التكرار والتساوي المدهش في القرآن الكريم

مقدمة عن التساوي في عدد الألفاظ بالقرآن الكريم

التساوي في عدد الألفاظ هو من الأمور الجليلة ، ولذلك طالبنا القرآن الكريم بالتدبر في آياته ، والتذكر ، والتفكر في أوجه معجزاته ، وتقول آياته الشريفة :

- كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكروا أولوا الألباب – آية 29 سورة ص .

وقال تعالى : - أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها – آية 24 سورة محمد .

وقد أوضح التدبر في آياته أنهل معجزة بلاغية ، ودعوة أخلاقية ، ثم ثبت أنها مراجع تشريعية وأصول قانونية ، وأخيرا قدر العلم أنها تسبقه في إيرادها للحقائق العلمية .

والآن نجد بالتدبر وجها جديدا من إعجاز القرآن الكريم . إنه الإعجاز العددي ، فهذا التساوي في عدد ألفاظ الموضوعات أمر جد عجيب ، والدراسات مستمرة لكشف المزيد .

وقد أثبت العلم عن طريق التحليل والمتابعة والرصد والتصوير ، أن كل ما في الوجود إنما هو متسق ومتناسق بلا تجاوز أو تفاوت وموزون .

قال تعالى : - ما نرى في خلق الله من تفاوت – الآية 3 سورة الملك .

وقال تعالى : - وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون – الآية 14 سورة الحجر .

وقال تعالى : - الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان – الآية 17 الشورى .

ومثلا لذلك ، نجد أن القرآن الكريم قرر أن السماوات عددها سبعة ، وكرر هذه الحقيقة سبع مرات تحديدا فهي سبع وتكررت سبع مرات في النصوص الشريفة / 29 البقرة / 44 الإسراء / 86 المؤمنون /

12 فصلت / 12 الطلاق / 3 الملك / 15 نوح / ومثال ذلك :

قال تعالى – الذي خلق سبع سماوات طباقا – الآية 3 سورة الملك .

وعندما يذكر القرآن الكريم خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، فإنه يكرر هذه الحقيقة أيضا سبع مرات في النصوص الكريمة / 54 الأعراف / 3 يونس / 7 هود / 59 الفرقان / 4 السجدة / 38 ق / 4 الحديد /

ومثال ذلك : قال تعالى – وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام _ وقد أشرنا في موضوع آخر وقلنا لعله هذا اليوم الذي نعيشه هو اليوم السابع والأخير ، باعتبار أن الرقم سبعة بكون لكمال الأشياء .

حتى الصلاة نجدها تتكرر بالقرآن الكريم 99 مرة وهو عدد أسماء الله الحسنى .

ويكون بذلك هذا التساوي والتناسق والتوازن وجها جديدا من أوجه الإعجاز العديدة التي يكشف عنها التدبر والتفكر والتأمل ، إلا أنه وجه لا تختلف فيه نتيجة الآراء ، ولا تتعدد الاتجاهات ، فهو ليس بتفسير أو تأويل تتعارض فيه الاجتهادات ، وتتباين النظريات ، ولكنه حساب وأرقام ، وحقائق الحساب دائما قاطعة ، وشواهد الأرقام أبدا دامغة حقا وصدقا .

إليكم الجدول الآتي يبين ما استطعنا جمعة في الوقت الحاضر من الألفاظ المتطابقة عددا ، ولطول الشرح المفصل قمنا بوضعها مختصرا ، ومن أراد الإستزادة عليه بمطالعة كتاب – الإعجاز العددي للقرآن الكريم – لمؤلفه عبدالرزاق نوفل .

قبل الشروع في الجدول الإجمالي ، إليكم بعض الأمثلة التفصيلية : -

التكرار المدهش لليوم والشهر والسنة

يقول الله سبحانه وتعالى : - إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله - الآية 26 التوبة

ويتكرر لفظ الشهر 12 مرة أيضا أي بقدر عدد الشهور إذ ورد بلفظ الشهر 10 مرات في مثل النص الكريم : - ليلة القدر خير من ألف شهر - الآية 3 القدر

ومرتين بلفظ شهرا في مثل قوله تعالى : - وحمله وفصاله ثلاثون شهرا - الآية 15 الأحقاف

ووجد ان لفظ اليوم تكرر 349 مرة في مثل قوله تعالى : - اليوم أحل لكم الطيبات - الآية الخامسة المائدة

وبلفظ يوما 16 مرة في مثل النص الكريم : - واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله - الآية 281 البقرة

وهذه مجموعها 365 .... أي أن اليوم قد تكرر 365 مرة ، بقدر السنة ، أي بقدر 12 شهرا ، الذي تكرر بها ذكر الشهر . وأن لفظ اليوم بالجمع قد تكرر 23 مرة بلفظ أيام بمثل النص الشريف : - واذكروا الله في أيام معدودات - الآية 203 البقرة

وبلفظ أياما 4 مرات كما في النص الشريف : - سيروا فيها ليالي وأياما آمنين - الآية 18 سبأ

وبالمثنى تكرر 3 مرات بلفظ يومين في قوله تعالى : فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه" البقرة

وهذه مجموعها 30 يوما ، أي بقدر الشهر ، أي أن اليوم قد تكرر 365 مرة ، أي بقدر سنة ... وأن جمع اليوم والمثنى لها تكرر 30 مرة ، أي بقدر شهر ... وأن الشهر تكرر 12 مرة بقدر السنة ...

فهل هذا التناسق ، وهذا التوازن ، جاء مصادفة ؟ وهل يوجد ما يسمى بالمصادفة ؟ إن المصادفة تناقض الإيمان ، إذ لا يقع في ملك الله إلا ما كتبه الله وقدره وسبق في علمه .....

الحرب والأسرى

لقد تكرر ذكر الحرب بكل مشتقاتها 6 مرات في القرآن الكريم إذ وردت بلفظ حرب 4 مرات في مثل النص الشريف

-كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله - الآية 64 المائدة

ومرة واحدة بلفظ حارب في النص الكريم :

- والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله - الآية 107 التوبة

ومرة أيضا بلفظ يحاربون في قوله تعالى :

- إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون... الخ . - الآية 33 المائدة

ومن عجب أن يتساوى عدد مرات ذكر الأسرى بكل مشتقاتها بعدد مرات ذكر الحرب ومشتقاتها رغم عدم اجتماعها في آية واحدة بل ولا في سورة واحدة إذ وردت بلفظ أسرى مرتين كما في النص الشريف :

- ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض - الآية 67 الأنفال

ومرة واحدة بمشتقات مختلفة في النصوص الكريمة :

- وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا - الآية 26 الأحزاب

- نحن خلقناهم وشددنا أسرهم - الآية 28 الإنسان

- ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا - الآية 8 الإنسان

- وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم - من سورة البقرة

الجحيم والعقاب

لقد ورد ذكر لفظ الجحيم في القرآن الكريم 25 مرة وذلك في مثل قوله تعالى : - وبرزت الجحيم للغاوين

الآية 91 الشعراء .

وورد لفظ جحيما مرة واحدة في النص الشريف : - إن لدينا أنكالا وجحيما – الآية 12 المزمل .

وهذا كل ما ورد من ألفاظ الجحيم فيكون قد تكرر 26 مرة .

وبنفس العدد تكرر ذكر العقاب إذ ورد بلفظ العقاب 17 مرة في مثل النص الكريم :

- وإن ربك لشديد العقاب – الآية 6 الرعد .

وبلفظ عقاب 3 مرات في مثل النص الشريف : - إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب – الآية 14 ص .

ومرتين بلفظ عاقبتم في مثل قوله تعالى : - وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به – الآية 126 النحل .

ومرة واحدة بلفظ عاقبوا ومرة أيضا بلفظ عوقب الواردتين في النص الكريم .

- ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله – الآية 60 الحج .

وعليه يكون تكرر ذكر العقاب 26 مرة في القرآن الكريم وهو نفس عدد ذكر الجحيم

مشكور على هذا الموضوع

بــــارك الله فيــــــــــــــــــــك

وفيكم بارك الله

» من عجائب القرآن الكريم
» القرآن الكريم مترجم
» موسوعات القرآن الكريم
» من ثقافة التربية في القرآن الكريم
» كتاب [b]الرياضيات في القرآن الكريم[/b]