السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
فيما يلي اختبار الثلاثي الثاني لشعبة 2 آ ف
الموضوع الأول / ( 12ن )
النص : تسمية الإنسان بالعالم الأصغر
أوَ ما علمتَ أنّ الإنسان الذي خُلقت السمواتُ والأرضُ وَمَا بَينَهما مِن أجْله كما قال عزَّ وجلَّ: "سَخَّرَ لَكُمْ مَا في السَّمَوَاتِ وَمَا في الأَرْضِ جَميعاً مِنْهُ" إنَّما سَمُّوه العالَم الصغير سليلَ العالَم الكبير، لِمَا وجَدوا فيه من جَمع أشكالِ ما في العالم الكبير، ووجدْنا له الحواسَّ الخمسَ ووجدُوا فيه المحسوساتِ الخمس، ووجدُوه يأكل اللَّحمَ والحبَّ، ويجمعُ بينَ ما تقتاته البهيمةُ والسبع، ووجَدوا فيه صَولةَ الجمل ووُثوبَ الأسد، وغدْرَ الذئب، ورَوَغان الثعلب، وجُبْن الصِّفْرِد، وجَمْعَ الذَّرَّةِ، وصنْعةَ السُّرْفة وجُودَ الدِّيكِ، وإلفَ الكلب، واهتداءَ الحمام، وربَّما وجدوا فيه ممَّا في البهائم والسباع خُلُقَيْن أو ثلاثة، ولا يبلغُ أن يكون جملاً بأن يكون فيه اهتداؤه وغَيرته، وصَولته وحِقدُه، وصبرُه على حَمْل الثِّقْل .
وسمَّوه العالمَ الصغيرَ لأنَّهم وجدُوه يصوِّر كلَّ شيءٍ بيده، ويحكي كلَّ صوتٍ بِفَمه، وقالوا: ولأنَّ أعضاءَه مقسومةٌ على البروج الاثني عشر والنجومِ السبعة، وفيه الدَّمُ وهو من نِتاج الهواء، وفيه البلغَمُ وهو من نِتاج الماء، وعلى طبائعه الأربع وضعت الأوتاد الأربعة، فجعَلوه العالَمَ الصغير، إذ كانَ فيه جميعُ أجزائِه وأخلاطِهِ وطبائعه، ألا تَرَى أنَّ فيه طبائعَ الغضبِ والرضَا،وآلة اليقين والشكّ ، وفيه طبائعُ الفِطنةِ والغَباوة ، والنصيحةِ والغِشِّ، والوَفاء والغدر، والرياء والإخلاص، والحبّ والبُغْض، والجِدِّ والهزْل، والبخْل والجُود والتواضع والكبر والتبذير والتقتير والذِّكر والنسيان، والخوفِ والرجاء ، والعلم والجهل، والظلم والإنصاف، والطلب والهَرب ، والسُّرور والهمّ، واللَّذَّةِ والأَلَم ، وما لا يحصى عدده، ولا يُعرَف حَدُّه.
فالكلبُ سبع وإن كانَ بالناس أنيساً، ولا تخرِجُه الخصلة والخَصلتان ممَّا قاربَ بعضَ طبائِع الناس، إِلى أن يخرجَه من الكَلْبيَّة، قال: وكذلك الجميع، وقد عرَفت شبَه باطنِ الكلب بباطن الإنسان، وشبَه ظاهِر القرد بظاهر الإنسان: ترى ذلك في طَرْفِه وتغميضِ عينه، وفي ضِحْكه وفي حكايته، وفي كفِّه وأصابِعه، وفي رفعِها ووضعِها، وكيف يتناولُ بها، وكيف يجهز اللُّقمة إلى فيه ، وكيف يكسِر الجَوْزَ ويستخرج لبَّه. وليس يصير القردُ بذلك المقدار من المقارَبَة إلى أن يخرُج من بعض حدود القرود إلى حدود الإنسان.
الجاحظ
من كتاب الحيوان ـ بتصرف ـ
*في البناء الفكري:
1 ـ كم عدد الأسباب التي عرضها الجاحظ لتسمية الإنسان بالعالم الصغير ؟ أذكر سببين اثنين . ( 1.5)
2 ـ ما علاقة الجملة(و يجمع ...السبع )بالجملة( يأكل اللحم و الحب )؟(0.5)
3 ـ اشرح العبارة ( و لا تخرجه الخصلة....من الكلبية ) . (1)
4 ـ أذكر ثلاث ملامح للتجديد وظفها الكاتب في نصه .( 1.5)
5 ـ بين موضعا لأثر الفلسفة في هذا النص . ( 0.5)
6 ـ ما وسائل الإقناع التي اعتمدها الجاحظ ؟ ( 01)
7 ـ ما النمط الغالب على النص ؟ علل . (01)
* في البناء اللغوي :
1 ـ ما نوع المحسن البديعي الذي استعمله الكاتب بكثرة ؟ هات نموذجا له ، ما أثره في الكلام ؟ (1.5)
2 ـ بم يصطلح عليه ما قام به الجاحظ في السؤال السابق ؟ (0.5)
3 ـ أي الأساليب كانت أكثر توظيفا في النص ؟ لماذا ؟ (1.5)
4 ـ ما الغرض الأدبي للاستفهام الذي استهل به النص ؟ (0.5)
5 ـ بم تفسر ندرة الصور البيانية فيه ؟ ( 0.5)
6 ـ على من يعود ضمير الجماعة في النص ؟ (0.5)
الوضعية المستهدفة / ( 08ن)
تفكرت في مخلوقات الله تعالى ، و رأيت الجبال كيف نصبت ، و الماء كيف اتخذ سبيله في تضاريس متنوعة ، و الأرض و السماء ، و تقلب الليل و النهار ، فطافت برأسك خواطر .
سجل هذه الخواطر بإيجاز مثبتا عظمة الخالق ، موظفا حرفي تنبيه ، أسلوبي اختصاص ، موضعين مختلفين تكسر فيهما همزة " أنّ" ، و ما