جمعنا هذه الطرائف المفيدة و الماتعة في الوقت نفسه و من وجد منكم غيرها فليكمل ما بدأنا فيه و له من الله الأجر العظيم و من المشاهدين الشكر الجزيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال له: إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر أغتسل، فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها؟
فقال له: الأفضل أن يكون وجهك تجاه ثيابك لئلا تسرق.
جاء رجل إلى الشعبي يوماً وقال: إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء فهل لي أن أردها؟
فقال له إن كنت تريد أن تسابق بها فردها !
وشهد أعرابي عند حاكم، فقال المشهود عليه: أتقبل شهادته وله من المال كذا ولم يحج?
فقال الأعرابي: بلى والله حججت كذا مرة!
قال: سله أصلحك الله عن مكان زمزم.
فسأله.
فقال: إني حججت قبل أن تحفر زمزم!
قال أبو معاوية الضرير: بعث هشام بن عبد الملك إلى أبي محمد سليمان الشهير بالأعمش يقول :
يا أبا محمد ، اكتب لي مناقب عثمان ومساوئ علي .
فأخذ الأعمش بالرسالة ورمى بها وكتب إلى هشام يقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد : يا أمير المؤمنين فلو كانت لعثمان رضي الله عنه مناقب أهل الأرض ما نفعتك ،
ولو كانت لعلي رضي الله عنه مساوئ أهل الأرض ما ضرتك ، فعليك بخاصة نفسك والسلام .
سئل عبدالله بن المبارك : أبو مسلم خير أو الحجاج ؟
فقال :والله لا أقول إن أبا مسلم كان خيرأً من أحد ولكن الحجاج كان شرا منه .
دخل إياس بن معاوية بن قرة الشام وهو صغير؛ فخاصم شيخاً إلى القاضي وأقبل يصول عليه.
فقال القاضي: اسكت يا صبي.
فقال: فمن ينطق بحجتي؟
قال: إنه شيخ كبير!
قال: إن الحق أكبر منه.
قال القاضي: ما أراك تقول حقاً.
فقال: لا إله إلا الله.
فركب القاضي من وقته إلى عبد الملك فأخبره فقال: عجل بقضاء حاجته وأخرجه من الشام لئلا يفسدها.
وبإياس يضرب المثل في الذكاء:
إقـدام عـمـروٍ فـي سـمـاحة حـاتــمٍ = في حـلـم أحـنـفـي فـي ذكـاء إياس
حدث الآبري بإسناده: قال إسحاق بن راهويه: كنا عند سفيان بن عيينة نكتب أحاديث عمرو بن دينار، فجاءني أحمد بن حنبل فقال لي يا أبا يعقوب: قم حتى أريك رجلاً لم ترعيناك مثله.
قال: فقمت فأتى بي فناء زمزم فإذا هناك رجل عليه ثياب بيض تعلو وجهه السمرة، حسن السمت، حسن العقل، وأجلسني إلى جانبه فقال له: يا أبا عبد الله، هذا إسحاق بن راهويه الحنظلي فرحب بي وحياني، فذاكرته وذاكرني فانفجر لي منه علم أعجبني حفظه قال: فلما أن طال مجلسنا قلت له: يا أبا عبد الله قم بنا إلى الرجل.
قال: هذا هو الرجل، فقلت يا سبحان الله، أقمتنا من عند رجل يقول: حدثنا الزهري، فما توهمت إلا أن تأتي بنا إلى رجل مثل الزهري أو قريب منه. فأتيت بنا إلى هذا الشاب أو هذا الحدث!
فقال لي يا أبا يعقوب: اقتبس من الرجل، فإنه ما رأت عيناي مثله.
قال الآبري: قال إسحاق: فسألته عن سكني بيوت مكة -أراد الكرى- فقال: جائز.
فقلت: إي يرحمك الله، وجعلت أذكر له الحديث عن عائشة وعبد الرحمن وعمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كره كرى بيوت مكة وهو ساكت يسمع وأنا أسرد عليه.
فلما فرغت سكت ساعة وقال: يرحمك الله، أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هل ترك لنا عقيل من رباع أو دار؟
قال فوالله ما فهمت عنه ما أراد بها ولا أرى أن أحداً فهمه.
قال الحاكم: فقال إسحاق: أتأذن لي في الكلام؟
فقال: نعم.
فقلت: حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن أنه لم يكن يرى ذلك، وأخبرنا أبو نعيم وغيره عن سفيان عن منصور عن إبراهيم أنه لم يكن يرى ذلك.
قال الحاكم: ولم يكن الشافعي عرف إسحاق، فقال الشافعي لبعض من عرفه: من هذا؟
فقال: هذا إسحاق بن إبراهيم بن الحنظلي بن راهويه الخراساني.
فقال له الشافعي: أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم؟
قال إسحاق: هكذا يزعمون.
قال الشافعي: ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك، فكنت آمر بعرك أذنيه.
وقال الحاكم في خبر آخر: قال له الشافعي: لو قلت قولك احتجت إلى أن أُسلسل! أنا أقول لك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: عطاء وطاوس ومنصور وإبراهيم والحسن وهؤلاء لا يرون ذلك، هل لأحد مع رسول الله صلى عليه وسلم حجة؟
قال إسحاق لبعض من معه من المراوزة بلسانهم: مردك لا كما لا نيست، قرية عندهم بمرو يدعون العلم، وليس لهم علم واسع.
وقال الآبري: قال إسحاق لبعض من معه: الرجل مالاني، ومالان: قرية من قرى مرو وأهلها فيهم سلامة.
قال الحاكم في خبره: فلما سمع الشافعي تراطنه علم أنه قد نسبه إلى شيء.
فقال: تناظر؟
وكان إسحاق جريئاً فقال: ما جئت إلا للمناظرة.
فقال له الشافعي: قال الله عز وجل: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم) الآية، نسب الدار إلى المالكين أو غير المالكين؟
قال إسحاق: إلى المالكين.
قال الشافعي: فقوله عز وجل أصدق الأقاويل، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن)، أنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم الدار إلى مالك أو إلى غير مالك؟
قال إسحاق: إلى مالك.
فقال الشافعي: وقد اشترى عمر بن الخطاب دار الحجامين فأسكنها، وذكر له جماعة من أصحاب صلى الله عليه وسلم اشتروا دور مكة وجماعة باعوها.
وقال إسحاق له: قال الله عز وجل: (سواء العاكف فيه والباد).
فقال الشافعي: اقرأ أول الآية. قال: (والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد).
قال الآبري: قال الشافعي: والعكوف يكون في المسجد، ألا ترى إلى قوله: (للطائفين والعاكفين) والعاكفون يكونون في المساجد، ألا ترى إلى قوله عز وجل: (وأنتم عاكفون في المساجد)، فدل ذلك أن قوله عز وجل: (سواء العاكف فيه والباد) في المسجد خاص، فأما من ملك شيئاً فله أن يكرى وأن يبيع.
قال الحاكم: وقال الشافعي: ولو كان كما تزعم لكان لا يجوز أن تنشد فيها ضالة ولا ينحر فيها البدن ولا تنثر فيه الأرواث، ولكن هذا في المسجد خاصة.
قال: فسكت إسحاق ولم يتكلم.
وفي خبر الآبري: فلما تدبرت ما قال من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل ترك لنا عقيل من رباع أو دار)؟. علمت أنه قد فهم ما ذهب عنا.
قال إسحاق: ولو كنت قد أدركني هذا الفهم وأنا بحضرته لعرفته ذاك، ثم نظرنا في كتبه فوجدنا الرجل من علماء هذه الأمة.
روى الأوزاعيُّ عن عبد الله بن سَعد عن الصُّنابحيّ عن مُعاوية بن أبي سُفيان قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأغلوطات. قال الأوزاعيّ: يعني صِعاب المسائل. وكان ابن سِيرين إذا سُئل عن مَسألة فيها أغلوطة، قال للسائل: أمْسِكها حتى نَسأل عنها أخاكَ إِبليس.
وسأل عُمَر بن قيس مالكَ بن أنَس عن مُحْرِم نزَع نَابي ثعلَب، فلم يَردّ عليه شيئاً.
وسأل عُمَرُ بن الخطّاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب كَرَّم الله وَجْهَه، فقال: ما تَقُول في رجُل أمّه عند رجل آخر؟ فقال: يُمسك عنها، أراد عمر أنَّ الرجل يموت وأمه عند رجل آخر، وقولُ علّيٍ يُمسك عنها. يريد الزَّوج يُمسك عن أمِّ الميت حتى تَسْتَبْرِئ من طريق الميراث.
وسأل رجلٌ عُمَر بن قيس عن الْحَصاة يَجدها الإنسان في ثوبه أو في خُفّه أو في جَبْهته من حَصى المَسْجد؛ فقال: ارْم بها قال الرجلُ: زَعموا أنها تَصِيح حتى ترد إلى المسجد؛ فقال: دَعها تصيح حتى يَنْشق حلقها؟ فقال الرجل: سُبحان اللِّه! ولها حَلْق؟ قال: فمن أين تَصِيح؟ وسأل رجلٌ مالكَ بنَ أَنس عن قوله تعالى: " الرَّحْمنُ عَلَى اْلْعَرْش آسْتَوَى " كيف هذا الاستواء؟ قال: الاستواء مَعْقول والكَيْف مَجّهول، ولا أظنّك إلا رجلَ سوء.
وروى مالكُ بن أنَس الحديثَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا استيقظ أحدُكم من نومه فلا يُدخل يدَه في الإناء حتى يَغْسِلها، فإِنَّ أحدَكم لا يَدْري أين باتت يدُه. فقال له رجل: فكيف نَصنع في المِهرَاس أبا عبد الله؟ - والمِهْراس: حَوْض مكة الذي يتَوضّأ الناس فيه - فقال: من الله العِلْم، وعلى الرسول البلاغ، ومنّا التَّسليم، أمِرُّوا الحديث.
وقيل لابن عبَّاس رضي الله عنهما: ما تقول في رجل طًلّق امرأَته عددَ نُجوم السماء؟ قال: يَكْفيه منها كوكب الجوزاء.
وسُئِل عليُّ بن أبي طالب رضوان الله عليه: أين كان ربُّنا قبل أن يَخلق السماء والأرض؟ فقال: أين: تُوجب المَكان، وكان الله عزّ وجلّ ولا مكان.
التصحيف
وذكر الأصمعيّ رجلاً بالتًصحيف، فقال: كان يَسمع فيَعِي غيرَ ما يَسمع، ويَكْتب غير ما وَعى، ويَقْرأ في الكتاب غير ما هو فيه.
وذكر آخر رجلاً بالتَّصحيف، فقال: كان إذا نَسخ الكِتاب مَرَّتين عاد سُرْيانياً. (العقد الفريد - ج 1 / ص 162).
خذ هذه :• قال محمد بن مسعر: كنت أنا ويحيى بن أكثم عند سفيان ، فبكى سفيان فقال له يحيى:ما يبكيك يا أبا محمد ؟ فقال سفيان : بعد مجالستي أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بُليتُ بمجالستكم 0 فقال يحيى : ـ وكان حدثاً ـ فمصيبة أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمجالستهم إياك بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعظم من مصيبتك 0 فقال يا غلام : أظن أن السلطان سيحتاج إليك
جاء رجل إلى سعيد بن المسيب فقال : ما تقول في رجل قال : إن تزوجتُ فلانةَ فهي طالق ؟
فقال له سعيد : كم اصدَقها ؟
قال له الرجل : لم يتزوجها بعد فكيف يصدقها ؟!
فقال له سعيد : فكيف يطلق من لم يتزوج ؟!!
ويحكى أن سعيد بن جبير لما سأله الظالم [الحجاج] بن يوسف: ما تقول فيَّ؟
فقال: "أقول إنك قاسطٌ عادلٌ"، فلم يفطن له إلا هو،
فقال: إنه جعلني جائرا كافرا !
وتلا قوله تعالى: وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون
يروى أن سائلاً سأل إماما عن سجود التلاوة إذا سمع آية سجدة في المذياع, فأجاب: إذا سجد المذياع فاسجد