نقلت لكم يوما ما الموضوع التالي :
أغلب الناس كانوا يتساؤلون من أين جاءت الأسئلة المطروحة و لو بشكل عشوائي في الكتاب المدرسي للبرنامج الجديد بينماكنا نلتزم منهجية خاصة في التحليل بالنسبة للبرنامج القديم ولكننا نستنبطها بأنفسنا حسب المطلوب ...
فهل للبرنامج الجديد منهجية ما في التحليل و ذلك إذا ما تصورنا النص بدون اسئلة مباشرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و الجواب يكون بالإيجاب و إذا أردتم التعرف على منهجية تحليل النص الأدبي وفق البرنامج الجديد فهي الآن أمامكم و بها ستفهمون ما كان مقصودا بالمراحل التي وضعت لها عناوين ربما لم يفهما بعض المتعلمين :
منهجيية تحليل النص الأدبي
النص الشعري جسد حي كيف ما كان بناؤه , لذلك ينبغي ان يكون التحليل نصا ثانيا , يفترض فيه التماسك , و الترابط , و لتحقيق ذلك لابد من مراعاة الملاحظات التالية
ـــ تجاوز الاسقاط : وهو إصدار حكم دون تعليل او تبرير .
ـــ الحفاظ على عناصر الربط : سواء اللغوية منها أو المنهجية
ـــ وضوح التصوير المنهجي لتحليل نص شعري : و لتحقيق ذلك ينبغي الالتزام بما يلي :
1ــ المقدمة
وهي عبارة عن قنطرة توصلنا الى الموضوع يتم التركيز فيها على عنصرين هما :
ـ الاطار العام : يتم فيه الحديث عن الظروف العامة : الثقافية , السياسية , الاشارة الى وضعية الشعر قبل النص .
ملاحظة : ينبغي أن يتوفر عنصر الربط بين التقديم و ما يليه من مرحلة
2ــ العرض
يتضمن ثلاث مراحل وهي :
ـ مرحلة ملاحظة النص : ترتبط بـ المؤشرات الخارجية , الظاهرة في النص : كـ العنوان مثلا , حضوره او غيابه او شكل النص وهندسته ...
ـ مرحلة الفهم : تبرز مدى فهمنا لمضامين النص و موضوعه , لذلك نركز على استخراج الموضوع , الغرض الوحدات الدلالية ...
ـ مرحلة التحليل : وهي المرحلة يتم فيها تفكيك النص , هكذا :
* المعجم
ـ تصنيف الكلمات الى حقول دلالية
ـ تحديد الحقل المهيمن و علاقته بـ الموضوع
ـ طبيعته
ـ طرح السؤال التالي : ما وظيفة الحقول في النص ؟
* الايقاع
ينقسم الى نوعين :
ـ ايقاع خارجي : تحديد الوزن / البحر و تفعيلاته , تحديد القافية و نوعها , تحديد الروي و طبيعته الصوتية .
ـ ايقاع داخلي : وهو ايقاع خاص بـ النص , له ارتباط و ثيق بالواقع النفسي يتناول فيه الظواهر التالية :
التكرار : صوت / كلمة / جملة / بيت / مقطع شعري
الجناس
الطباق
التوازن الصوتي
المقابلة
الصور الشعرية : تشبيه / الاستعارة / المجاز ... , تحديد وظيفتها هل تعبيرية ام جمالية ام ايحائية ...
المستوى التداولي : هنا نعتبر النص كـ رسالة لذا ينبغي تناول عناصر المشكلة لها كـ الضمائر , الاساليب ...
3ـ خاتمة
مرحلة نهائية , يتم فيها تقويم النص و تبين المساهمة التي اضافها صاحب النص في تطوير الشعر و يحبد طرح اشكالية جديدة الاستعانة ببعض الآراء النقدية .
فرد أبو أيمن أو ضيفي فضيل قائلا :
أكد يا سيدي الفاضل أنني كنت أفكر في الإجابة على هذا السؤال هل لتحليل النصوص وفق البرنامج الجديد من منهجية يمكن اتباعها ؟ وما هي هذه المنهيجة ، وكيف تكون خطواتها ؟؟.. الحقيقة لقد وجدت شيئا من الصعوبة في تحديد كل ما يجب على الطالب اتباعه ، ولكنني رأيت أن نحافظ على نظام المقدمة والعرض والخاتمة حتى يخرج الموضوع الذي يكتبه محلل النص في شكل مقالة ولكنني لم أجد بالضبط الكيفية التي يمكن أن تساهم في ربط الأفكار وإخراجها هذا المخرج ولذلك سجلت ما يلي من الملاحظات.:
_ في البداية يجب على واضع الأسئلة أن لا يتعامل مع النص على أنه مجرد منطلق لاختبار معلومات الطالب المكتسبة ، وعليه وجب على واضع الأسئلة أن يخطط قبل وضعها إلى أنه ينبغي أن تتدرج هذه الأسئلة حتى تشكل أثناء الإجابة عنها مقالا ممكنا الوصول إليه.
_ وحتى يتحقق هذا الهدف وجب أن يتصرف واضع الأسئلة في الصيغ التعبيرية للأسئلة ففي البناء الفكري مثلا ينبغي أن تتدرج أسئلة فهم النص وخاصة تلك المتعلقة بمعاني النص حسب تسلسلها في النص موضوع التحليل وتنتهي هذه الأسئلة بسؤال التلخيص أو النثر أو استخلاص الأفكار ثم تحديد النمط المناسب .
_ وأما أسئلة البناء اللغوي فأرى أن طرح الأسئلة ينبغي أن يتدرج بتدرج الظواهر اللغوية الموجودة في النص فالسؤال الذي يطلب مثلا استخراج صورة بيانية موجودة في البيت الخامس مثلا، لا ينبغي أن يتقدم سؤالا يطلب ظاهرة لغوية أخرى موجودة في البيت الرابع مثلا .. وهكذا
_ أعتقد أن بناء الأسئلة بناء متسلسلا وفق خطة مدروسة من واضع السؤال وحده كفيل بأن يجعل الإجابة على السئلة قابلة كي تتبلور في مقالة وفق منهجية المقدمة والعرض والخاتمة .
بارك الله فيك سيدي على هذه التفاصيل التي أحسب أننا في حاجة ماسة للأخذ بها وشكرا كثيرا
فرد أبو حسام الأشقر قائلا :
شكرا لك أخي الفاضل مصطفى على موضوعك القيم في مضمونه ؛ الثري بأفكاره ؛الجديد في طرحه..واسمح لي سيدي أن أضيف شيئا الى ما تفضل به الأخ الفاضل أبو أيمن...وهو على النحو الآتي : في النظام القديم كانت يد الطالب الممتحن طليقة لا يجد مع صيغة المطلوب أية مشكلة...بحيث ينتقي من مفاتيح النص الأدبي ما يتناسب ومهارته الأدبية في معالجة السند الأدبي..ثم يصبها في مقالة ممنهجة وفق الصيغة المعروفة في فن المقال.وقد كان الأساتذة وكذا التلاميذ سعداء بها لما توفره من الجهد ...
أما اليوم ..يا عزيزي ..فالأمر اختلف..لماذا..؟؟؟لأن السند الأدبي(شعر أو نثر ) لا يمكن التعامل معه الا بعد ضبط مفاتيحه ضبطا محكما ودقيقا..ومن ثم تضبط أسئلته وفق هذه المفاتيح.ومتى نجح واضع الأسئلة في حصرها انطلاقا من حيثيات النص وتجربة صاحبه وما صاحبها من ملابسات وتراكم خبرات ؛كان موفقا في إخراج الموضوع..وفي ذات الوقت يكون قد وضع الممتحن في زاوية وفي وضعية يجب التعامل معها بحذر..وبالتالي لا تكون يده طليقة يتصرف في النص كيف يشاء..
اما مسألة البناء اللغوي .فإن واضع الأسئلة لا يملك خيارات كثيرة ؛؛فهو مرغم على التعامل مع المظاهر اللغوية.الموجودة في السند ..وقد يتطلب الأمر أسئلة مستقلة عن النص المقترح للتحليل..ولا يمكن القضاء على هذه المشكلة الا باختيار نصوص ثرية بالمسائل اللغوية اولا ..مناسبة للمحاور المقررة ثانيا..
و أخيرا تحية حارة للأخ مصطفى الذي يجود علينا يوميا بموضوعات لا ينكر قيمتها الا جاحد ..فالف شكر وألف تحية لهذا الأستاذ المتميز..ولا أنسى أخي أبا أيمن الذي جعل فكرة إثراء هذا الموضوع تنضج بخلدي.....دمتم جميعا في رعاية الله.
فرد عبد القادر 1965 قائلا :
بطبيعة الحال و بعدما رأيت ملاحظات السادة الأساتذة الكرام و تدخلاتهم في مضمون منهجية تحليل النص أرى ما يلي :
1 :ـ لم يعد النص يحلل بالطريقة التقليدية و لا يحتاج أن يحلل من جميع جوانبه باعتبار الأسئلة جزئية و ليست عامة
2 ـ أن تشمل الجانب الفكري و الجانب اللغوي
3 ـ مراعاة التدرج من السهل إلى الصعب .
4 ـ الوقوف عند أهم الظواهر التي يعكسها النص و ليست كلها سواء كانت لغوية أو فكرية .
5 ـ اختبار كفاءة التلميذ و مهاراته في الوصول إلى الإجابات .
6 ـ منح التلميذ وضعية الإستنتاج و الإستدلال و التعليل بدل التلقين و التكرار دون استيعاب .
7 ـ و ضع التلميذ أمام إشكالات و محاولة كيفية الخروج منها و هذا في حالة الوضعية الإدماجية .
8 ـ تعويد التلميذ على تنمية العملية النقدية لديه حتى تصير طبيعية و فنية .
9 ـ أن تغطي الأسئلة أكبر قدر من مساحة النص و لهذا على التلميذ أن يغوص في أعماق النص و لا يكتفي بقراءة سطحية .
10 ـ توظيف المكتسبات القبلية و الرصيد المعرفي المحصل عية خلال مواسيمه الدراسية .
هذه بعض الملاحظات حول منهجية التحليل الحديثة و إن كانت تتفاوت من نص لآخر حسب بنائه و طبيعة أفكاره .