سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: "الجزولي".. عظام لا تعرف الراحة!! السبت 30 أغسطس 2008 - 11:47 | |
| "الجزولي".. عظام لا تعرف الراحة!! معتز شكري
يقول الجاحظ في كتاب "الحيوان": "والكتاب قد يفضل صاحبه، ويتقدم مؤلفه.. بأمور: منها أن الكتاب يقرأ بكل مكان، ويظهر ما فيه على كل لسان، ويوجد مع كل زمان... وذلك أمر يستحيل في واضع الكتاب"!. ولعل كلام الجاحظ لا يصدق على كتاب مثلما يصدق على "دلائل الخيرات" للإمام الجزولي؛ لأننا لا نعرف كتابا صارت له شهرة عريضة في العالم الإسلامي، وبالذات على المستوى الجماهيري على مدى ستمائة سنة، ومع ذلك ظل مؤلفه مغمورا لدى هذه الجماهير، مثل كتاب "دلائل الخيرات"!. فقد قدر لهذا الكتاب أن يعيش حيا في وجدان المسلمين منذ تأليفه في القرن التاسع للهجرة وحتى الآن. وبلغ من شيوعه الواسع أن الكثيرين اعتادوا قراءة أوراد منه، تتضمن صيغا كثيرة للصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مجالس الذكر والمساجد والبيوت في شتى بقاع عالم الإسلام. ومع ذلك، فمن النادر أن تجد أحدا اليوم من غير المتخصصين يعرف أية معلومات كافية عن مؤلفه الإمام الجزولي، أو قصة حياته - ومماته أيضا - الحافلة بالأحداث المثيرة ! سيرة.. مثيرة تضمنت سيرة الجزولي سلسلة من "المغامرات" الشخصية والتطورات الغريبة، ولم تقتصر إطلاقا على تلك الصورة التقليدية التي تتبادر إلى الذهن لأول وهلة عن إمام متصوف، يعكف على تأليف الكتب الروحية ويحيا حياة الزهد والعزلة! بداية، تتفق المصادر في أنه "أبو عبد الله محمد بن سليمان بن أبي بكر الجزولي السملالي"، وأنه فقيه ومتصوف مراكشي ينتسب إلى "جزولة" وهي قبيلة من قبائل البربر استقرت في منطقة "السوس" بمراكش. ويصفه حاجي خليفة في "كشف الظنون" بأنه "الشريف الحسني"، في إشارة إلى أن نسبه يعود إلى الحسن رضي الله عنه، وإن كانت "دائرة المعارف الإسلامية" تلقي ظلالا من الشك على مصداقية هذا النسب، قائلة إننا لا نعرف على وجه التحقيق شيئا عن أبيه وجده، ناهيك عن أجداده الأقدمين. وفي حين تذكر "الموسوعة الصوفية" أنه ولد سنة 807 هجرية وتوفي سنة 870 هجرية، فإننا نلاحظ تضاربا يحيط بتاريخ وفاته بالذات، لدرجة أن "دائرة المعارف الإسلامية" تذكر عدة احتمالات تتراوح بين عام 869 وعام 875 هجرية. تلقى الجزولي علومه الأولية في مسقط رأسه لفترة قصيرة من بواكير حياته، قبل أن يرتحل هو وأخ له إلى فاس بعد وفاة والدهما. وفي فاس التحق بمدرسة "الصفارين"، ويقال إن الغرفة التي عاش فيها هناك ظلت باقية على مدى عدة قرون. وشملت الرحلة في طلب العلم بقاعا كثيرة بالمغرب، علاوة على فاس، منها مراكش وتلمسان وتونس. وتذكر مصادر ترجمته أنه درس الفقه والعربية والحساب بمراكش على أبي العباس الحلفاني، وأخيه عبد العزيز قاضي مراكش، وجماعة آخرين من شيوخ ذلك العصر، كما سمع الحديث من كثير من علمائه، وأهله ذلك كله لأن يتصدى في وقت لاحق من حياته للتدريس والإفتاء بمكة والمدينة. حادثة غريبة ولكن، ما بين تلقيه العلم في فاس وبعض مدن المغرب وارتحاله إلى عدد من بلدان المشرق للتدريس والمجاورة بالحجاز، وقعت له حادثة غريبة. فبعد فترة من عودته إلى مراكش من فاس، شهدت المدينة نزاعا قبليا عنيفا أسفر عن سقوط قتيل، إلا أن كلا الفريقين المتصارعين تبرأ من المسئولية عن دمه. ولأسباب غير واضحة لنا الآن، تطوع الجزولي وأعلن أنه يتحمل دم القتيل عن الجميع! ولما كان العرف القبلي السائد آنذاك يقضي بنفي القاتل، فقد نفي الجزولي إلى طنجة. ومن هناك تمكن من الإبحار إلى بلاد المشرق، حيث قضى سنوات طوالا في مكة المكرمة والمدينة المنورة وبيت المقدس، وزار كلا من مصر وطرابلس الغرب. وبالرغم من أنه طبقا لهذه الرواية كانت هذه القصة وراء خروجه من مراكش ثم ارتحاله إلى المشرق، وليس برغبة منه في شد الرحال؛ فقد استفاد من الرحلة على أي حال ونهل المزيد من علوم الإسلام، وجاور بالمدينة وأقام طويلا بمكة. أما دوافع تطوعه لحمل دم القتيل، فلم توضح لنا مصادر الدراسة شيئا عنها، وربما كان ما فعله ناشئا عن رغبته في حقن دماء بني جلدته. دعا على المدينة التي أخرجته! بعد رحلات الجزولي وتطوافه في البلاد، قضى فترة من الانعزال والزهد - ربما هي التي ألف خلالها كتابه الشهير "دلائل الخيرات" ثم توجه إلى مدينة "آسفي" حيث تتلمذ الناس عليه والتفوا حوله، وانضموا إلى طريقة صوفية أسسها هي "الجزولية". ومع الوقت، تزايد أتباعه ومريدوه الذين توافدوا عليه، وانبهروا به ورددوا الكثير عن "كراماته" الباهرة. ومن هنا بدأت المشاكل، حيث خاف والي المدينة من الجزولي وتنامي نفوذه، فكان أن طلب منه الخروج بأنصاره الكثيرين. ويقال إن الجزولي دعا على المدينة التي أخرجته فاستجيب دعاؤه وسقطت في أيدي البرتغاليين، بل ظلت في قبضتهم أربعين سنة. ويقال أيضا إن والي المدينة دس له السم قبل أن يرحل، بينما ذكرت روايات أخرى أنه مات في مكان آخر يسمى "أفغال" أو "أبوغال"، مسموما أيضا. وقيل إن الذي كان وراء مقتله بالسم هم " بعض فقهاء عصره ". وينقل كتاب "الاستقصا في تاريخ دول المغرب الأقصى " أن البعض طلبوا من الشيخ الجزولي العفو فقال: أربعين سنة، فكان أن مكثت المدينة في قبضة النصارى طوال تلك الفترة. ومهما يكن رأينا في دعوة الشيخ على "آسفي" ووقوعها تحت الاحتلال البرتغالي أربعين سنة، ربما لظروف تاريخية أخرى، فإن مريديه اعتبروها بالطبع من كراماته الباهرة، وهو ما ساهم في إضفاء المزيد من هالة "الاعتقاد" فيه. فتنة "عمرو السياف".. لم تنته القصة بوفاة الجزولي، فقد استمرت الأحداث المثيرة حتى بعد وفاته. حيث أقسم أحد مريديه، ويدعى "عمرو بن سليمان الشيظمي" المعروف بـ"السياف"، على أن يثأر لمقتل شيخه. كان عمرو السياف هذا يتردد على الشيخ الجزولي في حياته ويأتيه بألواح فيها كلام كثير منسوب إلى الخضر عليه السلام، فلا يقول له في ذلك شيئا، غير أنه أثنى عليه مرات كثيرة. ولما مات الشيخ سنة 870 هجرية ثار عمرو المذكور مظهرا طلب ثأر الشيخ والانتقام ممن سموه، فتتبعهم حتى قتلهم. ثم صار يدعو الناس إلى إقامة الصلاة ويقاتلهم عليها، فانتصر عليهم وشاع ذكره، ثم تجاوز ذلك إلى أن صار يدعو الناس إلى نفسه ويقتل المنكرين عليه وعلى شيخه ! وتستمر القصة المثيرة، حيث جعل عمرو السياف "يتفوه بالمغيبات ويزعم أنه مأذون وربما ادعى النبوة". ولم يكتف بذلك، بل فعل شيئا بالغ الغرابة، حيث كان يعتقد أن شيخه الجزولي له نوع من "القداسة" حتى بعد مماته، فكان أن أخرج جثمانه من قبره ووضعه في تابوت، وصار يقدمه بين يديه في حروبه كتابوت بني إسرائيل، لينتصر بذلك - في اعتقاده - على من خالفه ! وشاع من أمره أنه يقول إنه وارث النبوة، وإن له أحكاما تخصه كما في قصة الخضر مع موسى عليهما السلام، وإن الخضر حي ونبي مرسل وإنه يلقاه ويأخذ عنه ! وحكى بعضهم أن عمرا المذكور هذا لما جعل بقايا جثة الشيخ في التابوت، كان إذا رجع به من حربه وضع الرفات في روضة عنده يسميها "الرباط"، فإذا جنه الليل أطاف الحرس بالروضة يحرسون التابوت من اللصوص، ويوقد عليه كل