إليكم هذه القصة التي تبين أن كل ما يحدث لك في حياتك هو الأفضل دائما...
يروى أن رجلا صالحا حكيما كان وزيرا لأحد الملوك؛ وكان ملازما له لا يفارقه البتة؛
وقد اشتهر بكلمة واحدة:"الخير فيما اختار الله"؛ ولم يفهمها أحد؛ إذ كان يقولها كلما
حلت مصيبة أو نائبة..
ذات مرة؛ وبينما هما في الغابة؛وقد اعتادا أن يخرجا معا إلى الصيد بين الآونة والأخرى؛ إذ جرح الملك جرحا بليغا في إصبعه؛ وعادا على وجه السرعة إلى القصر...
حاول الأطباء أن يعالجوه؛ لكنهم في الأخير اضطروا إلى بتر إصبعه...
واشتكى الملك للوزير مصيبته؛ فقال له الوزير كعادته:"الخير فيما اختار الله.."
نظر إليه الملك بغضب؛وأمر بسجنه.
مضت الأيام ؛وصار الملك يذهب للصيد وحده؛وبينما هو كذلك إذ فاجأه ذات يوم قوم في الغابة؛ وأخذوه معهم لما رأوه من حسن هندامه وكمال جسمه؛بغية تقديمه هذية وقربانا لآلهتهم..
ولما هموا بذبحه رأوا اصبعه المبتور فتراجعوا؛ لأنهم لا يقدمون لآلهتهم إلا ما كمل وجمل من الهدايا..
أطلقوا سراح الملك؛ وبينما هو عائد تذكر الوزير؛وفكر فيما قاله؛وسرعان ما وصل أمر به؛فسيق به إليه..
وحكى له الملك كل ما حل به؛ فنظر إليه الوزير وقال:
"أرأيت؛ لو لم يقطع إصبعك لكنت الآن جثة هامدة؛ ولو لم تدخلني السجن لذهبت معك للصيد ولأمسكونا معا؛ ولأطلقوا سراحك وذبحوني أنا...
لذلك؛ فالخير فيما اختار الله"
مما نخلص إليه؛ أنه حتى وإن بدا الأمر سيئا لكنه دائما حسن فالله لا يرضى لعباده إلا ما أفادهم؛ عاجلا أم آجلا.......