انسجام الخطاب (Cohérence de discours) / اتساق الخطاب (Cohésion de discours)
* انسجام الخطاب أو النص (Cohérence de discours) : صفة لخطاب نتعرف عليه بأنه " مثل للتوظيف اللغوي و على أنه متوالية للأفعال التكلّمية الموافقة لأعراف ثقافية و اجتماعية معينة ".
و يتحقق الانسجام نتيجة للتطابق بين توظيف اللغة و احترامها لمجموعة من الأعراف المشتركة لتأمين وحدات أكثر عمومية لمختلف الأنماط الخطابية. إن انسجام الخطاب هدف من أهداف المقاربات الوظيفية و التواصلية التي ترى ضرورة تحكم المتعلم في قواعد الخطاب إلى جانب القواعد النحوية، أي تلك القواعد التي تجعله يوظف استراتيجيات نصية و سياقية تراعي تناسق الخطاب وفق وضعيات تواصلية معينة [بناء نص محكم البناء متوافق المعنى]، و من مظاهر الانسجام توافر العلاقة الدلالية بين معاني الكلمات، ارتباط اللاحق بالسابق ارتباطا منطقيا.
* اتساق الخطاب أو النص (Cohésion de discours) : الكيفية التي بها تؤلف الجمل لضمان تطور خطابي، يستهدف التعبير عن قضية معينة، و تتجلى في قدرة المتعلم على إنشـاء خطـاب متسق ...، و من مظاهر الاتساق : الربط بالضمير، الانتقال من النكرة إلى المعرفة، الاعتماد على موجود لغوي للوصول إلى غير موجود، إضافة ما هو جديد لما هو قديم (انطلق لسانه من عقاله فأوجز و أعجز)، ربط اللاحق بالسابق (شراء النفوس بالإحسان خير من بيعها بالعدوان)، و من أدوات الاتساق : حروف العطف، لكن، إذن، بما أن، لأن، و هكذا، لهذا، مهما يكن، إلا، بعد أن، حتى يكون، أسماء الشرط، الأسماء الموصولة، الظروف، الضمائر، أسماء الإشارة، أدوات التشبيه ....
الوضعية الحجاجية، وظائف الحجاج، مكونات الحجاج
- الوضعية الحجاجية : يرمي الحجاج إلى تغيير رأي شخص باعتماد قوة العقل أو التأثير في الوجدان بواسطة اللغـة - و للإحاطة بعمليـة الحجاج ينبغي معرفة المحـاج أي الطرف البـات، و الطرف المحجوج أي المتقبل، و وظائف الحجاج.
1 - المحاج : هو الطرف الذي يسعى إلى الإقناع أو التأثير، و ليحقق ذلك يسعى إلى إظهار نفسه في أحسن صورة، و تفضيل قيمه على قيم غيره.
2 - المحجوج : هو الطرف المقصود بعملية الحجاج، و معرفة قيمه و رغباته و ميوله ضرورية لتحقيق الإقناع و اجتناب حججه المضادة
3 - وظائف الحجاج : أ - وظيفة الإقناع : و هي التي يسعى بها المحاج لتغييـر وجهة نظر المحجوج أو السامع و لجعله يقاسم المحاج رأيه.
ب - وظيفة السجال : و الغاية منها إرباك المحجوج و تشويهه و تبكيته أي حمله على السكوت.
* و يقوم الحجاج في الحالتين إما على مخاطبة العقل بالمنطق و تسلسل الأفكار أو على مخاطبة الوجدان و تحريك المشاعر و الأحاسيس.
- يتكون الحجاج من :
1) الموضوع : و هو المادة التي يدور حولها الحجاج و ندركها بطرح السؤال : عم يتحدث النص ؟
2) الأطروحة : و هي نوعين : أ - الأطروحة المدافع عنهـا : و هي وجهة نظر المحـاج في الموضوع، ب - الأطروحة المدحوضة : و هي وجهة النظر التي يختلف معها المحاج و يعمل على تفنيدها.
3) الحجج : و هي جملة الأفكار و الآراء و الأقوال و السندات المختلفة التي يستند إليها المحاج لكي يقنع بوجهة نظره في الموضوع أو يدحض وجهة النظر التي يختلف معها.
