وانتهى السجال الكروي واللغط الذي رافق المباراة بفوز ''الخضر'' وتأهلهم المستحق إلى مونديال جنوب إفريقيا، ليثبتوا للعالم، بعد ''الفراعنة''، بأننا الأقوى، الأحسن، والأعلى، ولسنا في حاجة لأن نكون أم الدنيا التي تتباهى بثدييها اللذين عراهما عار ''الطوب'' المحذوف.
أثبت رفاق عنتر يحيى، الذي أخذ عصا موسى وقضى على غرور الفراعنة، بأن أحفاد رشيد مخلوفي وزيتوني ولالماس لا يمكن أن يقهرهم لا ''حمص'' ولا آكلو المفتأة والفول، بشرط أن تبقى الكرة في مستطيلها الأخضر..
ففوز أمس جاء كثأر كروي، ليس لمباراة السبت الماضي، لكن وأيضا لمباراة سنة 1989 التي لعبت على ملعب ''العار''، والتي انهزم فيها ''الخضر'' بهدف غير شرعي كذلك.
اليوم، واليوم فقط يمكن للموشية وحليش أن يصرخا بأن دماءهما التي سالت في نوفمبر لم تذهب سدى، بل غمرت النيل، نيل السودان وليس غيره، لأن مياه نيل مصر فاضت بالعرق البارد الذي أساله رفقاء زياني في القاهرة طيلة المباراة الأولى التي خرجنا منها مكمّدين بجروح العار التي ألحقها المصريون بأبطالنا.
كان لزاما علينا ونحن نقول للعالم بأن ''الحدوتة المصرية'' قد انكشفت ألاعيبها في أم درمان، وبأن صوت الحق يعلو ولا يعلى عليه، لقد بعثنا بالمصريين إلى التقاعد الكروي، فحكمة الشيخ البطل سعدان هي الكلمة الأخيرة والفيصل في المواجهة التي جمعته بالمعلم شحاتة الذي لم يبق له سوى التمرس على فعل الشحاتة في مقاهي الشيشة بأزقة القاهرة، التي مازالت أرصفتها ملطخة بدماء مناصرينا.
فهنيئا لـ''النوفمبريون'' الذين رفعوا التحدي وقهروا منبت الغرور، وحنّطوا معقل عقدة التفوق، حق لنا أن نغني اليوم وبأعلى صوت لنقول: ''وان، تو، ثري، فيفا لالجيري''، وعاشت بعدها العروبة إن خلت من عقدة الأبوة طبعا، عفوا الأمومة.
فأنتم الماضي ونحن المستقبل.
لقد انتهت المسرحية يا زاهر!