التعليم الثانوي بالعطاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات التعليم الثانوي – العطاف –
 
الرئيسيةشريط الإدارةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سفير اللغة و الأدب
عضو ممتاز
عضو ممتاز



ذكر عدد الرسائل : 1085
العمر : 60
نقاط : 6208
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى Empty
مُساهمةموضوع: سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى   سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى Icon_minitimeالأربعاء 13 أغسطس 2008 - 11:14

[size=24]بمناسبة المناقشة التي أثيرت حول مسالة اللباس و مراقبة الوالدين و المربين للباس الأولاد سأدرج لكم هنا هذا الموضوع المفيد بإذن الله تعالى
[/size]


الجزء الأول :

حوار مع الدكتور : يوسف محمد العبد الله
أستاذ القياس والتقويم النفسي والتربوي بجامعة قطر
عنوان الحلقة : سيكولوجية اللباس
تاريخها : 7/3/2000
ضيف الحلقة د. يوسف محمد العبد الله
أستاذ القياس والتقويم النفسي والتربوي بجامعة قطر



[b]أ . المطوع : السلام عليكم نلتقي معكم إخواننا المشاهدين وأخواتنا المشاهدات، في حلقة جديدة من «البيوت السعيدة»، خصصنا حلقة اليوم لموضوع غريب بعض الشيء، إلا أن له علاقة هي من صميم البيوت السعيدة، وقبل أن نذكر عنوان الحلقة أود أن أذكر هذه القصة: في يوم من الأيام طلب الخليفة (عبد الملك بن مروان) من جلسائه في مجلسه أن يأتوه غداً وكل شخص منهم قد لبس أجمل ما عنده من ثياب وحلي وحلل، وفي الغد جاء كل الوزراء والأمراء والجلساء وقد لبس كل شخص منهم أجمل وأفضل الثياب، إلاّ شخصاً واحداً، وكان من العلماء الأجلاء - فإنه أتى بلباسه المعتاد الذي يأتي به كل يوم، لما أدار الخليفة (عبد الملك) بصره على الحضور لاحظ لباس هذا العالم العادي، فقال الرجل: أتمنى أن تعذرني يا أمير المؤمنين، فهذا هو لباسي، وليس عندي لباس غيره كبقية الأمراء والوزراء! فقال له (عبد الملك): إنك تزّين الثوب ولا يُزينك الثوب وعنوان حلقتنا اليوم: (أزياء الأسرة وسيكولوجية اللباس)، لاشك أن كثيراً من المشاكل تحدث بسبب اللباس، ومشاكل بين الزوجين من أجل لباس الأولاد، ومصاريف اللباس وميزانية الأسرة لذلك، ونحن سنفتح الباب اليوم للحديث عن هذا الموضوع، ونرحّب بضيفنا الدكتور (يوسف محمد العبد الله) فأهلاً بك دكتور. ونودّ هنا أن نسألك: ما هو سر اهتمامك بهذا الموضوع، مع أنك متخصص في علم النفس؟
د. يوسف: أشكرك على هذه البداية اللطيفة. في الحقيقة بدأ اهتمامي عندما دعيت إلى محاضرة في (جامعة قطر) عن (سيكولوجيا الأزياء)، ثم بعد أن انتهيت من هذه المحاضرة وبعد محاورة ونصح بعض الزملاء قررت تحويل المحاضرة إلى كتاب، مع زيادة البحث والتقصي والدراسة الوافية، بعنوان (سيكولوجيا الأزياء والتفسير النفسي لسلوك اللباس )

تعريف اللباس وفلسفته
أ. المطوع: نحب في البداية أن نأخذ فكرة عن تعريف اللباس، وما هي فلسفته؟
د. يوسف: الملبس كما هو معروف لغوياً: كل ما يلبس، وقد يكون خاتماً، وقد يكون السلاح أيضاً!! وهذا التعريف عام يشمل كل ما يلبس، والملبس في الحقيقة هو شيء من الزينة، يقول الله تعالى: {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} (النور: 3)، والمراد هنا أمران: إما ما ظهر بكل ما تحمله من زينة، وإن كنا سنركز في هذا اللقاء على الملابس والفساتين أكثر مما سنركز على ملحقات الملابس والفساتين.

العلاقة بين اللباس والعمر
أ. المطوع: لكونك عملت بحثاً في هذا المجال، هل هناك علاقة بين اللباس والسن؟ يعني لباس الرضيع يختلف عن الطفل، وعن لباس المراهق، وعن لباس المرأة والكبير، ولباس المرأة عن لباس الرجل، وهكذا.......؟
د. يوسف: الحديث عن اللباس والعمر هو الحديث عن النماء لدى الإنسان والتطور، ففي كل مرحلة من مراحل النماء الإنساني هناك (عامل) يحدد ملبس الإنسان، ففي حالة (الرضيع) فإن العامل المحدد للباس هو (الراحة) فيجب اختيار اللباس المريح، ثم في المرحلة التالية (الطفولة المبكرة)، والتي تبدأ من سن (ستة أشهر فأكثر) فإن العامل يزداد، وتبدأ الأمور تتعقد، ولا نكتفي بعامل (الراحة) فقط، فهناك مثلاً عامل (الكفاءة) وهذا ما يثبت أنّ لكل مرحلة عاملاً أو عوامل تحدد نوعية اللباس.

لباس المراهقين
أ. المطوع: ولو أخذنا (المراهقين) مثلاً، فما هي أبرز المعايير لملابس المراهقين؟ خاصة أننا نجد كثيراً من الأمهات والآباء يشتكون من لباس أولادهم المراهقين، وأنه لا يتوافق مع عاداتهم أو تقاليدهم أو ثقافتهم، فما هي معايير لباس المراهقين، وما هي نوعية اللباس الذي يحبونه؟
د. يوسف: بالإضافة إلى عامل الراحة وعامل الكفاءة - والمقصود هنا أن يكون للطفل القدرة في أن يلبس ويخلع اللباس، وطبعاً هذه تأتي من سنتين فأكثر -، فعند المراهقين يُضاف عامل جديد، وهو عامل (الثقة بالذات)، فهو عندما يلبس ملابس معينة إنما يريد التعبير عن ثقته بنفسه أمام الآخرين، وطبعاً هناك عوامل كثيرة تؤثر في الثقة بالنفس واختيار للملابس، ومن أبرز هذه المؤثرات ظاهرة (الأقران) - الأصحاب من نفس السن - فالأقران ظاهرة رئيسية محددة في سلوك المراهق ولباسه، وأحياناً تحدث المشاكل مع الوالدين لأنَّ المراهق يريد تقليد (الأقران).

مفتاح قلب المراهق
أ. المطوع: فلنتحدث عن مشكلة موجودة، فكثير من الآباء يشتكي: أن لباس ابنه المراهق يختلف تماماً عما يريده له من لباس، وبالتالي فإن الأب يعاني، ويُكلم الابن فيقول: أنا أحب أن ألبس ملابس ضيقة، والوالدان لا يريدانه أن يلبس (الضيق)، والمشكلة نفسها مع الفتاة، خاصة التي عمرها 16 أو 15 سنة فهي تلبس (الستريتش) وهي الملابس الضيقة، والأم والأب غير راضين بهذا، بل يحدث العكس أحياناً، فالوالدان أو أحدهما يريد ابنته أن تلبس (الاستريتش) والبنت تقول: لا إنني أريد أن أتحجب!! فهذا الاختلاف أصبح مشكلة، فكيف نحل هذا الإشكال؟ ونخفف حدة الصراع بين الآباء والأبناء؟
د. يوسف: في البداية يجب أن نعي هذه المعادلة، فمن السهولة أن نسيطر على المراهق، فيمكن مثلاً أن أضّر المراهق أو أنفعه بتحديد مأكولاته فأنا قد أضع في الثلاجة ( فواكه وخضروات ) وحينما يجوع يأكلها !! وممكن أن أضع في الثلاجة المشروبات الغازية والشوكولا ونحو ذلك ، فأنا أتحكم علمياً فيما يأكل الطفل ، وحتى عندما أغير نوعية الطعام فإنه قد يتضايق قليلاً ثم يعتاد بعد ذلك .
ولا أقول : إن عالم الأشياء غير مهم ، إلا أن عالم العواطف يبقى الأهم ، ويجب على المربين أن يساهموا في عملية توجيه المراهق وإرشاده ، إلى أن يمر من هذه الفترة الحرجة بسلام .

أزياء الأسرة السعيدة
أ . المطوع : هل يتصور أن هناك أزياء خاصة بالأسرة السعيدة ، وأزياء بالأسرة غير السعيدة ؟ وهل هذا السؤال فلسفي ليس له قيمة ؟!
د. يوسف : أنا أعتقد أن الأسرة السعيدة هي الأسرة التي تهتم بمظهر أبنائها وأطفالها كما تهتم بمظهر أفرادها ، وعندها القدرة على إيجاد هذا التعادل ، والأسرة السعيدة هي التي تستطيع أن تلبس لكل مناسبة لباسها المخصص والمناسب لها ، وهذا ما نجده في أزياء الأسرة السعيدة أما الأسرة غير السعيدة فنجد لها بعض المظاهر ، مثل أن تجد أزياء أفرادها غير مرتبة ، وبتعبيرنا العامي ( مبهدلة ) ونحو ذلك . وأقول هنا : ليس بالضرورة أن يكون هذا مطرداً فقد نجد بعض الأسر حسنة في مظهرها كئيبة في مخبرها ( داخلاً ) فهذه مسألة واردة .

لباس الزوج يدل على الزوجة !!
أ . المطوع : عندنا أن الزوج إذا كان لباسه غير مرتب فهذا دليل على أن زوجته غير مرتبة وإذا صار الزوج مرتباً فهذا دليل على أن زوجته كذلك ( أنيقة ) فما رأيك في هذه المقولة ؟
د. يوسف : لا شك أن الزوج والزوجة كلاهما يؤثر في الأخر وصحيح أن هناك ( مظهراً ) ومخبراً وأن المظهر ينبؤك عن المخبر إلا أننا نجد في الناس من يتخصص في المظاهر أكثر وبعضهم يتخصص في المخابر أكثر إلا أنه يوجد ما يسمى الحد الأدنى والحد الأدنى أن تكون الملابس نظيفة وأن تكون مناسبة ، وأن تكون مقبولة من الطرفين ( الزوج والزوجة ) ، فهناك حدود دنيا ، وإن كان بعضها يغلب على بعض أحياناً .

الحكم على الخاطب من ملابسه !
أ . المطوع : وهل من الممكن أن تحكم المخطوبة على الخاطب من خلال ملابسه !
د. يوسف : أنا أقول : نعم ولا !! ف نعم بالنسبة للوهلة الأولى ، والإنسان لا تعرفه إلا من مظاهره ، مثل الشخص الذي يريد أن يتقدم إلى وظيفة في الجامعة فالطرف الآخر لا يعرف إلا أوراقك ولهذا يجب أن تنسخ الأوراق على الطابعة وأن تكون مرتبة وأن تكون حسناً في مظهرك حتى تترك الانطباع الجيد أولاً.
ولكن قد يكون هذا المظهر مظهراً مخادعا ً !! وقد تجد إنساناً متواضعاً في ملبسه لكنه كبير في فكرة وعقله ولهذا تدخل أمور أخرى ومتغيرات وعوامل في الحكم على الإنسان غير أمر اللباس .
أ . المطوع : والأمر نفسه ينطبق على الفتيات أم لا ؟ لأن اهتمام المرأة باللباس والأزياء أكثر ، وبالتالي لا تستطيع أن نحكم على المرأة من لبساها ؟
د. يوسف : أعتقد أن الحكم على المرأة يكون من لباسها وأيضاً بالمقارنة مع السن فالفتاة يختلف لباسها عن المرأة الناضجة, وعادة تنظر إلى الجوهر على أنه الأصل وليس المظهر وإنما المظهر هو انعكاس لذلك الجوهر .