4) الأمثلة : و هي شواهد تساعد على التفسير و التوضيح أو التدقيق لدعم الحجج ...، و من الأمثلة :
أ - الشاهد و هو الشخص الذي يحضر واقعة أو يعيشها ثم ينقلها لدعم كلام ما.
ب - الدليل و هو السند الذي يؤكد كلاما غير مسلم بصحته.
جـ - المرجع و هو أنواع من السلطة العلمية أو الأدبية أو الدينية و قد تسمى حجة السلطة.
د – الأرقام، مثل : الإحصائيات أو التواريخ أو النسب المئوية وفق مرجع معين.
الوصف، تعريفه، وسائله، وظائفه، طرائق اندماج الوصف في السرد
الوصف : هو تصوير الأشخاص و الأماكن و الأشياء بوساطة الكلام، و هو في الخطاب القصصي المقطع الذي يقابل كلا من الحوار (حكاية الأقوال) و السرد (حكاية الأعمال) إنه لازمة من لوازم القصة لا يمكنها الاستغناء عنه لأنه يمدها بالقدرة على التخيل و الإيهام بالواقعية، فالوصف أداة تمثيل و طريقة تأثير في المتقبل، و لذلك كان وسيلة من وسائل خدمة المعنى.
وسائله اللغوية و أساليبه : من وسائل الوصف اللغوية و أساليبه نذكر : الجملة الاسمية، الصفة المشبهة، النعت، المفعول المطلق، الحال، التشبيه، المقارنة، المفاضلة ...
تنظيمه : يكون تنظيم الوصف عادة حسب الحيز المكاني، فتقول : من اليمين إلى اليسار، أو من الأسفل إلى الأعلى، أو من الأمام إلى الخلف ... و إذا كانت الشخصية متنقلة فإن الموصوفات تستعرض متتالية بحسب تحرك الشخصية في المكان.
وظائفه : للوصف وظائف عديدة تتداخل في أغلب الأحيان بحيث نجد للمادة الوصفية الواحدة أكثر من وظيفة، و الوصف الراقي هو ما يجتمع فيه كثير من الوظائف، و من وظائف الوصف نذكر :
أ - وظيفة الإبهام بمطابقة الواقع : و ذلك بانتقاء موصوفات و صفات مما هو مألوف في الواقع.
ب - وظيفة معرفية : و تعني تقديم معلومات للقارئ بواسطة الوصف (المجتمع مثلا) لكي يتابع قراءة القصة و يأخذها على أنها واقعية ...
جـ - وظيفة زخرفية أو جمالية : و يقصد بها كتابة صفحات في القصة بأسلوب وصفي رفيع يشهر جمال الشيء و يخلده لأصالته أو طرافته.
د - وظيفة سردية : و يقصد بها تحديد إطار القصة من خلال صفات المكان، - تقديم شخصية من خلال وصفها بما تقتضيه مستلزمات القصة سواء أ كان الوصف خارجيا أم باطنيا.
هـ - وظيفة الرمز : و يقصد بها أن يكون مدار الوصف موصوفات مادية كالكراسي مثلا، لكن المقصود منها الخواطر و الأفكار المتعلقة بموضوع يتجاوز هذه الموصوفات.
طرائق اندماج الوصف في السرد : كل مقطع وصفي يعد توقفا عن السرد و قطعا له، و هذه الوقفة تحتاج إلى تبرير لكي تحافظ القصة على مصداقيتها الفنية، فالسارد يصف المكان في الوقت الذي يحل فيه البطل أو يصف المكان الذي سينتقل إليه البطل، و قد يكون الوصف من قبل البطل نفسه حين يعجب بالمكان أو بشيء أو يعبر عن رغبته فيه، و عادة ما يكون في موقع معين بالنسبة إلى موصوفه فيكون الوصف بحسب تنقل نظره في تفاصيل الموصوف فتجد إذّاك أفعال الإدراك على لسان السارد من قبيل : رأى، نظر، لفت نظره، شاهد، تأمل، لاحظ، مثلما تجد أفعالا أخرى تتصل ببنيـة الحواس كالشم و اللمس و الذوق فتكون أفعـال الإدراك هي الرابـط بين المقطع السـردي و المقطع الوصفي.