مما لا يختلف فيه أساتذة مادة اللغة العربية وآدابها أن معجزة النبى محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم الذي جمع بين دفتيه صدق الأخبار وبلاغة الأحكام والأسلوب .
وقد تعدد اتجاهات العلماء في تحديد سر الإعجاز في هذا الكتاب العظيم وكانت الغالبية ذاهبة إلى أن ذلك السر كائن في بلاغة نظمه .
وعلى هذا القول بنيت الكتب البلاغية قديماً واعتمدت المناهج الدراسية حديثاً وكان هذا الأمر صواباً .
إلا أن الملاحظ إغراق الكتب الحديثة وأعضاء هيئة التدريس في تقرير القواعد البلاغية على ضوء الشواهد الشعرية الفصيحة والاكتفاء من الشواهد القرآنية بما ورد في كتب البلاغة القديمة فقط .
والذي أرى أن هذا الصنيع مناف للغرض الذي وجد لأجله علم البلاغة وهو إبراز إعجاز القرآن الكريم من خلال أسلوبه .
تصور لو أن كل مدرس للبلاغة جعل أمثلة كل درس من القرآن الكريم كيف سيكون أسلوبه قوياً ونتائج درسه يقينية ؛ لأن مقاصد القرآن حقيقية ومرادة بخلاف مقاصد الشعراء والكتاب .
وانظر معي إلى بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وما فيه من سحر بلاغي كيف يجذبك نحوه وترتاح إليه وترى بعد ذلك أن البلاغة العربية من خلال القرآن الكريم عزيزة ولذيذة بل وسببا لزيادة الإيمان بالله تعالى وبصدق كتابه " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا " .بارك الله في صاحب هذا المقال (منقول)