السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثر الحديث والكلام عن أعلام اللغة العربية نحواً وشعرًا وبلاغةً إلا أنهم ندر الذين ذكروا اللغوي النحوي إبن خالويه...فمن هو إبن خالويه وما هي آثاره اللغوية وما سر هذا الغموض والتجاهل في حقه؟...
هو: الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان,وكنيته أبو عبدالله.
مولده:لم يذكر أحد يوم مولده وإن ذكروا وفاته في عام 370,نشأ في همذان ,ثم وفد الى بغداد في عام 314 ليتلقى العلم عن أصحابه.
شيوخه: كان له شيوخ من كل علم,وكما إعتمد على نفسه في بعضها,ومن شيوخه:
1.إبن مجاهد,علوم القرآن والقراءات والحديث.
2.إبن دريد, النحو والأدب.
3.نفطويه, النحو والأدب.
4.إبن الأنباري,النحو على مدرسة الكوفة.
5.محمد بن مخلد العطار,علوم الحديث.
6.أبو سعيد السيرافي, النحو على مدرسة البصرة.
تلامذته:
1.أبو بكر الخوارزمي
2.عبد المنعم بن غلبون.
3.أبو الحسن محمد بن عبدالله الشاعر المعروف بالسلامي.
4.سعيد بن سعيد الفارقي
لقبه: ذو النونين وذلك لأنه كان يطول النونين من إسمه(الحسين) و(بن).
حياته الإجتماعية:كان فقيرًا ,وكان يسعى وارء المال لسد حاجته,فقد ذكر أنه في مجلس سيف الدولة سئل عن أسم ممدود وجمعه مقصور,فقال إبن خالويه:أنا أعرف إسمين ولا أقولها إلا بألف درهم لئلا يؤخذوا بلا شكر,وكما يدل على هذا شعره:
الجود طبعي ولكن ليس لي مال***فكيف يبذل من بالقرض يحتال
فهاك حظي فخذه اليوم تذكرة***الى إتساعي في الغيب آمال
مذهبه: الشافعي, قال السيوطي:"إنه كان شافعيًا", وقال الذهبي:"إنه كان شافعيًا".
وقال إبن الصلاح: كان شافعيًا, فقد ذكر في كتابه"إعراب ثلاثين سورة من القرآن"أن البسملة آية من كل سورة.
عقيدته:قال المستشرق سالم الكرنوكي أنه كان إماميًا,لأنه ألف كتاب"الإمامة",إلا أن الذهبي قال:إنه كان صاحب سنة".
مؤلفاته:
1."إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم"
2."الالفات"
3."الحجة في القراءات السبع"
4."ليس في كلام العرب"
5."رسالة ف أسماء الريح"
6."شرح ديوان أبي فراس الحمداني"
7."شرح مقصورة إبن دريد"
8."مختصر في شواذ القرآن"
وأما سر الغموض والتجاهل هو كما رأيت يعود لسببين:
1.مواكبة نبوغه وتألق نجم المتنبي والذي كان على جفاء معه,وتبنيه مدرسة تغاير مدرسة المتنبي, والتاريخ يذكر لنا كثيرًا من مقارعتهما,فقد كان إبن خالويه وابا فراس الحمداني على مدرسة والمتنبي وأبي علي الفارسي على مدرسة آخرى,وكانا يتنافسان في كل حومة جمعتهما...ويحكى أنه قال لأبي علي الفارسي:"كم للسيف أسمًا؟,فقال: أسم واحد,قال إبن خالويه:بل أسماء كثيرة, وأخذ يعددها:الحسام,والمخذم والقضيب...فقال أبو علي هذ كلها صفات".
وهذ وقعت بين إبن خالويه والمتنبي..فقد أنشد المتنبي شعرًا في سيف الدولة:
وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه...فقال إبن خالويه: يا أبا الطيب ,إنما يقال شجاه توهمه فعلًا ماضيًا, فرد عليه المتنبي:"أسكت فما وصل الأمر إليك."
هذه كلها جعلت نجم إبن خالويه يخفت أمام تألق نجم المتنبي وصاحبه الفارسي.
وأما السبب الثاني:
2. إدعاء بعضهم أنه كان إماميًا ,وإنما أظهر أنه شافعيًا ليتقرب من سيف الدولة,وهذا باطل فلو كان كذلك لكان سهل المنال والطعن وخاصة أنه كان هناك من يترصد له,ولكان المتنبي أول من أسلط لسانه عليه هجوًا وتقريعًا.
ويرى الدكتور عبد العال مكرم أن السبب في عدم أشتهار إبن خالويه بالنحو هو أنه كان يؤمن أن اللغة تؤخذ سماعًا لا قياسًا,التأليف النحوي_كما جرت العادة_ يدور حول العلة والمعلول, والقياس والمنطق,ومن أجل ذلك لم يؤلف كتبًا عديدة في النحو أو في أصوله كما فعل الفارسي وتلميذه إبن جني".
وكتابه:ليس من كلام العرب" رائع في منتهى القمة ومعرفة لغة العرب...مما جاء فيه:العوام وكثير من الخواص يقولون:البعض والكل,وإنما هو بعض وكل,لا تدخلهما الألف واللام لأنهما معرفتان في نية إضافة.وبذلك نزل القرآن الكريم,وأشعار العرب".