التعليم الثانوي بالعطاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات التعليم الثانوي – العطاف –
 
الرئيسيةشريط الإدارةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سفير اللغة و الأدب
عضو ممتاز
عضو ممتاز



ذكر عدد الرسائل : 1085
العمر : 60
نقاط : 6222
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد Empty
مُساهمةموضوع: مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد   مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد Icon_minitimeالإثنين 4 أغسطس 2008 - 20:49

حتى يشكُرنا الله جل وعلا
الشيخ : توفيق علي

إن الخالق المنشئ ، المُنعم المتفضل ، الغني عن العالمين يشكر لعباده صلاحهم و إيمانهم و شكرهم و امتنانهم و هو غني عن إيمانهم و عن شكرهم و امتنانهم ، فإذا كان الله – جل وعلا - يشكر . فما ينبغي للعباد المخلوقين المغمورين بنعمة الله تجاه الخالق الرازق المنعم المتفضل الكريم ؟‍‍!

تعريف الشكر لغة :
" الشُكر: عرفانُ الإحسان و نشرهُ .
الشكر : الظهور من قول دابة شكور إذا ظهر عليها من السمن فوق ما تعُطي من العلف و حقيقته الثناء على الإنسان بمعروف .
و قال الجوهري : الشكر : الثناء على المحسن بما أو لاكه من المعروف .
الفرق بين الحمد و الشكر : الشكر لا يكون إلا عن يد، و الحمد يكون عن يد و عن غير يد " [لسان العرب ، ابن منظور ، (4/423-424) ]

الشكر في عبارات العلماء :

قال سهل بن عبد الله : الشكر الاجتهاد في بذل الطاعة مع الاجتناب للمعصية في السر و العلانية .
و قال الشبلي : الشكر : التواضع و المحافظة على الحسنات و مخالفة الشهوات و بذل الطاعات و مراقبة جبار الأرض و السموات .
و قال ذو النون المصري : الشكر لمن فوقك بالطاعة ، و لنظيرك بالمكافأة ، و لمن دونك بالإحسان و الأفضال .
و الشكر : مقابلة النعمة بالقول و الفعل و النية فيثني على المنعم بلسانه و يذيب نفسه في طاعته و يعتقد أنه موليها .

الشكر من الله للعبد :
قبول طاعته ، و ثناؤه الجميل عليه ، و إثباته إياه .
و الشاكر و الشكور من صفات الله جل وعلا ، و معناه : أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء و شكره لعباده مغفرته لهم .
و معناه أيضاً : " الذي لا يضيع سعي العاملين لوجهه بل يضاعفه أضعافاً مضاعفة ، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ،و قد أخبر في كتابه و سنة نبيه بمضاعفة الحسنات الواحدة بعشر إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة ،و ذلك من شكره لعباده ، فبعينه ما يتحمل المتحملون لأجله و من فعل لأجله أعطاه فوق المزيد ،و من ترك شيئاً لأجله عوضه خيراً منه ،و هو الذي وفق المؤمنين لمرضاته ثم شكرهم على ذلك و أعطاهم من كراماته ، ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ،و كل هذا ليس حقاً واجباً عليه ، و إنما هو الذي أوجبه على نفسه جوداً منه و كرماً" [ الحق الواضح المبين ،ص70 نقلاً عن أسماء الله الحسنى ، د. سعيد الزهراني ] .
و في معنى قوله تعالى : {إن ربنا لغفور شكور } قيل : " غفر لهم الذنوب التي عملوها ،و شكر لهم الخير الذي دلهم عليه فعملوا به فأثابهم عملهم ".

الفئات التي وردت في كتاب الله و شكر الله لها عملها :
أولاً : من تطوع خيراً
{إن الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما و من تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم } [ سورة البقرة : 158 ] .
و المراد : تطوع خيراً في سائر العبادات .
و قال ابن كثير : في تفسيره {فإن الله شاكر عليم} :" أي يثيب على القليل بالكثير عليم بقدر الجزاء فلا يبخس أحداً ثوابه ".