العامل الخارجي ( المظهر )
أ . المطوع : أحد مصممي الأزياء الفرنسيين قال : أنا أستطيع بـ ( جرة ) قلم أو بـ ( سطر أو خط ) من قلم أن اجعل المرأة كاسية عارية !! وهو مصمم ، وكل نساء العالم تتبعه في الأزياء التي يضعها ، وعندما نصبح نحن ولبسانا معرضون للتغير بمجرد ( جرة قلم ) والرجل مقيم في فرنسا وكل بناتنا يتبعون هذا الرجل ، أليس هذا انهزاماً ؟!
د. يوسف : أعتقد أن الرجل لم يقل الكلمة عن فراغ ، ,إنما قالها وهو يعي تماماً أن العامل الذي يؤثر في الإنسان ، ويحكم العالم اليوم هو العامل الخارجي مع أن المفروض أن العامل الداخلي هو الأصل وهو المؤثر وقد قال تعالى ( قل هو من عند أنفسكم ) فلفت الانتباه إلى العامل الأصلي والأساسي, فهذا المصمم لم يقل من فراغ وهو يعرف الواقع الذي يعيشه الناس وعندما يتغير هذا الواقع فستتغير كلماته بالتأكيد .

نفقة الملبس على الزوج
أ . المطوع : معنا الآن على الهواء من قطر الشيخ ( طايس الجميلي ) فأهلاً بك ,
ونود أن نسألك بعض الأسئلة الفقيهة في موضوع ( أزياء الأسرة ) ومن المعروف أن الشرع أوجب على الزواج نفقة الملبس لزوجته ، وإذا كانت الزوجة ( شرهة ) في طلب الملابس الكثيرة فهل الزوج ملزم بتلبية طلباتها ، وأن يشترى لها كل يوم ( فستان ) وبدلة ! أن هناك معايير محددة ؟
الشيخ الجميلي : الزوجة المسلمة والزوج المسلم محكومان بالشريعة الإسلامية في كل تصرفاتهما واللباس من هذه التصرفات ، وبالنسبة للنفقة فالمسلم مأمور بأن ينفق على زوجته من سعته ، كما قال تعالى ( لينفق ذو سعة من سعته ) فالموضع متروك لسعة الرجل وقدرته ، كما أنه متروك لطبقة المرأة ومثيلاتها ، فإذا تزوج من طبقة معينة وجب عليه أن يكون الإنفاق عليها من جنس طبقتها ، وإلا فلماذا رضي بها وتزوجها ؟ ولا يمكن أن يفرض عليها ( حال التقشف ) الذي تعيشه طبقة معينة من المجتمع .

هذه النفقة فضيلة
أ . المطوع : وما هي حدود النفقة ؟ هل اللباس شهري أم سنوي أم يومي ؟ هل هناك قدر معين ؟
الشيخ الجميلي : المنصوص عليه في الفقه أن اللباس فصلي، ملابس الشتاء وملابس الصيف ، ولكل فصل بدلتان ( فستانان ) وهذا هو الواجب شرعا ً فإن غسلت بدلة أو اهترأت ، استعانت بـ ( البدلة ) الثانية !!
أ . المطوع : وهل تتوقع يا شيخنا أن هذا الطرح واقعي ؟! وزوجاتنا يردن كل يوم الآن ؟
الشيخ الجميلي : ليس تصرفهن الآن واقعياً ، كم أن هذا الطرح ليس بواقعي ، والرجل في ذلك الزمان كانت تكفيه ( بدلة ) واحدة لسنة كاملة ! وهنا أقول يجب عدم الإسراف والتبذير ويجب أن نرفع واقعنا إلى أحكام الشريعة ، ويجب ألا يتحكم الواقع في الشريعة فيبقى هناك مناسبتان للباس ، الشتاء والصيف .

نفقة الملبس للزوجة الموظفة
أ . المطوع : وإذا كانت لزوجة موظفة ، فهل يلزم الزوج بإعطائها نفقة الملبس ؟
الشيخ الجميلي : الزوج مكلف بذلك وعليه كسوتها وطعامها ما دامت خرجت بإذنه وبموافقته وقبوله ، وإن طلبت ذلك فهو من حقها .
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.musbene.blogs.fr
سفير اللغة و الأدب
عضو ممتاز
عضو ممتاز



ذكر عدد الرسائل : 1085
العمر : 60
نقاط : 6208
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى Empty
مُساهمةموضوع: سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى... الجزء الثاني   سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى Icon_minitimeالأربعاء 13 أغسطس 2008 - 11:20

الجزء الثاني

امتناع الزوج عن نفقة الملبس
أ . المطوع : وماذا لو رفض الزوج أن يدفع لزوجته نفقة الملبس ؟
الشيخ الجميلي : هذا أمر واجب لا غبار عليه ولكن يدخل ضمن المعيار السابق ( الضرورات والكماليات ) ولو نظرت في خزانة ملابسنا وملابس زوجاتنا وأولادنا وبناتنا لأخذك العجب العجاب فهي في الحقيقة معرض للثياب !! وليس مما تدعو إليه الحاجة ولا الضرورة ولا الكماليات المعقولة .
أ . المطوع : أليس كلامك الآن مبرراً قويا للزوج إن طلبت زوجته شراء ملابس جديدة أن يمتنع عن إعطائها ؟
الشيخ الجميلي : لا يبرر له هذا الامتناع ولكن يجب على الزوجة أن تكون متفهمة وواعية ، وأن تعلم أنها مسؤولة أمام الله ، وأن الإسراف ممقوت شرعاً ، والزوج إن لم يستطيع أن يصون سلوك زوجته على الشرع ، فما معنى قوامته عليها في البيت ؟
أ . المطوع : نشكرك على هذه الإفادات الشرعية ، وجزاك الله خيراً .

