2. مؤتمر طرابلس
الاختيارات السياسية:
ـ تشييد دولة عصرية على أسس ديموقراطية في إطار الحزب الواحد
ـ محاربة الاستعمار, ودعم حركات التحرر في العالم
ـ العمل على تجسيد الوحدة العربية والمغاربية .
ـ دعم السلم العالمي والتعاون
دعت قيادة الثورة الجزائرية إلى عقد المؤتمر الخامس لجبهة التحرير الوطني في ليبيا مابين (27 /05 و 04 / 06 /1962)حضرته قيادات الثورة السياسية والعسكرية ، وتم خلاله وضع برنامج عرف بـ برنامج طرابلس وتضمن الاختيارات كبرى :
الاختيارات الثقافية:
ـ استعادة الثقافة الوطنية
ـ إعطاء اللغة العربية مكانتها
ـ ترسيخ القيم الوطنية وفق المبادئ وأبعاد الحضارة الإسلامية .
الاختيارات الاقتصادية
ـ تبني النظام الاشتراكي
ـ محاربة الاحتكارية والإقطاعية
الاختيارات الاجتماعية
ـ رفع مستوى معيشة السكان
ـ تطوير الحياة الريفية
ـ تحسين الخدمات الصحية والاجتماعية " التعليم والتشغيل
4. المشاكل التي واجهتها الجزائر في بداية الاستقلال :
مشاكل سياسية :
• أزمة 1962 من مظاهرها الصراع على السلطة بين العسكر يين والحكومة المؤقتة
• القيود التي تضمنتها بعض بنود " اتفاقية ا فيان " مثل "بقاء القوات الفرنسية في بعض القواعد الإستراتيجية (مرسى الكبير ,المطارات ) و بعض الإمتيازات الثقافية( احتفاظ فرنسا في الجزائر ببعض المنشآت التعليمية ) والاقتصادية( دخول الجزائر في منطقة الفرنك الممنوحة للفرنسيين
• مشاكل الحدود مع المغرب الأقصى 1963.
مشاكل اقتصادية :
• انعدام القاعد ة الصناعية
• ضعف البنية التحتية من مواصلات, جسور وسدود.....
• سيادة الزراعة التجارية مثل زراعة الكروم " 370 ألف هكتار "
• فرار الإطارات الأوربية التي كانت تسير الاقتصاد الجزائري في عهد الاحتلال
• تهريب المعمرين لرؤوس الأموال حيث قدرت الأموال المهربة ب" 100 مليار فرنك " .
* مشاكل ثقافية
• 132 سنة من التجهيل
• تدمير مقومات الشخصية الجزائرية
• مشاكل اجتماعية :
• بلغت نسبة الأمية سنة *1962 حوالي 95 %
البيان العدد بالألف
الشهداء
الأيتام
المفرج عنهم من المعتقلات والسجون
المهاجرون من القرى نحو المدن 1500
500
3000
700
5 . الاهتمامات المستعجلة :
• إقرار نظام الحزب الواحد(F.L.N)
• التخلص من قيود معاهدة إفيان - تأميم أراضي المعمرين
• 1963- صك عملة وطنية – الدينار
• بناء اقتصاد وطني وفق النهج الاشتراكي
• التكفل بضحايا حرب التحرير.
• محاربة الأمية عن طريق فرض إجبارية التعليم.
التطور السياسي للدولة الجزائرية
تمهيد:
لقد أثمر كفاح الشعب الجزائري الطويل باستقلال مستحق أكدته اتفاقيات إفيان 1962 وتمكن بعده الجزائريون من تجاوز صعوبات المرحلة الانتقالية , وإقامة الجمهورية الجزائرية التي كان على عاتقها تحقيق الأهداف المرسومة في مواثيق الثورة الجزائرية .
1 - التطور السياسي :
أ- داخليا :وقد مر بمرحلتين , قبل 89 وبعدها .
ــ المرحلة الأولى 62- 89 وأبرز أحداثها :
1. انتخاب الجمعية التأسيسية 26 /09 / 62 وانتخابها لأحمد بن بلة رئيسا للجزائر.
2. استمرار الصراع على السلطة , ومن مظاهره بروز معارضة قوية من قيادات الثورة مثل حسين آيت أحمد الذي أسس "جبهة القوى الاشتراكية"( F.F .S) ومحمد بوضياف الذي أسس"الحزب الثوري الاشتراكي"( P.R.S) سنة 1963 , والذي صدر بشأنها مرسوم 14/08/63 بمنع كل الجمعيات ذات الطابع السياسي في إطار تبني نظام الحزب الواحد F.L . N فقط .
3. ضبط وبناء معالم النظام الجمهوري الذي نصت عليه مواثيق الثورة وذلك بإصدار دستور 1963 و ميثاق الجزائر 1964
4. مواجهة المشاكل الكبرى الموروثة عن الاستعمار وحرب التحرير . وانتهت هذه الفترة بانقلاب عسكري قاده وزير الدفاع آنذاك العقيد هواري بومدين يوم 19 جوان 1965 عرف بالتصحيح الثوري امتد إلى 1978 .
وأهم أحداث مرحلة بومدين (65- 7:
1. اعتلاء بوخروبة ابراهيم محمد , المعروف بهواري بومدين ,السلطة على رأس مجلس الثورة المتكون من 25 عضوا والذي يمثل الهيئة العليا للبلاد وذلك باسم "الشرعية الثورية " .
2. الشروع في بناء هياكل الدولة و مؤسساتها المنتخبة ـــ المجالس البلدية 1967 ,الولائية 1969 ,المجلس الوطني ورئاسة الجمهورية 1977 , ووضع مرجعية لذلك, فتم إصدار ميثاق 1976 ودستور 1976 , وانتهت هذه المرحلة بوفاة الرئيس هواري بومدبن يوم 27 /12 / 1978,إثر ذلك عقد مؤتمر استثنائي لحزب جبهة التحرير الوطني في جانفي 1979 أعلن عن :حل مجلس الثورة وترشيح العقيد الشاذلي بن جديد الذي أصبح رئيسا للجمهورية بعد انتخابات 07 / 02 / 1979 وظهرت بذلك مرحلة أخرى امتدت إلى 1989 :
ــ مرحلة الشاذلي بن جديد(79- 89): اهم احداثها
1. إثراء الميثاق الوطني 1986 لمراجعة المسار السابق .
2. حدوث مجموعة من الاضطرابات,في مناطق متعدد من ا لبلاد ,بالقبائل1980 , قسنطينة 1986 ,انتهت بانفجار عنيف في 5 أكتوبر1988 ,غذاه غضب جماهيري على سوء الأحوال الاجتماعية وتدني مستوى المعيشة , استغلته أحزاب للوصول إلى الحكم , ولتهدئة الوضع أعلن الشاذلي عن إصلاحات جذرية , فكان إيذانا بدخول مرحلة جديدة من تطور الجزائر السياسي بديمقراطية فوضوية مرتجلة .
المرحلة الثانية :بعد1989 : جسدت الإصلاحات الجذرية التي أعلن عنها الرئيس الشاذلي في دستور 23 /02 / 1989 الذي فتح الباب لمرحلة جديدة تميزت بإطلاق الحريات والتعددية السياسية وقد عرفت أربعة مراحل :
الفترة من 89 ـ92 : ظهرت أحزاب عديدة تجاوزت 60 حزبا ,فأجريت انتخابات محلية في 12 جوان 1990 و تشريعية في 26 /12 /1991 فازت "الجبهة الإسلامية للإنقاذ"(F. I .S) بأغلبية ساحقة . لكن المسار الانتخابي أوقف ,وهو ما أدى بالحزب الفائز إلى التحرك عن طريق الاحتجاجات و الاضرابات تم احتلال الساحات العمومية .
وفي 11 / 01 / 1992 أعلن الرئيس الشاذلي عن استقالته التي تزامنت مع حل المجلس الوطني , وهو ما أوجد فراغا دستوريا , لعدم نص الدستور على هذه الحالة ,مما أدخل البلاد في عهد جديد ووضعية خطيرة .
