اللسان ليس عظما .. لكنه يكسر العظام..هذه الحقيقة قررها التاريخ ..وسجلتها كتب الأدب.وقصص الأنبياء .فما بالك اذا ما شحذ الخطيب لسانه بأجمل لغات العالم ؟؟ عندما نقرأالقرآن او نستمع اليه ندرك سحر هذه اللغة الجميلة بل ملكة جمال اللغات ان كانت هناك لغة جميلة....لماذا اختار الله عز وجل اللغة العربية لغة القرآن الكريم ؟
من يقرا القرآن يجد عجبا ..فصاحة لا تضاهيها فصاحة... بلاغة تفحم المخاطب ..بيان يأتي على المعنى فيجهز عليه ..مرادفات واشتقاقات .وتداعي وتدرج في المعاني لا وجود له في لغة أخرى ..لو نجمع ما له صلة بالنوم ..على سبيل المثال ..في القرآن الكريم نقف على عشرات المرادفات لكنها لا تؤدي نفس المعنى بالتدقيق الذي يريده الله سبحانه وتعالى...لنقرأ آية الكرسي .."لا تأخذه سنة ولانوم"..الى غير ذلك من النماذج التي لا يتسع المقام لذكرها..واذا أردنا أن ننزل قليلا الى كلام البشر دون أن نتطرق الى الأدب النبوي الشريف ...نجد لغة الايجاز وهو باب في البلاغة كانت تتفاخر به العرب..(خبر الكلام ماقل ودل)..ويجد تطبيقه بشكل واضح وجلي في التوقيعات التي كانت تجري على ألسنة كتاب الدواوين العباسية..
أما علاقة اللغة بوعاء الأمة الثقافي ..وكيف أنها تؤثر حتى على الخلق الاجتماعي ..فأظن أن الرافعي رحمه الله وضح أهميتها باعتبارأن اللغة من مرتكزات الأمة ومقومات هويتها كما نبه الى خطورة التعلق بلغة الأجنبي على وحدة الأمة..
لغتنا العربية لغة جميلة فعلا بل ملكة جمال اللغات ..وهذا فضل من رب العالمين يؤتيه من يشاء ..وهي عنوان وحدتنا وتماسكنا ومبعث اعتزازنا ..وفخرنا ..وهذا ما يجب أن نغرسه في أبنائنا ..والأستاذ الذي لا يشعر بأن تعليم اللغة العربية للأجيال رسالة مقدسة وعقيدة تقربنا من الله ..فهو أستاذ مقصر في حق أمته ..خاصة في هذه الأيام لما صارت اللغة العربية مستهدفة تحت قناع العولمة....شكرا لك سيدي الفاضل .والأخ الكريم الأستاذ مصطفى على هذا الموضوع الشيق...سلام.