04 - الإجراءات الفرنسية لخنق الثورة :
• أ - الاجراءات الداخلية:
إنشاء المناطق المحرمة و تكوين المحتشدات إتباع سياسة القمع (مكاتب الفرق الإدارية لاصاص )و العقاب الجماعي لعزل الشعب عن الثورة.
مواصلة الحرب النفسية ضد الثورة
العمل على عزل الثورة عن الخارج بإقامة الخطوط الكهربائية على الحدود و زرعها بالألغام (خط موريس على طول الحدود التونسية من القالة حتى تبسة بطول 400 كلم و عرض ما بين (60-6 متر ). و خط شال على الحدود المغربية)
غض الطرف عن اعمال المستوطنين خاصة تاسيس منظمة اليد الحمراء عام 1956.
السعي لايجاد بديل لجبهة التحرير الوطني ( الحزب الشيوعي ، الحركة الوطنية الجزائرية (M.N.A),
اختطاف طائرة وفد (ج.ت.و) في 22 أكتوبر 1956 و التي كانت في طريقها من المغرب إلى تونس ( بن بلة - آيت أحمد - بوضياف - محمد خيضر - رابح بطاط - مصطفى الأشر ف ).
• ب - الإجراءات الخارجية:
منح الاستقلال لتونس و المغرب مارس 1956 للقضاء على وحدة النضال المغاربي,
التفرغ لحرب الجزائر بتخلص فرنسا من مستعمراتها الافريقية.
الاعتداءات المتكررة على الدول المؤيدة لكفاح الجزائرمثل العدوان الثلاثي على مصر 1956 ، قصف قرية ساقية سيدي يوسف التونسية يوم 8 فيفري 1958 .
العمل على كسب التأييد الدبلوماسي الدولي لخنق الثورة عالميا.
استراتيجية الثورة على المستوى الخارجي :
التمثيل الديبلوماسي:
الثورة الجزائرية كحركة تحررية لم تغفل البعد الدولي ، لذلك ارتأت ان تدعم المجهود السياسي والعسكري بجهاز ديبلوماسي يقيها كل أشكال التعتيم والتشويه ، ويمكنها من كل أنواع الدعم السياسي والقانوني وود وتعاطف الرأي العام العالمي .
فمن القاهرة امتد صوتها الى باندونغ في اطار وفد مشترك للبلدان المغاربية الثلاث ، لتكون المحطة الأولى نحو هيئة الأمم المتحدة
ممثلو دبلوماسية الثورة الجزائرية
* المنسق العام للثورة الجزائرية " محمد بوضياف "
* الوفد الخارجي للثورة المتكون من " حسين آيت أحمد ، أحمد بن بلة ، محمد خيضر "
* وفود جبهة التحرير الوطني
* قسم التنسيق بين الداخل والخارج برآسة " امحمد يزيد " 1955
* قسم الشؤون الخارجية باشراف محمد الأمين دباغين 1958
* وزارة الشؤون الخارجية للحكومة المؤقتة الجزائرية
وزارة الاعلام
التنظيمات الجماهرية " الطلابيةوالمهنية والنسوية "
فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم
أهداف ديبلوماسية الثورة :
- التعريف بالقضية الجزائرية في المحافل الدولية
- فضح السياسة الاستعامرية وكسر التعتيم الاعلامي
• تذكير العالم بمواثيق وطروحات حق الشعوب في تقرير المصير واحترام حقوق الانسان
• كسب تعاطف الرأي العام العالمي أو على الأقل تحييده
• عزل فرنسا ديبلوماسيا
• اثارة الرأي العام الفرنسي ضد أشكال الابادة المرتكبة في الجزائر باسم الديمقراطية والقانون العادل والحضارة
• الحصول على دعم الدول ماديا وبالثقل السياسي
• جعل الدوائر والمنظمات غير الحكومية تظغط على فرنسا والدول الداعمة لها
• توسيع دائرة تحالفاتها
ملاحظة : عد الى الكتاب المدرسي تجد بين طيات صفحاته 190/191 جداول تبين أهم محطات القضية الجزائرية في المحافل الدولية
05 - رد الثورة على الإجراءات الفرنسية :
- توجيه نداء للشعب الجزائري للقيام بإضراب(8 أيام من 28 جانفي 1957) وقد أثبت هذا الإضراب الشامل فاعليته عشية انعقاد دورة الأمم المتحدة و تضامن الشعب مع جبهة التحرير و جيش التحرير.