ليلة شمعة ضخمة جدا في طول قامة الإنسان موضوعة في إناء مملوء بالزيت، لإضاءة التابوت طوال الليل، واكتشاف أي شخص يقترب منه، وذلك كله مخافة أن يسرق أحد من خصومه الرفات فينتصر به عليه! عظام.. لا تعرف الراحة!! استمرت فتنة عمرو الشيظمي المعروف بالسياف عشرين سنة، لم يسمح خلالها لعظام شيخه الجزولي بأن تستريح في مرقدها شأن الموتى جميعا، بل ظل يحملها معه في حروبه ليستنصر بها، ويقيم الحراس الأشداء في نوبات حراسة عليها إذا رجع من هذه المعارك! ولما هلك عمرو السياف أخيرا سنة 890 هجرية، دفن الناس رفات الشيخ الجزولي. ولكن، هل آن بذلك لعظام الشيخ أن تستريح في مرقدها؟ أبدا..! فما زال في القصة فصل آخر، حيث جاء السلطان أبو العباس أحمد الملقب بـ"الأعرج" والذي دخل مراكش بعد دفن الجزولي بنحو 77 عاما، فأخرج رفاته من مقبرته ورفات والده أيضا (أي والد السلطان)" الذي كان مدفونا إلى جواره، وربما كان ذلك -كما ترجح المصادر- لأغراض دينية أو سياسية! فأخذ السلطان الأعرج التابوتين معه إلى مراكش حيث دفن الجثمانين هناك ! وكأنه كتب على الجزولي في حياته أن يظل على سفر، وكتب على رفاته بعد الموت ألا تقر في قرار إلا بعد عشرات السنين! كتاب.. "دلائل الخيرات" هذا عن "الجزولي" نفسه وحكايته المثيرة الحافلة بالغرائب، أما كتابه الأشهر "دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار"، فيقول في مقدمته إن الغرض من تأليفه "ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفضائلها، نذكرها محذوفة الأسانيد ليسهل حفظها على القارئ، وهي من أهم المهمات لمن يريد القرب من رب الأرباب...". ثم يدلل المؤلف على فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالآيات والأحاديث وروايات الصحابة والتابعين. ثم تتوالى فصول الكتاب، متضمنة "أسماء النبي صلى الله عليه وسلم"، ثم أدعية وصيغا كثيرة للصلاة على الرسول عليه السلام. وقد قسمها المؤلف إلى أحزاب وأوراد لقراءتها على مدى أيام الأسبوع. ويلاحظ حاجي خليفة في "كشف الظنون" أن للدلائل اختلافا في النسخ لكثرة روايتها عن المؤلف رحمه الله لكن المؤلف صحح نسخة بعينها قبل وفاته بثماني سنين، يعني سنة 862 هجرية. ولدى كاتب هذه السطور نسخة قديمة مطبوعة سنة 1305 هجرية، أي قبل ما يربو على مائة سنة، وتقول آخر سطورها: "صححه محمد بن رشيد الحواصلي الدمشقي سنة 1245 هجرية"، وتتميز هذه الطبعة بأنها تبدأ بأدعية وأذكار ثم أسماء الله الحسنى قبل المقدمة، كما تتضمن صفحات بها أبيات شعرية، منها: وإذا رأيت النفس منك تحكمت ** وغدت تقودك في لظى الشهوات فاصرف هواها بالصلاة مواظبا ** لا سيما بدلائل الخيرات بدلائل الخيرات كن متمسكا ** والزم قراءتها تنل ما تبتغي فشوارق الأنوار لائحة بها ** فالترك منك لها أخي لا ينبغي وفي ختام النص من هذه الطبعة القديمة نجد أبياتا منسوبة للمؤلف، يقول فيها: يا رحمة الله إني خائف وجل ** يا نعمة الله إني مفلس عاني وليس لي عمل ألقى العليم به ** سوى محبتك العظمى وإيماني ثم هناك "القصيدة المنفرجة" المنسوبة للإمام أبي حامد الغزالي، وأولها: الشدة أودت بالمهج ** يا رب فعجل بالفرج وتذكر بعض المصادر أن الباعث المباشر لتأليف الشيخ الجزولي لكتاب "دلائل الخيرات" وراءه قصة طريفة، وهي أنه شاهد من امرأة بفاس أمرا عظيما من خوارق العادات والكرامات، فسألها: بم بلغت هذا ؟ فقالت: بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فعكف على الصلاة على النبي صلى الله وجمع كتابه المذكور. لكن المثير للعجب أن هناك كثيرين جدا صنفوا كتبا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واستمر ذلك حتى زماننا الحالي، ومع ذلك فلم يكتب لأي منها من النجاح والشهرة والانتشار الواسع وأن يعيش في وجدان الناس كما كتب لـ"دلائل الخيرات"، لدرجة أن حاجي خليفة يقول عنه في زمنه: إن الناس تواظب على قراءته "في المشارق والمغارب لا سيما في بلاد الروم"، وهو أمر يصدقه ما نراه نحن حتى يوم الناس هذا. جدل حول الكتاب! ولكن، هل سلم هذا الكتاب من الجدل حوله، أم كان له أيضا نصيب مما كتب لصاحبه في حياته وموته من انشغال الناس به واختلافهم حوله والجدل بشأنه؟! والجواب أن بعض الأوساط الإسلامية أعلنت وما زالت تعلن عدم رضاها عن الكتاب، وبعض الفقهاء يفتون بكراهة قراءته أو ترديد ما فيه. وإذا تناولنا نموذجا واحدا فقط، فهناك كتاب صدر في السنوات الأخيرة بعنوان "وقفات مع الكتاب المسمى دلائل الخيرات" للشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي. ويتلخص مضمون الكتاب في أنه ينعى على كتاب "دلائل الخيرات" عدة أمور يرفضها التيار السلفي أو مدرسة أهل الحديث، منها إيراده لأحاديث ضعيفة أو موضوعة، وتضمنه أمورا لا تتفق مع العقيدة الصحيحة في الإسلام. ويقول المؤلف: إن هذا الكتاب له رواج في العالم الإسلامي كله، فقلما تدخل بيتا إلا وتجد فيه نسخة من هذا الكتاب، ولذلك يرى تنبيه المسلمين إلى ما فيه من مخالفات. والحق أن مثل هذا الجدل هو نفسه الخلاف القديم والمتجدد بين مدرسة التصوف ومدرسة السنة أو الحديث. فالمدرسة الأخيرة لا تعترف إلا بالصحيح الثابت من السنة الشريفة، وترفض ما عدا ذلك، كما أنها تشدد تشديدا بالغا على الالتزام الكامل بأركان العقيدة الصحيحة بعيدا عن البدع أو الغلو أو الشطحات الصوفية. والمتصوفة من جانبهم، يدافعون عن مذهبهم من خلال حجتين رئيسيتين: أولاهما أن المخالفات الصارخة للعقيدة أو السنة مدسوسة على التراث الصوفي لتشويهه وبالتالي لا يُسأل عنها أقطاب التصوف، والحجة الثانية أن هناك ما قد يظهر أنه مخالف للعقيدة أو للسنة ولكنه في الحقيقة قابل للتأويل وليس مقصودا به الخروج على الدين. وهم بدورهم يتهمون خصومهم بالتمسك الشكلي بالنصوص وإهمال الروحانيات وأثرها المهم في حياة المسلم. ونحن نقترح هنا رأيا وسطا يتمثل في أن يتصدى أحد كبار علماء الحديث لتخريج أحاديث الكتاب في أي طبعة منه حتى يكون قارئه على بينة منها، وقد صارت هذه سنة حسنة يتبعها كثير من الناشرين، كما نميل إلى أن يتفقد أحد علماء أصول الدين ما في الكتاب من أفكار ودعوات لتصحيحها ولو في هامش الكتاب أو مقدمته، إلا أن ذلك كله لا يمنعنا من أن نترحم على الإمام الجزولي احتراما لنيته الصادقة التي تظهر في الكتاب، ولأننا نحس من كتابه أن الدافع وراء تأليفه هو حبه الخالص لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وبحسبه أنه راد الطريق ولفت المسلمين إلى فضل الصلاة عليه، استرشادا بقول الله تعالى في محكم كتابه: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" صدق الله العظيم
| |
|
عبدو عضو أساسي
عدد الرسائل : 830 العمر : 55 ** : 8 نقاط : 6245 تاريخ التسجيل : 04/02/2008
| موضوع: رد: "الجزولي".. عظام لا تعرف الراحة!! السبت 30 أغسطس 2008 - 22:20 | |
| | |
|
سفير اللغة و الأدب عضو ممتاز
عدد الرسائل : 1085 العمر : 60 نقاط : 6208 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: رد: "الجزولي".. عظام لا تعرف الراحة!! الأحد 31 أغسطس 2008 - 12:46 | |
| | |
|