نبذة من المقدمة
أحب أن ألفت الجاهلين بالإسلام والقاصرين في فقهه إلى الخاصّة الأولى في هذا الدين، وهي أنه دين الفطرة.
فتعاليمه المنوّعة في كل شأن من شؤون الحياة هي نداء الطبائع السليمة والأفكار الصحيحة، وتوجيهاته المبثوثة في أصوله متنفّس طَلْق لما تنشده النفوس من كمال، وتستريح إليه من قرار.
وقد شُغِفت من أمد بعيد ببيان المشابه بين تراث الإسلام المطمور، وبين ما انتهى إليه جلّةُ المفكرين الأحرار في أغلب النواحي النفسية والاجتماعية والسياسية، وأحصيت من وجوه الاتفاق ما دلّ على صدق التطابق بين وحي التجربة ووحي السماء.
أجل. فكما تتحد الإجابة السديدة على فم شخصين أُلقي إليهما سؤال واحد، اتحد منطق الطبيعة الإنسانية الصالحة – وهي تتحسس طريقها إلى الخير – مع منطق الآيات السماوية، وهي تهدي الناس جميعاً إلى صراط مستقيم.
ولعل احترامي للإسلام وبقائي عليه يرجعان إلى ما لمسته بيدي من تجاوبه مع الفطرة الراشدة، فلو لم يكن ديناً من لدن عالم الغيب والشهادة ما وسعني ولا وسع غيري أن يخترع أفضل منه في إقامة صِلاتي بالله وبالناس.
إلى أصحاب هذه الفطر السليمة من كل جنس ولغة نلفت الأنظار لننتفع بهم.
وإلى الدخلاء عليهم من الأدباء المأجورين، والصحافيين المنحرفين، وأصحاب الفنون القوّادة إلى الخلاعة والعبث نلفت الأنظار كي نحذر على أنفسنا ومستقبلنا.
فقد كثر في الدنيا من يدعو إلى تعرية الأجسام والأرواح من لباس التقوى والفضيلة باسم أن ذلك عود إلى الطبيعة وتمشّ مع الفطرة!!
لقد قرأتُ كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) للعلامة (ديل كارنيجي) الذي عرّبه الأستاذ عبد المنعم الزيادي، فعزمتُ فور انتهائي منه أن أردّ الكتاب إلى أصوله الإسلامية!!
لا لأن الكاتب الذكيّ نقل شيئاً عن ديننا، بل لأن الخلاصات التي أثبتها بعد استقراء جيّد لأقوال الفلاسفة والمربين وأحوال الخاصة والعامة تتفق من وجوه لا حصر لها مع الآيات الثابتة في قرآننا والأحاديث المأثورة عن نبينا.
إن المؤلف لا يعرف الإسلام ولو عرفه لنقل منه دلائل تشهد للحقائق التي قررها أضعاف ما نقل من أي مصدر آخر.
الروابط
الكتاب
http://www.mediafire.elattaf/?s3k55susiob5kny
الملخص هو من اعداد جنات عبدالعزيز كي لا أبخس حقها
http://www.mediafire.elattaf/?ls67qfrfzd7p35n
مقتطفات من ريــــــــــم علــــى
*ان استعجال الضوائق التى لم يحن موعدها حمق كبير غالباً ما يكون تجسيداً لأوهام خلقها التشاؤم ولم يكن المرء مُحقاً فيما يتوقع فان إفساد الحاضر بشؤون المستقبل خطأ كبير والواجب ان يستفتح الانسان يومة كأنة عالم مستقبل لما يحوية من زمان ومكان.
*يقول الغزالى فى الفصل2 من الكتاب (عش فى حدود يومك) يدعوا لعدم التفكير فيما قلق الغد ...عش فى حدود يومك ولا تشغل بالك بما فى المستقبل ويستند بقول (توماس كارليل)"ليس لنا ان نتطلع الى هدف يلوح لنا باهتاً من بُعد وانما علينا ان ننجز ما بين ايدينا من عمل اليوم الواضح"
ثم يوضح فيقول على ان العيش فى حدود اليوم لا يعنى تجاهل المستقبل او ترك الاعداد له فان اهتمام المرء بغدة وتفكيرة فية حصافة وعقل
فهناك فارق بين الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به بين الاستعداد له والاستغراق فية..
*يستخدم الغزالى مقولة لوليم جيمس تقول(عندما تصل الى قرار وتشرع فى تنفيذة ضع نصب عينيك الحصول على النتيجة ولا تهتم لغير هذا .) يقصد انك لا تتردد ولا تخلق لنفسك الشكوك والاوهام ولا تعاود النظر الى الوراء بل إقدم على إنقاذ قرارك غير هياب ولا وَجِل ولا تؤجل التنفيذ.
*وفى فصل لا تدع التوافه تغلب على امرك يستعين الغزالى بمثال قصة ديل كارنيجى ...(حكاية شكرة ضخمة نبتت منذ 4000 سنة وتعرضت لعواصف عاتية وغيرة ولكن ظلت ثابتة جاثمة كأنها جيل عتيد ثم حدث اخيراً ان زحفت جيوش الهوام والحشرات على هذة الشجرة الضخمة فما زالت تنخرها وتقرضها حتى سوتها بالارض)
أولسنا مثل هذة الشجرة احياناً ننجوا من الاعاصير ولكن نقع ضحية توافه تلتهم حياتنا
المقتطفات من رشـــــف
1 لو أنَّ أحداً ملك الدنيا كلّها ما استطاع أن ينام إلاّ على سرير واحد ، و ما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم!