- زيادة العمليات العسكرية و توسيع نطاق العمليات الفدائية في المدن, ( معركة الجزائر في جانفي 1957 دامت قرابة عام كامل.
- تزويد (ج.ت.و) بالأسلحة الثقيلة و المضادة للطيران.
- زيادة النشاط الدبلوماسي في الخارج لكسب التأييد الدولي.
- نقل الثورة إلى أرض فرنسا ذاتها
- تشكيل الحكومة الجزائرية المؤقتة في19 سبتمبر 1958 بالقاهرة برئاسة"فرحات عباس"و توالت الاعترافات الدولية بها .
أمام هذا الزحف المتواصل و عجز و القوات الفرنسية عن إيقافه أدى ذلك إلى خلق أزمات لفرنسا التي أصبحت مهددة بالانهيار كما توالى سقوط حكوماتها,(حكومة ادغا ر فور ثم غي مولية ثم موريس بورج مونوري ثم حكومة فليكس غياربعد تكتل الجيش الفرنسي مع المستوطنين و قاموا بانقلاب عسكري في الجزائر في 13 ماي 1958 بقيادة الجنرال - جاك سوستيل - و سلان – و دعوا ديغول لتسلم الحكم لينقذ سمعة فرنسا من الانهيار و يضمن بقاء خرافة الجزائر- فرنسية. ولم تنته الأزمة إلا بوصوله إ لىالحكم في جوان 1958 و طلب من البرلمان تزويده بسلطات استثنائية و بذلك سقطت الجمهورية الرابعة على صخرة الثورة الجزائرية.
استراتيجية الاستعمار للقضاء على الثورة :
تعتبر هذه المرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها الثورة الجزائرية ذلك أن زحف الثورة و عجز فرنسا عن إيقافها أدى إلى خلق أزمات لفرنسا خاصة منها انقلاب ماي58 في الجزائر الذي قام به المستوطنون و أعلنوا تسلمهم الحكم و وجهوا نداء إلى ديغول لتولي الحكم و هددوا بفصل الجزائر عن فرنسا فاستلم ديغول الحكم و عمل كل ما في وسعه للقضاء على الثورة باستعمال جميع الوسائل فأسند قيادة الجيش إلى الجنرال- شال - الذي بدأ في تطبيق حرب جديدة ضد الثورة سميت باسمه " خطة شال " منذ تعيينه في ديسمبر 1958 إذ قام الجيش الفرنسي بعمليات ضخمة ضد جيش التحرير في إطار سياسة ديغول الشاملة المتمثلة في:
1- سياسة ديغول لخنق الثورة :
أ- عسكريا :
زيادة عدد القوات الفرنسية بالجزائر و الاستعانة بإمكانيات الحلف الأطلسي.
الإكثار من من مكاتب لصاص و مدارس التعذيب كمدرسة جان دارك بسكيكدة.
غلق الحدود الجزائرية التونسية و المغربية بإقامة الأسلاك الشائكة المكهربة و الملغمة ( خط شال و موريس) .
محاولة قمع الثورة و عزل الشعب عنها بالإكثار من المحتشدات الإجبارية و المناطق المحرمة و المراكز العسكرية.
تجنيد المزيد من العملاء و الحركة للمساهمة في العمليات ضد أبناء وطنهم .
