تقع مدينة تنس على الساحل الأوسط للجزائر بين شرشال و مستغانم و تبعد عن الأولى ب100 كلم و عن الثانية ب160 كلم و هي مقر لدائرة تضم ثلاث بلديات و هي : تنس ، سيدي عكاشة و سيدي عبد الرحمان و يزيد سكان هذه الدائرة عن 120 ألف نسمة حسب إحصائيات 2007 و تنس مدينة عريقة تعود إلى العهد الفينيقي أي قبل 09 آلاف سنة قبل الميلاد و كانت تسمى آنذاك " قرطنة" أو "كارتينا" باللاتينية و أخذت إسمها الحالي "تنس" من قائد الجند الروماني السيد "تناس" الذي حرر المدينة من الطغيان و الإرهاب الوندالي الذي عاث في المنطقة فسادا و سميت المدينة بإسم هذا القائد عرفانا له بالجميل و لا علاقة لإسم مدينة تنس بالقائد "تناس" إبن ملك طروادة الذي ترك أباه الملك يغرق في البحر بسبب محاولته التخلص منه و قتله في بحر إيجة المحاذي لمملكة طروادة والذي أصبح يلقب في التاريخ ب:تناس البغيض و كذلك ومنه ظهر مصطلح "بغض تناس" أو "بغض تنس"
تنس مدينة تاريخية قديمة بها آثار غاية في الأهمية منها الضريح الفينيقي و القلعة الإسلامية و مسجد سيدي أحمد بومعزة الذي بناه الفاطميون و بوابة باب البحر و منارة تنس و القلعة الإسبانية و سور تنس و غير ذلك من مساجد و مقامات مثل مقام لالة عزيزة و سيدي يلعباس و سيدي بن عيسى إلخ و تنس مدينة أولياء الله الصالحين الذين بلغوا 99 واليا صالحا و تمام المائة لالة عزيزة الولية الصالحة المشهود لها بالخير و الصلاح و الكرمات .
تشتهر تنس بمينائها المخصص للتصدير والإستيراد و الصيد البحري و به جانب للتنزه و تشتهر كذلك بمنارتها التي أعاد الفرنسيون بناءها عام 1890 على أنقاض المنارة الأولى و كانت تسمى برج الفنار آنذاك,,, و تشتهر تنس بسردينها الذي يعتبر من أجود أنواع السردين بالسواحل الجزائرية نظرا لجغرافية المنطقة و طبيعة غذائه و هو أغلى ثمنا مقارنة مع أنواع السردين الأخرى
يبلغ عدد سكان بلدية تنس حوالي 60 ألف نسمة و يفوق عدد المتمدرسين بها (من الإبتدائي إلى الثانوي)ال11000تلميذ في كل الأطوار و توجد بتنس 21 مدرسة إبتدائية و 06 متوسطات و ثلاث ثانويات بعدما كانت 04 ثانويات في التسعينيات
و توجد بتنس شبكة نقل جد مهمة تضمن النقل بين مختلف أرجاء المدينة و خارجها و أهم الخطوط داخل المدينة : خط تنس-الشعارير و خط تنس الميناء و أهم خطوط النقل من و إلى تنس (الخطوط الخارجية) تنس-شرشال ، تنس-بوسماعيل ، تنس-مستغانم ، تنس-الشلف، تنس-سيدي عكاشة، تنس-أبو الحسن، تنس- تاجنة ، تنس-بني حواء و تنس-بنايرية
والطبيعة في تنس لا تزال على عذريتها رغم الحرائق الكبيرة التي طالت آلاف الهكتارات من الغابات و الأحرج و الأحراش و و شواطئ التراغنية وبوشغال و ماينيس لاخير دليل على ذلك دون أن ننسى جبل سيدي مروان المهيب و شاطئه الصخري الرائع و الرهيب وأحب أن أشير إلى أنه بهذا الجبل مغارات قديمة تعود إلى إنسان ما التاريخ و مناظر طبيعية منقطعة النظير .