مديرية التربية لولاية ميلة ثانوية ديدوش مراد – ميلة –
نهائي آداب و فلسفة.
الفرض الأول للثلاثي الثالث
النص:
قد يخطيء الإنسان اليوم في حكمه على أثر من الآثار,فيستكبر الصغير و يستصغر الكبير قد يخطيءجيلا ,لكنه لا يخطيءدهرا فالأثرالخالد لا يموت , و الميت لا يعيش , و لا يخلد من الآثار إلا ما كان فيه بعض من الروح الخالدة بين كل المسارح التي تتقلب عليها مشاهد الحياة , ليس كالأدب مسرحا يظهر عليه الإنسان بكل مظاهره الروحية و الجسدية . ففي الأدب يرى نفسه ممثلا و مشاهدا في وقت واحد . هناك يشاهد نفسه من الأقماط حتى الأكفان . و هنالك يمثل أدواره المتلونة بلون الساعات و الأيام , و هنالك يسمع نبضات قلبه في نبضات سواه و يلمس أشواق روحه في أشواق روح غيره , و يشعر بأوجاع جسمه في أوجاع جسم إنسان مثله . هنالك تتخذ عواطفه الصماء لسانا من عواطف الشاعر , و تلبس أفكاره رداء من نسيج أفكار الكاتب , فيرى من نفسه ما كان خفيا عنه , و ينطق بما كان لسانه عييا عن النطق به , فيقترب من نفسه و يقترب من العالم فرب قصيدة أثارت فيه عاصفة من العواطف و مقالة تفجرت لها في نفسه ينابيع من القوى الكامنة أو كلمة رفعت عن عينيه نقابا كثيفا أو رواية قلبت إلحاده إلى إيمان , و يأسه إلى رجاء , و خموله إلى عزيمة , و رذيلته إلى فضيلة , تلك مزية قد خص بها الأدب و تلك هي مملكة الأدب لا ينازعه عليها منازع , و ما سلطان الأدب إلا في أنه أبدا يجول في أقطار النفس باحثا عن مسالكها , مستطلعا آثارها و ما شرف الأديب إلا أنه أبدا يشاطر العالم اكتشافاته في عوالم نفسه حتى إذا ما وجد آخر بعضها من نفسه في تلك الاكتشافات كان في ذلك للأديب أطيب تعزية و أكبر ثواب .إذن فالأدب الذي هو أدب( ليس إلا رسولا) بين نفس الكاتب و نفس سواه , و الأديب الذي يستحق أن يدعى أديبا هو من يزود رسوله من قلبه و لبه .
ميخائيل نعيمة
البناء الفكري:
1.ماهي شروط خلود الأثر الأدبي ؟.
2.وضح العلاقة التي تربط الإنسان بالأدب من خلال النص.
3.إلى أي فن نثري ينتمي النص ؟وضح و علل ثم بين خصائصه مع التمثيل من النص.
4.ينتسب نعيمة فنيا إلى الرابطة القلمية , أثبت صحة هذا الانتساب بتحديد الخصائص من النص.
البناء اللغوي:
1. حدد الحقل الدلالي المستعمل في النص مع التمثيل.
2. ماذا أفادت (رب ) في قوله : فرب قصيدة ...؟.
3. حدد النمط الغالب و النمط الخادم له , و اذكر بعض مؤشراتهما
4. ما الوظيفة الإعرابية للجملة بين قوسين ؟
3 . التقويم النقدي للنص :
أسهم الأدب المهجري بشكل فعال في تطوير حركة الإبداع و النهوض بالأدب العربي , وضح ذلك استنادا إلى النص.
بالتوفيق إن شــــــ
اء الله