بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على حبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
نحن مقبلون على شهرٍ كريم وهو من أفضل شهور السنة على الإطلاق , ولابد أن يسأل كل شخص منا نفسه ,
ماذا أعددت لشهر رمضان ؟ وماذا ستفعل فيه ؟ هل سترجع إلى الله وتتوب إليه ؟ وتحافظ على الصلوات الخمس ؟
وتغفر الزلات ؟ وتتجاوز عن الخطيئات ؟ وتقرأ القرآن ؟ ... أم ستجلس أمام القنوات وتشاهد المسلسلات , وتضيع
الأوقات تلو الأوقات في مجالس والغيبة والزلات , رمضان يا أحبائي دورة إيمانية مكثفة , فيه الرحمات , والعتق
من النيران , وفيه تتنزل ملائكة الرحمن , وفيه ليلة خير من ألف شهر . فيجب علينا أن نستغل خيراته , وأن نتوب
فيه إلى الله , فإذا لم نتب في رمضان , فمتى نتوب ؟ وإذا لم نحاسب أنفسنا في رمضان , فمتى نحاسبها ؟
وإذا لم نختم القرآن في رمضان , فمتى نختمه ؟ الصحابة الكرام رضي الله عنهم يدعون ربهم ستة أشهر حتى
يبلغهم الله رمضان , لأنهم يعرفون فضله وميزاته . وهم الذين بُشروا بالجنان وأقدامهم على الأرض تمشي .
فعجباً لمن يصوم بالنهار عن الأكل والشراب , ويفطر بالليل على الأكل في أعراض الناس , وعلى مشاهدة
الحرام وسماع اللهو والغناء , وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش , فمن لم يستفد من شهر رمضان
ولم يرجع فيه إلى الله , فلا خير فيه . فنحن الآن في زمن الإمكان , فلنبادر بالتوبة , ولنستعد لهذا الشهر
الكريم بقرآءة القرآن , وطاعة العزيز المنان , ويا خوفاً من نفسٍ أن تقول كما قال الله تعالى : (( أن تقول نفس
ياحسرتى على مافرطت في جنب الله وإن كنت من قبل لمن الساخرين ))
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .