيان الغرض البلاغي من كل واحد منهما؟ ج: - المجاز المرسل : قال تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [سورة: البقرة - الآية: 185] المقصود بالشهر هنا الهلال وليس الشهر لان الشهر لا يرى. - المجاز العقلي : قوله تعالى: (وَقَالَ فَرْعَوْنُ يَهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لّعَـلّيَ أَبْلُغُ الأسْبَابَ) [سورة: غافر - الآية: 36] لأن الذي سيفعل ليس هامان ولكن العمال فهو مجاز عقلي والعلاقة السببية. ______________________________ الــدرس الجــديــد الـكــنــايـــة س: عرف الكناية مع التمثيل ثم بين نوع الكناية؟ لفظ أُطلِق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الحقيقي. 1-قوله تعالي: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لّكُمْ) [سورة: البقرة - الآية: 223] كناية عن أنهن موضع الولد والعشرة. 2- قوله تعالي: ( هُنّ لِبَاسٌ لّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لّهُنّ) [سورة: البقرة - الآية: 187] كناية عن الستر والبعد عن المحرمات فالزوج يفضي لزوجته وهي تفضي له فيكون ذلك عفة للمجتمع المسلم. س"تنقسم الكناية إلي ثلاثة أقسام باعتبار المكني عنه فما هي مع التمثيل لما تقول؟1- كناية عن صفة: تطلق الصفة ولا تريدها ولكن تريد لازمها وما يدل عليها . مثال: فلان كثير رماد القدر. لا تريد كثرة الرماد ولكن تريد أنه تكثر عنده الذبائح والطبخ وكثرة من يرد عنده وهذا دليل على كرمه. وكذلك قول الخنساء : طويل النجاد رفيع العماد ***** كثير الرماد إذا ما شتى 2-كناية عن موصوف: يُذكر صفات الشيء مع عدم التصريح به. مثال : قال تعالى: (أَوَمَن يُنَشّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) [سورة: الزخرف - الأية: 18] فصفات النساء بشكل عام الاعتناء بالزينة وما تعلق بها ولكن في مسائل الشدة والاحتجاج فهي ضعيفة ويغلب عليها البكاء فلم يذكر الله تعالى النساء ولكن كنى عنهن بهذا الأمر. 3-كناية عن نسبة: وهي أن لا تنصب الصفة صريحة ولكن تنصب إلى شيء ملابس إلى ذلك الشيء الذي أردت نسبة الصفة إليه. مثال: فلان الكرم في مجالسه. نسبت الكرم إلى شيء من استحقاقاته أو شئونه. مثال: قول الشاعر إن السماحة والمروءة والندى ***** في قبة ضربت على ابن الحشرجي فلم يقل إن ابن الحشرجي كريم ولكن قال إن السماحة والمروءة في قبته فهو إذن كريم.
| |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الثاني عشر الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:36 | |
| عــلــم الــمــعــانــي المؤلف "الكلام قسمان: خبر وإنشاء. أ-الخبر ما يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب, فإن كان الكلام مطابقا للواقع كان قائله صادقا, وإن كان غير مطابق له كان قائله كاذبا. ب- الإنشاء ما لا يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب" س:عرف علم المعاني وعلي أي شيء يقوم؟ هو علم يُعرف به أحوال اللفظ العربي التي يطابق بها مقتضى الحال ,فهو يدور على تعريف البلاغة(مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال بحسب المقامات)و المعاني جمع معنى والمعنى هي الفكرة والقصد التي في النفس. وهذا العلم يقوم علي المطابقة بخلاف علم البيان فإنه يقوم علي التصوير وعلم البديع علي المحسنات البديعية
س:يعد علم المعاني علم المقامات فما المقصود بذلك؟ المقصود بذلك أنه يعتني متى يساق الكلام ومتى يُنكر ومتى يُعرف بأنواعه ,وكذلك التوابع متى يُؤتى بها ,وكذلك القصر والوصل ومقامات الإيجاز والإطناب وغير ذلك. س :أكد الشيخ عبد القاهر الجرجاني في كتابه "دلائل الإعجاز" على علم المعاني فبما سماه؟ سماه علم النظم أو البلاغة أو الفصاحة على تردد عنده في هذه المسألة . س: إلي كم قسم ينقسم الكلام؟ ينقسم الكلام إلى قسمين 1-خبر 2-إنشاء . س: عرف كلا من الخبر والإنشاء؟ 1-الخبر ما يحتمل الصدق والكذب 2-الإنشاء ما لا يحتمل الصدق ولا الكذب. س: علق الدكتور (د/ ناصر بن عبد الرحمن الخنين) على التعريف المشهور للخبر والإنشاء أذكر ماذا قال؟1- كيف يقال أن أخبار الله عز وجل الواردة في كتابه والأخبار الواردة عن رسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه وكذلك عقلاء الناس, كيف يُقال عنها أنها تحتمل الصدق والكذب؟. 1- كل قاعدة لا تنطبق مع كلام الله عز وجل متأدبة معه فليست بقاعدة فلذلك توقفت في تلقي هذا التعريف في رسالة الدكتوراه التي بعنوان"النظم القرآني في آيات الجهاد" وبحثت عن تعريف أرتضيه يناسب كلام الله عز وجل وكلام المصطفى صلى الله عليه وسلم بحيث يلتئم معه بغير احتراز أو استثناء فما وجدت. 2- بعض العلماء عندما عرفوا أنهم بالتعريف هذا اصطدموا بأخبار الله عز وجل فجاءوا بكلمة "لذاته" إلى التعريف" فقالوا إن الخبر ما يحتمل الصدق والكذب لذاته," ويعني ذلك أنك تفصل الكلام عن قائله لأن قائله صادق قطعا ثم تجري التعريف على الآية لتكون خبرا أما المُخبر فإنه صادق, وهذا أيضا قلة أدب في حق كلام الله عز وجل, فإنما شرُف كلام الله عز وجل في نسبته إلى قائله فلا يصح هذا. 3- وبالرجوع إلى بعض العلماء وجدنا أن هذا التعريف قد تسرب إلينا من فلاسفة اليونانيين ومناطقتهم مثل فيثاغورث وأرسطو في كتابه"المقولات" ثم تلقفته المعتزلة في القرن الثالث الهجري في أيام إبراهيم النَّظَّام وتلميذه الجاحظ وقد نص على ذلك الدكتور درويش الجندي في كتابه "علم المعاني" . 4- بالنظر إلى تعريف الصدق والكذب عند الجمهور فيرون أن الضابط لصدق الخبر وكذبه هو الواقع الخارجي فإذا أخبرت مثلا أن الشمس طالعة فننظر إليها فإذا كانت طالعة فإن خبرك صدق ,وإن كانت غير طالعة فخبرك كذب وأنت كاذب فيه, وبالنظر أيضا إلى كتابات الشيخ الجرجاني وابن الأثير في تعريف الخبر نجد أنهم لم يتفلسفوا في ذلك. 5- أما إبراهيم النَّظَّام فيقول أن هذا الخبر يُرجع فيه إلى معتَقَد المُخْبِر فإن اعتقد أن الشمس طالعة فهو صادق وإن خالف قوله الواقع ,أما إذا طابق الواقع فهو صدق أصلا وهذه فلسفة والعرب ليست أمة الفلسفة , أما الجاحظ فيرى أن صدق الخبر وكذبه مبني على المطابقة (الواقع والمعتَقَد) فإن كنت تعتقد أن الشمس طالعة والواقع كذلك فأنت صادق وإن اختلف أحدهما فهو في منزلة بين منزلتين فليس صادقا وليس كاذبا بناءا على معتقد المعتزلة في مرتكب الكبيرة. 6 بعض العلماء انتقدوا البلاغيين في تعريفهم للخبر ولكنهم لم يقدموا بديلا لما انتقدوه كالدكتور درويش الجندي والدكتور منير سلطان ومما قاله الدكتور منير في ذلك (كيف يكون المتكلم صادقا والخبر الذي يلقيه كاذبا أو العكس كيف؟لقد وجدوا أمامهم القرآن الكريم والحديث الشريف والمسلمات من الأحكام فكيف يقولون فيها) ومما قاله أيضا(ثم أرادوا ان يريحوا أنفسهم فأخرجوا القرآن والحديث والمسلمات من القاعدة ونسوا أن القاعدة التي تعجز عن احتواء القرآن الكريم قاعدة عابثة) -7 من أقوال الدكتور درويش(إن فيثاغورث هو أول من عُني بالبحث في ضروب القول والأحوال التي تصاغ عليها العبارة باختلاف أحوال هذا الشخص ثم عرض أرسطو لأساليب الخبر والإنشاء في بحوثه المنطقية كما في كتاب المقولات) ومما قال أيضا(وأول ما ظهر الكلام في هذا الموضوع في ميدان الفكر العربي إنما كان في اغلب الظن في رحبة الاعتزال وساحة علم الكلام حيث نجمت فتنة القوم بخلق القرآن)ثم قال(وفي بيئة الاعتزال هذه ظهر رأيان يدوران حول صدق الخبر وكذبه أحدهما يعزى إلى النَّظَّام والآخر إلى الجاحظ وكلاهما من زعماء المعتزلة وعلماء الكلام ونحن في عافية من هذا ومذهب أهل السنة كما نعلم أن كلام الله عز وجل منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود)
- النحاة كانوا أقرب صدقا في تعريف الخبر وإن كان الخبر عند النحاة هو الجزء المتمم للفائدة وذلك يختلف عن البلاغيين فهو عندهم أعم من ذلك. 10- الأصل هو الصدق وهو ليس قسيم الكذب ولا العكس والنبي صلى الله عليه وسلم قال "المؤمن لا يكذب" لأن الكذب من خوارم المروءة ,وعلى ذلك فإن الخبر والإنشاء مبناهما على الإفادة لكن طبيعة الإفادة في الخبر تختلف عن الإنشاء وأكثر الكلام أخبار. 11- عند تعريف حد معين يلمح وظيفته وغرضه الأصلي ولا يُعَّرف الشيئ بعارضه فلا نقول في تعريف الإنسان أنه الذي يعتريه المرض والصحة وإنما نقول هو مخلوق خلقه الله في أحسن تقويم لعبادته ,فالعبادة هي الغرض الرئيسي , كذلك الخبر فالغرض الرئيسي منه هو الإفادة أما الصدق والكذب فهي من العوارض ولا يعرف الشيء بعارضه. 12- مما سبق فإن تعريف الخبر هو}ما تركب من جملة أو أكثر وأفاد فائدة مباشرة أو ضمنية { , ومن التعريف يتضح الآتي :- -الفائدة المباشرة هي ما يسميها البلاغيون فائدة الخبر(التي تساق إلى من ليس في ذهنه علم بالخبر أي الخالي الذهن) -الفائدة الضمنية هي ما يسميها البلاغيون لازم الفائدة. مثال : الغيث نازل في القصيم . إذا كان الذي أُخبِر هذا الخبر عنده علم به فحصل له لازم الفائدة وهو أني علمت كما يعلم هو, وإن لم يكن يعلم فاستفاد إذن بذلك الخبر. س:عرف الإنشاء وفيما يختلف عن الخبر؟ تعريف الإنشاء "ما سوى الخبر مما أفاد طلبا او قسيمه" ,يختلف عن الخبر من حيث الطبيعة والأساليب ولا يقال أنه غير مقيد بل هو مقيد س:إلي كم نوع ينقسم الإنشاء؟ نوعين 1-النوع الأول الإنشاء الطلبي:وهو الذي تدل أساليبه على الطلب مثل (الأمر – النداء – النهي – التمني – الاستفهام). 2- النوع الثاني الإنشاء الغير طلبي :وهو ما لم يتضمن أسلوبا طلبيا مثل(أساليب التعجب – القسم – صيغ العقود – أفعال الرجاء – صيغ المدح وغير ذلك).
المؤلف "- لكل جملة من جمل الخبر والإنشاء ركنان محكوم عليه ومحكوم به, ويسمى مسنداً إليه, والثاني مسنداً, وما زاد على ذلك غير المضاف إليه والصلة فهو قيد"س: ماهما الركنان الأساسيان في جملة الإسناد؟ الركنان الأساسيان في جملة الإسناد هما المسند والمسند إليه. وغالبا ما يكون المسند إليه هو الفاعل في الجملة الفعلية "قام زيد" فأسندت القيام إلى زيد. وفي الجملة الاسمية فيكون المسند إليه هو المبتدأ والخبر هو المسند "زيدٌ قائم" فأسندت القيام إلى زيد. ما زاد على الركنين الأساسيين(المسند والمسند إليه)س: س: مالمقصود بقول المؤلف وما زاد على ذلك غير المضاف إليه والصلة فهو قيد" مع التمثيل؟ في جملة الإسناد فهو قيد أي فضلات. مثال: إن زيداً قائم في الفصل يوم الجمعة. الفائدة الرئيسية في إسناد القيام إلى زيد, وما عدا ذلك فهي قيود. س: لما استثنى المؤلف المضاف إليه والصلة مع التمثيل؟ لأن المضاف لا يتم إلا بالمضاف إليه كذلك الموصول لا تظهر فائدته إلا بصلته. مثال: جاءني الذي أكرمته. فلو قلت جاءني الذي فقط فلا يُفهم ومبهم والذي يرفع إبهامه الصلة.
| |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الثالث عشر الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:38 | |
| "الأصل في الخبر أن يلقى لأحد غرضين :- 1-إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة, ويسمى ذلك الحكم فائدة الخبر. 2-إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم ويسمى ذلك لازم الفائدة." س: مالغرض الأول الذي من أجله يلقي الخبر مع التمثيل؟ يلقى غالبا لخالي الذهن فمثلا عندما تقول له حديث"من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" فيكون قد استفاد بهذا المضمون. أما إن كان عالما به فقد أفدته بلازم الحديث فإن كان يفعل شيء يخالف الحديث يدعها ويتركها ويحصل بذلك لازم الفائدة, ويعلم أيضا انك تعلم الحديث وتحفظ نصه. المؤلف "قد يلقى الخبر لأغراض أخرى تفهم من السياق منها ما يأتي: أ- الاسترحام . ب- إظهار الضعف. ج- إظهار التحسر. د- الفخر. ه- الحث على السعي والجد." س: "قد يلقى الخبر لأغراض أخرى تفهم من السياق فماهي هذه الأغراض مع التمثيل لكل منها؟1-أولاً:الاسترحام . مثال قوله تعالي:: (قَالَ رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ) [سورة: القصص - الآية: 16] فقوله تعالى (ظَلَمْتُ نَفْسِي) على لسان موسى عليه السلام خبر يريد به نزول رحمة الله عز وجل وأنه مفتقر إليها. 2- ثانياً. إظهار الضعف. مثال قوله تعالي: (قَالَ رَبّ إِنّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنّي وَاشْتَعَلَ الرّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بدعائك رَبّ شَقِيّاً) [سورة: مريم - الآية: 4) فزكريا عليه السلام أراد بهذا الخبر إظهار ضعفه وأنه قد شاب رأسه ووهن عظمه ومفتقر إلى رحمة الله عز وجل. 3-ثالثاً إظهار التحسر.مثال قوله تعالي: (فَلَمّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبّ إِنّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىَ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذّكَرُ كالأنثى) (سورة: آل عمران - الآية: 36) فقول امرأة عمران (إِنّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىَ) إظهار لتحسرها ليس كراهية ولكن لأنها كانت ترجو أن يكون وليدها ذكرا فهي نذرته لخدمة العباد والزهاد في بيت المقدس فهي نطقت بالفطرة لأن الأصل في المرأة الخدر والحياء ولا تزاحم الرجال ,أما جملة (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ) احتراز من أن يُفهم أن الله تعالى لا يعلم أنها وضعت أنثى , واختلف المفسرون في جملة (وَلَيْسَ الذّكَرُ كَالاُنْثَىَ) على قولين :- من كلام امرأة عمران وذلك تتميم لحسرتها. كلام الله عز وجل وذلك استئنافا أي وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وُهِبت ,فإنها وُهِبت مريم عليها السلام التي حملت عيسى عليه السلام الذي أظهر اسمها إلى قيام الساعة ,فالعبد إذا اتخذ أسباب الدعاء وأخلص لله عز وجل فالله يعطيه أعظم مما قصد وطلب.
أسئلة الدرس : 1- أذكر حديثا شريفا تعالج به فعلا قبيحا على سبيل التعريض؟ 2- أورد التعريف الراجح للخبر والإنشاء وعلل ذلك؟ أسئلة المراجعة:[ ]س: 1- أذكر حديثا شريفا تعالج به فعلا قبيحا على سبيل التعريض؟ إنسان يتفحص أغراضك فتقول الحديث الشريف "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" س:2 أورد التعريف الراجح للخبر والإنشاء وعلل ذلك؟ ج: التعريف المشهور عند كثير من البلاغيين وهو أن الخبر ما يحتمل الصدق والكذب والإنشاء ما لا يحتمل الصدق ولا الكذب ولكن كيف يقال أن أخبار الله عز وجل الواردة في كتابه والأخبار الواردة عن رسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه وكذلك عقلاء الناس ,كيف يُقال عنها أنها تحتمل الصدق والكذب لذلك بعض العلماء عندما عرفوا أنهم بالتعريف هذا اصطدموا بأخبار الله عز وجل فجاءوا بكلمة "لذاته" إلى التعريف فقالوا إن الخبر ما يحتمل الصدق والكذب لذاته , وهذا أيضا قلة أدب في حق كلام الله عز وجل ,فإنما شرُف كلام الله عز وجل في نسبته إلى قائله فلا يصح هذا ,وبالرجوع إلى بعض العلماء وجدنا أن هذا التعريف قد تسرب إلينا من فلاسفة اليونانيين ومناطقتهم مثل فيثاغورث وأرسطو في كتابه"المقولات" ثم تلقفته المعتزلة في القرن الثالث الهجري , لذلك يرى شيخنا حفظه الله أنه عند تعريف حد معين يلمح وظيفته وغرضه الأصلي ولا يُعَّرف الشيئ بعارضه فالخبر الغرض الرئيسي منه هو الإفادة أما الصدق والكذب فهي من العوارض ولا يعرف الشيء بعارضه ومما سبق فإن تعريف الخبر هو}ما تركب من جملة أو أكثر وأفاد فائدة مباشرة أو ضمنية { , ومن التعريف يتضح الآتي :- الفائدة المباشرة هي ما يسميها البلاغيون فائدة الخبر(التي تساق إلى من ليس في ذهنه علم بالخبر أي الخالي الذهن) الفائدة الضمنية هي ما يسميها البلاغيون لازم الفائدة. أما الإنشاء فهو }ما سوى الخبر مما أفاد طلبا أو قسيمه{ والإنشاء نوعان طلبي وهو الذي يدل أساليبه على الطلب مثل (الأمر – النداء – النهي – التمني – الاستفهام). الغير طلبي وهو ما لم يتضمن أسلوبا طلبيا مثل(أساليب التعجب – القسم – صيغ العقود – أفعال الرجاء – صيغ المدح وغير ذلك) ______________________________________. المؤلف " أضرب الخبر:القواعد: للمخاطب ثلاث حالات:-1-أن يكون خالي الذهن من الحكم ,وفي هذه الحالة يلقى إلي الخبر خاليا من أدوات التأكيد ,ويسمى هذا الضرب من الخبر ابتدائياً . 2-أن يكون متردد في الحكم طالبا أن يصل إلى اليقين في معرفته,وفي هذه الحالة يحسن توكيده له ليتمكن من نفسه,ويسمى هذا الضرب طلبيا . 3-أن يكون منكرا له ,وفي هذه الحالة يجب أن يؤكد الخبر بمؤكد أو أكثر على حسب إنكاره قوة وضعفا ,ويسمى هذا الضرب إنكاريا." س/ ما المقصود بأضرب الخبر ؟ هي الأنواع أو الأحوال التي يأتي عليها الخبر. س/ ماهي أحوال المخاطب أمام المتكلم ؟ للمخاطب ثلاث حالات: الحال الأولي: أن يكون خالي الذهن من الخبر الذي سيسوقه المتكلم إليه، وهذا يسمى ضربًا ابتدائيًا. الحال الثانية: أن يكون مترددًا متشككًا في طبيعة الخبر الذي يسوقه إليه، وهذا يسمى الضرب الطلبي. الحال الثالثة: أن يكون المخاطب منكرًا أساسًا للخبر الذي يسوقه المتكلم إليه، ولكل حال من هذه الأحوال طريقة في إلقاء الخبر. س/ وضح بالمثال الحالات الثلاث لأحوال المخاطب أمام المتكلم ؟ الحال الأولى: وهي ما كان المخاطب خالي الذهن، يساق إليه الخبر عطلاً من المؤكدات لأنه لا داعي للتوكيد ، مثلاً: طالب اختبر عندك وتسوق له خبر نجاحه، نجحت، أو: أنت ناجح، فأقررت في ذهنه الفائدة بأقصر لفظ، وهي خبر النجاح، ولهذا يسمى هذا الخبر أو هذه الحالة حال الابتداء الخبر ابتدائي، لماذا؟ لأنه لا يزاد فيه أكثر من هذا. الحال الثانية: نفس الطالب نأتي لمرحلة ثانية هو أن يكون مترددًا متشككًا في نجاحه، تقول: إنك ناجح، فأكدت بـ"إن" و"إن" عند العرب بمثابة تكرير الكلام مرتين، في قوة تكرير الكلام مرتين إذن هذا يسمى خبرًا طلبيًا؛ لأن ذهن المخاطب أو حال المخاطب تتطلب التوكيد لإزالة الشك. الحال الثالثة: وهي حالة المنكر فتأتي له بعدة مؤكدات لتزيل الإنكار وتمسحه من ذهنه، فتقول: والله إنك لناجح، أتينا بالقسم وبـ"إن" وباللام الواقعة في خبر "إن" والجملة الاسمية عند البلغاء -وعند النحاة أيضًا- هي في صورة التوكيد، تعتبر مؤكدًا رابعًا، والله إنك لناجح، لماذا فعلت هذا؟ للحالة التي وجدت مخاطبك عليها أنه شبه متيقن أنه مخطئ أو راسب في هذه المادة. س/ كيف رد أبي العباس علي الفيلسوف الكندي لما قال: إني أجد في كلام العرب حشوًا ، قال: يقولون: عبد الله قائم، وإن عبد الله قائم، وإن عبد الله لقائم، وقد تكررت الألفاظ والمعنى واحد، فما الداعي إلى مثل هذا ؟قال أبي العباس: لقد تكررت الألفاظ لتكرر المعاني ولاختلاف المقامات، فقولهم: عبد الله قائم خبر عن قيامه، وقولهم: إن عبد الله قائم، خبر لمتردد أو متشكك في خبر قيامه، وقولهم: إن عبد الله لقائم إجابة لإنكار منكر قيامه، فاختلف تركيب الألفاظ، وتعددت الكلمات واختلف بناؤها بناءً على اختلاف المعاني ومقاماتها، فانقطع الكندي. المؤلف "لتوكيد الخبر أدوات كثيرة منها إنَّ ,وأنَّ ,والقسم ,ولام الابتداء ,ونونا التوكيد ,وأحرف التنبيه ,والحروف الزائدة,وقد ,وأما الشرطية" س/ ماهي أدوات توكيد الخبر ؟ مع التوضيح بالأمثلة ؟ لتوكيد الخبر أدوات كثيرة منها: ـ 1-"إن" قوله تعالي ﴿ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34] 2-أن." قوله تعالي (وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِيَ أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الآية: 235]. ـ 3-والقسم: والله وتالله،قال تعالى: (قَالُواْ تَاللّهِ إِنّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ) [سورة: يوسف - الآية: 95] . 4- ولا الابتداء ﴿ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ ﴾ [البقرة: 221] . ـ 5-ونون التوكيد "لتقومن" هذه بأسلوب التوكيد، ونون التوكيد المثقلة الداخلة على الفعل المضارع، والمخففة "ليسجنن" بتخفيف النون مثلاً ﴿ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّن الصَّاغِرِينَ ﴾ [يوسف: 32] . ـ 6-وأحرف التنبيه مثل: "ألا" ﴿ أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62] ومثل: "أمَا" "أما تعلم أنك مخلوق لعبادة الله فاتقِ الله في ذلك" أما للتنبيه، . "هاء" مثل قول -جل وعز-: ﴿ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ ﴾ [آل عمران: . و"ياء" عندما تنادي شخصًا تنبهه إلى ما يُطلب منه "يا محمد، اتقِ الله فإنك كذا وكذا مثلاً". 7-- الحروف الزائدة كثيرة: منها الباء الداخلة على خبر مثلاً ليس: ﴿ أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36] فالباء هنا زائدة كما يقولون، لكنها ليست زيادة عدد بلا فائدة، وإنما هي لتوكيد المعنى وتقريره. ـ 6=: "من" ﴿ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 107] "من" هنا استغراقية لزيادة استغراق النفي. ـ 7-و "إن". تأتي بمعنى "ما" ﴿ إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 23] أي ما أنت إلا نذير. "الكاف" مثل قوله -جل وعز-: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11] أي ليس كصفته صفة هو السميع البصير.. وهكذا، وأما الشرطية: مثل قوله -جل وعز-: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11] ﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ ﴾ [الضحى: 10] ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9].
