تمهيد :
لقد ميز كتاب المسلمين بين العلوم التي تتصل بالقرآن الكريم ، وبين العلوم التي اخذها العرب من غيرهم من الامم ، فاطلقوا على الاولى العلوم النقلية او الشرعية ، وعلى الثانية العلوم العقلية او الحكمية ، كما اطلقوا عليها احيانا علوم العجم او العلوم القديمة ، وتشمل العلوم النقلية على التفسير ، وعلم القراءات ، وعلم الحديث ، والفقه ، وعلم الكلام ، والنحو ، واللغة ، والبيان ، والادب .
وتشتمل العلوم العقلية على الفلسفة ، والهندسة ، وعلم النجوم والطب ، والكيمياء ، والجغرافيا والتاريخ ، ولما كان موضوعنا هو العلوم العقلية ، فسنتناول كلا منهما على حدة.
العلوم العقلية في العصر العباسي :
1 - الفلسفة :
تأثر المسلمون بالفلسفة اليونانية ، بعد ان ترجمت كتبهم الى اللغة العربية في عهد الرشيد والمأمون .فاشتغل كثير من المسلمين بدراسة الكتب التي ترجمت الى العربية ، وعملوا على تفسيرها ، والتعليق عليها ، واصلاح اغلاطها ثم عمدوا الى الكتابة في تلك المواضيع ..ويندر ان يشتغل الواحد منهم في الفلسفة دون الطب والنجوم أو العكس . ومن اقوالهم " ان الطبيب يجب ان يكون فيلسوفا ". ولكنهم كانوا يلقبون العالم بما غلب اشتغاله فيه .
الكندي : ويعتبر يعقوب بن اسحاق بن الصباح الكندي . اكبر فلاسفة المسلمين ،واشهرهم ، واسبقهم وهو عربي الاصل .يتصل نسبه بملوك كندة ، ولذلك اسموه فيلسوف العرب ، وكان كما يقول بن النديم في كتابه الفهرست ، فاضل دهره، وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة باسرها" نشأ الكندي في الكوفة ، وتعلم في البصرة ، ثم في بغداد ، واشتهر بترجمة الكتب اليونانية ، وخاصة فلسفة ارسطو ، وللكندي مؤلفات كثيرة ، وتأثر باراء المعتزلة ، كما تأثر بالفلسفة اليونانية ، وخاصة فلسفة ارسطو ، وللكندي مؤلفات كثيرة في علوم شتى مثل : المنطق ، والفلسفة ، والهندسة ، والحساب ، والفلك ، والطب ، والسياسة ، وغيرها .
الفارابي : الذي عرف بالمعلم الثاني ، وهو تركي الاصل من فاراب ، ولكنه فارسي المنتسب نشأ في الشام ، واشتغل فيها ، وكان فيلسوفا كاملا ، درس كل ما درسه الكندي من العلوم ، وفاقه في كثير منها ، وخصوصا في المنطق ، وقد الف كتبا لم يسبقه احد اليها ، ككتابه في احصاء العلوم والتعريف باغراضها ، وهو اشبه بقاموس علمي على منهج الموسوعات ، كما الف كتاب السياسة المدنية " وهو الاقتصاد السياسي الذي يزعم علماء اوروبا انه من مخترعات القرن العشرين ، فقد سبقهم الفارابي في الكتابة فيه منذ الف سنة اذ انه توفي ( سنة 339-سنة 934 م) ، ثم كتب فيه ابن خلدون في مقدمته .
و ممن غلبت عليه الفلسفة من علماء المسلمين ، الشيخ الرئيس ابن سيناء المتوفي سنة 428 هـ.
وله من المؤلفات نحو مائة كتاب ، منها (26) في الفلسفة فقط . ومنهم كذلك الغزالي الملقب بحجة الاسلام المتوفي سنة 505 هـ وهو امام التصوف ، على ان بعض الخلفاء والعامة حاربوا المشتغلين بالدراسات الفلسفية ، و اضطهدوا الفلاسفة ، واتهموهم بالزندقة ، لقد نودي في بغداد بالا يقعد على الطريق المنحم ، والا تباع متب الفلسفة
اخوان الصفا :
ومن اشهر فلاسفة العصر العباسي ، هذه الطائفة التي عرفت باسم ( اخوان الصفا) التي كانت ذات نزعة شيعية متطرفة ، حتى قيل انها اسماعيلية ، وكانت تتالف من جماعة سرية من طبقات متفاوتة ، نشأ في بغدا في منتصف القرن الرابع للهجرة ، وقد اخذوا كثيرا من مبادئ الفلسفة الطبيعية ، ولجأوا الى تأويل القرآن تاويلا مجانيا ، وتعتبر رسائل اخوان الصفا اشبه بدائرة معارف ، اخذت من كل مذهب فلسفي بطرف ، وتدل في الوقت نفسه على ان مؤلفيها نالوا حظا موفورا في ارقي العقلي وتتألف هذه الرسائل من احدى وخمسين رسالة ، تقوم على دعائم من العلم الطبيعي ، ولها من وراء ذلك اغراض سياسية ن من هذا نرى ان ( اخوان الصفا) حاولوا في رسائلهم تلك التوفيق بين الدين والعلم ولكنهم لم يستطيعوا ارضاء اهل الدين ، ولا اهل العلم .
