القاهرة: نظمت دار نهضة مصر للطباعة والنشر احتفالية بمناسبة إصدارها الترجمة العربية من كتاب "تاريخ ضائع" للكاتب الأمريكي مايكل هاميلتون مورجان الدبلوماسي السابق ومؤسس ورئيس مؤسسة "أسس جديدة للسلام".
أوضح مورجان إن هذا الكتاب لا يتحدث عن الإسلام كدين ولكنه يركز علي العلماء والفنانين في الحضارة الإسلامية الذين قاموا بقيادة التنوير الذي اتخذته الحضارة الأوروبية طريقا اهتدت به.
ووفقا لجريدة "البديل" المصرية المستقلة في عددها الصادر اليوم الأربعاء ، أشار مورجان إلي أن ما دفعه لكتابة هذا الكتاب أن الغرب نسي أن للإسلام حضارة عريقة استمرت أكثر من 1400 عام، مؤكدا أن حادث 11 سبتمبر 2001 ساهم في انتشار معلومات مغلوطة عن الإسلام تجاهلت ما كان للمسلمين من إسهامات في بناء الحضارة الإنسانية.
وعن تأثير هذا الكتاب في الأوساط الأمريكية والأوروبية قال "تباينت ردود الأفعال، فكان رد الفعل إيجابياً جدا وكانوا يودون معرفة المزيد وهذا لا يمنع من وجود بعض ردود الأفعال السلبية علي شبكة الإنترنت لأنهم يرون أن الكتاب مجرد دعاية إعلامية للتعاطف مع المسلمين.
وأوضح المفكر السيد يس أن مفتاح فهم هذا الكتاب هو نموذج للفهم التعاطفي مع الحضارة الإسلامية، وإن السياق الذي انتج به هذا الكتاب هو إعادة كتابة التاريخ العالمي علي أسس صحيحة.
اعتبر الدكتور يوسف زيدان رئيس قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية أن مورجان لم يقف عند الفهم القشري للأمور وكشف عن التاريخ الضائع عند متخذي القرار في الغرب واعتبر أن ما كتبه "مورجان" عن بغداد هو من أروع فصول الكتاب.
يتكون الكتاب من ثمانية فصول، منها "أبناء روما"، "مدن العباقرة المفقودة" وهذا الفصل يتحدث عن بغداد في العصر الحالي مقارنة بمكانتها في السابق، وأيضا فصل "أشكال النجوم" و"المخترعون والعلماء" و"المعالجون والمستشفيات" و"القيادة المستنيرة".
يندد المؤلف بدور الغرب في إساءة فهم تاريخ العرب وقمعه وأحيانا إعادة كتابته بشكل مغاير، مؤكدا أن مساهمة العرب للمعرفة الحديثة لا يمكن عدها أو حصرها، وقدم في كتابه العلماء والمفكرين الكبار أمثال ابن الهيثم وابن سينا والطوسي والخوارزمي وعمر الخيام وهم المفكرون الذين مهدوا الطريق لعلماء الغرب أمثال نيوتن وكوربرنيك واينيشتاين وآخرون كثيرون.
ويثبت مورجان للغرب كيف كان النبي محمد صلي الله عليه وسلم والحكام المسلمين من بعده يدعون الي التسامح الديني والي البحث عن العلم" ولو في الصين". وقال انه تاريخ اكتمل فكريا أكثر من تاريخ أوروبا المسيحي في نفس الفترة وفيه ازدهر وعمل معا المسيحيون واليهود والهندوس والبوذيون.
ويركز الكتاب ليس فقط علي المفكرين الإسلاميين في الفترة التي وصفت بأنها العصر الذهبي للإسلام والتي تتركز في بلاد فارس واسبانيا في الفترة من عام 632 الي 1258 وانتهت بسقوط بغداد ولكن علي’ العصور الذهبية العديدة’ للفكر الإسلامي التي تألقت أيضا في وسط آسيا وتركيا العثمانية والهند المنغولية واستمرت حتي القرن الثامن عشر.
ويقر مورجان إنه لن يستطيع أبدا أن يفي حق حضارة امتدت1400 عام وتضم اليوم مليار إنسان في كتاب كما انه لن يستطيع أبدا ذكر كل اسم أو الكشف عن كل حدث مهم في تطور هذا العالم الاسلامي.
ويأمل مورجان في أن مع استعادة التاريخ الضائع يمكن للجميع أن يفهم القضايا الحالية والتي كما يقول لن تحل أبدا بالقوة والعنف ، لأن الدرس الأساسي الذي يريد الكاتب أن نتعلمه من كتابه هو أن القوة لا تحل بشكل ايجابي القضايا الخاصة بالروح والنفس سواء كان ذلك يتعلق بالأفراد أو بالحضارات.
وينقل الكاتب الآيات التي تتحدث عن العلم وأهميته وقدم خطبة الوداع التي ألقاها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وركز فيها علي رؤيته وأفكاره التقدمية التي تدعو الي المساواة بين الجنسيات وبين الاثنيات وهي نفس تلك الوصايا التي سيعمل الإنسان علي تطبيقها علي مدي ألف عام.