ثانياً : الشاكر المؤمن
{ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم و كان الله شاكراً عليماً } [ سورة النساء : 147 ] .
يقول ابن كثير : " {وكان الله شاكراً عليماً } أي من شكر شكر له و من آمن قلبه علمه و جازاه على ذلك أوفر الجزاء " .
و قال الإمام القرطبي : " أي يشكر عباده على طاعته ،و معنى يشكرهم : يثيبهم ، فيتقبل العمل القليل و يعطي عليه الثواب الجزيل ،و ذلك شكر منه على عبادته " .
و قال الإمام القرطبي :" أنه سبحانه و تعالى لا يعذب الشاكر المؤمن "
و قال مكحول : أربع من كن فيه كن له : الشكر و الإيمان و الدعاء و الاستغفار ، قال تعالى : { ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم }.

ثالثاً : المُقرض الله قرضاً حسناً

{إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يًُضاعفه لكم و يغفر لكم و الله شكورُ حليم } [ سورة التغابن : 17 ] .
قال الحسن : كل ما في القرآن من القرض الحسن فهو التطوع .
و قيل هو العمل الصالح من الصدقة و غيرها محتسباً صادقاً .
قال ابن العربي : " انقسم الخلق بحكم الخالق و حكمته و قدرته و قضائه و قدره حين سمعوا هذه الآية أقساماً فتفرقوا فرقاً ثلاثة :-
الفرقة الأولى : قالوا : إن رب محمد محتاج فقير إلينا و نحن أغنياء فهذه جهالة لا تخفي على ذي لب فرد عليهم بقوله : { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير و نحن أغنياء } [ آل عمران : 181 ].
الفرقة الثانية: لما سمعت هذا القول آثرت الشح والبخل وقدمت الرغبة في المال فما أنفقت في سبيل الله ولا فكت أسيرا ولا أعانت أحدا تكاسلا عن الطاعة وركونا إلى هذه الدار.
الفرقة الثالثة : لما سمعت بادرت إلى امتثاله وآثر المجيب منهم بسرعة بماله .
و انظر إلى هذه الأسرة الطيبة - أسرة الصحابي الجليل أبو الدحداح- التي تربت على مائدة القرآن و كيف كانت مبادرتها و امتثالها لأمر الله :
أولاً : أبو الدحداح :
قال زيد بن أسلم: لما نزل: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض؟ قال: (نعم يريد أن يدخلكم الجنة به). قال: فإني إن أقرضت ربي قرضا يضمن لي به ولصبيتي الدحداحة معي الجنة؟ قال: (نعم) قال: فناولني يدك ; فناوله رسوله الله صلى الله عليه وسلم يده: فقال: إن لي حديقتين إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية, والله لا أملك غيرهما, قد جعلتهما قرضا لله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعل إحداهما لله والأخرى دعها معيشة لك ولعيالك) قال: فأشهدك يا رسول الله أني قد جعلت خيرهما لله تعالى, وهو حائط فيه ستمائة نخلة. قال: (إذا يجزيك الله به الجنة). فأنطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل فأنشأ يقول:
هداك ربـي سبل الرشاد **** إلى سبيل الخير والسداد
بيني من الحائط بالوداد **** فقد مضى قرضا إلى التناد
أقرضته الله على اعتمادي **** بالطوع لا من ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المعاد **** فارتحلي بالنفس والأولاد
والبر لا شك فخير زاد **** قدمه المرء إلى المعاد
ثانياً : أم الدحداح :
قالت أم الدحداح: ربح بيعك بارك الله لك فيما اشتريت, ثم أجابته أم الدحداح وقالت:
بشرك الله بخير وفرج **** مثلك أدى ما لديه ونصح
قد متع الله عيالي ومنح **** بالعجوة السوداء والزهو البلح
والعبد يسعى وله ما قد كدح **** طول الليالي وعليه ما اجترح
ثم أقبلت أم الدحداح على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهـم حتى أفضت إلى الحائط الآخر .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كم من عذق رداح ودار فياح لأبي الدحداح).
فانظر رحمك الله إلى هذا التناغم بين أفراد الأُسرة و فرحها بالبذل في سبيل الله !
و المراد بالقرض في هذه الآية :" الحث على الصدقة و إنفاق المال على الفقراء و المحتاجين و التوسعة عليهم ،و في سبيل الله بنصرة الدين" .

