ثانوية الثعالبية 1 ----------------------- السنة الدراسية : 2007 / 2008
- حسين داي - **************** المستوى : جذع مشترك آداب
نموذج من تصحيح امتحان مادة اللغة العربية و آدابها
- أكتشف معطيات النص :
1) لقد تحقق ما كان يصبو إليه الواشون فقد نأت بثينة عن جميل و لم تعد تلتقي به إلا أنه بقي وفيا لها حتى و هي بعيدة عنه، بل أقسم أنه يصبر على كل نائبات الدهر إلا فراق و بعد بثينة فلا بالرغم من تهديد أهلها له بالقتل إن عاود الاتصال بها و الالتقاء معها، و إن ذكرها جميل بأيام الوصال و اللقاء و الحب المتبادل بينهما بكت بثينة حسرة و أسفا على هذا الماضي السعيد، و في الأخير يقول جميل أن لو تركت له عقله ما طلبها للقاء أبدا فهو متيم بها حاضرة و غائبة.
2) من مظاهر تأثر جميل بحب بثينة هو عدم صبره على فراقها و عدم رؤيتها أمامه على الرغم من تهديد أهلها له بالقتل، و نجد أيضا سلبها لعقله و قلبه و كيانه كله أي سيطرتها التامة عليه، كما نجد بقائه لها وفيا رغم إغراء العاذلات …
3) فعلا، في النص جو من الصراع صنعه الواشون النمامون الذين حاولوا قدر الإمكان التفريق بين جميـل و بثينة، هذا من جهة، و من جهة أخرى نجد مطاردة أهلها له و توعدهم له بالقتل، ذنبه الوحيد أنه أحبهـا و لكن وصفها في شعره و باح فيه بهذا الحب (و من عادة العرب أنهم لا يزوجوا الرجل الذي يصف محبوبته في الشعر).
4) يدرج هذا النص ضمن ما يعرف بغرض الغزل العفيف لأن جميل عبر فيه عن حبه لبثينـة بكل عفـة و طهارة و صدق و لم يصفها ماديا أبدا (لم يصف جسدها)، و يتميز الغزل العفيف بثلاث خصائص هي :
- العفة : و نجدها في قوله : أَرَانِي لاَ أَلْقَى بُثَيْنَةَ مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ خَائِفًا أَوْ عَلَى رَحْلِ.
- الاختصاص : و نجده في قوله : لَقَدْ فَرَحَ الوَاشُونَ أَنْ صَرَمَتْ حَبْلِي بُثَيْنَةُ أَوْ أَبْدَتْ لَنَا جَانِبَ البُخْلِ.
- الديمومة : و نجدها في قوله : وَ لَوْ تَرَكَتْ عَقْلِي مَعِي مَا طَلَبْتُهَا وَ لَكِنْ طِلاَبِيهَا لِمَا فَاتَ مِنْ عَقْلِي.
- أناقش معطيات النص :
1) البيت الذي يمثل قمة مأساة ما يعانيه الشاعر من الحب (الوجد) هو :
وَ لَوْ تَرَكَتْ عَقْلِي مَعِي مَا طَلَبْتُهَا وَ لَكِنْ طِلاَبِيهَا لِمَا فَاتَ مِنْ عَقْلِي.
2) ضرب الخبر في البيت الأول هو إنكاري لأنه مؤكد بثلاث طرق هي : اللام – قد – أن.
3) الأمر في قوله : (مَهْلاً) و قد ورد هنا بصيغة المصدر النائب عن فعله، و غرضه البلاغي هو ابداء النصيحة الكاذبة – نجد كذلك النداء في قوله : (يَا جَمِيلُ) و غرضه الأدبي لفت الانتباه – كما نجد كذلك الاستفهام في قوله : (أَ حِلْمًا ؟)، (أَمْ أَخْشَى) و غرضه الأدبي التعجب.
4) الاستعارة في قوله : (بَذْلِ الصَّفَاءِ) حيث شبه الشاعر الصفاء بالمال الذي يبذل و ينفق فحذف لفظ المشبه به (المال) و رمز إليه بأحد لوازمه (بذل)، و ذلك على سبيل الاستعارة المكنية – كما نجد الكناية في قوله :
(سَبَتْنِي بِالدَّلاَلِ) و هي كناية عن صفة السيطرة من شدة الحب.
5) نوع و قسم المحسن البديعي الوارد في افتتاحية القصيدة هو التصريع بين (حبلي / البخل) و فاصلته الدال.
6) الإعراب :
مَهْلاً : مفعول مطلق لفعل محذوف جوازا تقديره (تمهل) منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
يَا : حرف نداء مبني لا محل له من الإعراب.
جَمِيلُ : منادى مبني على الضم في محل نصب مفعول به على النداء لفعله المحذوف وجوبا تقديـره أدعـو أو أنادي لأنه اسم علم مفرد.
أَرَانِي : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة المقدرة في آخره منع من ظهورها التعذر.
و الفاعل ضمير مستتر تقديره : (أنا).
و النون نون الوقاية مبنية لا محل لها من الإعراب.
و الياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
7) تقطيع البيت الرابع و تحديد قافيته و حرف رويه :
إِذَا مَا تَرَاجَعْنَا الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا جَرَى الدَّمْعُ مِنْ عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بِالكُحْلِ
إِذَاْ مَاْ تَرَاْجَعْنَلْ لَذِيْ كَاْ نَ بَيْنَنَاْ جَرَدْدَمْ عُ مِنْ عَيْنَيْ بُثَيْنَ ةَ بِلْكُحْلِيْ
//0/0 //0/0/0 //0/0 //0//0 //0/0 //0/0/0 //0/ //0/0/0
فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُ مَفَاْعِيْلُنْ
- الوزن : بحر الطويل.
- حرف الروي : اللام.
- القافية : كُحْلِيْ
/0/0
- أحدد بناء النص :
1) النمط الغالب على القصيدة هو النمط السردي، فالشاعر هنا بصدد اخبارنا عن قصته الغرامية عن طريق وصف احساسه و مشاعره اتجاه من أحبّ، و الدليل على ذلك قوله :
إِذَا مَا تَرَاجَعْنَا الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا جَرَى الدَّمْعُ مِنْ عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بِالكُحْلِ
2) يراعى في التعبير النمطية السردية الوصفية و سلامة اللغة من الأخطاء بشتى أنواعها : النحوية، الإملائية، التركيبية … الخ.
- الاتساق و الانسجام :
1) الضمير الغالب في النص هو ضمير المتكلم الذي يعود على جميل : (حبلي – لنا – أنّني – أراني – لست - نعلي … الخ، ثم يليه مباشرة ضمير الغائب الذي يعود على بثينة : (صرمت – أبدت – تركت – هويتها – سبتني … الخ، و ضمير المتكلم يدل على تمزق الذات، المعاناة، الشعور بالضياع و المأساة التي عاشها و مازال يعيشها الشاعر و حبيبته بعيدة عنه.
و غلبة ضمير المتكلم على ضمير الغائب تنم على أن جميل هو الذي كان يعاني أكثر من عذابات الهوى من بثينة، فهي الحاضر الغائب بالنسبة له، و من الملاحظ على هذين الضميرين في القصيدة أنهما كانا متلازمين و متكاملين و هذا إن دل يدل على أن كل من جميل و بثينة روح واحدة.
2) الخيط الذي ربط البيت الأول بالبيت الأخير هو الضمير الذي يعود على بثينة فهي البداية و النهاية، هي الافتتاح و الاختتام، هي الدوام و الخلود.
- أجمل القول في تقدير النص :
احتوى النص على قيم خلقية اتضحت و تجلت في :
- الوفاء و الإخلاص في الحب.
- الصبر على فراق الحبيب …
--- نشكر شكرا خاصا للأستاذ مسيلي رضوان ---