معايير تحكم أزياء العيد
أ. المطوع :ونعود فنتابع الحوار مع الدكتور يوسف ، وبما ( أن عطلة العيد قد اقتربت ) فهل هناك مواصفات لملابس العيد وأزيائها ؟ وهل لها معايير معينة يمكن للأسرة أن تستفيد من خلالها ؟
د. يوسف : في الحقيقة المعايير التي تحكم أزياء العيد هي معياران : العيار الأول ثقافي ، بمعنى أن الناس معتادون في العيد على لباس ما هو موروث وتراثي من الأزياء الشعبية وبالذات بالنسبة للرجال ، والمعيار الثاني نفسي سيكولوجي فالعيد أزياء فرح فيها ( ابتكار ) وهذا قد لا نلاحظه في مناسبات كثيرة غير العيد .

التربية الأسرية لها دور في تحديد اللباس
مشاهد ( فيصل من قطر ) أرى أن التربية هي التي تؤثر على لباس الأبناء ، ولا يمكن أن تخرج البنت بلباس ضيق أو بنطلون وخاصة في دول الخليج إلا ووالداها راضيان أو أحدهما ، والكل يعرف الخطأ من الصواب .
د. يوسف : لا شك أن الأصل كان ولا يزال وسيبقى للتربية الأسرية وقد يكون دور أساسي لها في التربية وفي التأثير على المراهق ، وعلى الزوج والزوجة .
أما إن كانت التربية سيئة وخاطئة فإن التفكك حينها فيه الشر للجميع ، وخاصة ( الشر والخير ) في اللباس .

هل اللباس حرية شخصية ؟
أ. المطوع : لعل هذا يقودونا إلى مسالة مهمة ، وهى ( هل اللباس حرية شخصية ) وفي بلاد الاغتراب يكاد اللباس يكشف كل شي عن الجسد ، وإذا أنكرت عليهم قالوا : يا أخي هذه حرية شخصية !! بينما عندنا في المشرق هناك ضوابط اجتماعية وعادات ، وعندما تقول لي تستر فهناك قواعد وأعراف تدعم موقفك في التأثير عليّ بخلاف ما هو في الغرب فالفتاة والفتى متى تجاوزا سن الثانية عشرة لم يعد للأب والأم عليهما سلطة ، وبالتالي كيف نرد على هذه الأقوال مع العلم بأن بناتنا وشبابنا بدؤوا يتبنون هذه الأفكار ( الحرية الشخصية في اللباس ) ..
د. يوسف : عندما نقول ( حرية شخصية ) فإننا لا نستطيع أن نجرد الإنسان من كيانه وذاته ، وأنه لا شيء يؤثر عليه ، فحتى الذي يقول : إن اللباس حرية شخصية فإن هناك بيئة تحكم عليه , وكل منا يعيش في بيئة تحكمه في ملبسه ، في بيئة موجودة في داخله ، وهى في الحقيقة التي تحكمه في ملبسه .
وأنا أقول : إن المسلم عنده ثقافة معينة ، وحتى لو عاش في العالم الغربي أو فاقد الأبوين ففي النهاية عنده دين ، والملبس كما هو معروف فقهياً على ثلاث درجات:
1-الملبس الحرام مثل الحرير والذهب للرجال .
2-والملبس الواجب وهو الملبس الذي يتصف بمواصفات شرعية كستر العورة ووقاية الإنسان من مخاطر معينة .
3-وملبس مندوب ، وهو الملبس بقصد الزينة والمظهر .

الافتتان بالماركات
أ. المطوع : من الأمر التي نعيشها اليوم الافتتان بالماركات ، وخاصة لدى المراهقين والمراهقات ومن التقرير الذي أجراه المصور في الشارع مع مجموعة من المراهقين عن الافتتان بالماركات ، أجاب الأغلب عن أن السبب هو تميز الماركات بنوعية القماش والخياطة والدوام وكثير منهم قال : لان الشباب يسألون : ماذا تلبس ؟ وما هي نوعية الثياب ؟ فما هو تعليقك على كلام هؤلاء الشباب ؟
د. يوسف : الشيء البارز في إجابات هؤلاء أن المبدأ الذي يعيشه العالم الآن ويمارسه هو المظهر بمعنى أن قيمتك أصبحت في مظهرك ، وهذا شيء طبيعي ، لأن العولمة السائدة اليوم هي عولمة الصورة فمن الطبيعي أن نسمع مثل هذه الإجابات ومن الطبيعي أن الكثير من مشاكل الأسرة بين الآباء والأبناء مردها إلى قضية المظاهر !! وحتى عندما يدور الكلام عن الملبس الحرام والمتشبهين ووصل الشعر ونحو ذلك ، وهنا ألاحظ في إجابات كثير من الشباب أن هناك قضية معيار فعندما يقول : اختيار الماركات لأن فيها تميزاً في النوعية والجودة والصناعة فإن هذا معيار لاختيار هذه الماركات .

تقليد الموضة
أ. المطوع : وهل تتوقع أن أغلب شبابنا اليوم يتجه إلى ( الموضات ) ؟ وأن هذا دليل على فراغ في نفوسهم ؟ وأن عندهم فقراً في الثقافة والمعرفة ؟ وهل الإنسان عندما يكون ضعيفاً يتجه إلى التشبه والتمسك بمثل هذه المظاهر ؟
د. يوسف : لاشك أن في قوة ( العامل الخارجي ) ضعفاً في العامل الداخلي ، والصورة هي المهيمن الأول اليوم ومن الطبيعي أن يتجه الشباب إلى تقليد ( الموضة ) .