وانظر إلى كناية الله سبحانه عن الفقير بنفسه العلية المنزهة عن الحاجات ترغيباً في الصدقة ، كما كنى عن المريض و الجائع و العطشان بنفسه المقدسة عن النقائص و الآلام .
ففي الصحيح إخباراً عن الله تعالى : ( يا بن آدم مرضت فلم تعدني و استطعمتك فلم تطعمني و استسقيتك فلم تسقني ، قال يا رب كيف أسقيك و أنت رب العالمين ؟ قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي ) و كذا فيما قبل ( أخرجه البخاري و مسلم ) و هذا كله خرج مخرج التشريف لمن كني عنه ترغيباً لمن خوطب به .
أقرض من عِرضِك ليوم فقرك :
و القرض كما يكون في المال يكون في العرض و في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم كان إذا خرج من بيته قال : اللهم إني قد تصدقت بعِرضِي على عبادك ) .
و روي عن ابن عمر أنه قال : ( أقرِض من عِرض ليوم فقرك : يعني من سبك فلا تأخذ منه حقاً ة لا تقم عليه حداً حتى تأتي موفر الأجر ) .

الفئات التي وردت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و شكر الله لها عملها :
‏أولاً : رجل يمشي في طريق إذ وجد غصن شوك ‏ ‏فأخره
عن ‏ ‏أبي هريرة ‏: ‏عن النبي صلى الله عليه وسلم‏ ‏قال : ( ‏بينما رجل يمشي في طريق إذ وجد غصن شوك ‏ ‏فأخره ‏‏ فشكر الله له فغفر له ) [الترمذي ، رقم(1881) ] ‏.‏حديث حسن صحيح .
‏قال الجزري في النهاية : في أسماء الله تعالى الشكور هو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء فشكره لعباده مغفرته لهم [تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ] .
‏ثانياً : الشاكر للناس
عن ‏ ‏أبي سعيد ‏ ‏قال : ‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ‏من لم يشكر الناس لم يشكر الله ) [الترمذي ، رقم (1878) ] ‏حديث حسن صحيح ‏.
‏قال الخطابي : هذا يتأول على وجهين :
أحدهما :أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم كان من عادته كفران نعمة الله تعالى وترك الشكر له .
والوجه الآخر : أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر معروفهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر.
‏ثالثاً : في كل كبد رطبة أجر
عن ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه :‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏قال : ‏( ‏بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل ‏ ‏الثرى ‏‏من العطش ، فقال : لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي ! فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ، ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ) ، قالوا : يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا ؟! قال : ( في كل كبد رطبة أجر ) أخرجه البخاري ،( 2190).
فشكر الله له : ‏قال بن حجر :" أي أثنى عليه أو قبل عمله أو جازاه بفعله.
وقال القرطبي : معنى قوله : " فشكر الله له " أي أظهر ما جازاه به عند ملائكته.

توصيات عملية :
1- سجدة الشُكر
‏عن ‏ ‏أبي بكرة ‏ : ‏عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏أنه كان ‏ ‏إذا جاءه أمر سرور أو بشر به خر ساجدا شاكرا لله [سنن أبي دواد ،رقم(2393)]
وفي زاد المعاد : وفي سجود كعب حين سمع صوت المبشر دليل ظاهر أن تلك كانت عادة الصحابة وهو سجود الشكر عند النعم المتجددة والنقم المندفعة , وقد سجد أبو بكر الصديق لما جاءه قتل مسيلمة الكذاب , وسجد علي لما وجد ذا الثدية مقتولا في الخوارج ، وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بشره جبرائيل أنه من صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا ، وسجد حين شفع لأمته فشفعه الله فيهم ثلاث مرات وأتاه بشير فبشره بظفر جند له على عدوهم ورأسه في حجر عائشة رضي الله عنها فقام فخر ساجدا [عون المعبود شرح سنن أبي داود ] .
قال الإمام المناوي : " ينبغي لمن أنعم الله عليه بنعمة أو دفعه عنه نقمة أن يسجد لله سجدة .