| |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الرابع عشر الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:41 | |
| المؤلف " خروج الخبر عن مقتضى الظاهر : القواعد : إذا ألقي الخبر خاليا من التوكيد لخالي الذهن , ومؤكدا استحسانا للسائل المتردد ,ومؤكدا وجوبا للمنكر كان ذلك الخبر جاريا على مقتضى الظاهر . - وقد يجري الخبر على خلاف ما يقتضيه الظاهر لاعتبارات يلحظها المتكلم ومن ذلك ما يأتي :- 1- أن ينزل خالي الذهن منزلة السائل المتردد إذا تقدم في الكلام ما يشير إلى حكم الخبر. 2- أن يجعل غير المنكر كالمنكر لظهور أمارات الإنكار عليه. 3- أن يجعل المنكر كغير المنكر إن كان لديه دلائل وشواهد لو تأملها لأرتدع عن إنكاره." س: قد يجري الخبر على خلاف ما يقتضيه الظاهر لاعتبارات يلحظها المتكلم فماهي هذه الاعتبارات مع التمثيل؟ الأول: قد ينزل خالي الذهن منزلة المتردد لوجود بعض القرائن جعلته يبدو متشكك ومترددا فيتطلب مؤكد ليزيل ذلك الطارئ عنده فيقال أن الكلام خرج على خلاف مقتضى الظاهر ليطابق مقتضى الحال . مثال : قال تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ) [سورة: هود - الآية: 37] فنوح عليه السلام في الأصل خالي الذهن ولكن لما بدأ في صنع السفينة بدأ يتساءل ما الذي سيحدث لقومه فانتقل حاله من كونه خالي الذهن إلى كونه مترددا فسيق الخبر في حقه (إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ) . مثال : قال تعالى: (وَمَآ أُبَرّىءُ نَفْسِيَ إِنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبّيَ إِنّ رَبّي غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: يوسف - الآية: 53] لما نفت امرأة العزيز تبرئة نفسها تشكك السامع وتردد فقالت (إِنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ ) فزيد في الخبر توكيدا لإزالة التردد الحاصل بسبب نفيها. الثاني : أن يجعل غير المنكر كالمنكر للخبر فيؤكد الخبر لإزالة الإنكار الطارئ الذي ظهرت علاماته وأماراته . مثال : قال تعالى: (ثُمّ إِنّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيّتُونَ) [سورة: المؤمنون - الآية: 15] فلا أحد ينكر الموت ,ولكن لما ظهر عليهم من أحوال اشتغالهم بالدنيا وافتتانهم بها ,فكانت حالتهم كحال من ينكر الموت فسيق لهم الخبر كأنهم منكرون وأكدت الجملة ب "إن" و "اللام" و الجملة الاسمية. مثال : كمن يقول لمن يسيء الأدب لوالديه "إنهم لوالداك" فهو يعرف ولكن لما رأيت عليه أمارات العقوق سقت الخبر مؤكدا فحالته كمن ينكر أنهما والداه. الثالث عكس الحالة السابقة وهي أن يجعل المنكر كغير المنكر إن كان لديه دلائل لو تأمله لارتدع عن إنكاره. مثال : قال تعالى: (قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) [سورة: الإخلاص ] فالسورة بالكامل بدون مؤكدات لأن وحدانية الله تعالى أقر بها الكون بكامله فهي أمر واضح وجلي ,لذلك يعتبر إنكار كفار قريش لوحدانية الله تعالى ليس بشيء ولا يُعتد به . مثال : قال تعالى: (إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة قُلُوبُهُم مّنكِرَةٌ وَهُم مّسْتَكْبِرُونَ) [سورة: النحل - الآية: 22] المخاطب في الآية كفار قريش فجاءت الآية بدون مؤكدات فنزل الكفار بمنزلة من لا ينكر لعدم الاعتداد بإنكارهم . أما آية البقرة وهي مدنية قال تعالى: (وَإِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَـَنُ الرّحِيمُ) [الآية: 163] فالخطاب للمؤمنين فكان على مقتضى الظاهر لأنهم لا ينكرون. س ما هو الكلام البليغ ؟ أن يكون الكلام فصيحا مطابقا لمقتضى الحال سواءً كان مسوقا لخالي الذهن فيكون مطابقًا لمقتضى الظاهر ومطابقًا لمقتضى الحال في نفس الوقت، أو مسوقًا لتنزيل خالي الذهن منزلة المتردد فخرج بحاله إلى حال المتشكك فأكد الكلام بحقه لأن الحال يقتضي هذا، وإن كان مقتضى الظاهر أن لا يؤكد. المؤلف " الإنشاء: القواعد: الإنشاء نوعان طلبي وغير طلبي: 1-فالطلبي ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب ,ويكون بالأمر والنهي والاستفهام والتمني والنداء. 2-وغير الطلبي ما لا يستدعي مطلوبا ,وله صيغ كثيرة منها :التعجب والمدح والذم والقسم وأفعال الرجاء وكذلك صيغ العقود س/ مامعني الإنشاء في اللغة والاصطلاح ؟ وما أقسامه ؟ الإنشاء في اللغة: أصله الابتداء، تقول: أنشأ الشاعر يلقي قصيدته إذا ابتدأ، أنشأ المزارع يزرع مزرعته إذا ابتدأ زراعة بها. الإنشاء اصطلاحا: الإنشاء ما سوى الخبر مما أفاد طلبًا أو قسيمه، ما سوى الخبر؛ لأن فائدة الخبر مطلقة، أما فائدة الإنشاء فهي مقيدة بالطلب وقسيم الطلب وهو غير الطلبي. س: الإنشاء قسمان فماهما؟ 1- الإنشاء الطلبي: ما يستدعي مطلوبا غير حاصل قبل الطلب وهو ما دلت أنواعه على الطلب، وأنواعه خمسة مشهورة: وهي1- الأمر،2- والنهي،3- والتمني، 4-والنداء 5-والاستفهام . الأمر مثل: قم، النهي مثل: لا تقم، التمني مثل: ليت "ليت المسلمين ينتصرون في هذا الزمان" النداء مثل: يا زيد يا محمد، ، الاستفهام: ما اسمك؟ أين تسكن؟ كيف حالك؟. الإنشاء غير الطلبي: الذي لا يستدعي مطلوبًا لذلك عده كثير من العلماء يندرج تحت الأخبار كأنما هي أخبار خرجت في صورة إنشاء.. ومن أنواعه :1-التعجب مثل: ما أحسن الأجواء 2- والمدح: مثل: نعم فلان، ﴿ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [العنكبوت: 58] 3- والذم في "بئس" ﴿ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ﴾ [الكهف: 50] 4- والقسم: فوالله وتالله5- أفعال الرجاء: ﴿عَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ﴾ [المائدة: 52] عسى الله أن يرفع الظلم، 6- صيغ العقود: مثل: بعتك هذه السيارة