صراع بين معيارين !!
مشاهدة ( أم محمد من أمريكا ) : أنا أعيش في أمريكا وعندي بنت عمرها 16 سنة ، ومع أنها محجبة ومتمسكة بالدين إلا أن مدرستها تقييم حفلاً بين الطلاب وفيه نوع من الاختلاط ، وابنتي تريد أن تطرح ( الغطاء ) في يوم الحفلة فقط ، لأنها ترى زملاءها يذهبون للحفلة وهى لا تذهب ، مع أنني بينت لها الحكم الشرعي في الحجاب إلا أنني أجد نفسيتها سيئة , وهى محتارة بين طاعة ربها وأمها وبين المشاركة في الحفلة ، فلماذا أفعل معها لأقنعها ؟
أ. المطوع : هذه معاناة تتكرر في بلاد الاغتراب فيما يتعلق بقضية اللباس ، والبنت بين معيارين : طاعة ربها وأمها ومعيار الأقران والحفلة ، فهل تنزع الحجاب في هذا اليوم أم لا ؟!
د. يوسف الخط العريض الذي ينبغي أن يكون هو ( الحرام والحلال ) ولا يلغى الحرام بشكل مؤقت إلا فيما تقتضيه الضرورة ، ولا أجد أن هذه الحالة من الضرورة في شي فهذا جواب على خط عريض ، والخط الأخر الذي أريد أقوله : إن كان الوالدان أقوى في ( ذات ) البنت من الأقران ، فسينتصر الوالدان في النهاية على الأقران ولن تذهب البنت للحفلة والخط الثالث : أن الصواب صواب ويجب الإصرار عليه ، لكن إصرار الإنسان الآخر ، وبالتالي يتصرف التصرف السيئ ، فالأصل أن تؤخذ بالرفق والحنان ، وستكسب الجولة إن شاء الله .

تقليد اللباس لدى الأطفال
مشاهدة ( أم سعد من أمريكا ) طفلي عمره 5 سنوات ، وهو يتفرج كثيراً على الرسوم المتحركة الإسلامية كعمر المختار وعين جالوت ونحو ذلك ، وهو شغوف بتقليد لباسهم ولبس العمامة واللباس القديم ، والمشكلة الآن أنه يريد الذهاب بهذا اللباس إلى كل مكان ، بل ويذهب إلى المسجد بالعمامة ، وأحاول أن أشرح له أن هذا غير مناسب لكنه لا يستوعب على فماذا أفعل ؟
د. يوسف : الطفل عمره 5 سنوات ، لهذا لا مانع من أن يذهب إلى المسجد بالعمامة ، ويجب أن ندرك ونعلم أن إدراكنا للأمور يختلف عن إدراك الصغير لها فهو يرى الأمر شيئا عادياً بينما تختلف نظرة الكبير ، وأنا أرى أن تتركه الأم ، وعندما يكبر قليلاً ويدخل في المرحلة الثانية فستتغير كثير من أفكاره وتصوراته ، وسينمو عقله وتفكيره ، وفي النهاية سيكون في لباسه قريباً مما هو معتاد في الأسرة والبيئة والمجتمع .
أ. المطوع : كلام ( أم سعد ) ذكرني بالحفلات التنكرية للأطفال فكل طفل يلبس ملابس شعوب وقبائل ، وهكذا كل طفل ، حتى يكونوا مجموعة من لباس الشعوب المختلفة ، فهل تربوياً تنصح بمثل هذه الحفلات التنكرية ؟ أم أنها تربوياً مضرة للأطفال ؟
د. يوسف : الإجابة على كل الأمور تقول : إن الهدف ينبغي أن يتقدم على كل شي فيجب على الأسرة والوالدين أن يجلسا مع الطفل ويبينا له : أن المراد من هذا الملبس غرض الترفيه ومعرفة عادات الشعوب في اللباس ، وليس له أهداف أخرى ، حتى لا تتكون لدى الطفل بعض التصورات السلبية تجاه استخدام هذا الملبس ، وأحياناً تكون مثل هذه التصورات غير صحيحة للطفل ، وبالتالي يجب توضيح الأمور للطفل ، و لا مانع من المشاركة حينها .

ارتداء الشباب ملابس النساء
المشاهد ( فيصل من ليبيا ) بعض الشباب يرتدون ملابس النساء ، ويتشبهون بهن ، وعندما تتحدث إليهم يقولون : هذه موضة !! ، فما أدري ماذا تعني الموضة لشباب اليوم ؟
د. يوسف : أنا أرى أننا عندما نسأل الطرف الآخر فإننا نتيح له المجال ليوجد لنفسه مبرراً !! والحقيقة أننا بحاجة إلى أن نسبق المبرر ، وعندما نعلم أننا إن سألناه فسيعلق فعله بـ ( الموضة ) ، فالأفضل ألا نسأله سؤالاً مباشراً يوصله إلى هذا المبرر ، بل نسأله بشكل غير مباشر ، وليس بالضرورة الكلام فقد تقول له : إنني أريد أن أتعرف عليك ، أو أن أكون لك صديقاً ، ومن ثم تستطيع من خلال الصداقة المتطورة أن تكسبه ، والقاعدة تقول : كسب الشخص مقدم على كسب الموقف ! . وعندما أكسب الشخص فإنني سأكسب الموقف ، ولهذا فأنا أعتقد أن ( المراهقين ) دائماً حاضرو الإجابة ، والدخول عليهم بشكل مباشر لن يأتي بأي نتيجة .