2- الثناء و الشكر و المكافأة أو الدعاء لمن أسدى إلينا معروف
( من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تستطيعوا فادعوا له ، مثل العلماء و الحكماء و ممن كان له فضل علينا ) .

3- أداء شكر اليوم و الليلة
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قال إذا أصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر ذلك اليوم ومن قال إذا أمسى اللهم ما أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر تلك الليلة ) رواه أبو داود وغيره.
قال صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه مسلم في صحيحه - من حديث أنس رضي الله عنه : ( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيشكره عليها ويشرب الشربة فيشكره عليها ) .

4- تحقيق قواعد الشكر
و الشكر مبني على خمس قواعد:
" خضوع الشاكر للمشكور، وحبه له، واعترافه بنعمته، وثناؤه عليه بها، وأن لا يستعملها فيما يكره . فهذه الخمس : هي أساس الشكر وبناؤه عليها " [مدارج السالكين ،( 2/244). ].
5- شكر الوالدين
قال تعالى : {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } [لقمان:14 ] .
قال ابن كثير :" وَإِنَّمَا يَذْكُر تَعَالَى تَرْبِيَة الْوَالِدَة وَتَعَبهَا وَمَشَقَّتهَا فِي سَهَرهَا لَيْلًا وَنَهَارًا لِيُذَكِّر الْوَلَد بِإِحْسَانِهَا الْمُتَقَدِّم إِلَيْهِ " .
اللهم اجعلنا من الشاكرين ، و المشكور لهم سعيهم ...آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.musbene.blogs.fr
سفير اللغة و الأدب
عضو ممتاز
عضو ممتاز



ذكر عدد الرسائل : 1085
العمر : 60
نقاط : 6222
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد   مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد Icon_minitimeالإثنين 4 أغسطس 2008 - 21:02

تعليقا على الموضوع السابق أنقل لكم هذا المقال المشابه له في الهدف بأسلوب سلس و جذاب

و إليكم المقال :