[b]لمؤلف " الإنشاء الطلبي (1) الأمر: القواعد : 1- الأمر طلب الفعل على وجه الاستعلاء . 2-للأمر أربع صيغ : فعل الأمر ,والمضارع المقرون بلام الأمر ,واسم فعل الأمر ,والمصدر النائب عن فعل الأمر" س مامعني الأمر ؟ الأمر معناه الطلب، لكن قد يرد الأمر بمعنى الشأن ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ ﴾ [آل عمران: 159] فإذا كان الأمر بمعنى الشأن يكون جمعه أمورا، أما إذا كان الأمر بمعنى الطلب يُجمع على أوامر فينبغي أن نفرق بين هذين؛ الأمر في الأصل معناه الشأن، هذا إذا كان بمعنى الشئون أو شيء من ذلك، أما إذا كان بمعنى الطلب أو ما تعلق به. الأمر معناه في اصطلاح الباحثين: بأنه طلب الفعل على وجه الاستعلاء، طلب الفعل أي فعل كان، يعني أن الآمر غالبًا أن يكون في مقام أعلى من مقام المأمور، الأصل في الأمر أن يصدر من مقام أعلى من مقام المأمور. س/ ماهي صيغ الأمر ؟ للأمر أربع صيغ: (أ) ـ فعل الأمر الصريح: اقرأ، قم، صلِّ كل ما هو دال على الأمر الصريح، . (ب) ـ المضارع المقرون بلام الأمر قد يكون مضارعًا، لكن دخلت عليه اللام فحولته وقلبته من مضارع إلى أمر ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ ﴾ [الطلاق: 7] لتقرأ كذا، لتذهب إلى الصلاة، لتذهب إلى الجامع ولتحافظ على العلم، هذا أمر مضارع دخلت عليه لام الأمر فقلبته إلى أمر فصار واحدا من صيغ الأمر. (ج) ـ اسم فعل الأمر: اسم فعل الأمر مثل "صه" بمعنى اسكت، مثل "إيه" زدني، حديث عمرو بن شريد الذي يرويه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت؟ قال: نعم، قال: قل) فقال: فأنشدت بيتًا منه، ثم قال: (إيه) –أي زدني- فأنشدته بيتًا إلى أن قال ثلاث مرات، ثم قال: (ذلك رجل أسلم شعره وكفر قلبه) أو كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. (د) ـ مصدر نائب عن فعل.. ضربًا زيدًا، ضربًا ناب عن فعل اضرب، ضربًا زيدًا، أي اضرب زيد، دراك عمرًا، أي: أدركه ﴿ فَضَرْبَ الرِّقَابِ ﴾ [محمد: 4] كذلك مصدر نائب عن فعل اضربوهم ضرب الرقاب. س/ لماذا كانت عناية العلماء منصبة على الإنشاء الطلبي بأنواعه الخمسة أكثر من عنايتهم بالإنشاء غير الطلبي ؟ عللوا هذا قالوا: إن الإنشاء الطلبي لا تستقر صيغه على حالة واحدة، وإنما تتغير وتتجدد وتتنقل إلى معانٍ مجازية تقتضيها السياقات ومقامات الأحوال، وقرائن الألفاظ ومقامات الأحوال كالأمر الأصل فيه الوجوب، لكن كما هو الحال هنا ينتقل إلى الإرشاد إلى التهديد إلى الإباحة إلى التعجيز بحسب المقام والسياق، ولهذا فإن عناية البلاغيين انصبت على الصيغ التي تخرج عن معانيها الأصلية لأغراض بلاغية. س/ تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلي ـ وضح ذلك ؟ الأصل في الأمر الوجوب، إذا كانت صادرة الصيغة من أعلى إلى أدنى، لكن قد تخرج دلالات هذه الصيغة بحسب القرائن ومقامات الأحوال والسياق إلى غرض بلاغي واضح يدل عليه السياق، ومصدر هذه المعاني الدقائق من سياق الكلام بالضبط، 1- الإرشاد: مثل:1- قوله -عز وجل-: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199] . 2- قوله -عليه الصلاة والسلام- وهو حديث جامع عظيم قاعدة أخلاقية في الحياة: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) . 2-الدعاء: مثل قوله -عز وجل-: ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا ﴾ [البقرة: 286] الأصل كلمة "اعف" أمر لكنها لما كانت منطلقة من العبد الذليل إلى الرب الجليل فلما كانت منطلقة من العباد الذين هم في مقام الذلة والمسكنة والضعف إلى الله -عز وجل- ذي المقام الخلق والبسط والقدرة والحكمة والرحمة انقلبت هذه الألفاظ إلى دعاء. 3-الالتماس: ويكون الالتماس غالبًا يكون من الأنداد ، أمرك لمن هو في منزلتك يعد مساواة والغرض البلاغي منه المساواة. 4-التمني: قد يخرج الأمر للتمني، التمني كقول الخنساء: "أعيني جودا ولا تجمدا" هي أمرت عينيها تتمنى على عينيها أن تجود بالبكاء في رثاء أخيها صخر ، فهنا أمرتهما نادتهما أولاً، وفي الوقت ذاته أيضًا تطويع المعني حتى للجمادات لتفضي بها المشاعر وتخرج مع آهاتها وأناتها وأحزانها وغير ذلك. -5-والتخيير: مثل قوله -جل وعز-: ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الملك: 13] أسروا أو أجهروا فدلنا على أن الأمر في قوله: ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا ﴾ للتخيير كلمة "أو" القرينة اللفظية، فهي أفادت التخيير إسراركم وعدمه. 6- التسوية: كقوله -جل وعز- في حق من يستحق النار: ﴿ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ ﴾ [الطور: 16] الذي دل على التسوية كلمة ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ ﴾ 7 -7- .التعجيز: كقوله -جل وعز- في حق الكافرين من باب التحدي: ﴿ وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 23] فهذا أمر تعجيز، التحدي أن يأتوا بمثل القرآن ولو سورة واحدة أو آية واحدة. 8- التهديد: مثل أن ينصح الأب ابنه، رآه يترك الصلاة أو يباري فلانا أو يصاحب الأشرار أو كذا بعدما وعظه وأكثر الكلام عليه قال: ثم صاحب فلانًا، هنا الأصل مقتضى الظاهر أنه يعني صاحبه اتبعه كن صاحبًا له، لكن هذا تهديد، قوله -جل وعز-: ﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾ [فصلت: 40] بعدما أمرهم ونهاهم ووعظهم ﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾ هذا تهديد. 9- الإباحة: كقوله -جل وعز- في آية الصيام: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187] إذن فيها ثلاثة أوامر: "كلوا، واشربوا، وأتموا" الأمران الأولان: "كلوا واشربوا" هنا للإباحة، يعني أباح لكم الأكل والشرب، لا يعني أن من لم يأكل ولم يشرب في ليلة الصيام أنه آثم، لا.. مباح الأكل والشرب، وقد كان محظورًا بعد النوم بعدما ينام الإنسان بعد الإفطار ثم خفف الله -عز وجل- على العباد. أسئلة الحلقة السؤال الأول: خاطب بالعبارة الآتية خالي الذهن، ومترددًا، ومنكرًا وغير ما يلزم في بناء الجملة مع التعليل، العبارة هي: "الإسلام صالح لكل زمان ومكان" ؟ السؤال الثاني: ما أنواع الإنشاء؟ وبأي نوع اعتنى علماء البلاغة ؟ ولماذا ؟[/b] | |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الخامس عشر الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:42 | |
| التمني والاستفهام الــنــهــي المؤلف "النهي:القواعد: -النهي طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء. للنهي صيغة واحدة هي المضارع مع لا الناهية. قد تخرج صيغ النهي عن معناها الحقيقي إلى معان أخرى تستفاد من السياق وقرائن الأحوال كالدعاء والالتماس والتمني, والإرشاد والتوبيخ والتيئيس , والتهديد والتحقير" س عرف النهي ؟ النهي: طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء ، بمعنى أنه عكس الأمر؛ لأن يعني أن الأصل في النهي أن يكون صادرًا من الأعلى منزلة إلى الأدنى منزلة، ويكون الأصل فيه طلب الكف على سبيل الإلزام. س/ ماهي صيغ النهي ؟ للنهي صيغة واحدة وهي: المضارع مقرونًا بـ"لا الناهية" ومنه قوله تعالي -(وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ [الإسراء: 32] الفعل المضارع دخلت عليه "لا الناهية" فتحوله إلى نهي، ويكون عندئذ مقتضاه وجوب الكف، ونلاحظ أن الآية الحكيمة في سورة الإسراء ﴿ وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى ﴾ فيها لطيفة بلاغية هنا وهي: أن الله -عز وجل- نهى عن قربان الزنا لا عن فعله، نبه بالأدنى عن الأعلى، ثم إن في هذا سدا للذريعة. س/ أذكر بعض صيغ النهي التي تخرج عن معناها الحقيقي وهو الإلزام أو طلب الكف عن الفعل إلى معانٍ أخرى ؟ س" قد تخرج صيغ النهي عن معناها الحقيقي إلى معان أخرى تستفاد من السياق وقرائن-الأحوال فما هي تلك الصيغ مع التمثيل؟1 -الدعاء: أصله نهي ، كقوله -جل وعز-: ﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286] لما كانت منطلقة من العبد الذليل إلى الرب الجليل كانت في صيغة الدعاء؛ لأنها في مقام الخشوع والتذلل الابتهال لأن المقام هو الذي يغير الصيغة. 2-الالتماس: والالتماس إذا كان النهي صادرًا من شخص إلى آخر مساوٍ له في المنزلة كان التماسًا، مثل: لا تركب كذا أو لا تذهب مع فلان أو كذا، . 3-التمني: التمني قد يكون النهي للتمني، كبيت الخنساء المشهور: ( عيني جودا ولا تجمدا ) وتتمنى على عينيها عدم الجمود، وإنما تتمنى عليهما البكاء واستدرار الدمع على أخيها صخر. 4-الإرشاد: فتنهى غيرك بإرشاده، كقوله -جل وعز- إرشادًا لعباده المؤمنين: ﴿ لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾ [المائدة: 101] ما سكت عنه فينبغي أن يكون عفوًا ولا ينبغي التنقيب والتنقير عنه حتى لا تشدد على نفسك ولا على من حولك، فالنهي هنا نهي، لكن غرضه البلاغي هو الإرشاد. 5-التوبيخ: قد يكون الغرض منه نهي يخرج من الإلزام إلى التوبيخ مثل قول أبي الأسود في بيته المشهور: ( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم ) ، فالنهي هنا الغرض منه التوبيخ، توبيخ الإنسان إذا كان ينهى عن خلق وإذا به يبادر أو يفعل ذلك الذي كان ينهى غيره عنه. 6-التيئيس: قد يكون غرض أو يخرج غرض النهي إلى التيئيس، كقوله -جل وعز-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التحريم: 7]، فهنا الغرض منه التيئيس، كقولك لفلان يحاول كذا لا تحاول لا ترج، معنى ذلك أنك أردت إدخال اليأس إما لصعوبة هذا الأمر وإما أنه قد فات. 7-التهديد: كقول المؤدب لولده أو لتلميذه أو كذا بعد أن يحاول معه ويعظه في هذه المسألة، يقول: ثم لا تطع أمري، أو لا تفعل ما أقول، هو لا ينهاه عن فعل ما يقول، وإنما أراد أن يهدده بها، إنه إن فعل هذا الشيء أو إنه إذا لم يفعل هذا الشيء فإنه سيرتكب محذورًا وسيكون عليه العقاب. 8-التحقير: قد يكون النهي الغرض البلاغي منه التحقير، منه بيت الحطيئة المشهور الموجه للزبرقان في قصيدة هجائه الزبرقان -رضي الله تعالى عنه- عندما هجاه الحطيئة عندما قال: ( دع المكارم لا ترحل لبغيتها ** واقعد إنك أنت الطاعم الكاسي ) ،هنا عندنا في أول البيت أمر "دع المكارم" طبعًا الغرض من الأمر هنا أيضًا التحقير، يعني لست أهل المكان ولا المكرمات كيف وهو سيد تميم، إنما الشعراء يتلاعبون بالألفاظ، وإذا رضوا مدحوا، وإذا سخطوا ذموا وهجوا. الاستفهام وأدواتــه المؤلف "القواعد : الاستفهام طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل, وله أدوات كثيرة منها الهمزة وهل. يطلب بالهمزة أحد أمرين :- التصور وهو إدراك المفرد , وفي هذه الحالة تأتي الهمزة متلوة بالمسئول عنه ,ويذكر له في الغالب معادل بعد أم . التصديق وهو إدراك النسبة, وفي هذه الحالة يمتنه ذكر المعادل. - يطلب بهل التصديق ليس غير , ويمتنع معها ذكر المعادل." س/ مامعني الاستفهام ؟ الاستفهام: طلب العلم بشيء لم يكن معلومًا من قبل ، والاستفهام فن بلاغي رائع، ويخاطب العقل ويحرك الشعور، ويحرك الراكد من الأفهام والعقول، ولذلك نجد أنه اطرد في الذكر الحكيم كثيرًا، وانتشرت صيغ الاستفهام بدلالاتها بشكل لافت للنظر، لأن فيها دغدغة للشعور وتحريكا للعقول، وتحريكًا للراكد من الأفهام؛ بحيث أنها تطلب ما بعد ذلك، أو تطلب بحسب ما يطلب منها، ويتصل إلى العلم الذي تراه في نفس المخاطب. س/ ماهي أدوات الاستفهام ؟ الهمزة: وهي أم أدوات الاستفهام، حتى نسب عن سيبويه -رحمه الله- أنه قال: إن العرب في استفهاماتها كانت تدخل الهمزة على جميع الحروف الأخرى، فكانوا إذا قالوا: متى جئت؟ يقولون: أمتى جئت؟ هل زيد عندك؟ أهل زيد عندك؟ ثم لما أمن اللبس تخففوا وتركوا الهمزة، فاستقلت كل أداة لما استقر الوضع على أنها للاستفهام واستقلت بدلالة الاستفهام بحسب معناها ومؤداها، ولهذا الهمزة هي أم أدوات الاستفهام لخفتها ولعراقتها في الاستفهام. س/ ما الذي يطلب بالهمزة ؟ يطلب بالهمزة أحد أمرين هي الوحيدة من بين أدوات الاستفهام التي يطلب بها أمران، وهما 1- التصور.2- التصور أولاً-التصور: هو طلب معرفة أو إدراك المفرد والإحاطة به، الشيء الذي سألت عنه المفرد سواءً كان فردًا شخصًا أو معنًى يراد الإحاطة والعلم به؛ وأداة الاستفهام تدخل على المجهول وعلى ما تريد كشفه أي على الشيء الذي تريد كشف جهله وإيضاحه ، مثل أن يقال: أسعيد مسافر أم محمد؟ هنا هذا الاستفهام بالهمزة هو للتصور، لتحديد وتعيين المسافر. س/ ما المقصود بـ "أم المعادلة" ؟ إذا أتي بعد الهمزة في أسلوب الاستفهام إذا كان للتصور بـ"أم" التي هي عاطفة وتسمى "أم المتصلة"؛ لأن ما بعدها لا ينفك عما قبله، متصل به اتصال المعادلة، وسميت "أم المعادلة" أخذًا من قولهم: "فلان عديل فلان" إذا أخذ أخت زوجته. س/ ما الذي ينبغي إذا سألت عن ذات عن عاقل ؟ فعندما تقول: أسعيد مسافر أم محمد ؟ هنا إذا سألت عن ذات عن عاقل ينبغي أن يكون المعادل بعد "أم" عاقلاً، لا يصح أن تقول: أسعيد مسافر أم مقيم؟ لأن الإقامة ليست معادلة لسعيد، الإقامة معنى ليست عاقلة، إنما إذا سألت عن ذات تجعل المعادل لما بعد "أم" ذاتًا، أسعيد مسافر أم زيد؟ إذا سألت عن معنى يكون المعادل معنى، أمقيم محمد أم مسافر؟ المقابل للإقامة السفر، والمعادل للإقامة السفر. س/ أذكر بعد أمثلة "أم المعادلة " ؟ وما الذي ينبغي أن يتوافر في المعادل ؟ مثال ذلك: في قوله -جل وعز-: ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴾ [الواقعة: 69] السؤال هنا عن الفاعل، فاعل الإنزال، هؤلاء يفعلون والله -عز وجل- فاعل، ولا شك أن الفاعلين متفاوتان، ولكن الله -عز وجل- أراد أن يقررهم بهذا ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴾ وقبلها: ﴿ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾ [الواقعة: 59] أيضًا في مسألة الزرع: ﴿ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾ [الواقعة: 64]، وتلاحظ أن المعادل الذي يأتي بعد "أم" يكون مناسبًا يصدر عنه الفعل مثلاً، ﴿ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾ فهنا لاحظ المعادل ينبغي أن يكون مساويًا أو مجانسًا من حيث الفعل أو عدمه، من حيث المعنى أوعدمه، من حيث الذات أو عدمها مع الفارق.
