التعليم الثانوي بالعطاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات التعليم الثانوي – العطاف –
 
الرئيسيةشريط الإدارةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سفير اللغة و الأدب
عضو ممتاز
عضو ممتاز



ذكر عدد الرسائل : 1085
العمر : 60
نقاط : 6208
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد Empty
مُساهمةموضوع: راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد   راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد Icon_minitimeالثلاثاء 14 أكتوبر 2008 - 20:44

راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد Bassma10
راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد 9c5bfa10
راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد 1001010


الأدب والنقد
الأدب والنقد .. هذان الصديقان اللدودان والعلاقة بينهما كالعلاقة بين البنائين والمهندسين .. فالأدباء هم البناؤون الذين يحفرون الأسس ويضعون المواد ويرصونها في أماكنها فيأتي بعد ذلك المهندسون ليشاهدوا ويحكموا ويشيروا بما يرونه من أخطاء أو نقص أو خلل في ذلك البناء لتلافيه وتحسين ما ينفذ بعده .. فيزداد البناؤون خبرة ومرانا ويعملون على تحسين إنتاجهم بناء على تلك التوجيهات والنصائح .
والنقد في اللغة : هو تمييز الدراهم .. ونقدت الدراهم وانتقدتها إذا أخرجت منها الزيف .. وناقدت فلاناً إذا ناقشته في الأمر . وفي حديث أبي الدرداء أنه قال : إن نقدت الناس نقدوك . وجاء في تفسيرها: إن عبتهم واغتبتهم قابلوك بمثله .
ولعل أقدم ما وصل إلينا من أوليات النقد ما جاء في سيرة طرفة بن العبد البكري حيث كان يصغى لإنشاد خاله المتلمس فلما وصل إلى قوله :
وقد ائناسى الهم عند احتضاره * * * بناج عليه الصعيرية مكرم
فصاح طرفة : استنوق الجمل . فدعاه خاله وقال له : اخرج لسانك .. فأخرجه فإذا هو أسود فقال وهو يشير إلى رأس طرفه : ويل لهذا من هذا .
وكانت أسواق العرب في عكاظ والمربد وهجر وغيرها من الأسواق ساحات للنقد يلتقي فيها الشعراء من جميع أنحاء الجزيرة ليتلقفوا تلك الأحكام التي يطلقها حكام الشعر وحكماؤه الذين يتخذون لهم مجالس مميزة في خيام معلمة معروفة يؤمها الشعراء والرواة .. فإذا استمع الحكم إلى قصيدة الشاعر أو الشاعرة إما أهمله وإما رفعه . والرافع معناه لا يكون إلا للجيد .. ويكون الحكم : اذهب فأنت شاعر قبيلة ( كذا ) .. أو اذهب فأنت شاعر العرب .. هنا يصبح الشاعر شاعرا بحق ويفخر بهذه المقولة طيلة حياته ويصبح شعره محل إعجاب الرواة الذين يتسابقون لحفظه وروايته ونقله بين الناس .
ولعل قصة جرير والراعي النميري معروفة لدى الكثيرين والتي ملخصها أن جريرا عرض شعره على الراعي النميري فلم يلتفت له وأسقطه .. فما كان من جرير إلا أن عمل قصيدة يهجو بها الراعي يقول فيها :
فغض الطرف أنك من نمير * * * فلا كعباً بلغت ولا كلاباً
فسرعان ما تلقفها الرواة ودارت في أنحاء جزيرة العرب حيث لحق الخزي والعار الراعي النميري وقبيلته ..
هكذا كان النقد .. فلما تطورت وسائل النشر والطباعة أوجد النقد رجالاً درسوا هذا الفن على أصوله وعمدوا إلى تحليل النصوص والوقوف عند مقاطعها وإيضاح ما فيها من خلل وما فيها من قوة أو ضعف .. وأبدوا استحسانهم في مواقع الاستحسان وتذمرهم من مواقع الخلل الذي لم ينج منه الأديب حتى في الجيل السابق من أمثال الدكتور طه حسين وعبدالقادر المازني والعقاد وزكي مبارك والرافعي ومحمد منير آل ياسين ومارون عبود وعيسى الناعوري .