2و التحسر على الماضي الفاشل ، و البكاء المجهد على ما وقع فيه من آلام و هزائم هو في نظر الإسلام بعض مظاهر الكفر بالله و السّخط على قدره
3عندما يبقى الفكر يقظاً على هبوب الأخطار ، و عندما يظلُّ المرءُ رابطاً الجأش يقلب وجوه الرأي ابتغاء مخلص مما عراه ، فإن النجاح لن يخطئه ، و لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما الصبر عند الصّدمة الأولى
4إنَّ الإكتفاء الذاتي و حسن استغلال ما في اليد، و نبذ الاتكال على المنى هي نواة العظمة النفسية ، و سرُّ الانتصار على الظروف المعنتة
5بعض الناس يستهين بما أولاه الله من سلامة و طمأنينة في نفسه و أهله ، و قد يزدري هذه الآلاء العظيمة ، و يظخِّم آثار الحرمان من حظوظ الثروة و التمكين ، و هذه الاستهانة : غمطٌ للواقع ،و متلفةٌ للدين و الدنيا
6إنّ البعد عن الله لن يثمر إلا علقما ، و مواهب الذكاء و القوة و الجمال و المعرفة تتحول كلها إلى نقم و مصائب عندما تتعرى عن توفيق الله ،و تُحرم من بركته
7نّ تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط جملةٍ ضخمة من العادات الذميمة و الأخلاق السيئة ، فهذا الخلط لا ينشئُ به المرء مستقبلاً حميداً ، و لا مسلكاً مجيداً
8وظيفة الدّين بين الناس : أن يضبط مسالكهم و علائقهم على أسسٍ من الحق و القسط حتى يحيوا في هذه الدنيا حياة لا جور فيها و لا جهل.
9لا أدري لماذا لا يطيرُ العباد إلى ربهم على أجنحة من شوق بدل أن يساقوا إليه بسياط من الرهبة؟!..
10نَّ كلَّ تأخيرٍ لإنفاذ منهاج تجدِّدُ به حياتك ، و تصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكابية التي تبغي الخلاص منها ، و بقاءك مهزوما أمام نوازع الهوى و التفريط ، بل قد يكون ذلك الطريق إلى انجدار أشدّ ، و هنا الطامة!
11لا تعلِّق بناء حياتك على أمنيةٍ يلدها الغيب ، فإنّ هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير.
12إنّ الانحطاطَ الفكريَّ في البلاد المحسوبة على الإسلام يثيرُ اللوعة ، و اليقظة العقلية في الأقطار الأخرى تثير الدهشة.
13إنّ تفاصيل الخير و أساليب الانطباع به و المران عليه لا يُحسِن تصوّرها و لا تصويرها إلاّ رجالٌ لهم في تربية أنفسهم باع طويل أو قصير ، وجهد فاشل أو ناجح.
14حسن التصوّر لحقائق الدّين لا بدّ أن تكون إلى جانبه ضميمة أخرى هي صدق العمل بها.
15لخاصة الأولى في هذا الدّين هي أنّه دين الفطرة، و إنّ كثرة البضاعة من نصوص السّماء لا تغني فتيلاً في نفع صاحبها، أو في نفع الناس بما عنده إذا كان ملتاث الطبيعة مريض الفطرة.
16لا أدري لماذا لا يطير العباد إلى ربِّهم على أجنحةٍ من الشوق بدل أن يُساقوا إليه بسياط من الرهبة ؟! إنَّ الجهل بالله وبدينه هو عِلَّةُ هذا الشعور البارد ، أو هذا الشعور النافر - بالتعبير الصحيح - ؛ مع أنَّ البشر لن يجدوا أبرَّ بهم ولا أحنَى عليهم من الله عز وجل.
17أحب أن ألفت الجاهلين بالإسلام والقاصرين فى فقهه إلى الخاصة الأولى فى هذا الدين. وهى أنه دين الفطرة. فتعاليمه المنوعة فى كل شأن من شئون الحياة هى نداء الطبائع السليمة والأفكار الصحيحة. وتوجيهاته المبثوثة فى أصوله متنفس طلق لما تنشده النفوس من كمال. وتستريح إليه من قرار. وقد شغفت من أمد بعيد ببيان المشابه بين تراث الإسلام المطمور. وبين ما تنتهى إلية جلة المفكرين الأحرار فى أغلب النواحى النفسية والاجتماعية والسياسية. وأحصيت من وجوه الاتفاق ما دل على صدق التطابق بين وحى التجربة ووحي السماء. أجل فكما تتحد الإجابة السديدة على فم شخصين ألقى إليهما سؤالي واحد. اتحد منطق الطبيعة الإنسانية الصالحة وهى تتحسس طريقها إلى الخير مع منطق الأيات السماوية. وهى تهدى الناس جميعاً إلى صراط مستقيم ولعل احترامى للإسلام وبقائى عليه يرجعان إلى ما لمسته بيدى من تجاوبه مع المطرة الراشدة. فلو لم يكن دينا من لدن عالم الغيب والشهادة ما وسعنى ولا وسع غيري أن يخترع أفضل منه فى إقامة صلاته بالله وبالناس. و لك أن تشك فى هذا الزعم وتحسبه تطرف رجل جامد. لكن من حقي أن أضع بين يديك مقارنات شتى لتنظر فيها ثم تحكم بعدها كيف تشاء. وكلمة نظرة تتسع لدلالات متباينة. فقد تختلف طبيعتى وطبيعتك فى الحكم على شىء واحد. تذهب أنت إلى تحسينه. وأذهب إلى تقبيحه. وقد تجنح فيه إلى أقصى اليمين. وأجنح فيه إلى أقصى اليسار..