| |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب.....الجزء الأخير الجمعة 22 أغسطس 2008 - 16:44 | |
| ثانياً الهمزة للتصديق ؟ إذا كانت الهمزة للتصديق فيجاب عنها بنعم أو لا، ولا يذكر بعد ذلك لا أم ولا معادل بعد أن، فتقول: أزيد عندك ؟ تجيب بنعم أو لا، أتسافر غدًا ؟ تجيب بنعم أو لا ؟ لكن إذا كان عندك علم أنه سيسافر قطعًا مثلاً، لكنك لا تعلم أغدًا تسافر أم بعده فيكون هنا معادل، وأيضًا يكون الجنس ما دخلت عليه همزة الاستفهام. س/ كيف نرد علي من يقول أن السماء ليست ذاتًا في قوله - ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ﴾ [النازعات: 27] . قد يقال: إن السماء ليست ذاتًا والمستفهم عنه والمخاطب ذات عاقلة ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا ﴾ فالجواب عن هذا: أن المقصود التمييز ولهذا قال: ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا ﴾ على تأويل: أخلقكم أشد أم خلق السماء؟ فإذن يستفهم عن الخلق، أخلقكم أشد؟ خلق السماء لا يضاهى ولا يمكن أن يقترن بخلق الأناسي، فيكون على القاعدة، فهنا سئل عن معنى، أخلقكم أشد أم خلق السماء. س/ ما المقصود بالنسبة في قوله : (هو إدراك نسبة) ؟ المقصود بالنسبة نسبة الإسناد، عندما أقول: أقام زيد ؟ إذا قلت: نعم، نسبت الإسناد إلى زيد نعم قام زيد، أسندت القيام إلى زيد، هذه نسبة، نسبة الشيء إلى شيء، وسواءً إثباتًا في حالة الإجابة بنعم، أقام زيد؟ تقول: نعم قام زيد فأثبت نسبة القيام إلى زيد، أو نفيًا إذا قلت: أقام زيد؟ تقول: لا بمعنى لم يقم زيد، نفيت نسبة الإسناد إلى زيد المتحدث عنه. س/ هل "هل" كالهمزة صالحة للتصور والتصديق ؟"هل" ليست كالهمزة صالحة للتصور والتصديق، "هل" وضعتها العرب للسؤال عن المجهول الذي لا يجزم بانتفائه، عن مجهول، تقول: هل قام زيد؟ هل ستسافر غدًا؟ أنت لا تعلم هذا الشيء، ولهذا "هل" تدخل على المواضع التي تجهلها، بمعنى أنها لا تصلح إلا للتصديق إثباتًا للنسبة في حال الإيجاب، أو نفيًا لها في حال النفي. لا يذكر مع "هل" أم ولا المعادل لأن "هل" للسؤال عن المجهول وأم والمعادل بعدها يفيدان بعض علم فلو ذكرا مع هل يكون هناك تناقضا. ورد في بعض النصوص البليغة أم بعد هل كقوله تعالىقُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَىَ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظّلُمَاتُ وَالنّورُ) [سورة: الرعد - الآية: 16] , أم في هذه الآية يسمونها أم المنقطعة الإضرابية فهي في مقام بل بمعنى هل يستوي الأعمى والبصير والأعظم من ذلك هل يستوي الظلمات والنور ,فأبطل السؤال الأول ودخل بسؤال أعم وأعظم ,فحصل تدرج في المعنى وترك السابق كأن لم يكن ,لذلك هي ليست أم المعادلة ولا المتصلة وإنما هي المنقطعة الإضرابية في مقام بل. في قوله تعالى : (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ* أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرّونَ) [سورة: الشعراء - الأية72: 73]) هنا "أو" وليست "أم" على تقدير تكرار السؤال وتفيد الانتقال بمعنى هل يسمعونكم أو هل ينفعونكم س/ وضح بالمثال معني قوله: (الإضراب يفيد إبطال ما قبله وإثبات ما بعده) ؟ مثال ذلك: قول قتيلة بنت النضر: (هل يسمعن النظر إن ناديته ** أم كيف يسمع ميت لا ينطق ) ، فهنا "أم" بمعنى "بل" هل يسمعن النظر إن ناديته، وهو ميت أم كيف أي بل كيف؟ فأضربت، أضربت عن الأول، أرادت أن تتدرج ثم أرادت أن تسلي نفسها؛ كيف يسمع ميت لا ينطق في قبره، فهنا تكون "أم" إضرابية. وكذلك: في قوله - تعالي سورة الأنبياء في حديث إبراهيم عن أصنام قومه، ويقرر قومه في عبادته في قوله: ﴿ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ [الشعراء: 73] لم يقل "أم" هل تنفعكم أو يضرون؟ هنا "أو" ليست "أم" يعني هنا على تقديم أيضًا تكرار السؤال هل ينفعونكم أو هل يضرون؟ لا ينفعون ولا يضرون، فلا يأتي بـ"أم" وإنما أتى بـ"أو" التي تفيد الانتقال أيضًا. س/ ماهي أدوات الاستفهام غير الهمزة وهل ؟ أدوات الاستفهام غير الهمزة وهل وهي: من: ويطلب بها تعيين العقلاء. مثال: من أغلي الناس الجواب علاء ما: ويطلب بها شرح الاسم أو حقيقة المسمى. لشرح الاسم أو حقيقة المسمى مثلاً يقال: (ما الفدوكس)؟ فيقال في الجواب: (أسد). وما تكون لغير العاقل فإذا كان السؤال مثلا (من تزوجت ؟) فالسؤال عن العاقل أم إذا كان السؤال (ما تزوجت ؟) فالسؤال هنا عن صفات المرأة مثلا فتكون الإجابة بكرا أو ثيبا أو ربة منزل وغير ذلك من الصفات. متى: ويطلب بها تعيين الزمان ماضيًا كان أو مستقبلاً كقوله -جل وعز-: ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [يونس: 48]. أيان: ويطلب بها تعيين الزمان المستقبل خاصة وتكون في موضع التهويل كقوله -جل وعز-: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ﴾ [المرسلات: 42]. كيف: ويطلب بها تعيين الحال كقوله -جل وعز-: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]. أين: ويطلب بها تعيين المكان. أنّى: وتأتي بمعاني عدة فتكون1-معنى كيف (أنى ينتصر المسلمون وهم متفرقون؟)،2-بمعنى من أين - ﴿ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا ﴾. 3-وتكون بمعني متى:أني يحضر فلان) كم: ويطلب بها تعيين العدد مثل قوله -جل وعز-:﴿ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ﴾ [المؤمنون: 112]. . أي: ويطلب بها تعيين أحد المتشاركين في أمر يعمهما، ويسأل بها عن الزمان والحال والعدد والعاقل وغير العاقل حسب ما تُضاف إليه ، الزمان:لسنوات ولدت؟ مثلاً سنة كذا أو كذا،2-ن الحال: مثل على أي حال قومك؟ على أي حال أنت؟3-لعدد: مثل في أي سن أنت ؟ ،4-عن العاقل: أي الرجال تصاحب؟5-غير العاقل: أي سيارة تركب؟ أي الخيول عندك؟ أي الكتب تقرأ ؟ فهي مرنة بحسب ما تضاف إليه.
المؤلف "قد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معانيها الأصلية لمعان أخرى تستفاد من سياق الكلام كالنفي والإنكار والتقرير و التوبيخ والتعظيم والتحقير والاستبطاء والتعجب والتسوية والتمني والتشويق" س/ تخرج ألفاظ الاستفهام عن معانيها الأصلية لمعانٍ أخرى ـ وضح ذلك ؟ من هذه المعاني: النفي: مثل: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60] أي ما جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهذه صيغة استفهام لكنها خرجت إلى غرض بلاغي وهو النفي ، ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ﴾ [النحل: 33] أي ما ينظرون إلا هذا الأمر. الإنكار: أتترك الصلاة؟ هذا إنكار، أتصاحب الأشرار؟ هذا أيضًا إنكار، الصيغة تدل على هذا ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 44] إنكار وتوبيخ. التقرير: وهو بمعنى التثبيت، ولهذا يكون دلالته خبرية ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1] أي: قد شرحناه، ﴿ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا ﴾ [الشعراء: 18] أي: قد ربيناك، ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 67] أي قد قلت لك هذا، فيسمى هذا استفهام تقريري. التوبيخ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2] شيء عجيب. التعظيم: ﴿ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ ﴾ [القارعة: 1، 2] شيء عظيم، ولهذا أخبر عنها بعد ذلك بأهوالها، ﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ﴾ [القارعة: 4، 5]. التحقير: كقول الله -عز وجل- يحكي ثم مقالة المشركين بحق النبي -عليه الصلاة والسلام-: ﴿ أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً ﴾ [الفرقان: 41] "أهذا" يعني هذا الرسول الذي بُعث وهكذا. الاستبطاء: أحيانًا طالب الاختبار مثلاً أيام الاختبارات تطول على الطلاب والطالبات الاختبارات فتجد من يقول: متى ينتهي هذا الاختبار؟ سينتهي بعد أسبوع أو أسبوعين أو عشرة أيام، لكن متى؟ وكأنه مستمر، ومنه قوله -جل وعز-: ﴿ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ ﴾ [البقرة: 214] استبطئوا لأنه طالت المحن والفتن وكذا، ولهذا جاءت البشارة عاجلة ﴿ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ ﴾. التعجب: كقول سليمان -عليه السلام- لما تفقد الطير: ﴿ مَالِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴾ [النمل: 20] عجيب. تفقد الطير أين ذهب. التسوية: التسوية كقول الله -عز وجل- كقول قوم عاد لهود: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴾ [الشعراء: 136] يستوي وعظك وعدمه، وكقوله -جل وعز- في حق المنافقين: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَّغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ﴾ [المنافقون: 6] الذي دل على التسوية بهذا الاستفهام هو كلمة "سواء". التمني: كقوله -جل وعز- يحكي مقالة العصاة أو المشركين في أيام القيامة إذا رأوا العذاب: ﴿ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا ﴾ [الأعراف: 53] يتمنون بصيغة الاستفهام، فهل لنا؟ ممكن؟ يبحثون يمنة ويسرة يسلون أنفسهم. التشويق: التشويق كقوله -جل وعز-: ﴿ هَلْ أَدُّلُّكمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الصف: 10] فلما كان السؤال للتشويق جاء الجواب مباشرة ﴿ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ الــتـمــنــي المؤلف "القواعد: التمني طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله ,إما لكونه مستحيلا ,وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله . للفظ الموضوع للتمني ليت ,وقد يتمنى بهل ,ولو ,ولعل لغرض بلاغي. إذا كان الأمر المحبوب مما يرجى حصوله كان طلبه ترجيا , ويعبر فيه بلعل أو عسى , وقد تستعمل فيه ليت لغرض بلاغي" س/ ما معني التمني ؟ وما ألفاظه ؟ التمني: طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله، إما لكونه مستحيلا كقول الشاعر: ( ألا ليت الشباب يعود يومًا ** فأخبره بما فعل المشيب ).كقول من تعجب من أموال قارون: ﴿ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [القصص: 79] يتمنون، طبعًا هذا شبه مستحيل، وإن كان من حيث العقل والواقع ممكن، لكنه بعيد المنال في هذا المقام . س/ هل يتمنى بـ"هل" و"لو" و"لعل" لغرض بلاغي ؟ هل : ويستصحب حال دلالتها الأصلية في الاستفهام وهو إبراز المتمني في صورة الشيء الذي لا يمكن الجزم بانتفائه ولذلك لكمال العناية به والحرص عليه قال تعالى: (فَهَل لّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الّذِي كُنّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) [سورة: الأعراف - الآية: 53] لو : يستصحب أيضا حال دلالتها الأصلية في الشرط فهي حرف امتناع الامتناع فيتمنى بها عندما يكون المُتَمنى صعب المنال والوقوع. قال تعالى: (فَلَوْ أَنّ لَنَا كَرّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة: الشعراء - الآية: 102] لعل : ويستصحب حال الترجي بها في الأمور التي تطمع بها وقريبة الحصول فالترجي هو ترقب الوقوع .كقول العباس بن أحمد : أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيـرٍ جَناحَـهُ *** لَعَلِّي إِلَى مَن قَـد هَوَيـتُ أَطيـرُ فاستخدم لعل في مقام التمني إشعارا بأن ما تمناه قريبا وفي يده إشعارا بكمال عنايته به وشوقه إليه . لعل و عسى للترجي: والترجي ترقب الوقوع. قال تعالى: (لَعَلّ اللّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) [سورة: الطلاق - الآية: 1] قال تعالى: (فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَىَ مَآ أَسَرّواْ فِيَ أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) [سورة: المائدة - الآية: 52] قد تستخدم ليت(أصلا للتمني) في الترجي لغرض بلاغي وذلك إظهارا ما وقعت فيه بأنه صعب المنال وإن كان قريب الحصول كقول جرير: أقول لها من ليلة ليس طولها *** كطول الليالي ليت صبحك نورا فالصبح قريب الوقوع بعد الليل ولكنه أشعرنا أن ليلته شديدة عليه كأنها لا تنهض ولا يمشي وقتها فاستعمل ليت وهي للتمني في الترجي إظهار أن هذا الشيء الذي استعملها فيه شديد عليه وصعب.______________________________ انتهت مادة البلاغة سؤال وجواب " أم محمد الظن" | |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| | | | أبو حسام الأشقر عضو مميز
عدد الرسائل : 224 العمر : 63 ** : 0 نقاط : 6190 تاريخ التسجيل : 15/03/2008
| موضوع: رد: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب الجمعة 22 أغسطس 2008 - 19:17 | |
| أقول والفرحة تغمرني: بارك الله بك ولك وعليك يا أستاذ مصطفى ونفعنا الله بعلمك أيها الرائع.. وبارك الله في مكتبتك وبحوثك وخزانة كنوزك..تستحق ألف تحية وتحية وألف شكر وشكر ...ملف كامل وشامل لطلبتنا ..ويستحق التثبيت ضمن المواضيع التي نعتزم تثبيتها ان شاء الله مع بداية السنة الدراسية...سلام والى لقاء قريب | |
| | | سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: رد: البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب الجمعة 22 أغسطس 2008 - 19:51 | |
| العفو يا أخي الكريم و شكر الله لك تشجيعك لنا و نحن دائما في خدمة العربية و أهلها دمت لنا أخا كريما و صديقا وفيا و أستاذا موجها | |
| | | | البلاغة الواضحة عن طريق السؤال و الجواب | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|