ماذا أقول عن العلم والعلماء
وعن علمهم في غياب الوفاء
أرى القول في عهدنا لايفيد
فلا تسألوني عن الأشقياء
فأنتم ترون صعود المغني
ولاتسمعون صدى العلماء
رأيت التفوق في ذا الزمان
لمن يستطيع انتحال الغناء
فحسب المهرج قول كلام
ليصبح نجما بحجم الفضاء
له في المحافل صدر المقام
ويدعى بفخر لنيل العطاء
وحين يموت مغني جهول
تقام المنادب كل مساء
وتلقى علينا فنون التعازي
بصوت حزين ودون انتهاء
وينفجر المدع يوم الوداع
ويسمع جهرا نحيب النساء
ولكن إذا مات عبد الحميد
أقاموا احتفالا بغير حياء
فماذا أقول عن العلماء
يعيش المعلم عيش الغريب ويرقى
فكم مرة عاتبوه بعنف وعن علمهم بعد طول جفاء؟ الجهول عنان السماء ولم ينصفوه ولو بالثناء
فأصبح يحمل هم الزمان
ويخشى الملامة عند اللقاء
فيا عجبي من صمود الرجال
ويا عجبي من دوام الصفاء
سيبقى المعلم جسر العبور
يداس ويرضى برغم العناء
وحين تخور جميع قواه
يحال إلى عالم الأشقياء
هو النور لولاه ما حل صبح
ولولاه عاشوا بغير ضياء
هو النبع حين يكون الجفاف
يسقي العقول اتقاء الظلماء
فهلا أقيمت محافل فخر
لهذي الشموع قبيل انطفاء
فنبني بذلك صرح شموخ
ونفخر بالعلم والعلماء