عزيزي القارئ الكريم.
هل خطر في بالك أنك الآن قادر على الحصول على دواء عجيب, تركيبته العلاجية من أنجح الوصفات في العالم!ويمكنك إنتاجه بسهولة ويسر! وبكميات غير محددة وبدون أية أعراض جانبية!! بحيث توزعه بجرعات سخية على الجميع! كما أنه وبقدر ما تتوسع في صرفه على الآخرين تتضاعف قدراتك على إنتاج المزيد والمزيد منه وبأسرع وقت وبأقل التكاليف!,
وإليك بعض الأمثلة عن النتائج الخارقة لهذا الدواء العجيب الذي تصفه أنت بنفسك:
1- استخداماته في المدارس: فعند إعطاء تلاميذ المدارس هذا الدواء العجيب سينصرفون الى الدراسة بحماس وسيحققون نتائج باهرة.!
2- استخداماته في العمل : عندما تصرف هذا الدواء لزملائك في العمل "سيتعاونون معك وسيساهمون في تدعيم ترقيتك السريع في سلم النجاح والثروة.!
3-استخدمات شخصية : أما أنت بالذات, عن طريق استخدامك لهذا الدواء العجيب بانتظام, فإنك سوف تجد نفسك محاطاً بأطياف السعادة والإشراقة,حيثما حللت او توجهت.
4-استخدامات أخرى : أفراد عائلتك, وبقية أصدقائك, لدى تعاطيهم لهذا الدواء على يديك سيؤمنون أنك شخص رائع, وسيتوقون للالتفاف حولك.
وعندما تقوم بتوزيعه باستمرار سوف يبقى لديك الكثير منه لكي يرتد تأثيره عليك بالذات,بحيث تشعر بالسعادة والشهرة والثروة ربما! ( من قدك ).
عجيب هذا الدواء السحري!! ولأن المبالغة في الدعاية للأدوية والعقاقير الطبية,تقع تحت طائلة المعاقبة القانونية! فإنه بات من الأفضل لنا أن نسارع الى البرهان على ما ذهبنا إليه من دعاية لهذا الدواء في السطور اعلاه.!! ( ما علينا ).
الآن دعونا أولاً نحدد دواءنا العجيب,بالذات ونسميه بتسميتة الحقيقية المباشرة. اسم هذا الدواء السحري العجيب!! ( الثناء!! )) ماذا!؟
نعم إنه الثناء !! شيء سهل بسيط مثل الثناء...يمكنه أن يفعل فعل الدواء السحري..ويحقق العجائب؟نعم...نعم إنه الثناء أعجب وصفة في الدنيا...!!
واقرأ ما قاله العالم النفساني العالمي الشهير, الدكتور ألفرد آدلر! لقد طلب الدكتور آدلر ـ مرة من بعض مرضاه الذين كانوا من الضحايا التعساء لمشاعر القلق والخوف والإحباط,مايلي "يمكنكم الشفاء في أسبوعين فقط!! بشرط أن تفكروا خلال هذه المدة وعلى الدوام ــ كيف يمكنكم إسعاد شخص ما.!! وماذا عساها أن تكون أنجح وسيلة لإسعاد الآخرين؟وماذا عساها أن تكون الحاجة التي يتهافت عليها الناس,أكثر من أي حاجة أخرى في الدنيا؟
ولنقف على رأي واحد آخر من كبار قادة الرأي في العالم...إنه وليم جايمس ــ الفيلسوف والعالم النفساني الأميركي العريض الشهرة..وهاهو يقول "إن أعمق عنصر مميز لطبيعة البشر:هو التوق لاجتذاب الثناء والإعجاب".والوسيلة المناسبة لإشباع هذه الغريزة الدفينة في النفس البشرية, كما لإشباع هذا الجوع الى اجتذاب الإعجاب:إنما يكون بواسطة الثناء.وهكذا فإن "الثناء"لا يؤيد تعاليم وفلسفة وليم جايمس فحسب,لكنه أيضاً يحقق وصفة الدكتور آدلر التي يدور مدارها على إدخال السرور الى قلب شخص ما.بناء عليه...فإن من بين مزايا الشفاء العجائبية لهذا الدواء الأسطوري "الثناء"!
نستطيع أن نضع في رأس القائمة ــ أنه قادر على تحقيق الشفاء من القلق والخوف والإحباط في أربعة عشر يوماً فقط!
والآن دعونا نبرهن على صحة ماذهبنا إليه من إدعاء,ومن دعابة,لهذا الدواء العجيب في بداية هذه المقالة:
1-في اختبارات مجربة تمت تحت إشراف علمي دقيق:تبين أن تلامذة المدارس الذين لاقوا التشجيع والثناء على ذكائهم وقدراتهم عند المباشرة بالامتحان عن طريق التأكيد لهم بأن الاسئلة ستكون سهلة بالنسبة إليهم,فإنهم استجابوا لهذا المدح:بتجاوز معدلات النجاح,بنسب كبيرة,وبالحصول على علامات مرتفعة.ثم أعطي هؤلاء التلامذة بالذات:امتحاناً آخر,في المستوى نفسه من السهولة.لكنهم هذه المرة تعرضوا,قبل الجلوس للامتحان,الى النقد والتعنت,كما جرى إيهامهم:أن الأسئلة هي فوق مستواهم.وأن أداءهم حيالها سيكون فقيراً.وبالفعل فقد جاءت النتائج ضعيفة جداً.ونال هؤلاء التلامذة علامات شديدة التدني.الفرق الوحيد في الأمر:هو "الثناء"وهذا برهان واضح على أن الثناء يأتي بالعجائب.
2-زملاؤك في العمل:عند تلقيهم لدوائك العجيب "الثناء"سوف يتعاونون معك بكل سرور.بل إنهم سوف يساهمون في رفعك على سلم الترقية والنجاح والثروة...لماذا؟السبب في ذلك:هو أنك عندما تعطيهم الشيء الذي يحتاجون إليه "الثناء"فإنهم سيردون عليك بإعطائك الشيء الذي تحتاج إليه"التعاون".فعندما تثني على جهود زميلك في العمل:فإنك تمنحه بذلك ثقة بنفسه وشعوراً بالأمان.قم بانتقاده وستجعله يشعر بعدم الأمان.بل إنه سيكون عنك في ذهنه:صورة القاتل المأجور الذي يمكن أن يتسبب في منع الترقية عنه أو في قطع رزقه.لهذا السبب:فإن "الثناء"مهم جداً في علاقات العمل.إن "الثناء" لا يدع الناس يحبونك فحسب,بل انه يجعلهم يهبون لمساعدتك,لأنك أطلقت باتجاههم إشارة تنم على أنك قد تكون ظهيراً لهم.
3-أنت,بدوائك العجيب,"الثناء" ستجد نفسك محاطاً بأطياف السعادة والإشراق,حيثما حللت أو توجهت.لقد بات هذا الآن:أمراً واضحاً,لأن هذه الوصفة لاتعني أبداً:أن تقوم بحملة لمدة أسبوع واحد فقط...إن الثناء"الصادق"يجب أن يكون أسلوباً يومياً,دائماً مدى الحياة.

4-قم على الدوام بامتداح أفراد عائلتك وأصدقائك...فيعتقدون أنك شخص رائع ويرغبون في الالتفاف حولك...لماذا؟لن يكون بمستطاعنا شرح ذلك بأفضل مما قاله وليم جايمس:"إن أعمق عنصر مميز لطبيعة البشر:هو التوق لاجتذاب الإعجاب والثناء".أشبع هذا التوق بالثناء المخلص الصادق:ترى الجميع يتحلقون حولك.
وعندما تقوم بتوزيع هذا الدواء على الجميع ,فلسوف يبقى لديك الكثير منه لكي يرتد تأثيره عليك بحيث تشعر بالسعادة والنجاح والشهرة والثروة.أجل...إنك عندما تسلط الأنوار على الآخرين:فإن الوهج المرتد يضيء بطريقة افضل مما لو حاولت أن تسلط الأضواء على نفسك مباشرة.وأخيراً فإن امتداح الآخرين سيمنحك الأسلوب الذهني اللازم لك,من اجل النجاح في الحياة.وكما قال الدكتور والترسكوت,رئيس جامعة نورث وسترن:"النجاح أو الفشل تقررهما طريقة التفكير أكثر مما تقررهما القدرة على التفكير"."الثناء"هو شكل العطاء.
أخيراً عزيزي القارئ الكريم ـ عليك أن تكون كريماً, معطاءاً بالهداية التي هي أشد ما يكون الناس طلباً لها.قدم لهم الهدية التي ترضي توقهم الشديد الى الثناء والتقدير.اصرف للآخرين وصفتك الدوائية العجيبة...الآ وهو الثناء.! لكم مني كل الثناء والتقدير على قراءتكم...
________________________________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.musbene.blogs.fr
سفير اللغة و الأدب
عضو ممتاز
عضو ممتاز



ذكر عدد الرسائل : 1085
العمر : 60
نقاط : 6222
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد   مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد Icon_minitimeالإثنين 4 أغسطس 2008 - 21:12

[b]مقال ثالث و تعليق آخر على الموضوع السابق[/b]

إذا كان ثناء الناس على من يستحق عمراً ثانياً له كما يقال فإن وضع الثناء في غير موضعه مقتل لمن لا يستحق ، لأنّ الثناء إذا كان بلسان النفاق والمحاباة والمداهنة يزري بالمثني والمثني عليه معاً ، فيصبحان مرمى لسهام الألسن وعرضة لنصالها الحادة .