تعيين الجنرال شال على رأس الجيش الفرنسي بالجزائر الذي طرح خطة للقضاء على الثورة في ظرف سنة قائمة على التنسيق بين مختلف وحدات الجيش ( برية , بحرية , جوية ) و تطهير الجزائر منطقة بعد منطقة في عمليات ضخمة منها :
اسم العمليات التاريخ الناحية القائد
التاج 06 فبراير- مارس 1959 الجنوب الوهراني "الظهرة الجنرال – غامبيار -
عملية المنظار 22 جويلية – ديسمبر1959 اكفادو ووادي الصومام الجنرال شال
عملية الأحجار لكريمة نوفمبر 1959 جبال قرقور الجنرال اوليبي
الفيروز 01 نوفمبر 1959 جيجل ,ميلة و الميلية الجنرال دوكورنو
الزبرجد نوفمبر 1959 إيدوغ
الزمرد 01 نوفمبر 1959 سكيكدة و القل الجنرال هوبرت
عملية الشرارة جويلية 1959 الحضنة والنمامشة الجنرال شال
عملية الشركة الثلاثية 19 ابريل 1960 الأوراس الجنرال شال
عملية الحزام ماي – جوان 1959 الونشريس و زكار الكولونيل – غودار -
ب - سياسيا : سياسة الإصلاحات و قد تمثلت في عدة أساليب منها :
- اعتبار الجزائر جزءا من فرنسا.
- إجراء استفتاء حول دستور فرنسا الجديد في 26 سبتمبر 1958.
- عرض سلم الشجعان في 23 أكتوبر 1958 حيث وجه نداءا لاستلام قادة الثورة .
- شن حرب نفسية على الشعب و على الثورة باستغلال وسائل الاعلام ، ضباط المكاتب الادارية(S.A.S)، و العملاء.
- الاعتراف بحق تقرير المصير في 16 سبتمبر 1959 و لكن بشروط :
1. وقف إطلاق النار .
2. توفر السلام لمدة أربع سنوات
3. يخير الشعب الجزائري بين الانفصال أو الإدماج في المناطق الشمالية دون الصحراء.
- البحث عن عملاء سياسيين يمكنهم تمثيل الجزائر و إنهاء الحرب " خلق قوة ثالثة " .
- الحيلولة دون عرض القضية الجزائرية على الأمم المتحدة.
ج - اقتصاديا : سياسة الإغراء و المشاريع الاقتصادية :
سطر ديغول مشروعا اقتصاديا لتصفية الثورة بحجة أن سبب الثورة هوالفقر و تمثل ذلك في :
ج ـ 1ـ مشروع قسنطينة الاقتصادي : في10اكتوبر1958 و يمتد لخمس سنوات حتى 1963 و الذي اعتبره ديغول مكملا للجانب العسكري و قد تضمن ما يلي :
توزيع الأراضي على الجزائريين(250الف هكتار).
تخصيص 10% من الوظائف العليا للجزائريين .
إقامة مشاريع صناعية و تعليمية و بناء 250 ألف مسكن.
ج ـ 2ـ أهداف مشروع قسنطينة :
خنق الثورة بعزل الشعب عنهاعلى أساس أن أسبابها على حد زعمه مطالب اجتماعية و اقتصادية .
إقامة طبقة برجوازية تتعاون مع فرنسا .
العمل على إيجاد جزائر جزائرية بدون (ج.ت.و) وذلك بتعيين و توظيف العملاء يمثلون الجزائر و يتحدثون باسمها .
2- رد الثورة و مواجهتها لسياسية ديغول: لقد كان رد الثورة على سياسة ديغول مزدوجا :
أ ـ في الميدان الداخلي:
مقاومة مشروع قسنطينة الاقتصادي بالتكفل بأسر الشهداء وإحداث قطيعة مع الهياكل الفرنسية.
الاعتماد على أساليب عسكرية جديدة لمقاومة خطة شال بتجنب المواجهة المباشرة تصغير وحدات جيش التحرير الوطني و خوض حرب العصابات و الكمائن
الإكثار من العمليات الفدائية في المدن و خلف خطوط العدو
نقل العمليات الفدائية إلى فرنسا ذاتها منذ أوت 1958 مما أدى إلى انتشار الخوف في أوساط المجتمع الفرنسي.
تأكيد التلاحم الشعبي الذي عبر عنه الجزائريون بالمظاهرات التاريخية في11 ديسمبر 1960 التي أستقبل بها ديغول عند زيارته للجزائر هي تحمل الأعلام الوطنية و تنادي بحياة ج.ت.و.
ب – في الميدان الخارجي:
تأطير المهاجرين الجزائريين ونشر الوعي بينهم.
تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة في 19سبتمبر1958 برئاسة فرحات عباس بالقاهرة وطالبت بتقرير المصير تحت ضمانات دولية.
مواصلة تدويل القضية الجزائرية وحشد التأييد العالمي لها.
3- مظاهرات 11 دبسمبر 1960:
أ- وكان من أسباب هذه المظاهرات :
o الرد على مساومات ديغول الذي حاول خلق قوة ثالثة لعزل الجماهير عن ( ج.ت.و) .
o التصدي لإضراب و مظاهرات المعمرين الذين يريدون فرض فكرة الجزائر فرنسية.
o إبراز تلاحم الشعب مع الثورة و تكذيب إداعاءات ديغول بأن الجبهة لا تمثل الشعب الجزائري.
o إبراز استحالة التعايش بين المستوطنين و الجزائريين.
ب - و كان من نتائج هذه المظاهرات :
ب-1- في الميدان الداخلي:
o تأكيد التفاف الشعب حول ( ج.ت.و ) .
o تدعيم فكرة و مبدأ تقرير المصير.
o إفشال مخطط ديغول الذي حاول تحريف الثورة بعدما فشل في القضاء عليها بخلق قوة ثالثة و فصل الشعب عن ( ج.ت.و ) تركت صدى واسعا في العالم و اعترفت الأمم المتحدة بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره و ذلك يوم 19 ديسمبر 1960.
o إجراء استفتاء في فرنسا يوم 16 جانفي 1961 حول تقرير مصير الشعب الجزائري فكانت النتيجة % 76 صوتوا لتقرير المصير.
o تذمر الجيش الفرنسي و يأسه من القضاء على الثورة جعله يلجأ إلى فكرة الانقلاب يوم فيفري و الذي قاده الجنرال" شال" مما أدى إلى انشقاق الجيش الفرنسي و تأكد المعمرون بأن نهايتهم الحتمية قد قربت و أن رحيلهم بات وشيكا و كانت مظاهرات ديسمبر بداية النهاية بالنسبة لهم و مستقبلهم في الجزائر و اضطر ديغول إلى حسم الموقف بحرية تحت ضغط الثورة والدخول في المفاوضات.
ب -2- في الميدان الخارجي:
o قامت الثورة بتأليف الحكومة المؤقتة في19 سبتمبر1958 بالقاهرة برئاسة فرحات عباس .
o إعلان الحكومة في 28 سبتمبر 1959 عن قبولها لمبدأ تقرير المصير و بأن التفاوض لا يكون إلا مع الحكومة المؤقتة و الاعتراف باستقلال الجزائر
و من خلال ما سبق يتضح لنا أن سياسة ديغول و مواقفه من الثورة مرت بأربعة مراحل :
o مرحلة الجزائر فرنسية حيث عامل الجزائر على أنها جزء إقليمي من فرنسا .
o مرحلة الاعتراف بتقرير المصير منذ16 سبتمبر1959.
o مرحلة قبول المفاوضات مع ) ج.ت.و( في أفريل 1960.
o لكن هذه السياسة و الجهود التي بذلها ديغول للقضاء على الثورة ذهبت أدراج الرياح ووصل1961 يحمل معه تباشير النصر للثورة وجيشها.