الوسيطة في معالجة المشاكل
المشاهدة ( أم عمر من أمريكا ) بناتنا هنا في بلاد الاغتراب لهن اتجاهات إسلامية يرتدين الحجاب ، لكن في بعض الأحايين يحاولن تقليد الغرب والموضة ، مثل طلاء الأظافر واستعمال الحلق ( القرط ) الطويل ونحو ذلك ، وهناك أمهات يرفضن هذه الأمور بشدة ويخفن أن تؤدي هذه الأمور ببناتهن إلى أشياء أخرى ، مع العلم بأن البنات في المحيط الخارجي ملتزمات ومتحجبات لكن عندما يكون هناك اجتماع للجالية المسلمة أو حفلات للمسلمين فإنهن يبدأن ببعض الحركات وغير ذلك مما يتعلق بالتقليد ، فهل يا ترى نتركهن في شي من الحرية والمتنفس ؟ أم نقول : إن مثل هذه الأمور لا تتماشى مع ديننا وتقاليدنا ؟
د. يوسف : اعتقد أن خوف أم عمر في محله ، والخوف لم يأت من فراغ و إنما جاء من مشاهدات كثيرة ، وأقول : إن الخوف هنا لا يعبر عن فكرة ( الوسطية ) في معالجة الأمور ، ونحن نريد أن نربي أبناءنا على الاستجابة في حدود معقولة ، وأن تخضع لك لا أن تخضع أنت للموضة ! وفي نفس الوقت نبين لهم أن هناك


study study [b]موضوع قاابل للإثراء و المناقشة و أنا أرى أنه بالحوار و العلم تحل المشاكل لأن مشكلتنا قائمة في عدم التواصل ووجود الفراغ الثقافي الذي صار مملوء بالرقص و الغناء فقط [/b] study study
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.musbene.blogs.fr
سفير اللغة و الأدب
عضو ممتاز
عضو ممتاز



ذكر عدد الرسائل : 1085
العمر : 60
نقاط : 6208
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى Empty
مُساهمةموضوع: سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى... الجزء الثالث   سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى Icon_minitimeالأربعاء 13 أغسطس 2008 - 11:22

الجزء الثالث:

[siz=18]بعض المخاطر في الإسراف .
أ. المطوع : نريeد جواباً صريحاً في سؤال ( أم عمر ) يا دكتور ، وأنا ألاحظ في إجابتك أنك تراعي جداً الناحية النفسية للمراهقين ، وتراعى جداً نفسية الطرف الثاني فلماذا هذا ؟
هل لهذا مقصد تربوي نفسي ؟ أم أننا نخاف أن نعطي جواباً صريحاً ، فيصبح الانفجار أكبر والمشكلة أكثر ؟
د. يوسف : عندما ذكرت ( الخوف ) قلت : إن من الآثار الجانبية للخوف أنه يؤدي إلى الميل على الطرف ، ونحن يجب أن تتمثل فينا صفة ( الاعتدال ) والاعتدال ( قيمة ) والقيمة لا تكتسب إلا بالمواقف, هذا بشكل عام ، أما بالنسبة للأظافر وما شابهها فهذا يرجع فيه إلى الثقافة فهل هذه الأعمال مقرة أو مقبولة ثقافياً أم غير مقرة ثقافياً ؟
أ. المطوع : طبعا غير مقرة ثقافياً فنحن لنا ديننا وتقاليدنا ، والتي تخالف ما عليه الغرب .
د. يوسف : إذن ما دام غير متعارف عليها فيجب على الوالدين المحاولة بإقناع المراهقين بهذا التفسير ، وكما ذكرت في البداية فمن الصعب إجبار المراهقين خاصة إن كانوا في بيئة منفتحة .

الإسراف في شراء الملابس
مشاهدة ( أم أحمد من أمريكا ) زوجي من النوع الذي يلبس كثيراً ويسرف في لباسه ، ولما كنا في الكويت كان يشترى الكثير من الملابس ، فلما ذهبنا إلى أمريكا وهناك الماركات والتنزيلات والأسعار الرخيصة ، فإن زوجي ازداد شراءً للملابس ، وقد قررت في خطوة خاصة أن أخبئ ما يعطيني إياه من الفلوس ، وأكذب عليه بقولي : إني اشتريت كذا وكذا من الأغراض ، وأقول في نفسي : هذا المال سوف يلزمنا في يوم لحاجة ما ، فهل تصرفي هذا صحيح ؟ وكيف أتعامل مع زوجي ؟
د. يوسف : الواضح من زوج ( أم محمد ) أنه كان في الكويت مسرفاً ، فلما ذهب إلى أمريكا زاد إسرافه وهذا صحيح ، لأن البيئة في أمريكا تنمي هذا الإسراف بسبب طبيعتها . وأعتقد أن الحل الذي تتبعه السائلة هو حل مؤقت ، لكنه ليس بدائم ، وماذا تصنع عندما يكتشف الزوج بما تصنعه ؟

أحد الحلول للاندفاع نحو الماركات
مشاهد ( أبو أسامة من السعودية ) لديّ اثنان من الأبناء ، الولد البكر وعمره – 14 سنة – عنيد ويحب أن يلبس ملابس الماركات ، والثاني ( الصغير ) وعمره – 11 سنة – هادئ وخجول ويقول : الذي تريده يا والدي وتختاره لي ألبسه !! فما تعليقكم على ما عندي ؟
د. يوسف:الأخ المتصل عنده حالتان متناقضان ، والخط العريض لهذه القضية أن نخفف من حالة الابن ( البكر ) وأنا ننمي حالة الابن ( الأصغر ) حتى يحدث التوازن فتدفع الصغير أن تكون له اختياراته ومطالبه ، وبالنسبة للبكر يجب أن نخفف من الاندفاع لهذه الماركات وذلك يكون بتتبع العوامل التي تدفع البكر لهذه المطالب فقد يعتقد المراهق أن الماركة تكسبه مكانة بين أقرانه ، حينها يجب أن نبحث له عن شي آخر يعطيه هذه المكانة بالإضافة إلى الماركة ، ثم يحدث تنافس بين الماركة وهذا البديل الجديد حتى يطغى على الماركة نفسها وتنحل المشكلة .
أ. المطوع : وأتذكر في هذا الشأن أن رجلاً كان عنده ابن وكان كثير المطالب في شراء الألبسة ، وخاصة ذوات الماركات حتى ضجر منه الأب ، وفكر فأخذه على ( نادي للكاراتيه ) وصار يتدرب على يد المدرب – كل يوم ساعتين حتى أخذ ( الحزام الأصفر ) خلال مدة قصيرة ، ثم بدأ يتفاخر على أقرانه ( أنا قوي وأنا أخذت الأصفر وأنا صاحب عضلات!!)بدلاً من أن يتفاخر معهم بالماركات ، وعندما حلت المشكلة أو قلت .
د. يوسف : وهذه الحادثة ، ونحن لم نجعل هنا فقط بديلاً بل جعلنا لمكانة حب الماركات ولبسها فدخل موضوع ( إثبات الذات ) وهو موضوع شخصي منافساً لتلك العادة ولهذا حصل الاعتدال في المواقف في النهاية .