2- الطب :
اطلق المسلمين على من يشتغل بالطب في العصور الوسطى اسم (حكيم) ، لان الطب كان انذاك من ابواب الحكمة والفلسفة ، وكان الاطباء بحسب تخصصهم ، انواعا مختلفة ، كالطبائعية ، والكحالين ، والجرائحية ، والمجبرين ، وعيرهم وكان لتقدم الطب في اواخر العصر العباسي الاول ، اثر كبير في العصر العباسي الثاني ، فقد نبغ في عهد الواثق والمتوكل كثير من الاطباء ، ممن لا يمكن حصرهم ، فقد احصوا اطباء بغداد وحدها في اوائل القرن الرابع الهجري ، فبلد 860 طبيبا ، احتاجوا الى الامتحان لنيل الاجازة في التطبيب ، هذا بالاظافة الى من استغنى عن الامتحان لشهرته ، ومن كان في خدمة الخليفة .
اختبار الاطباء : كان للاطباء عندهم ، نظام في امتحانهم ، واعطاء الاجازات او المنشورات الى الذين يحسنون الصناعة ، ونفى الاخرين ، فكان يعين عليهم رئيس يمتحنهم ، ويجيز من يرى فيه الكفاءة للتطبيب ، واشهر هؤلاء الرؤساء سنان بن ثابت في بغداد، ومهذب الدين الدخوار في مصر ، ويقال نحو ذلك في الصيادلة الذين كثر عددهم ، وتفشي الغش في الادوية ، حتى اضطر اولو الامر الى امتحانهم ، وكان الفحص الطبي عندهم مقصورا على فحص البول ، و جس النبض ، فيأتي المريض ومعه قارورة البول ، فيسلمها الى الطبيب ، فينظر فيها ثم يذوقها ، ليتحقق من وجود الحوامض او القوابض او السكر فيها ، ثم يجس النبض ، وعند ذلك يحكم في حاتل المريض ، لاعتقادهم ان النبض يدل على مزاج القلب ، والبول على حال الكبد والاخلاط ومهما يكن من اعتقادهم ، فان هذه الطريقة لا تزال مما يعول عليه الاطباء حتى الان .
الطبيبات من النساء :
وقد نبغ جماعة من النساء ، اشتهرن بصناعة الطب منهن اخت الحفيد ابن زهر الاندلسي وابنتها ، فقد كانتا عالمتين بصناعة الطب ، لهما خبرة جيدة بمداواة النساء ، كما اشتهرت زينب طبيبة بني اود ، وكانت عالمة بالاعمال الطبية ، ومداواة العين بالجراحة ، وهذا فضلا عمن اشتهر منهن بالعلم والادب كشهدة الدينورية ، وبنت دهين اللوز الدمشقية ، وغيرهما .
اثر المسلمين في الطب : كان المسلممون اول من استخدم المرقد (البنج) في الطب ، اذ يقال انهم استخدموا له (الزوان) او ( الشيلم ) كما انهم اول من استخدم الخلال المعروف عند الاطباء ، وقد اثبت الاوروبيون ، ان العرب اول من استخدم الكاويات في الجراحة ، على نحو استخدامها اليوم ، وانهم اول من وحه الفكر الى شكل الاظافر عند المسلولين ، ووصفوا علاج اليرقان والهواء الاصفر واستعملوا الافيون بمقادير كبيرة في معالجة الجنون ، ووصفوا صب الماء البارد لقطع النزف ، وعالجوا خلع الكتف بالطريقة المعروفة في الجراحة ، برد المقاومة الفجائي ، ووصفوا ابرة الماء الازرق ، واشاروا الى عملية تفتيت الحصاة .
وقد الف العرب في بعض فروع الطب ، ما لم يسبق احد الى مثله ، فالجذام اول من كتب فيه اطباؤهم ، واول كتاب في هذا الموضوع ( ليوحنا بن مأسوية ) ... كما اهم اول من وصف الحصبة والجدري ، بكتاب لابي بكر الرازي . هذا بالاظافة الى ما الفوه من الموسوعات الضافية في الطب .
