بسم الله الرحمن الرحيم
جسم الإنسان بحاجة إلى ما لا يقل عن 200 غرام من الخضر الساطعة اللون (الخضراء والبرتقالية) كل يوم لكي يحصل على ما يحتاجه من الفيتامين A، إضافة إلى الحليب ومشتقاته والبيض ثم الكبد والأسماك..
الفيتامينات والأملاح المعدنية أساسية لجهاز المناعة وضرورية للجسم والصحة العامة. ويحتاج جسم الإنسان إلى جميع الفيتامينات D-C-B-A-F-E... إلخ والأملاح المعدنية I-Mg-Na-K-Ca... الخ. لكن في بعض الحالات قد يصبح جسم الإنسان بحاجة إلى أنواع معينة من الفيتامينات والأملاح أكثر من الأخرى، لمقاومة التقلبات الجوية وما ينجر عنها من أمراض البشرة والمخاطي وغيرها.
الإنسان عندما يبرد الطقس يصبح معرّضا للأمراض العدوية وإصابة المخاطي التنفسية أكثر، لأن جسمه يصبح ضعيفا وتنقص مقاومته للجراثيم، لهذا فهو بحاجة أكثر إلى الفيتامينات مثل الفيتامين A وC وB خاصة B9,B5,B2 ثم إلى الأملاح المعدنية مثل الحديد (Fe) والزنك (Zn) والسيلينيوم (Se) لأجل تقوية مناعته وصناعتها الأجسام المضادة التي يكمن دورها في القضاء على الجراثيم والفيروسات، والسماح للجسم بمقاومة الأمراض التي تنتشر في فصل البرد خاصة. لقد أثبتت تجارب عديدة أن للفيتامين C مفعول مضاد للتعفن، وقاتل للجراثيم ومقوٍ للمضادات الحيوية. نجد الفيتامين C في جميع الخضر (الكرنب، الطماطم، البطاطا، الخرشف، البسباس، السلاطة...) والفواكه (البرتقال وباقي الحمضيات، الليمون، المندرين ثم أيضا الموز والتفاح... الخ). إن تناول هذه الأغذية أكثر في فصل الشتاء يعود بالفائدة على الجسم. أما المخاطي التي تتعرض لغزو مستمر خلال البرد من طرف البرد نفسه، ثم تعرّضها إلى الجفاف نتيجة التسخين، فهي بحاجة إلى الفيتامين A الذي يحفظها من الإصابة بالأضرار المتعددة. وأكثر الإصابات التي تمس المخاطي هي: القرح، القلاع، القوباء، التهابات الحنجرة، اللوزتين، القصبات التنفسية... والتي يعود سببها إلى نقص في الفيتامين A.
جسم الإنسان بحاجة إلى ما لا يقل عن 200 غرام من الخضر الساطعة اللون (الخضراء والبرتقالية) كل يوم لكي يحصل على ما يحتاج من فيتامين A، هذا إضافة إلى الحليب ومشتقاته والبيض ثم الكبد والأسماك الغنية هي الأخرى بالفيتامين A. لكن حذارِ من الكولسترول. للعلم، فإن المصابين بارتفاع نسبة الكولسترول في الدم الذين ينقصون من هذه المواد الغنية بالفيتامين A قد يتعرضون إلى نقص في هذا الفيتامين والذي يجب تعويضه بتناول الخضر والفواكه مكان تلك الأغذية.
الكثير من الناس يشتكون من إحساسهم المتزايد بالبرد رغم تناولهم وجبات غذائية متوازنة وبانتظام، وهذا راجع إلى عوامل ثنائية قد لا ينتبه إليها الإنسان والتي تجرد الجسم من عناصره الضرورية، التي تسمح له بمقاومة هذه البرودة والضعف والعياء. وهي أولا الضغط الذي يعيشه الإنسان المتحضر في مجالات عدة؛ مهنية واجتماعية وأحيانا عائلية.. والذي هو أكبر العوامل التي تجرّد الجسم من الفيتامينات B وC ومن الأملاح المعدنية كالزنك.
ثانيا التلوث والدخان (وخاصة المدخنين) والأضواء الاصطناعية والإشعاعات ثم الإرهاق وقلة النوم، فهي أسباب افتقار الجسم لهذه المواد التي تحميه وتقيه وتحافظ على صحته كالفيتامينات والأملاح المعدنية التي لا يمكن للجسم الاستغناء عنها.
معلوم أنه كلما تقدم الإنسان في السن ضعفت مناعته ومقاومته للأمراض. لهذا فهو بحاجة إلى تحسين وجباته الغذائية على مر السنين، وبصفة أكثر عند قرْب فصل البرد. فإن عددا من الدراسات والأبحاث تؤكد ضرورة تزويد الجسم بهذه المواد أي الفيتامينات A,B,C والأملاح المعدنية خاصة الزنك، الحديد والسيلينيوم منذ دخول فصل الخريف، لأن عند الإنسان المسن تتناقص عملية الامتصاص من طرف الأمعاء لهذه العناصر، وكذلك عند الطفل الذي تكون عنده بعض الوظائف غير مكتملة، ونظرا لاستهلاكه الواسع لمثل هذه العناصر.
الصحة بحاجة إلى حماية مستمرة ورعاية دائمة سواء فيما يتعلق بالتغذية التي لا بد أن تكون مدروسة كميا ونوعيا وتستجيب لحاجيات الشخص، أو النظافة التي هي الركيزة، لأن غيابها هو مصدر الآفات والأوبئة والوفيات، ثم المعالجة المبكرة لجميع الأمراض التي كلما كان علاجها باكرا كلما كانت قابلة للشفاء وخالية من المضاعفات. لا تحرم جسمك من الخضر الفصلية، فإن فوائدها لا تُحصى ولا تحرمه من الفواكه التي تزوّده ليس بالفيتامينات فحسب وإنما حتى بالماء الذي لا حياة دونه.