دفن الأدوار للملابس !!
أ. المطوع : وصلنا فاكس من الأخت ( شذى من جدة ) تشكرنا على البرنامج وتقول : إن المشكلة أن الفتاة أول ما تتزوج تتجمل لزوجها وتتزين ، ومع مرور الوقت والسنوات يقل اهتمامها بموضوع الزينة ولهذا يبدأ زوجها بالنظر إلى النساء في الخارج !! وترى أن جيلها يغلب عليه حب المظهر أكثر ، فما هو تعليقك دكتور على ما ذكرته الأخت ( شذى ) ؟.
د. يوسف : أريد أن أتحدث عن مفهوم في علم النفس ، وهو ( دفن الأدوار ) فالابن عندما ينتقل إلى زوج ، والفتاة عندما تصبح زوجة ، ينمو بينهما دور الرومانسية ، ويترعرع حتى إذا جاء الأطفال فبدل أن نضيف دوراً جديداً وهو دور الأبوة والأمومة إلى دور الرومانسية فإننا في الحقيقة ( ندفن الدور الأول ) ونسمح لدور الوالدين أن يكون هو المسيطر ويمكن أن يكون هذا الكلام أحد التفسيرات للسؤال القائل : لماذا تغيب الأزياء والتجميلات القوية بعد أن كانت ظاهرة وواضحة وقوية في مرحلة الرومانسية ؟! وأعتقد أن الإنسان يجب أن يفكر بلغة ( الإضافة ) لا الدفن وأن يزيد في الأدوار لا أن ينقص .

وظائف اللباس
أ. المطوع : فاكس الأخت ( شذى ) ذكرني بهذه القصة ، وهي أن زوجاً ذهب إلى المحكمة ليطلق زوجته ، وعندما سأله المختص قال إنها لا تلبس ما أريد من الملابس الفاضحة والعارية في غرفة النوم !! فكلم المختص الزوجة في هذا وسألها عن السبب فقالت : أنا لا ألبس لباس الداعرات ، وأنا امرأة شريفة عفيفة !! وهنا حاول المختص أن يوضح للمرأة أن هذا اللباس يساهم في إغراء الزوج ، وأن القضية ليست قضية دعارة بقدر ما هي قضية حق من حقوق الزوج ، الحمد لله انصلحت الأمور ، وعادت المياه إلى مجاريها ، فما رأيك دكتور يوسف في هذا الطرح وهذه الحالة ؟
د. يوسف : اللباس في الحقيقة له ثلاث وظائف أساسية : وظيفة العرض ، ووظيفة الستر ، ووظيفة الوقاية ، وفي وظيفة العرض يدخل ضمن ( المندوب ) ، فالرجل لا يستطيع أن يفرض على زوجته من الناحية النفسية لباسا معيناً ولكن المسألة تحتاج إلى اتفاقهما على شكل معين.
أ. المطوع : هل تتوقع من أسباب الخيانة الزوجية عدم لبس الزوجة الملابس التي تشبع زوجها؟
د. يوسف : لم أطلع في الحقيقة على دراسات تشير إلى هذه المسألة لكن ما أريد قوله أن أزياء المرأة لزوجها والزوج لزوجته هي مسألة توافق وانسجام ، فإذا لم يحصل التوافق فينبغي أن يسعى أحد الطرفيين إلى جذب الطرف الآخر إلى رأيه ، ولا أرى أن يقول : إما أن أطلقك أو تلبسين لي هذا الشيء !! بل هي مسألة اقتناع وقد تكون المرأة صاحبة انطباع عن هذه الملابس بسبب شيء من المشاهد قد رأته أو كلام قرأته عن ملابس الداعرات فيجب حينئذ على الزوج أن يكون متفهماً ، ومحاوراً ذكياً لبقاً في هذا الشأن ، وفي النهاية يجب أن يلبي كل من الزوجين رغبات الآخر المشروعة .. فهما سكن لبعضهما وبينهما مودة ورحمة .

المراهقة مرحلة وستزول.
مشاهد ( أبو رياض من ألمانيا ) لما كنت شاباً أطلت شعري ولبست البنطلون الموضة في ذلك الوقت والذي يكون عرضه من تحت 30 سم وكنت أستمتع إلى الأغاني الأجنبية ومع هذا كله فقد أصبحت طبيباً معروفاً ووضعي جيد فيجب ألا نقسو على الشباب كثيراً في مرحلة المراهقة ,فقد يتبع بعض العادات ، ثم تذهب وتنقرض مثل شرب الدخان والمشروبات الكحولية والمخدرات وبالنسبة للفتيات أرى البعض يتشدد كثيراً والذي أراه أن الفتاة متى كانت محتشمة وتلبس جاكيت طويل وبنطلون فإن التشدد لمنع ظهور بعض الشعر من الحجاب قد يؤثر على بعض الفتيات سلباً .
د. يوسف : الرجل دقيق فيما يقوله ، وعنده مسألتان:
أ – مرحلة المراهقة تبقى في النهاية مرحلة ولذلك فهو لما يكبر وينضج ويتزوج ويصبح صاحب مسؤولية فإن الأمور ستختلف ، وبالتالي يتغير وينتهي الكثير مما كان يفعله في تلك المرحلة .
ب – الجانب الآخر أن الناس في حياتهم عندهم ( صغائر وكبائر ) ومشكلتنا أننا نتشدد في الصغائر أكثر وأغلب مشاكلنا تأتي من الصغائر ولهذا لا نريد الشدة في معالجة الصغائر .