وأخذ النقد يتدهور شيئا فشيئا حتى أصبح يمثل في غالبيته العلاقة الشخصية بين الناقد والأديب .. وعدنا إلى تلك المرحلة البدائية التي كانوا يقولون فيها : اذهب فأنت شاعر العرب أو أن يقول بعد أن يستمع إلى قصيدة أو بيت من الشعر ( املأوا فمه جواهراً وذهباً ) .. وكانت مجالس الخلفاء والوزراء والأمراء في العهود الأموية والعباسية والحمدانية هي منتديات الشعر والأدب .
ثم أخذت دائرة النقد الأدبي تتسع وتعريفاته تتلون وأساليبه تتعارض أو تتآلف لكنها تلتقي عند هدف واحد هو دراسة العمل الفني وإظهار ما فيه من مواطن الضعف والقوة وإبراز ذلك الجهد الذي تكلفه الأديب لصياغة ذلك الإبداع وطرحه بين أيدي القراء من الأدباء والنقاد .. وفي هذا الصدد يقول الدكتور احمد الشايب :
( الشعراء والكتاب كثيرون وآثارهم الأدبية صور لشخصياتهم المتباينة فلابد أن تتمايز هذه الآثار تبعا لاختلاف الأمزجة والأذواق ومثل ذلك يقال عن القراء والسامعين فهم مختلفوا المواهب والأمزجة والأذواق .. وبقدر المشابهة بين المنشئ والقارئ يكون اطمئنان الثاني إلى الأول وشغفه بأدبه وحسن تقديره لأنه صورة نفسه ومزاجه .. وكلما تنافرت الأذواق كان الانصراف وسوء الحكم والتقدير .. ومن هنا نشأ النقد الأدبي في طوره الأول .. فأول ناقد وجد عقب أول منشئ .. والنقد يقوم على الفهم والتقدير .. ويمكن تعريفه بأنه بيان قيمة النص الأدبي ودرجته الفنية ).
تلك ركيزة واحدة من ركائز النقد التي يجب أن يتكئ عليها الناقد أثناء مطالعته للأثر الأدبي .. وهو النظر في الأسلوب الأدبي كما ينظر إلى الصورة تبدعها ريشة الفنان .. وأن أي خدش أو خطأ أو زيادة أو نقص يشوه تلك الصورة الجمالية التي أراد لها المبدع أن تكون متكاملة من جميع النواحي وأولها وأهمها الشكل ( الخطوط الرئيسية ) لتلك الصورة .. وفي الأثر الأدبي يكون الأسلوب هو الشكل الجمالي لذلك الأثر ..
فمن هو الناقد .. ؟
الناقد الحق هو الذي يزاول عمله بموضوعية ومعرفة هي في عمقها وصحتها أعظم بكثير من معرفة القارئ .
والناقد أيضا هو من يمتلك مواهب خاصة من عمق النظرة والتغلغل والتفهم للأثر الذي بين يديه ليعطي رأياً صائباً لا لبس فيه ولا غموض .. وله مهمتان :
التفسير : وهو الوسيلة الموصلة إلى الحكم .
الحكم : وهو الغاية الحقة لعمل الناقد . ويجب أن تتوفر في الناقد مؤهلات منها : أن يكون ذهنه منتبهاً ومرناً وأن يكون جاد النظرة سريع الاستجابة لكل التأثيرات .. قوي الفهم للأساسيات وقادر على أن يرى الشيء في الحقيقة .. كما يجب أن يكون خالياً تماماً ومتجرداً من كل ميل من أي نوع .
ويجب ألا يعتمد الناقد على مواهبه الخاصة فقط لأن من اللازم أن يكون لناقد الأدب كناقد الفن تثقيفاً خاصاً بتحصيل المعرفة وتهذيب العقل وهو في حاجة إلى المران والنظام .
والذوق أو الحس الفني هو أحد أدوات الناقد البصير .. لأن مهمة الناقد مهمة عملية تنشأ فقط عند مباشرة النص الأدبي مما عساه أن يظهر من عبارة الكاتب أو قصيدة الشاعر ورؤية الخصائص المميزة في النص الأدبي هي النقد الذي بواسطته نستطيع أن نحكم على ذلك الأثر الفني .. ولا يستطيع ذلك إلا ذوق ممارس لهذه الرؤية ومعايش لها باستمرار ولفترة طويلة .. سواء تغلب الجانب المكتسب في الذوق على الجانب الفطري كما يقول الدكتور محمد زكي العشماوي أم كان العكس هو الصحيح .. فإن حاجتنا إلى عنصر الذوق في النقد أمر معترف به ولن يقلل من قيمة الذوق وحاجتنا إلى تحكيمه ما نراه من خوف كثير من العلماء الذين يعتقدون أن التجاءنا إلي المنهج التاريخي في الحكم على الآثار الأدبية تحصين لنا مما عساه أن يرفعنا إليه أهواؤنا الفردية فنزل عن القصد ونميل مع الهوى.
ولقد اهتم الأدباء والنقاد في القرن الرابع الهجري بوضع الدراسات النقدية التي تعالج الكثير من أوضاع اللغة العربية وما دخل عليها من اللغات الأجنبية والعامية وتأثر الأدباء والشعراء بتلك اللغات لدرجة أنها كادت أن تفسد الذوق الأدبي لدى الشعراء والكتاب ..
وكان من أوائل النقاد ابن سلام الجمحي وكتابه (طبقات فحول الشعراء ) مشهور متداول بين أيدي الأدباء والنقاد حتى الآن ويكاد يكون من المراجع المهمة لدراسة الأدب .. وبعده أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ .. وله مجموعة من الكتب في الأدب والنقد أهمها كتاب ( البيان والتبيين ) وكتاب ( الحيوان ) و( رسالة التربيع والتدوير ) .
ولقد عايش ابن سلام من علماء عصره : حماد الراوية وخلف الأحمر وأبو عبيدة والأصمعي .. فجمع أفكارهم وآراءهم المبعثرة في الشعر فنظمها تنظيما علميا دقيقا فكان أول من مارس النقد المنهجي ..
أما الجاحظ فقد عنى باختيار ما يستسيغه ذوقه من الشعر والنثر والوقوف عند ما يثير استحسانه ثم جمع تلك الاختيارات كتاب البيان والتبيين .. أما آراؤه النقدية فقد بينها في كتابه (الحيوان) .
ومن آراء الجاحظ النقدية :
( المعاني القائمة في صدور العباد المتصورة في أذهانهم والمتخلجة في نفوسهم والمتصلة بخواطرهم والحادثة عن فكرهم مستورة خفية وبعيدة وحشية محجوبة وموجودة في معنى معدومة لا يعرف الإنسان ضمير صاحبه ولا حاجة أخيه .. أو خليطه ولا معنى شريكه وعلى ما يبلغ من حاجات نفسه إلا بغيره وإنما تجيء تلك المعاني في ذكرهم لها وأخبارهم عنها واستعمالهم إياها .. وهذه الخصال هي التي تقربها إلى الفهم وتجليها للعقل وتجعل الخفي منها ظاهرا والغائب منها شاهداً والبعيد منها قريباً والوحشي مألوفاً والغفل موسوماً والموسوم معلماً .. وعلى قدر وضوح الدلالة يكون إظهار المعنى وكلما كانت الدلالة أوضح وأوضح كانت أنفع وأنجع .
والمعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي والمدني وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ وسهولة المخرج .
وبالجملة فان لكل معنى شريف أو وضيع ضربين من اللفظ هما حقه ونصيبه الذي لا ينبغي أن يجاوزه أو أن يقصر دونه .
ويقول أبو الحسن عبدالقاهر الجرجاني :
وأنت تجد في أهل عصرك وأبناء زمانك وترى الجافي الجلف كز الألفاظ معقد الكلام وعر الخطاب حتى أنك ربما وجدت ألفاظه في صورته ونغمته وجرسه ولهجته ومن شأن البداوة أن تحدث بعض ذلك .
وليس ما رسمته في هذا الباب مقصور على الشعر دون الكتابة ولا بمختص بالنظم دون النثر بل يجب أن يكون كتابك في الفتح والوعيد خلاف كتابك في التشوق والتهنئة واقتضاء المواصلة .. وخطابك إذا حذرت وزجرت أفخم منه إذا وعدت ومنعت .
ويقول : ( وملاك الأمر في هذا الباب خاصة ترك التكليف ورفض التعمل والاسترسال للطبع وتجنب الحمل عليه والعنف به .. ولست أعني بهذا كل طبع بل المهذب الذي صقله الأدب وشحذته الرواية وجلته الفطنة وألهم الفصل بين الرديء والجيد وتصور أمثلة الحسن والقبيح.
ويحتفل الناقد احمد بن فارس باللغة العربية ويضعها في المقام الأول عند دراسة الآثار العلمية والأدبية فيقول :
وإن أردت أن سائر اللغات تبين إبانة اللغة العربية فهذا غلط لأنا لو احتجنا أن نعبر عن السيف وأوصافه باللغة الفارسية لما أمكننا ذلك إلا باسم واحد .. ونحن نذكر للسيف بالعربية صفات كثيرة وكذلك الأسد والفرس وغيرها من الأشياء المسماة بالأسماء المترادفة .. فأين هذا من ذلك وأني لسائر اللغات من ألسنة ما للغة العربية؟
أما رأي أبى القاسم الحسن بن بشر الآمدي فهو :