الفترة من 92 - 95 : قام المجلس الدستوري بالاجتهاد في معالجة الفراغ الدستوري الذي وقع , فنصب على أعلى هرم السلطة مجلسا يتكون من خمسة أعضاء هم : محمد بوضياف (رئيسا ) و علي كافي , خالد نزار, علي هارون ,وتيجاني هدام , و سمي بـ "المجلس الأعلى للدولة" أوكلت له مهمة تسيير المرحلة الانتقالية فبدأ المجلس الأعلى بتضييق الخناق على بعض الأحزاب ـــ كحزب جبهة التحرير الوطني وحل أحزاب أخرى كالجبهة الإسلامية للإنقاذ سنة 1993 وهو ما أدى إلى انزلاق خطير أدخل البلاد في دوامة من الإرهاب كان على رأس ضحاياه رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد بوضياف عندها نظمت ندوة وطنية ضمت السلطة ومعظم الأحزاب سنة 1994 فتم تعيين اليامين .زروال رئيسا للدولة وفي 16 / 11 / 1994 نظمت انتخابات رئاسية تعدديه شارك فيهااليامين زروال كمترشح حر وفاز بها , فظهر عهد جديد.
الفترة من 95 ــ99 : وأهم ما ميزها :
تعديل دستور 1989 وإجراء انتخابات تشريعية 1997 ومحلية 1998 شعارها "استكمال بناء الصرح المؤسساتي" و أمام الفشل في التحكم في الوضع الأمني , اضطر الرئيس إلى تنظيم انتخابات مسبقة في 15 / 04 /1999 فاز بها المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة .
الفترة ما بعد 1999 : وقد تضمن برنامج بوتفليقة جملة من الأولويات منها ، استعادة السلم المدني , فأصدر قانون "الوئام المدني" بعد استفتاء 16 / 09 /1999 وقد تجاوبت معه مختلف الجمعيات و الأحزاب , بما في ذلك الجماعات المسلحة.
ب ـ خارجيا :
1. محاربة كل أشكال الاستعمار و التمييز العنصري .
2. مساندة حركات التحرر في العالم .
3. العمل من أجل السلم والتعاون الدولي في إطار احترام المعاهدات و المواثيق الدولية .
4. العمل على تجسيد الوحدة المغاربية و العربية والإسلامية و الإفريقية .
وتتجلى السياسة الخارجية الجزائرية في المظاهر التالية :
1- الوقوف إلى جانب الحركات التحررية و فتح مكاتب لها بالجزائر و المشاركة في حرب 1967 / 1973 ودعم الصحراء الغربية سنة 1975 .
2- احتضان المؤتمر الرابع لحركة عدم الانحياز 1973 .
3- احتضان و إنجاح قمة الأوبيب (O.P.E.P) سنة 1975 .
4- تسوية النزاع بين العراق و إيران سنة 1975 .
5- احتضان "المجلس الوطني الفلسطيني" نوفمبر 1988 تمخض عنه إعلان قيام * دولة فلسطين *
6- قمة زرالدة المغاربية 1989 ضمت رؤساء الدول المغاربية الخمسة فكانت الخطوة الأولى لبناء * اتحاد المغرب العربي *
أما في التسعينات فقد عرفت الديبلوماسية الجزائرية تراجعا كبيرا نتيجة الوضع الأمني (غلق العديد من السفارات, وشركات النقل الجوية الأجنبية .....) فاقتصر الوضع على شرح الأوضاع الداخلية الجزائرية وتحسيس المجموعة الدولية بخطورة ظاهرة الإرهاب و ضرورة التعاون لمحاربتها ، وعليه شاركت في العديد من اللقاءات كمؤتمر شرم الشيخ بمصر 1997
ومع نهاية القرن العشرين , بدأت الدبلوماسية الجزائرية تعرف انتعاشا , وعادت البعثات الديبلوماسية ومن أهم هذه المظاهر
- احتضان الجزائر للآخر قمة إفريقية في هذا القرن 1999 . -محاولة تسوية بعض النزاعات بين أثيوبيا وأرتيريا و الكونغو .
2 - التطور الاقتصادي : وقد مر بمرحلتين قبل 1989 وبعدها
المرحلة الأولى سنة 1962 / 1989 :
1- تميزت هذه المرحلة بتطبيق النموذج الاشتراكي ,للتنمية الشاملة ,حيث تم وضع اللبنات الأولى للاشتراكية في الفترة ما بين 1962 / 1965 ومنها نظام التسيير الذاتي و تأميم بنك الجزائر ليتحول إلى "البنك المركزي الجزائري" وإنشاء شركات عمومية مثل سوناطراك .
أما الفترة ما بين 1965 و 1989 فتميزت بسياسة التأميمات الكبرى كالمناجم ,1966 الصناعات الميكانيكية والكيميائية و الغذائية1968 ، المحروقات 24 /02 /1971.
1- إقامة سلسلة من المخططات التنموية و إصدار قانون الثورة الزراعية 1971 .
2- إقامة صناعة وطنية قائمة أساسا على الصناعات الثقيلة مثل : مركب الحجار 1969 و مركب رويبة للصناعات البتروكيماوية 1972 وغيرها
3- تدعيم قطاع النقل و المواصلات و أهمها طريق الوحدة الإفريقية 1973 .
4- احتكار الدولة للتجارة الداخلية و الخارجية .
5- غير أن نهاية هذه المرحلة عرفت صعوبات كبيرة ناتجة عن ظروف خارجية ( تراجع الاشتراكية في العالم , الأزمة الاقتصادية العالمية 1986 ), وداخلية (مضاعفات الأزمة الاقتصادية العالمية ، حيث تراجعت مداخيل الدولة , فتوقفت المشاريع التنموية الكبرى , وأصبحت المؤسسات عالة على خزينة الدولة , وهو ما دفع الجزائر إلى إعادة النظر في أسلوبها الاقتصادي , فكان بداية لمرحلة جديدة .
المرحلة الثانية: بعد 1989 : تميزت بالتحول التدِريجي من أسلوب الاقتصاد الاشتراكي الموجه , إلى أسلوب الاقتصاد الرأسمالي الحر وذلك بتخلي الدولة شيئا فشيئا عن دورها الاقتصادي لصالح الأفراد , ومن مظاهر ذلك :
ـــ تنازل الدولة عن أملاكها العمومية ( سكنات ، محلات تجارية ، أراضى زراعية .....الخ )
ــ خصخصة المؤسسات العمومية بعد فشل محاولات تطهيرها ماليا .
ــ رفع احتكار الدولة عن التجارة الداخلية والخارجية ، حيث سمح للقطاع الخاص بمزاولة هذا النشاط .
ــ فتح الأبواب أمام الاستثمار الخاص الوطني والأجنبي وو ضع التشريعات الملائمة و منح امتيازات جمركية وضريبية ..الخ .
جاءت هذه التحولات بموجب شروط صندوق النقد الدولي التي امضت معه الجزائر اتفاقية لجدولة ديونها في سنتي 1993و1996.
3 ـ التطور الاجتماعي والثقافي : ورثت الجزائر عن عهد الاحتلال تركة ثقيلة ( جوع ، جهل ،امية ، حرمان ، امراض ..) لذلك عملت الجزائر المستقلة على مجو هذه الآثار .
ففي المجال الاجتماعي تم الاعتناء بتوفير السكن ، والعمل لجميع السكان ، و تحسين الظروف الصحية باقرار مبدأ الطب المجاني عام 1974.
وفي المجال الثقافي اهتمت الجزائر بالتعليم بجعله مجانيا وحقا للجميع ، واعتني باللغة العربية في الادرات و بجعلها لغة التدريس في التعليم الأساسي والثانوي و العلوم الإنسانية في الجامعات .
لكن مع نهاية الثمانينيات بدأ المستوى المعيشي للجزائريين في التراجع وأصبح اكثر خطورة في التسعينيات ومطلع القرن 21 بفعل التحول من الاقتصاد الاشتراكي إلى الاقتصاد الرأسمالي الحر وتجلت مظاهره في تفاقم البطالة ( اكثر من مليونين بطال ) ، أزمة سكن خانقة ، انتشار الفقر بفعل تدني القدرة الشرائية ، ظهور بعض الأوبئة التي تم القضاء عليها .
الاستنتاج :
إن حجم التركة الثقيلة الموروثة عن الاحتلال دفع قادة الثورة إلى تجاوز خلافاتهم من اجل اعادة بناء الجزائر وكان ذلك وفق النظرة الاشتراكية ، التي لم تصمد مع انهيار المعسكر الشرقي مما انعكس على الجزائر بتبنيها الاسلوب الرأسمالي الذي ظهرت آثاره السلبية سريعا على الحياة الاجتماعية للمواطنين و التي لازالت تتفاعل إلى الآن .