المخبر يتحكم في المظهر
أ. المطوع : مع أن اللباس أحياناً يعتبر هوية ، وجزءاً من ثقافة الإنسان ، فإن عندي مسألة أود طرحها عليك دكتور ، في يوم من الأيام رآني رجل فقال أنت جاسم المطوع ؟ قلت نعم قال : أنا لا أضع اعتباراً للخليجيين وآسف لهذا التعبير ، وكلما رأيت رجلاً يضع ( غترة وعقالاً ) فأنا لا أستمع إليه ، وأعتقد أنه لا فكر لديكم ولا علم ولا ثقافة ، وأنتم أناس مترفون ، لكنني عندما تابعت برنامجك ( البيوت السعيدة ) فوجئت بل وانبهرت بالطرح الذي تطرحه والقضايا التي تعالجها والضيوف الذين تحضرهم إلى البرنامج وحتى يكثر مشاهدوك فإنني أنصحك بأن تنزع الغترة والعقال وأن تلبس البدلة والبنطلون فأجبته : مع احترامي لوجهة نظرك ، إلا أنني أتبع البيئة التي أنا فيها فعندما أكون في مجتمع خليجي كحلقة اليوم في دبي فلابد أن ألبس اللباس الخليجي ، وعندما يكون لدى تصوير في مصر أو روما أو استوديوهات ART في أمريكا فإنك ستجدني لابسا ( البنطلون والبدلة ) قال لا بل يجب أن تلبسها على كل حال !! فما رأيك دكتور بهذا الحوار الذي جرى ؟!
د.يوسف:في هذه القصة طرفان ، طرف أول هو ، وطرف أنت ، ولا أريد أن أعالجه بل أتكلم عن طرفك ( أنت ) ، فالملبس في النهاية تحكمه قواعد ثقافية ودينية لكن إن توافرت القواعد الدينية فيه فما المانع أن تكون لديك بعض الحلقات بغترة وعقال وبعض الحلقات ببنطلون وبدلة وممكن أن تستطلع رأي الناس في هذا الإقبال على البدلة أكثر أم على الدشداشة ؟ لأن المهم مخبرك أكثر من مظهرك وما دام المظهر ملتزماً بالقواعد الشرعية فلا حرج ، وأنت تتحدث من خلال قناة فضائية وتصل إلى الجميع وأهم شي هو قدرتك على التأثير فإن كان التأثير سيأتي من ( الغترة والعقال ) فليكن ، أو العكس فما المانع ؟!

اللباس الحلال في المكان الحرام
مشاهدة ( هيفاء من كندا ) في بعض الأحيان تريد المرأة أن تلبس لزوجها ملابس مثيرة ولكن هناك ما يمنعها وعندي أخت في الأردن والمشكلة أنه في المجتمع الأردني يستطيع الأخ الدخول إلى بيت أخيه دون طرق الباب وأختي محجبة مع أن زوجها غير متدين وليس مهتماً بموضوع الحجاب وهي تحب تلبية رغبته فما هي الطريقة التي يجب أن تتبعها أختي ؟
د. يوسف : من الناحية الشرعية الحرام واضح ولا يجوز أن تجبر الإنسان على فعل المحرم ولكن يجب على الزوج أن يفكر في اختيارات أخرى بالنسبة لرغباته فليس بالضرورة كل ما يراه خارج البيت يجب أن تفعله زوجته ، وعلى الزوجة أن تحاول وتحاول إفهام زوجها سبب تحجبها وإحجامها عن لباس ما يحب ويرغب ، وحاجة الإرواء الجنسي لدى الزوج تراعى لكن ليس بهذه الطريقة التي فيها عمل محرم بإبراز مفاتنها أمام إخوة زوجها .

لباس الحج
أ. المطوع : ما هو تفسيرك للباس الحج ، وهو الأبيض للمحرم من رجل وامرأة ؟
د. يوسف : ملبس الحج هو الملبس الذي دخلنا به الدنيا ، وهو الملبس الذي نخرج به من الدنيا ، ولو وعينا هذه الحقيقة لتغير العالم كله من حولنا
أ. المطوع : هل كنت – دكتور – تتوقع هذا الكم الهائل من المشاركات والمداخلات ؟
د. يوسف : نعم ، لأن الموضوع عملي ، وفيه جوانب كثيرة متداخلة ، جانب شرعي وجانب قانوني وجانب اجتماعي وعام وخاص ، وغير ذلك ، وفيه عدة محاور ونقاط ، ولهذا فكثرة الاتصالات أمر مفهوم ومتوقع .
أ. المطوع : في النهاية نشكرك دكتور على ما تفضلت به من إفادة وإجادة ، وحتى تصيح السعادة عادة ، ( مع السلامة )[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.musbene.blogs.fr
 
سيكولوجية اللباس ..إثراء لمناقشة سابقة في هذا المنتدى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لكل من لم يستطع دخول المنتدى
» هدية لاسرة المنتدى .
» صوّتوا يا أعضاء المنتدى
» تهنئة لإدارة هدا المنتدى
» هدية خاصة لاعضاء المنتدى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
التعليم الثانوي بالعطاف :: المنتدى الثقافي-
انتقل الى: