سلوكيات على المسلم تجنُّبَها في شهر رمضان
الثلاثاء 09 جويلية 2013 الدكتور عبد الحق حميش
هناك بعض المظاهر الغريبة الّتي تكثر في هذا الشّهر الفضيل من بعض المسلمين، وإن كان الخير ماضيا في هذه الأمّة إلى يوم القيامة.
يتطلّب منّا الأمر الوقوف عند بعض هذه السّلوكيات لرصدها وفهمها ومن ثمّ اجتنابها قدر الإمكان.
السهر
إنّ وقت المسلم ثمين جدًّا سواء في شهر رمضان أو غيره، ولا مجال فيه للمسلم الجاد أن يقضيه في اللّهو والسّهر الفارغ الطويل، ففي السّهر باللّيل تضييع للفرائض بالنّهار أو تأخير عن وقتها أو يقلّ فيها الخشوع، ويفوّت المسلم على نفسه وقت البكور في الصلاة وما فيه من خير، وتضيع لذة الصيام في شهر رمضان الكريم.
فمن ابتلي بالسهر عليه أن يعمل جاهدًا للتخلّص من هذه العادة، وذلك بطلب العون من الله تعالى ومحاولة تعويد النفس على النوم مبكّرًا، فإن النفس إذا عوّدت اعتادت، فالنفس كالطفل إن تهمله شب على حبِّ الرضاع، وإن تفطمه ينفطم.
كثرة النوم
الوقت في رمضان رأس مال المسلم ومضمار سباقه وكنزه الثمين الّذي ينبغي ألاّ يضيعَ منه، كما لا ينبغي أن يفوته فيما لا ينفعه ولا يعود عليه بفائدة، ككثرة النوم في نهار رمضان ففي النوم في النهار تضييع للفرائض المكتوبة أو تأخيرها عن وقتها وفوات كثير من الطاعات والأوقات الفاضلة، فتضيع معها لذة الصيام واستشعار حكمة مشروعيته.
فيجب على المسلم أن يقضي نهار رمضان في قراءة القرآن والتسبيح وكثرة الذكر والاستغفار ومطالعة ما يفيده من الكتب النافعة والعلوم المفيدة.
إضاعة صلاة الجماعة
من السلوكيات الخاطئة التي يقع فيها بعض الصائمين في شهر رمضان، إضاعة صلاة الجماعة في المسجد مع المسلمين لعذر الكسل أو النوم أو الاشتغال بما لا يجدي نفعاً.
وليعلم مضيع الجماعات أنه بذلك يضيع عليه الصلاة في أفضل بقاع الأرض وهي المساجد، وأن عظم الأجر مع كثرة الخُطا إلى المساجد، وأن الملائكة تدعو له وهو مازال في انتظار الصلاة، ويصلون على الصف الأول في الجماعة، وأن الشياطين لا تستحوذ عليه، وأن من خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله إن عاش رزق وكفي، وإن مات دخل الجنة.
كثرة الأكل والإسراف فيه
قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} الأعراف:31.
فلقد أصبح شهر رمضان الكريم في أذهان كثير من الناس مقترناً بكثرة الأكل، وإنما افترض الله صيام شهر رمضان على المسلمين ليضيقوا على الشهوة مساربها، ويضيعوا على النفس الأمارة مآربها.
الانشغال في إعداد الأطعمة
إن الانشغال في إعداد أنواع الأطعمة المختلفة مما يضيع الوقت في شهر رمضان المبارك، فرمضان ليس شهر أكل وشرب وانغماس في إعداد الأطعمة، وإنما شهر رمضان شهر للعبادة والطاعة والتقرب من الله تعالى، فعلينا تفريغ أكبر قدر من الوقت في رمضان للعبادة وقراءة القرآن وذكر الله عز وجل والدعاء وغير ذلك.
وسر الصّيام في رمضان هو التخفّف من المطعومات، لكن بعض النّاس يخالف ذلك ويحسب الفطور والغداء والعشاء، ثمّ يقضيه مرّة واحدة، فيهيّئ حتّى تصبح بعض البيوت كأنّ فيها حرائق، يبدأون بعد صلاة الظهر، هذا للإفطار في رمضان، وبعضهم يبدأ من وقت الضحى؛ ليكون كمن أهدى بدنة في السّاعة الأولى، فتجد البيت في حالة استنفار وطوارئ، ثم تُعرض الموائد.
إضاعة الأوقات بمتابعة البرامج والألعاب وكثرة اللهو
في شهر رمضان وهو شهر العبادة والذِّكر والصّلاة والدعاء، نجد بعض الصّائمين من يلعب ألعابًا أقلَّ أحكامها الكراهة، مثل لعب الدومينو، والإسراف في لعب الكرة، وكذلك ألعاب يزعمون أنها مسلّية تضيّع الوقت، وتفني السّاعات في غير منفعة.
أستاذ الفقه الإسلامي بكلية الدراسات الإسلامية - قطر