و اليوم إذ تشيع ثقافة الرياء والمداهنة بين الناس ويكثر الإطراء المجاني في الوجه والطعن الخفي في الظهر ، تختلط الأمور ، فلا يميز إلا اللبيب بين لسان صدق ولسان النفاق .‏

وإذا كانت العرب قد وضعت مقاييس لحسن الثناء ، فإنها بالمقابل قد وضعت مقاييس لقبحه أيضاً ، فالذي يسرف في توصيف إنسان ما مدحاً ويكثر من صنع الألقاب السامية ، ويطري بشتى أساليب البيان ، وهو يدرك في قرارة نفسه أنه يكذب على صاحبه ، لا بد أن يحتقر ذاته قدر احتقاره لمن يكذب عليه ، وقديماً تعوذت العرب من صديق يطري كذباً وجليس يغري زيفاً متجاوزاً الحد مسرفاً في المدح ،ورأى حكماؤها أن من يفرط في ذم المرء خير ممن يفرط في مدحه حتى قيل : من مدح الرجل بما ليس فيه فقد بالغ في ذمه .‏

غير أن بعض المفلسين في القيم والمخلصين في مراتبهم ، والفارغين من أصحاب القامات المتعالية على الناس زوراً ، يميلون إلى سماع كلام الثناء ، ويتلذذون بأحاديث التمجيد والإشارة الخلبية ، فيسترخون وهم يسمعون ما يكال لهم من صفات ليست فيهم حتى يأخذهم الظن أن ما سمعوه حق وقول صدق .‏

ومقابل هذه الصورة التي تغطي المساحة الكبيرة من علاقاتنا نرى الصورة الأصغر متجلية في تلك النماذج التي تتعالى على لغة المدح وخطاب الإطراء الزائف مهتدية بالعقل إلى حقيقة أن من يمدحك في وجهك بما ليس فيك ، فهو إما هازئ بك أو محتقر لك وأن الثناء في غير موضعه مجلبة لسخط العقلاء على المداهنين الذين يمدحون في الوجه مع المادحين ، ويقدحون في الخلف مع القادحين ، وقد أصاب الشاعر أبو فراس حين قال :‏

ولا تقبلنّ القول من كل قائل‏

سأرضيك مرأى لست أرضيك مسمعا‏

والعاقل من اتضع وقال للمادح المحابي أنا على غير ما تقول وتثني ومثل هذه الحال نقرأ نماذجها الكثيرة في تراثنا ، فقد كان رجل يكثر الثناء على أمير المؤمنين علي ( رضي الله عنه ) وعلم من قلبه خلاف قوله . فقال لهSad( أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك )) وكان أبو بكر ( رضي الله عنه ) يقول إذا مدح : اللهم أنت أعلم مني بنفسي منهم فلا تؤاخذني بما يقولون .‏

وإذا كان حب الثناء طبيعة الإنسان ، فإن الاقتصاد فيه ، ومعرفة مصدره أمران لا بد منهما ، فلا حماقة ترقى إلى حماقة مَن يقبل كلّْ الثناء من كل الناس ، ولا عقلانية ترقى إلى عقلانية من يرفض ثناء لا رصيد له عنده
وقديماً قيل: أي أحدوثة تحب ، فكنها .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.musbene.blogs.fr
 
مقال حول الشكر...شكر الله ...و شكر العباد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شكرا اخي ابو ايمن و ان شاء الله يجزيك الله خير الجزاء و يدخل عملك هذا في عدم كتمان العلم .اسأل الله ان ينفعنا الله بهذا العلم.
» كيف‎ ‎تكتب‎ ‎مقال‎ ‎فلسفي
» دروس علوم الطبيعة والحياة بشكل عروض تقديمية
» عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:............!
» علو الهمة في حب الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
التعليم الثانوي بالعطاف :: المنتدى الديني-
انتقل الى: