قال تعالى: وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون"
وقال صلى الله عليه وسلم: صوموا تصحوا هذه بعض انعكاسات الصيام وفوائده على أعضاء جسم الإنسان:
العين: أثناء الصيام يزيد تركيز الدم، أي تقل نسبة الماء به وبالتالي يحدث انخفاض في معدل إفرازات الغدد المختلفة بالجسم ومنها السائل المائي للعين المسؤول عن حفظ العين فسيولوجيا، فينخفض ضغط العين الداخلي/ وهو ما يقلل حدة بعض إمراض العين الخطيرة مثل الجلوكوما (الماء الأزرق) ويندر حدوث مضاعفات أمراض الشبكية.
الدماغ: يجبر الصيام الجسم على استهلاك جزء من الشحوم المخزون فيه، فتنخفض نسبة الكولسترول في الدم التي تعتبر المسؤول الأول عن السكتات الدماغية، لذا يندر حدوثها إثناء الصوم.
الجلد: تقل نسبة الماء في الدم أثناء الصيام، وبالتالي تقل نسبته في الجلد وهو ما يفيد في علاج أمراض الجلد حيث يؤدي إلى :
• زيادة مناعة الجلد ومقاومة المكروبات والأمراض المعدية الجرثومية،
• تقل حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر على مساحة واسعة من الجسم مثل الصدفية
• تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الذهنية،
• تناقص نسبة التخمر الذي يتسبب في ظهور دمامل وبثور.
القلب: 10% من كمية الدم التي يدفعها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي لانجاز عملية الهضم، وأثناء الصوم تنخفض تلك النسبة بشكل كبير، وهو ما يعني عملا أقل بالنسبة للقلب وراحة أكثر.
كما أن احتراق جزء كبير من الشحوم المخزونة بالجسم أثناء الصوم يؤدي إلى تناقص نسبة مادة الكوليسترول بالدم وهي المادة التي تترسب على جدار الشرايين مسببة تصلبها وارتفاع ضغط الدم وتجلطه في شرايين القلب والمخ.
الدم: أثناء الصيام يحدث تغير في حجم الدم أو نسبة الهيموجلويين به، ولا تتأثر نسبة البروتيين المهم في بناء الجسم ومناعته، وهو ما يحافظ على نشاط الجسم وحيويته أثناء الصوم، كما أن عدم شرب الماء يقلل من حجم الدم داخل الأوعية الدموية فيزيد من إفراز البروستيجلاندين الذي ينشط الآلية المنظمة للأوعية، وله دور في حيوية وتنشيط خلايا الدم، كما يثبط القرح المعوية، ويسهل عملية الولادة لدى النساء.
الجهاز الهضمي: يقل إفراز العصارة المعدية أثناء الصوم، حيث يعتمد إفرازها على وجود طعام في الجهاز الهضمي فتبطئ حركة الأمعاء وتأخذ راحة ضرورية لتجديد نشاطها. وقد أظهرت التجارب ضبط الصيام لحموضة المعدة الزائدة التي يعاني منها كثير من الناس، وبالتالي تقل فرص الإصابة بقرح الأمعاء.
البنكرياس: الصيام يعطي البنكرياس فرصة رائعة للراحة، ويفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى نشوية ذهنية تخزن في الأنسجة، فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة يصاب البنكرياس والأمعاء بالإرهاق، فيعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدرج حتى يظهر مرض السكر.
الكبد: ينشط الكبد أثناء الصوم، حيث يضطر الجسم إلى الاعتماد على الشحوم المخزونة به، فتتحول كميات هائلة منها إل الكبد ليؤكسدها حتى ينتفع بها الجسم، وقوم الكبد بإزالة سميتها ويتخلص من هذه السموم عبر الجهاز البولي، وفي هذه الأثناء تكون عمليات الهدم (استغلال الشحوم المخزنة) أعلى من عملية البناء (تخزين الشحوم الزائدة) وهو ما يخلص الكبد من مخزون الشحوم، فتنشط الخلايا الكبدية.
الكلى: إن عدم تناول الماء من 10 إلى 12 الساعة يوميا يفيد الكلى في كثير من الأحيان، حيث يزداد تركيز سوائل الجسم محدثة جفافا بسيطا يحتمله الجسم، لوجود مخزون كاف، فيعطي بذلك للكلى استراحة مؤقتة للتخلص من الفضلات، ويؤدي هذا بدوره إلى انخفاض بسيط في ضغط الدم يحتمله الجسم العادي وهو مفيد مرضى ارتفاع ضغط الدم. كما أن الصيام يزيد من تركيز أملاح مثل الصوديوم والبتاسيوم، وينقص من الكالسيوم مع استهلاك الشحوم، فيمنع ذلك الترسبات الكلسية المسببة للحصى والأكياس الذهنية والأورام.
الخلايا: طبيعة الجسم البشري أن تموت 125 مليون خلية في الثانية الواحدة، يتخلص منها الجسم لينتج خلايا جديدة بدلا منها، لكن الصيام يحرك الجسم لزيادة هذا العدد فيتخلص من الخلايا الضعيفة المقبلة على الموت لمواجهة الجوع، وهو ما يعد فرصة ذهبية لهدم هذه الخلايا وإعادة إنتاجها بحسب احتياج الجسم.
المفاصل: تزداد في فترة الصيام القدرة على التخلص من النفايات والمواد السامة والجراثيم التي تتسبب في آلام المفاصل والتي لم يجد لها الطب الحديث علاجا حتى الآن، وأثناء الصيام تنقص سرعة الترسيب وتقل الالتهابات، كما أن الصيام يعمل على تقليل نسبة الإصابة بمرض النقر يس الذي يسببه زيادة ترسيب حمض البوليك في المفاصل نتيجة الإكثار من تناول اللحوم والتغذية غير الصحية....
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: "صوموا تصحوا"، وصدق رب العالمين حين قال في سورة البقرة: "وان تصوموا خير لكم" وحين قال أيضا في سورة الملك:" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".