العربي القديم، في أمهاته المعروفة كالأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، والبيان والتبيين للجاحظ، وطالع عيون كتب الأدب الإنجليزي، وبعد تخرجه في مدرسة الحقوق سنة (1327هـ = 1909م) سافر على نفقته الخاصة إلى باريس؛ ليتم دراسته في الحقوق، ويحصل على إجازة الدكتوراة.
واغتنم هيكل فرصة وجوده في فرنسا، فالتحق بمدرسة العلوم الاجتماعية العالية، وحصل فيها على دراسات مختلفة، وواظب على الاستماع لمحاضرات عديدة في الأدب الفرنسي، وأقبل على قراءة الأدب الفرنسي بعد أن أتقن الفرنسية وأصبح عسيرها ميسورًا له، هذا إلى جانب اهتمامه بزيارة المعارض، والمتاحف، والآثار. وظلَّ هيكل في باريس ثلاث سنوات حصل في نهايتها على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة باريس سنة (1331هـ = 1912م) عن دين مصر العام.
بين الصحافة والعمل الحزبي
ولما عاد هيكل من باريس اشتغل بالمحاماة في مدينة المنصورة فترة قصيرة، ثم تركها بعد اختياره للتدريس في الجامعة سنة (1336هـ = 1917م)، ولم ينقطع طوال عمله عن ممارسة العمل الصحفي، وكتابة المقالات السياسية والفصول الأدبية في جريدة الأهرام، و"الجريدة" صحيفة حزب الأمة التي كان يرأسها أحمد لطفي السيد، ثم تخلص هيكل من قيد الوظيفة واستقال من الجامعة سنة (1341هـ = 1922م) وتفرَّغ للعمل السياسي، وترأس تحرير جريدة "السياسة" لسان حزب الأحرار الدستوريين الذي تكوَّن في هذه السنة، وكان هيكل أحد أعضاء مجلس إدارته ومن نجومه اللامعين.
ولما أنشأ الحزب جريدة أسبوعية باسم "السياسة الأسبوعية" تولَّى هيكل رئاسة تحريرها سنة (1345هـ = 1926م)، وكانت ميدانًا لنشر البحوث الأدبية والتاريخية والسياسة، وتولَّى تحريرها والكتابة فيها نفر من كبار الكتاب وأئمة الأدب، مثل: طه حسين، وتوفيق دياب، ومحمود عزمي، ومحمد عبد الله عنان، وعبد العزيز البشري، وشهدت صفحاتها معارك فكرية حامية، مثل معركة الشعر الجاهلي التي فجَّرها طه حسين، وعلى صفحاتها نشر هيكل فصولاً من كتابه "حياة محمد".
ثم وقع عليه الاختيار ليعمل وزيرًا للمعارف في الوزارة التي شكلَّها محمد محمود سنة (1357هـ = 1938م)، لكن حياتها كانت قصيرة فاستقالت في السنة التالية، ثم عاد وزيرًا للمعارف للمرة الثانية سنة (1359هـ = 1940م) في وزارة حسين سري، وظلَّ بها حتى سنة (1361هـ = 1942م)، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى في سنة (1364هـ = 1944م)، وأضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة (1365هـ = 1945م).
كما اختير سنة (1360هـ = 1941م) نائبًا لرئيس حزب "الأحرار الدستوريين"، ثم تولى رئاسة الحزب سنة (1362هـ = 1943م)، وظلَّ رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م، وفيما بين ذلك تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة (1365هـ= 1945م) وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي أكثر من خمس سنوات أرسى خلالها تقاليد دستورية أصيلة بمعاونة بعض أعضاء المجلس.
وتولَّى هيكل تمثيل مصر في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية سنة (1365هـ = 1945م)، كما تولى تمثيلها في كثير من المحافل الدولية، فمثلها رئيسًا لوفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة سنة (1366هـ = 1946م) وما بعدها، وكانت له مواقف محمودة في قضيتي مصر وفلسطين.
الآداب العالمية، فأثرت نفسها بثقافة متنوعة وإنسانية واسعة المدى، بعد العودة اشتغلت بالتدريس في كلية التربية ببغداد عام 1957، وخلال عامي "59 – 1960" تركت نازك العراق لتقيم في بيروت، ثم عادت ثالثة إلى العراق لتدرس اللغة العربية وآدابها في جامعة البصرة، ثم مرحلة أخرى للتدريس بالكويت.
وذهبت الملائكة لتعيش في عزلة اختيارية في القاهرة منذ عام 1990 حتى إعلان الرحيل.حيث توفيت رائدة الشعر الحر في القاهرة عن عمر ناهز 85 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان مساء الأربعاء 20 من يونيو 2007.
الموضوع منقول -اخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوكم عبـــــــــــــــــــــــــــــدو