( الأعرابي لا يقول إلا على قريحته ولا يعتصم إلا بخاطره ولا يستقي إلا من قلبه .. وأما المتأخر الذي يطبع على قوالب ويحذو على أمثلة ويتعلم الشعر تعلما ويأخذه تلقنا فمن شأنه أن يتجنب المذموم ولا يتبع من تقدمه إلا فيما استحسن منهم واستجيد لهم .. واختير من كلامهم .. فان الشاعر قد يعاب أشد العيب إذا قصد بالصنعة سائر شعره وبالإبداع جميع فنونه لأن مجاهدة الطبع ومغالبة القريحة مخرجه سهل التأليف إلى سوء التكلف وشدة التعامل ولكل شيء حد إذا جاوزه المتجاوز سمى مفرطا .. وما وقع الإفراط في شيء إلا شانه وما أعاد إلى الفساد صحته وإلى القبح حسنه وبهاءه ).
ويقول أبو هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري :
( أجناس الكلام المنظوم ثلاثة : الرسائل والخطب والشعر وجميعها تحتاج إلى حسن التأليف وجودة التركيب .. وحسن التأليف يزيد المعنى وضوحاً وشرحاً .. وسوء التأليف مع رداءة الرصف والتركيب شعبة من التعمية .. فإذا كان المعنى سبياً ( جيداً ) ورصف الكلام ردياً لم يوجد له قبول ولم تظهر عليه طلاوة . وإذا كان المعنى وسطا ورصف الكلام جيدا كان أطيب موقعاً وأحسن مستمعاً .. فهو بمنزلة العقد إذا جعل كل خرزة منه إلى ما يليق بها كان رائعاً في المرأى .. وإن لم يكن مرتفعاً جليلاً .. وإن اختل نظمه فضمت الحبة إلى مالا يليق بها اقتحمته العين .. وإن كان فائقاً ثميناً .
وحسن الرصف أن توضع الألفاظ في مواضعها وتمكن في أماكنها ولا يستخدم فيها التقديم والتأخير والحذف والزيادة إلا حذقا لا يفسد الكلام ولا يعمى المعنى ..
وسوء الرصف تقديم ما ينبغي تأخيره منها وصرفها عن وجوهها وتغيير صيغتها ومخالفة الاستعمال في نظمها ) .
ويقول أبو علي بن محمد بن المظفر الحاتمي :
( مثل القصيدة مثل الإنسان في اتصال بعض أعضائه ببعض .. فمتى انفصل عضو واحد عن الآخر وباينه في صحة التركيب غادر الجسم ذا عاهة تتخون محاسنه وتعفى معالمه وقد وجدت حذاق المتقدمين وأرباب الصناعة من المحدثين يحترسون في مثل هذه الحال احتراسا يجنبهم شوائب النقصان ويقف بهم على محجة الإحسان حتى يقع الإيصال ويؤمن الانفصال وتأتي القصيدة تناسب صدورها وإعجازها وانتظام نسيبها بمديحها كالرسالة البليغة أو كالخطبة الموجزة لا ينفصل جزء منها عن جزء .. وهذا مذهب اختص به المحدثون لتوقد خواطرهم ولطف أفكارهم واعتمادهم البديع وأفانينه في أشعارهم وكأنه مذهب سهلوا حزنه وبهجوا دارسه ).
وممن اشتغل بالنقد عبدالله بن المعتز في كتابه ( البديع ) وقدامة بن جعفر في كتابه (نقد النظم ونقد النثر) وأبو العلاء المعري في ( رسالة الغفران ) وابن سنان الخفاجي في كتابه (أسرار البلاغة) وابن الأثير في كتابه ( المثل السائر ) .
هذه إلمامة بالقدماء .. أما المحدثين فمنهم الشيخ حسن المرصفي الذي وضع كتابا بعنوان (الوسيلة الأدبية).. وإبراهيم المازني والعقاد في كتابهما (الديوان).. وجاء بعد هؤلاء الأستاذ مصطفى السحرتي فوضع كتاب ( الشعر المعاصر في ضوء النقد الحديث ) .
أما وقد وصلنا إلى هذه المرحلة فيحسن أن نختار بعض آراء المعاصرين في النقد وفي مقدمتهم لا شك الأستاذ احمد أمين الذي وضع كتاب (النقد الأدبي) حيث جاء في المقدمة التي كتبها الناشر :
( النقد الأدبي ثمرة للأدب ذاته .. والأدب ثمرة طبيعية للبيئة .. والأديب .. فوظيفة النقد الأدبي هي تقويم العمل الأدبي وبيان قيمته الموضوعية وتحديد مكانه .. وما أداه للعربية أدبا ولغة وتصوير خصائص صاحبه الشعورية والتعبيرية والنفسية وكشف العوامل الخارجية التي أثرت أو اشتركت في التأثير عليه .
والنقد الأدبي عرفه العرب منذ عصور الجاهلية حيث اعتمد على السليقة والفطرة .. يستمد منها أحكامه .. لكنه لم تحدد أصوله وقوانينه إلا في العصر الحديث نتيجة لجهود متعددة قام بها مشاهير النقاد الغربيين ) .
أما أحمد أمين نفسه فيقول :
( إذا كان النقد فنا فيجب أن يخضع لقوانين الفن فهناك قواعد أصلية تشترك فيها كل الفنون ومنها الأدب .. وهذه القواعد منها ما هو مستمد من علم النفس ومنها ما هو مستمد من علم الجمال وغير ذلك .. وكلما تقدم الناس في فهم علم الجمال زاد تقدمهم في فهم قواعد الفن وتبع ذلك تقدمهم في التطبيق على النقد الأدبي . والناقدون والأدباء تناولوا دراسة تاريخ الأدب من نواح مختلفة فيعضهم تناوله من الناحية التاريخية فهم مثلا يدرسون العصر الجاهلي ثم العصر الإسلامي ثم العباسي وهكذا حجتهم في ذلك أن الأدب ظل للحياة الاجتماعية وممثل لها .. ولا يمكن فهم الأدب حق الفهم إلا إذا فهمت البيئة التي أنتجته ).
ويقول : ( والحق أن قدرا من معرفة حياة الفنان لازم لفهم ما صدر عنه من فن .. وهو القدر الذي يرسل الضوء على الآثار الفنية فأما ما وراء ذلك فلا يهمنا في موضوعنا وهو النقد الأدبي الذي هو بهذا الشكل أقرب إلى العلم منه إلى الفن فهو يقرر القواعد النظرية اكثر مما يبين طريقة استخدامها ويوضح النظريات التي يمكنك أن تعرف بها القطعة الفنية ومقدار جودتها لكنه لا يتعرض لتدريبك وتبين الطريقة العملية لتكون فنانا ).
وأعتقد أنه من حقنا أن نكتفي بهذه الاضمامة الجيدة من الآراء للقدماء والمحدثين في النقد الأدبي الذي أصبح فنا قائما بذاته .. وكيف فصل لنا أولئك النقاد ماهية النقد وأدواته وصفات الناقد ومدى التزامه بالصدق والأمانة وما يجب أن يتوفر لديه من مقومات تؤهله ليتبوأ منصة الحكم على الأعمال الأدبية سواء كانت شعراً أم نثراً .
ولا شك أن على رأس هؤلاء الدكتور طه حسين في كتبه ( في الأدب الجاهلي ) و(مع أبي العلاء في سجنه ) وزكى مبارك في كتابه ( التصوف الإسلامي ) .
أما المعاصرين الذين تغذوا بدراسات الغربيين وحاولوا تطبيقها على الأدب العربي بطريقة اعتسافية وبمذاهب نقدية غير متلائمة مع طبيعة الحياة العربية فنشأت عدة اتجاهات نقدية أخذت الأدب العربي إلى متاهات الحداثة التي حولت الأدب إلى مجرد رموز وخيالات بعيدة عن الواقع .. وتحولت الصور الجمالية في الشعر والنثر إلى كلام مقطع لا رابط بين بعضه البعض .. وجاء النقاد ليحولوا تلك الصور الممزقة والعبارات المفككة والكلمات المتقاطعة إلى فنون تستحق العناية والدرس .. وأخرجوا لنا ما يسمى بقصيدة ( النثر ) وهي عبارة عن جمل نثرية متباعدة لو رصت في مكانها ورصفت في مواضعها لأخذت وضعا أحسن من وضعها كشعر ولتحولت إلى جمل نثرية مفيدة إلا أنها مع ذلك تظل خالية من الموضوع أي فارغة المضمون ما لم تضاف إلى غيرها وتوضع في قوالب النثر البلاغية التي تحكم صنعتها وتهذب حواشيها وتلغى مبتذلاتها .
ومن المؤسف أن نقاد الحداثة يأخذون المقطوعة من هذه المقطوعات النثرية والتي لا تتعدى في مجملها جملتين تتكون إحداهما من ثلاث أو أربع كلمات وضعت كل كلمة في سطر ليضعوا منها عملا إبداعيا متميزا ويضفون عليها من الاستحسان ما يجعلها في قمة القيم الأدبية ويتحدثون عما هو مجهول فيها من معاني مستترة وكأنهم يعلمون الغيب أو اطلعوا على سرائر قلوب أولئك المتأدبين .. إلا أن تلك البنى مهما كبرت في أحجامها وكثرت في أعدادها ستظل مثل القصور التي تبنى من الرمال على شاطئ البحر إن لم تكتسحها الرياح .. بعثرتها مياه البحر فتلاشت وعفت آثارها .. شواهد الواقع على هذا أكثر من أن تحصى .

راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد 15751510
راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد 331-do10
راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد Adeeb_10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.musbene.blogs.fr
عبدو
عضو أساسي
عضو أساسي
عبدو


ذكر عدد الرسائل : 830
العمر : 55
** : 8
نقاط : 6245
تاريخ التسجيل : 04/02/2008

راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد Empty
مُساهمةموضوع: رد: راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد   راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد Icon_minitimeالخميس 16 أكتوبر 2008 - 17:56

راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد 15
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سفير اللغة و الأدب
عضو ممتاز
عضو ممتاز



ذكر عدد الرسائل : 1085
العمر : 60
نقاط : 6208
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد Empty
مُساهمةموضوع: رد: راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد   راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد Icon_minitimeالجمعة 17 أكتوبر 2008 - 6:55

راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد 15
راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد 16061510
راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد 15711511

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.musbene.blogs.fr
 
راجع معي دروس السنة الأولى 4- الأدب و النقد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» راجع معي دروس السنة الأولى في النقد 1- وظيفة النقد الأدبي
» راجع معي دروس السنة الأولى 2-النقد الأدبي/تعريفه /تاريخه/اتجاهاته/مقاييسه
» راجع معي دروس السنة الأولى 3- الأدب العربي ووظائفه التربوية
» راجع معي دروس السنة الأولى 1- مفاهيم نقدية
» دروس وتطبيقات في النقد والأدب والبلاغة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
التعليم الثانوي بالعطاف ::  الأدب العــــــــــــربي  ::  السنـــــــوات الأولى -
انتقل الى: